المرحلة الثانية من حرب غزة (وتوابعها في لبنان) بدأت بشائرهاـ ولمن كان يعتقد أو يتمنى أن تكون عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) هي في حد ذاتها النصر العظيم، عليه فقط أن يتابع ما يجرى في الإقليم ببعض الهدوء والتروي، دون شتم أو سب أو تخوين، وحبذا بقليل من المنطق حتى يعرف أن ما جرى كان إشعالاً لحظياً فجر المنطقة، ويؤدى إلى إعادة هيكلتها.
«المواجهة» – إذا صحت التسمية- بين إيران وإسرائيل مادة تعليمية ثرية. في مصلحة إسرائيل الاستمرار في عملياتها العسكرية الأشبه برشاش المياه الذي يستخدم في الحدائق الصغيرة، يتم فتحه ساعتين صباحاً ومثلهما مساءً، وإذا لوحظ جدب أو جفاف ركن من الأركان يتم نقل الرشاش إليها لساعة أو اثنتين، وهكذا.
هذا ما تفعله إسرائيل في المنطقة. اقتصادها يتضرر؟ نعم. الرأي العام الإسرائيلي يتأرجح بين تأييد الحرب والمطالبة بإيقافها، أو بين دعم نتانياهو ومعارضته؟ نعم.
لكن تأرجح الرأي العام الإسرائيلي الذي يفسره البعض عندنا بأنه دعم لفلسطين، أو تعاطفاً مع أهل غزة، أو تراحماً مع شعب لبنان، هو تأرجح يضع الصالح الإسرائيلي العام على رأس الأولويات.
وهذا يعني تحقيق المصالح الإسرائيلية التي يرى البعض هناك أن الحرب لا تحققها بالقدر الكافي.
أما دعم نتانياهو من عدمه فلا يعني شيئاً بالنسبة لنا. بمعنى آخر، انخفاض شعبيته، أو حتى المطالبة باستقالته لا تعني أن الرأي العام الإسرائيلي استيقظ يوم الثامن من أكتوبر 2023 على يقين بأهمية حل الدولتين أو رد الحقوق، ولكن يعني عدم الرضا على سياسات الرجل في تحقيق أهداف الإسرائيليين.
بناء الأحكام والتصورات بناء على عناوين الأخبار، أو بناء على توجه المنصة التي تقدم لنا عناوين الأخبار، أو بحسب مفاهيم وموروثات تعتمد على قوة الخيال لا حقيقة الأمر الواقع، هو بناء قصور وفيلات وشقق فاخرة على رمال متحركة.
وتصور أن رد هذا الطرف الغارق في الحنجورية، أو المفرط في التهديد، أو المفعم بارتعاد الأوصال وانتفاخ العروق، هو دليل دامغ على القوة والإقدام والجسارة والشجاعة، هو عين الإخلاص وصميم العزة والمادة الخام للقوة والنخوة والبسالة، أمر يحتاج المراجعة.
كما أن تلويح ذاك الطرف بأنه سيدك الطرف الآخر دكاً، ويمحوه محواً، ويضربه ضرباً لا يمكنه من القيام مجدداً، يجب أن يؤخذ مأخذ الكوميديا لا التراجيديا، لا سيما إن المسألة برمتها درامية بحتة.
المرحلة التالية تتشكل. يخبرنا الـ«سكريبت» بأنه حين تفرغ إيران من المرحلة الآنية، مرحلة الرد والرد المضاد، سننتقل إلى «الجزء الثاني» في رسم الملامح الجديدة للإقليم. هذه الملامح لا تتعلق كثيراً بسكان غزة، أو مصير أهل الضفة، أو حتى مآل «حماس»، أو الشكل الجديد لـ«حزب الله»، أو دور الحوثيين، أو تحركات الجماعات المسلحة في العراق وغيرها.
إنه الجزء المتعلق بالتفاعل الاستراتيجي بين الدين والأيديولوجيا والسياسة في خريطة الشرق الأوسط الجديد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة
إقرأ أيضاً:
«الاحتلال الإسرائيلي» يعلن اغتيال رئيس مديرية الأمن بجهاز الأمن العام التابع لـ «حماس»
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، مساء اليوم الإثنين، اغتيال رئيس مديرية الأمن في جهاز الأمن العام التابع حركة «حماس»، ثروت محمد أحمد البيك، في غارة جوية على قطاع غزة، نُفذت بناء على معلومات استخباراتية.
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في منشور على حسابه الرسمي بمنصة (إكس) إن "البيك" كان في مُجمع قيادة وسيطرة تم إنشاؤه فيما كانت سابقا مدرسة "موسى ابن نصير" في حي الدرج والتفاح في قطاع غزة.
وأضاف أن مديرية الأمن في جهاز الأمن العام التي كان يرأسها "البيك" كانت تعمل على تشكيل صورة استخباراتية تساعد على اتخاذ القرارات لدى حماس، وهي الجهة القائمة على حراسة مسؤولي وقيادات المنظمة، كما تتولى المسؤولية عن توفير المخابئ للمسؤولين والقادة لغرض استمرار نشاطهم العسكري.
وأوضح أدرعي أن "البيك" كان يُعتبر من الحلقات الرئيسية والجهات البارزة في صنع القرار.
اقرأ أيضاًجيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن تدمير الأسطول السوري بالكامل
جيش الاحتلال يدمر السفن الحربية التابعة للجيش السوري في ميناء اللاذقية
حزب الله يقتل ويصيب عددا من جيش الاحتلال الإسرائيلي في منزل ببلدة مارون الراس