إجماع نيابي على اعتبار النزوح قضية وطنية ينبغي مواجهة تداعياتها
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
تقدمت المخاوف والهواجس اللبنانية المتعاظمة من تداعيات أزمة النزوح من المناطق المستهدفة بالغارات والقصف والمواجهات إلى مناطق أكثر أمناً على كل المخاوف والأخطار الأخرى، الأمر الذي يشكل استحقاقاً ضاغطاً بقوة على الدولة والحكومة ومجلس النواب والقوى السياسية والمجتمعية بأسرها. ولعلّ المفارقة الكبيرة اللافتة التي استولدتها هذه الأزمة والتي استوقفت المراقبين الدبلوماسيين كما الأوساط الداخلية تمثلت في أن الهمّ المشترك الناشىء عن تفاقم تداعيات أزمة النازحين تمكّن من فعل ما لم تفعله أي أزمة أخرى سابقاً وحالياً.
إذ أنه عشية أيام قليلة من حلول موعد احياء الذكرى السنوية الثانية لأزمة الفراغ الرئاسي، انعقد اجتماع نيابي موسع في مجلس النواب ضم أكثر من خمسين نائباً يمثلون سائر الكتل النيابية قاطبة بلا استثناء في ما شكل اجماعاً نادراً على توحيد الموقف من أزمة النزوح واصدار توصيات لمواجهتها. وعلى رغم الطابع غير الرسمي لهذا التطور لكون الاجتماع جاء بمبادرة من النواب وليس بدعوة من رئاسة المجلس، اتخذت الخطوة دلالات بارزة وإيجابية من حيث الاجماع على اتجاهات عملية ومبدئية وقانونية لاحتواء ومعالجة أزمة النزوح خصوصاً وتحديداً لجهة الاتفاق على ضرورة خضوع النازحين والمقيمين لأحكام القانون ومنع أي مسببات للاحتكاكات والاشكالات.
وكتبت" النهار": من غير المستبعد أن يكون مسار تكثيف الخطوات المتصلة بالنازحين ناجماً عن المعطيات القاتمة التي لا تزال تحكم الواقع الحربي التصعيدي في لبنان، إذ لا تظهر بعد أي معالم ايجابية لوقف النار ولجم الحرب التدميرية وهو ما تبدّى في عدم تبلّغ المسؤولين اللبنانيين أي معطيات حيال مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في إسرائيل وما إذا كانت سنتتهي بموافقة اسرائيلية على وقف للنار في لبنان.
وكتبت" الشرق الاوسط": كشف مصدر نيابي شارك في اللقاء أن «التحضيرات التي سبقت الاجتماع أخفقت في طرح مسائل جوهرية تتعلّق بكيفية الخروج من الحرب». وأكد أن «كتل المعارضة، لا سيما (القوات اللبنانية) و(الكتائب) والتغييرين والنواب المستقلين، فشلت في طرح آلية تطبيق القرار 1701 ووقف إطلاق النار وانتخاب رئيس للجمهورية، التي كانت تنذر بتطيير الاجتماع وخلق توترات سياسية ليس وقتها الآن».
وقال المصدر إن «العنوان الوحيد الذي تمّ الاتفاق عليه هو ملفّ النازحين اللبنانيين، ومواجهة أزمة النزوح التي تنذر بتفجير أزمة داخلية بفعل عشوائية انتشار هؤلاء ووقف الاستفزازات التي تحصل، ومنع احتلال الممتلكات الخاصة».
واتفق ممثلو الكتل النيابية الذين اجتمعوا في قاعة المكتبة العامة لمجلس النواب ظهر أمس على مجموعة اتجاهات وخطوات تضمنها بيان، وأبرزها: "اعتبار واقع النزوح الذي نشأ نتيجة العدوان الإسرائيلي قضية وطنية تعني الجميع وتفترض مقاربتها والقيام بمهامها وفق قواعد وأصول التضامن الوطني، الذي تجلّى بالاحتضان المشكور الذي حصل في كل المناطق التي استقبلت النازحين وقدّمت أفضل صورة عن الانتماء الوطني. مطالبة الحكومة اللبنانية بمضاعفة جهودها والقيام بكل ما يلزم لايجاد أماكن الإيواء وتأمين المستلزمات الضرورية لإقامة ومعيشة النازحين ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية والإنسانية في هذا المجال. دعوة الأجهزة الأمنية والعسكرية والبلدية للقيام بكامل واجباتها للحفاظ على أمن النازحين اللبنانيين والمقيمين وتطبيق القوانين بحزم وإيلائها الأولوية المطلوبة ومنع أي وجود مسلح سواء من المجتمع النازح أو المقيم والابتعاد عن مظاهر الأمن الذاتي. خضوع جميع المواطنين سواسيةً، من مقيمين ونازحين، للقانون وقواعد الانتظام العام واحترام الملكيات الخاصة وعدم الاعتداء عليها أو استعمالها بغير موافقة اصحابها. الطلب من الحكومة دعم البلديات للقيام بدورها بفعالية وتسجيل النازحين في أماكن النزوح واشرافها على كل ما يتعلق بموضوع النازحين اللبنانيين وتوزيع المساعدات لهم بالتنسيق والتكامل مع هيئة إدارة الكوارث الحكومية".
وأكد النائب وائل أبو فاعور أن الاجتماع عقد بسعي مشترك من كتلتي "اللقاء الديموقراطي" و"الاعتدال الوطني" وبالتعاون مع كل القوى السياسية، وبدعم من رئيس مجلس النواب نبيه بري".
على الصعيد الحكومي، كشف وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال مشاركته في إفتتاح اعمال الدورة التاسعة لأعمال الاتحاد من أجل المتوسط في مدينة برشلونة أنّ "أكثر ما يقلقنا في لبنان هو الفتنة الداخلية مع توسع الاحتكاكات بين النازحين وسكان المناطق التي نزحوا إليها"، مشدداً على أنّه "إذا لم تتوقف الحرب فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية". وطالب بوحبيب بِـ"دعمكم ومساعدتكم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين وتعزيز قدراتنا الدفاعية".
وكتبت" اللواء": خرج ممثلو كل الكتل النيابية، الذين اجتمعوا في قاعة المكتبة العامة لمجلس النواب لمناقشة موضوع النزوح، وحضر النائب امين شري مع نواب آخرين (عن كتلة الوفاء للمقاومة) الاجتماع، الذي نسق الدعوة اليه اللقاء الديمقراطي وكتلة الاعتدال الوطني وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، بهدف تشكيل شبكة أمان تحمي لبنان وتبعد عنه الفتن الداخلية، من زاوية ان النزوح الذي نشأ نتيجة العدوان الاسرائيلي هو قضية وطنية تعني الجميع وتفترض مقاربتها وفق قواعد واصول التضامن الوطني.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أزمة النزوح
إقرأ أيضاً:
لنقي: لقاء بوزنيقة يزيد من تعميق أزمة مجلس الدولة
رأى عضو مجلس الدولة، أحمد لنقي، لقاء بوزنيقة في المغرب بين أعضاء من مجلسي النواب والدولة يزيد من تعميق أزمة مجلس الدولة
وقال لنقي، في تصريحات لـ«المسار»: “لقاء بوزنيقة الحالي لا يمكن تفسيره إلا بزيادة تعميق أزمة مجلس الدولة، وأستغرب موقف الحكومة المغربية بتدخلها السلبي وانحيازها لأحد طرفي النزاع في مجلس الدولة”.
وأضاف “أسجل عدم قبولي لموقف رئاسة مجلس النواب وبعض أعضائه بالتدخل السلبي إزاء الأزمة بين أعضاء مجلس الدولة، ونأمل أن يكون لرئاسة مجلس النواب دور إيجابي حيال النزاع داخل مجلس الدولة لإعادة اللحمة السياسية، فالمجلس شريك محوري ومهم لمجلس النواب في هذه المرحلة الحساسة”.
الوسومحوار بوزنيقة لنقي ليبيا مجلس الدولة