نتنياهو يراوغ والأسوأ غير مستبعد
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
كتب طوني عيسى في " الجمهورية": يتسرّع الذين يعتبرون اليوم أنّ إسرائيل أصيبت بالتعب واستنفدت قدراتها العسكرية والسياسية، وأنّها لذلك بدأت تلين مواقفها، ففتحت باب المفاوضات في القاهرة من أجل تسوية في غزة، ودخلت في مساومات جديدة مع عاموس هوكشتاين
حول تسوية للحرب في لبنان، وقرّرت أن تتراجع عن توجيه ضربات لإيران ذات مفاعيل استراتيجية.
والمثير هو أنّ بعض الأصوات العربية، في البيئات السياسية والإعلامية المعنية، سرعان ما قرّرت الاستفادة من «الليونة » الإسرائيلية لرفع السقف مجدداً، واستعادة الخطاب الذي كان سائداً قبل انفجار الحرب في غزة ولبنان. ومفاد هذا الخطاب أنّ إسرائيل عاجزة عن خوض الحرب مع «حماس » و «حزب الله » وإيران، لأنّها لا تتحمّل الخسائر المنتظرة بالأرواح، من مدنيين وعسكريين، كما أنّ مجتمعها لم يعد مستعداً لتعطيل الاقتصاد، لأنّه بات بلا قضية وضعيف العصبية.
لكن هذه النظرة إلى إسرائيل واستعداداتها للحرب تبقى مجتزأةومبالغاً فيها. فقد أثبتت الحرب الدائرة منذ تشرين الأول 2023 ، في لبنان وغزة، أنّ حكومة اليمين واليمين المتطرّف في إسرائيل غامرت بمصير 250 رهينة وتابعت الحرب في غزة، وهي تبدو مصرّة على مواصلتها لأشهر أخرى، بل ربما سنوات. كما أظهرت هذه الحكومة شراسة في الحرب على «حزب الله » على رغم من خسائر الجيش، متجاوزة أزمة النزوح والتعطيل الجزئي لدورة الاقتصاد في الشمال.
وفي الخلاصة، لا يبدو منطقياً الرهان على «هشاشة » الإسرائيليين في مواجهة الحروب. وعلى العكس، تبين أنّ الهشاشة الفعلية هي التي تصيب لبنان وغزة، حيث الضحايا يسقطون بالآلاف لأنّهم بلا ملاجئ، ويعانون الجوع والعطش والمرض، وتُدمَّر منازلهم والبنى التحتية وتُدفن في أنقاضها العائلات.
إذاً، ثمة من يسأل، ما خلفيات الليونة المفاجئة التي تبديها إسرائيل منذ أيام، في غزة ولبنان، وما هو دافعها إلى تنفيذ عملية هزيلة ضدّ إيران، بعدما توعدتها بضربات مزلزلة؟ العارفون يؤكّدون أنّ ما تقوم به إسرائيل اليوم هو مناورة سياسية لا أكثر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
غارديان: إسرائيل ستصبح دولة مارقة تحت حكم نتنياهو
قالت صحيفة غارديان -في افتتاحيتها- إن حظر إسرائيل وكالة الأونروا يعتبر تصعيدا آخر في هجماتها على الأمم المتحدة وقرارا ضارا بالفلسطينيين يحرمهم الخدمات الأساسية من دون عذر ولا تبرير.
وأكدت الصحيفة أن حكومة إسرائيل اليمينية، ابتداء برئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووصولا إلى العاملين بأدنى المناصب فيها، تظهر ازدراء صارخا للمعايير العالمية التي تحكم حقوق الإنسان والنزاعات والدبلوماسية، مما قد يجعل إسرائيل دولة مارقة.
وانتقدت الافتتاحية نهج إسرائيل العدائي تجاه الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنها قتلت الموظفين الأمميين في غزة وهاجمت قواعدها في لبنان واتهمتها تكرارا بمعاداة السامية، ومنعت الأمين العام من دخول الأراضي الإسرائيلية لعدم إدانته "إدانة كاملة" الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
وأضافت أنه خلال العام الماضي منذ بدء الحرب على غزة، تزايدت الأدلة التي تثبت أن ما تقوم به إسرائيل إبادة جماعية، ولكن الولايات المتحدة وحلفاءها مستمرون بحمايتها من عواقب أفعالها وتجاهل انتهاكاتها للقانون الدولي، وهو ما عدته الافتتاحية تواطؤا في جرائم الحرب، وموقفا يعكس استخفافا بحياة الفلسطينيين و"التعامل مع الشرق الأوسط على أنه وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية".
وحسب الافتتاحية، يمكن لواشنطن إنهاء الحرب غدا من خلال وقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل وفرض اتفاق وقف إطلاق النار على الجانبين، ولكن قرب الانتخابات الأميركية "يشل" أي انتقاد حقيقي للعمليات الإسرائيلية، إذ يخشى المرشحون ردود فعل الناخبين.
وذكرت الافتتاحية تنديد الأمم المتحدة بازدواجية المعايير الأميركية التي تقوض تطبيق القانون الدولي، وقالت إن هذا النفاق يؤدي إلى معايير عدالة مشوهة قائمة على الموازنة بين انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان وقيمتها الإستراتيجية.
وبجانب الولايات المتحدة التي ترفض "كبح جماح إسرائيل"، ألقت الافتتاحية بالمسؤولية على عاتق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحذرت من أنه إذا لم يتم اتباع نهج جديد يتخذ فيه المجلس قرارا حاسما له عواقب حقيقية على مسار الصراع، فلن يتحقق السلام في المنطقة.