المقاومة ومناصرة الحق… من منطلق إنساني!
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
المقاومة ومناصرة الحق… من منطلق إنساني!
فيصل محمد صالح
من البديهيات أنّ التعاطف مع من تراه مظلومًا يقاوم الظلم والعدوان لا يقتضي بالضرورة أن تتوافق مع كل آرائه السياسية ورؤيته وبرامجه، سواء كان هذا الطرف هو “حماس” أو “حزب الله” أو المؤتمر الوطني الأفريقي أو إرنستو تشي جيفارا.
يظن البعض أنّ الكتّاب والصحفيين والسياسيين السودانيين يجب أن يركّزوا على الشأن السوداني فقط، ولا يصرفوا وقتًا في الاهتمام بقضايا الدول والمناطق الأخرى.
في الحالة الفلسطينية هناك احتلال وعدوان وفي حالة السودان النزاعات في أساسها بين أطراف سودانية
من النقاط التي تثار في السياق السوداني القول بأنّ السودان أبدى اهتمامًا كبيرًا بالقضايا العربية، ومنها القضية الفلسطينية، ولم تجد قضاياه اهتمامًا مماثلًا من الدول والشعوب العربية، وفي هذا الأمر أخذ ورد، ولكن لا يمكن تعميمه بشكل مطلق، كما أنّ مسألة المقارنة بالاهتمام العربي بأحداث غزّة تبدو غير منطقية. في الحالة الفلسطينية هناك الاحتلال والعدوان من دولة أجنبية، وهناك جانب القدسية الدينية لمدينة القدس، مثلًا، ولبيت لحم مكان ميلاد السيد المسيح. في حالة السودان فإنّ النزاعات في أساسها داخلية وبين أطراف سودانية في الأساس، ومن بعد ذلك يأتي البُعد الخارجي، ينطبق هذا على حرب الجنوب، وحروب دارفور، والحرب الحالية.
تبدو مسألة الاهتمام العربي بقضايا السودان مسألة نسبية ومتفاوتة، فيمكن الاحتجاج بأنّ المصدر الرئيسي لأخبار وتغطيات الحرب في السودان مصدرها القنوات العربية، على اختلاف توجهاتها، وليس الإعلام السوداني نفسه، أو العالمي، وكذلك تفعل الصحافة العربية التي تفتح صفحاتها للكتّاب السودانيين، وعلى اختلاف توجهاتهم أيضًا.
من منطلق الضمير الإنساني خرج طلاب الجامعات في أوروبا وأمريكا للتظاهر نصرةً للشعب الفلسطيني
ولا ينطلق الاهتمام بالقضية الفلسطينية والعدوان على غزّة ولبنان من منطلق عروبي وإسلامي فقط، وإلا لضاقت دائرة المهتمين، وإنما من منطلق إنساني عام، لمن أراد، ومن منطلق الضمير الذي يأبى الظلم أيًا كان موقعه ومرتكبه. ومن منطلق الضمير الإنساني الحر الذي يأبى الظلم والقهر والعدوان، خاصة إذا كان قد ذاقه من قبل، حملت جنوب أفريقيا قضية العدوان الإسرائيلي على غزّة إلى محكمة العدل الدولية. ومن المنطلق نفسه خرج طلاب الجامعات في أوروبا وأمريكا لأسابيع طويلة للتظاهر والاعتصام احتجاجًا على هذا العدوان ونصرةً للشعب الفلسطيني، ولم يكونوا عربًا ولا مسلمين، ولا أظنهم سمعوا بالقومية العربية ولا غيرها من الافكار السياسية في المنطقة العربية.
ينطلق كثير من السودانيين من مرارة حقيقية من ما فعلته حركة الإسلام السياسي بالبلاد وبالشعب السوداني طوال حكمها الذي استمر ثلاثين عامًا، من سجن وتعذيب وتشريد، ورهن مقدرات البلاد لمغامراتها الداخلية والخارجية، ومن تدمير وتشويه مؤسسات الدولة وإهدار مواردها، ثم مؤامراتها التي استمرت حتى أدخلت البلاد في هذه الحرب اللعينة. ويتحكم هذا الإحساس في مواقف البعض من حركات الإسلام السياسي في كل مكان، حتى في معاركها في صف مقاومة الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، وهذا أمر يحتاج لإعادة نظر، فلكل خياراته واختياراته، لكننا جُبلنا على مناصرة الحق في مواجهة الباطل.
* نقلاً عن منصة “عروبة 22”
الوسومأرنستو تشي جيفارا السودان القضية الفلسطينية المؤتمر الوطني الأفريقي حزب الله حماس عروبة 22 غزة فلسطين فيصل محمد صالحالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان القضية الفلسطينية المؤتمر الوطني الأفريقي حزب الله حماس عروبة 22 غزة فلسطين فيصل محمد صالح من منطلق
إقرأ أيضاً:
"شؤون الأسرى الفلسطينية": الاحتلال اعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون
أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت 12 مواطنا على الأقل بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر عبرية لصحف الكيان بأن جيش الاحتلال زعم حصوله على كمية كبيرة من الذخيرة كانت في طريقها لتستلمها المقاومة الفلسطينية، وفق ما ذكرت شبكة قدس الفلسطينية.
وزعم جيش الاحتلال استيلاءه على ذخيرة تقدر بـ 20 ألف رصاصة كانت في طريقها لمجموعات المقاومة في الضفة الغربية.
ياتي ذلك فيما شهدت مدينة نابلس فجر اليوم الأحد، اشتباكات ومواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة، وقرى عدة في المحافظة.
وتصدى مقاومون لاقتحام قوات الاحتلال المنطقة الشرقية ومخيم بلاطة، حيث اندلعت اشتباكات في عدة محاور، وتمركزت قوات الاحتلال بمحيط كازية التميمي بشارع القدس، وعمارة ذياب شرق نابلس.