محكمة بريطانية تسجن متطرفا يمينيا بسبب لاجئ سوري
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
قضت محكمة بريطانية بسجن ناشط من اليمين المتطرف، بسبب انتهاكه قرارا قضائيا سابقا يحظر عليه تكرار مزاعم كاذبة بحق لاجئ سوري.
وقررت محكمة وولويش في جنوب شرق لندن، بسجن الناشط المعروف باسم تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي- لينون، لمدة 18 شهرا، بتهمة ازدراء المحكمة، لخرقه عدة مرات أمرا صادرا عن المحكمة العليا عام 2021 يقضي بمنع تكرار مزاعم تشهيرية بحق اللاجئ السوري جمال حجازي.
وكان تسجيل مصور قد انتشر عام 2018 قد أظهر التلميذ حجازي وهو يتعرض للاعتداء بدافع عنصري على يد تلاميذ بيض، في ملعب مدرسة ألموندبيري في هيدرسفيلد في شمال بريطانيا.
اقر أيضا: تلميذ سوري يكسب دعوى تشهير ضد متطرف يميني ببريطانيا
لكن روبنسون (41 عاما)، زعم في مقطعي فيديو نشرهما حينها على فيسبوك أن حجازي لم يكن بريئا، مدعيا أنه كان يعتدي على الفتيات الإنجليزيات. وادعى أن حجازي "ضرب فتاة ضربا مبرحا"، وهدد بطعن صبي آخر في مدرسته، وهو ما نفاه حجازي.
ونجح حجازي في دعوى قضائية ضد روبنسون بتهمة التشهير، وقالت المحكمة العليا في لندن في حكمها الصادر عام 2021 إن روبنسون لم يتمكن من إثبات اتهاماته، وقضت بأن يدفع تعويضا لحجازي يبلغ 100 ألف جنيه إسترليني (137 ألف دولار)، إضافة إلى 500 ألف جنيه إسترليني كتكاليف قانونية.
ورغم قرار المحكمة، إلا أن روبنسون، مؤسس رابطة الدفاع الإنجليزية المتطرفة، كرر مزاعمه في عدة مناسبات، بما في ذلك ست مقابلات نُشرت عبر الإنترنت، إضافة إلى عرض فيلم مصور يتضمن هذه المزاعم، في تجمع في ساحة ترافلغار بلندن في تموز/ يوليو الماضي، كما أُعيد الفيلم الذي تبلغ مدته 90 دقيقة عبر منصة إكس، وحصل على 44 مليون مشاهدة. وشارك مؤيدون لروبنسون بنشر الفيلم.
والاثنين، قال القاضي إن روبنسون انتهك الحظر بطريقة تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من التغطية للمزاعم، ولتصل إلى عشرات الملايين من الناس.
وأوضح القاضي أن روبنسون لم يبد أي قدر من الندم على خرقه القرار السابق للمحكمة العليا، مشيرا إلى أنه يعتبر نفسه "فوق القانون".
وكان روبنسون قد حُكم عليه سابقا بالسجن لتسعة أشهر؛ بتهمة عرقلة سير العدالة في محاكمة عصابة لإغواء الفتيات واستغلالهن جنسيا.
وفي تموز/ يوليو شارك روبنسون في التحريض على تجمعات عنيفة لليمين المتطرف ضد اللاجئين والمسلمين، بعد نشر معلومات مضللة تزعم أن المسؤول عن قتل ثلاثة أطفال في شمال غرب إنكلترا "طالب لجوء مسلم"، وهو ما كذبته الشرطة.
وكان قد روبنسون قد غادر بريطانيا مع تأكده من صدور أمر باعتقاله بسبب خرقه قرار المحكمة العليا السابق، ليمارس التحريض على العنف ضد المسلمين من منتجع في قبرص.
وعاد روبنسون الجمعة، بعد تحريضه على مظاهرة جديدة في وسط لندن، لكنه لم يتمكن من المشاركة في التظاهرة قرب مقر رئاسة الوزراء، حيث اعتقل لدى وصوله إلى البلاد بموجب بند الإرهاب، بعدما رفض تسليم الرقم السري الخاص بهاتفه للشرطة.
وزعم روبنسون في تدوينة له عبر منصة "إكس" أن "المواطنين البريطانيين يعاملون وكأنهم أناس من الدرجة الثانية في بلاده، وأنهم سئموا هذا الوضع". كما قال في تدوينة أخرى أرفق معها مقطعا مصورا يظهر جانبا من احتجاج أنصار اليمين المتطرف في العاصمة لندن، إن "المملكة المتحدة تعود لنا"، على حد تعبيره.
اقرا أيضا: الادعاء العام البريطاني: سنحاكم المتورطين بأحداث الشغب بتهمة "الإرهاب"
وفي المقابل، تظاهر آلاف الأشخاص من مناهضي العنصرية في مسيرة بلندن، حيث تجمعوا في ميدان بيكاديلي، كما سار المتظاهرون المناهضون للعنصرية نحو شارع وايت هول حيث يقع مقر الحكومة، مرددين هتافات ضد الفاشية والإسلاموفوبيا والتمييز.
وكان قد تم حظر روبنسون سابقا من موقع تويتر بسبب منشوراته التي تحرض على العنصرية والكراهية، لكن مالك موقع "إكس" حاليا أعاد حسابه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية اليمين المتطرف تومي روبنسون بريطانيا التحريض اللاجئين بريطانيا تحريض لاجئين اليمين المتطرف تومي روبنسون المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صحفية بريطانية تهاجم بي بي سي بشدة بعد استقالتها.. غزة هي السبب
كشفت الصحفية البريطانية كاريشما باتيل عن الأسباب التي دفعتها إلى الاستقالة من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، مؤكدة أن تغطية القناة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت السبب الرئيسي لقرارها.
وأوضحت باتيل، في مقال نشرته بصحيفة "إندبندنت" البريطانية هذا الأسبوع، أنها شعرت بعدم الارتياح تجاه النهج التحريري لـ"بي بي سي"، خاصة فيما يتعلق بتغطية الأحداث في قطاع غزة.
وقالت إن "هناك يوم واحد يبرز لي في الأشهر العديدة التي قضيتها في تغطية غزة، حيث وقفت أمام فريقي أعرض - للمرة الثانية - قصة فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات محاصرة في سيارة مع أقاربها القتلى: هند رجب".
وأضافت أنها كانت تتابع التحديثات المستمرة للهلال الأحمر أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة، لكن القسم الذي تعمل فيه اختار عدم تغطية القصة في ذلك اليوم.
وأردفت بالقول "لم يختر مذيعنا العام ذكر اسمها إلا بعد أن قتلها الجيش الإسرائيلي، بإطلاق النار على السيارة وهي بداخلها 300 مرة"، منتقدة طريقة معالجة القناة البريطانية للحدث "حتى عندما غطتها أخيرا، لم يوضح عنوان المقال حتى من فعل ماذا. لقد تجنب التوصل إلى استنتاج".
وشددت باتيل على أن "بي بي سي" فشلت في تغطية قصص الأطفال الفلسطينيين كما يجب، مؤكدة أن قرار القناة بسحب الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" بعد ضغوط خارجية، يعكس افتقارها للنزاهة التحريرية.
وأوضحت أن الفيلم تعرض للرقابة بسبب ارتباط الراوي البالغ من العمر 13 عاما بشخصية سياسية في غزة، رغم أن القناة كان بإمكانها الاحتفاظ بالنسخة مع توضيح السياق، لكنها "اختارت التراجع تحت الضغط بدلاً من التمسك بالحقيقة في قلب الفيلم: أن إسرائيل تلحق الضرر بالأطفال الفلسطينيين".
ولفتت الصحفية إلى أن هذا القرار أثار استياء العديد من الصحفيين والمثقفين، حيث وقع أكثر من 1000 شخص، من بينهم الإعلامي جاري لينيكر والممثلة ميريام مارجوليس، على رسالة مفتوحة تدين هذه الخطوة.
وأشارت باتيل إلى أن المدير العام لـ"بي بي سي"، تيم ديفي، ورئيس مجلس الإدارة الدكتور سمير شاه، واجها أسئلة من لجنة الثقافة والإعلام والرياضة حول عمل المنظمة، حيث تساءلت النائبة روبا حق عما إذا كانت القناة قد "ألقت الطفل مع ماء الاستحمام" بإزالة الفيلم الوثائقي.
وأضافت "في حين تقول هيئة الإذاعة البريطانية إن هناك عيوبا خطيرة في كيفية صنع الفيلم، إلا أنها فشلت في الاعتراف بالافتقار العام إلى النزاهة التحريرية في تغطية غزة".
وأكدت أن هذا الوضع دفع المدير العام إلى الموافقة على الحاجة إلى مراجعة مستقلة للتغطية الشاملة التي تقدمها "بي بي سي" للشرق الأوسط، وهي خطوة وصفتها بأنها "تشتد الحاجة إليها".
وأوضحت الصحفية البريطانية أنها عملت في "بي بي سي" لمدة خمس سنوات، بدأت كباحثة ثم أصبحت قارئة أخبار وصحفية، وخلال تلك الفترة غطت أحداثا عالمية كبرى مثل تفشي مرض كوفيد-19، وغزو روسيا لأوكرانيا، وصعود القومية الهندوسية في الهند، لكنها شددت على أن تغطية "بي بي سي" للحرب على غزة أظهرت "مستوى صادما من التناقض التحريري".
وأشارت إلى أن بعض الصحفيين داخل القناة "كانوا يختارون بنشاط عدم متابعة الأدلة - بدافع الخوف"، مؤكدة أن المؤسسة الإعلامية كانت تعيد تكرار أحد أخطائها التحريرية الكبرى فيما يتعلق بتغير المناخ، قائلة: "كنا نناقش حقيقة واضحة بعد فترة طويلة من إثبات الأدلة لها".
وأكدت باتيل أن الجمهور يستحق "هيئة بث عامة تتبع الأدلة في الوقت المناسب، دون خوف أو محاباة"، مشددة على أن "الشجاعة التحريرية هي المفتاح".
وفي سياق انتقادها لسياسة الحياد المتبعة في "بي بي سي"، قالت: "أنا على وشك تقديم ادعاء جريء: الحقيقة موجودة"، موضحة أن دور الصحفي ليس مجرد عرض وجهتي نظر متساويتين، بل التحقيق والتوصل إلى استنتاجات قائمة على الأدلة، حتى لو أغضب ذلك بعض الأطراف.
وأضافت "لقد فشلت الحيادية إذا كانت طريقتها الرئيسية هي الموازنة باستمرار بين ‘كلا الجانبين’ من القصة باعتبارهما صحيحين على قدم المساواة"، مؤكدة أن أي وسيلة إخبارية ترفض التوصل إلى استنتاجات واضحة "تصبح بمثابة أداة في الحرب الإعلامية، حيث يغمر الفاعلون سيئو النية وسائل التواصل الاجتماعي بادعاءات لا أساس لها، مما يخلق ‘ضبابًا’ ما بعد الحقيقة".
وعن تجربتها الشخصية في تغطية الأخبار المتعلقة بغزة، قالت: "كل يوم، كانت أسوأ الصور ومقاطع الفيديو التي سأراها على الإطلاق تظهر على صفحتي على تويتر وإنستغرام. كنت أتصفحها ببطء، وأسرد القصص من غزة التي كنت أعرضها في اجتماع الصباح. كانت هذه الصور بمثابة مكواة وسم في الدماغ. كانت حارقة".
وتابعت: "في المرة الأولى التي رأيت فيها رجلاً سحقته جرافة إسرائيلية حتى الموت، كانت الصورة ضبابية لدرجة أنني كنت أنظر إلى حفنة من الخشخاش. وبينما كانت الصورة تشحذ، رأيت لب لحم رجل مضغوطا في الأرض، برتقاليًا وأحمر. لشهور، كنت أفكر فيه وكان صدري ينتفض. لكنني رفضت أن أبتعد. كان استيعاب وزن ومدى هذه الأدلة هو وظيفتي".
وأشارت باتيل إلى أن "رؤية مثل هذه الأدلة الساحقة كل يوم ثم سماع مناقشات بنسبة 50/50 حول سلوك إسرائيل - هذا ما خلق أكبر صدع بين التزامي بالحقيقة والدور الذي كان علي أن ألعبه كصحافية في هيئة الإذاعة البريطانية".
وأكدت أن "جرائم الحرب الإسرائيلية والجرائم ضد الإنسانية لم تعد قابلة للنقاش، فهناك أدلة أكثر من كافية - من الفلسطينيين على الأرض، ومنظمات الإغاثة، والهيئات القانونية - للتوصل إلى استنتاجات يجب أن تشكل التغطية الإعلامية لما فعلته إسرائيل".
وفي ختام مقالها، تساءلت باتيل "متى ستستنتج هيئة الإذاعة البريطانية أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، وتشكل تغطيتها حول هذه الحقيقة؟"، مؤكدة أن “وظيفة الصحفي ليست الإبلاغ عن احتمال هطول المطر أو عدم هطوله، بل النظر إلى الخارج وإخبار الجمهور إذا كان الأمر كذلك قبل أن تضيف: اسمحوا لي أن أخبركم: هناك عاصفة".