عربي21:
2025-03-17@00:57:12 GMT

رهان التصعيد والتهدئة

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

في الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يتهيأ فيه للعدوان على إيران، تحت ذريعة “الرد”، مع أن “البادئ أظلم”، كانت معظم التوقعات تصب في احتمال تصعيد خطير بالمنطقة قد يجر العالم كله، وليس المنطقة وحدها، إلى حرب شاملة، كانت الإدارة الأمريكية تنفخ الحار والبارد، تصب الزيت على النار، محاولة منها لإطفاء اللهب الذي قد يمتد إليها.



في هذا الوقت أيضا، كان الكيان يتمادى في التقتيل والتشريد والإبادة في غزة ولاسيما في شمالها الصامد، وفي جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، بلا رقيب ولا حسيب من طرف المموِّل و”الراعي الرسمي السامي”، ويرمي بعرض الحائط كل المبادرات، بما فيها مبادرة تطبيق القرار الأممي 1701 التي بادر بها الحليف الفرنسي: غطرسة، ما بعدها صلف، وعنجهية وإجرام بلا حدود ولا قياس.

وما إن حدث الاعتداء المنسَّق بين الكيان والولايات المتحدة، وبعلم هذه الأخيرة بكل التفاصيل العملياتية، وبمشاركة نشطة في الهجوم، بأن وفّرت للكيان السلاح والممر الجوي فوق المناطق التي تحتلها في سوريا والعراق، وتمويل بالوقود ودعم لوجستي بالطائرات في حالة حدوث حدث ما لطائرات العدو وطياريه، حتى كان التأطير الأمريكي جاهزا، على أساس الموافقة على دعم الرد، لكن مع استثناء استهداف المنشآت النووية والنفطية والبنية التحتية والسيادية.

الحسابات، كانت سياسية واقتصادية: الانتخابات الرئاسية على الأبواب والنوافذ، وضربة ضد المنشآت النووية، قد تلوِّث أجواء “العالم المتحضِّر” والنفط قد يُلهب أسعار الوقود وباقي السلسلة، وتحترق المرشحة كمالا هاريس في أتون الانتخابات الكارثية: سيناريو ما كانت لتقبله إدارة الديمقراطيين المتأرجحة، لحسابات سياسية داخلية.

بالمقابل، كان همُّ كبير الكهان في الكيان، ينصبّ على جر الإدارة الأمريكية إلى هذا العدوان، مشاركة فاعلة عضوية، ليس دفاعا فقط، بل هجوميا، لأنه يعرف ويعلم أنه من دون الولايات المتحدة، لا يقدر على رفع أصبع واحدة، حتى في “أصبع الجليل”.

وانتهت الضربة بلا مضروب، وسخر الإيرانيون من هذا الرد، ومعهم كثير من رؤوس المعارضة داخل الكيان، الذي كانوا يتمنّون ضربة أقوى للمنشآت النووية وإنهاء الأمر بضربة بواحدة، مستغلّين هذه الفرصة المواتية التي لطالما كان يبحث عنها قائد العصابة، لكن لا الضربة كانت موجعة ولا الردع استعيد، وبقيت إيران تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، كورقة ضغط مستقبلية في ملفي غزة ولبنان، تجدها جاهزة، بلا ضرورة للبحث عن مبرّر دولي قانوني في حالة قررت الانتقام للمرة الثالثة.

في هذه الأثناء، وبعد أن كانت كل السقوف عالية قبل رد الكيان “القاتل” حسب تعبيرهم، وبنك الأهداف الشامل، “تمخّض الجبل فولد فأرا”، وها هو الكيان، يعاني الأمرّين في لبنان وغزة وفي الداخل المحتل: تعداد القتلى والجرحى والمهجَّرين في تزايد.

وبعد ما كان يراد للعملية أن تتوقف عند حدود نهري “الليطاني” و”الأولي” وتدمير قدرات حزب الله وتطبيق القرار 1701 بشروط إضافية مع المبعوث الأمريكي “الدائم” هوكشتاين، ها هو هذا الأخير يعود، بعد مغادرة لا أمل له في العودة من جديد قبل الانتخابات: يعود حاملا مقترحا قد يكون من أجل دفع الكيان ولبنان إلى قبول تسوية ما، ربما بدون شروط إضافية والاكتفاء بتطبيق القرار من الجانبين من دون زيادة ولا مزايدة، ثم ها هي المقترحات تتقاطر في مصر وفي قطر، والعودة للحديث عن هدنة وصفقة مصغَّرة في انتظار صفقة أكبر.

ويعود السجال ربما لحفظ ماء الوجه “النتن”، وغسل يد الأمريكي الدامية عشية الانتخابات طمعا في ترميم الصورة وهي رميم، واستمالة انتخابية لعرب ومسلمي وملوّني أمريكا، الرافضين لما يحدث في المنطقة باسم الديمقراطية مع الديمقراطيين.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة طهران الهجوم الاسرائيلي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الرد اليمني السريع يلقي حجرا في فم ترامب

يمانيون../
لم يتأخر الرد اليمني على العدوان الأمريكي الأحمق على المحافظات اليمنية، وانطلقت أسراب الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية لتضرب أسطورة الجيش الأمريكي “ترومان” وإلى جانبها القطع الحربية المرافقة لها.
التحرك السريع للقوات المسلحة اليمنية يثبت للغطرسة الأمريكية أن اليمن لم يعد مستباحا وأن زمن الضربات من طرف واحد قد ولّى نهائيا.
التحرك اليمني تجاوز حسابات ردة الفعل المتوقعة من قبل العدو، فاليمن قد امتلك بإرادة من الله سبحانه أدوات الردع “الساحقة والمميتة” رغم أنف أمريكا، وله الحق في الدفاع عن نفسه ولا يمكن لأي قوة أن تنزع عنه هذا الحق، كما ثبّت هذا الرد السريع المسار اليمني الثابت في مساندة الاشقاء في غزة حتى إيقاف الحصار عنهم والسماح للغذاء والمواد الأساسية بالدخول.
التحرك السريع أيضا أثبت عبثية العمليات الأمريكية ومزاعم ترامب وجيشه بأنهم استهدفوا القدرات العسكرية اليمنية، فألقت بضربها حاملات الطائرات “ترومان” ومن معها حجرا في فم ترامب.

وكانت المفاجآت قد بشر بها المجلس السياسي الأعلى بتأكيده بداية أن العدوان لن يثني اليمنيين عن مساندة غزة بل سيجر الوضع إلى ما هو أشد وأنكى، وإن العمليات البحرية اليمنية مستمرة حتى رفع الحصار عن غزة وإدخال المساعدات، متوعدا بتأديب المعتدين وبصورة احترافية وموجعة، وهو ما يعني أن الكيان الأمريكي عليه ترقب المفاجئات.
المجلس السياسي أيضا أخلى مسؤوليته من تأثيرات الرعونة الامريكية الاسرائيلية على المجتمع الدولي. فيما المكتب السياسي لأنصار الله أكد أن “العدوان الأمريكي البريطاني على العاصمة صنعاء لن يمر دون رد”.

أضف إلى ذلك فقد أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته اليوم أننا سنواجه التصعيد الأمريكي بتصعيد أكبر، مضيفا أن السفن الأمريكية دخلت في قائمة الأهداف المدنية منها والعسكرية وإذا استمر العدوان الأمريكي فإننا سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية وشعبنا العزيز سيتحرك تحركا شاملا على مستوى التعبئة العامة وفي كل المجالات.

قصف وخوف وحالة ارباك
مع ذلك فإن الأكيد أن الكيان الأمريكي وهو يشن غاراته على عدة محافظات يمنية لم يكن في الوضعية المريحة، وهو إقرار واضح بإدراكه أن عدوانه يأتي على دولة بمقدورها فعل شيء وبمقدورها التهديد والرد، لذلك فإنه مباشرة وضع قواعده في العراق والأردن والسعودية وقطر في حالة تأهب تحسبا لأي هجوم يمني، كما أنه أطفأ أجهزة الإرسال والاستقبال في طائرته (MQ-4C Triton) مع إقلاعها من قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات في اتجاه اليمن. ثم يدعم هذه الحالة من الإحباط والتسليم باستثنائية اليمنية في معادلة الفعل ورد القعل، مسارعة الكيان الصهيوني لإخلاء ساحته من التورط في الهجوم إذ سارعت مصادر عبرية للتأكيد بأن “الهجوم في اليمن، ليس هجوما إسرائيلياً.”، ومثل الكيان، المملكة المتحدة التي اعلنت صراحة أنها غير مُتورطة في الهجمات على اليمن وأن هذا جهد أمريكي منفرد ولم يتم حتى إخطار الحكومة البريطانية بهذه العملية.
ضف إلى ذلك، حالة الارتباك التي كشفت عنها الغارات العشوائية، فبينما حاول الأمريكي إيهام العالم أنه يقصف أهدافا محددة حساسة باستهداف عدة محافظات، إلا أن ما تبين هو أن ما استهدفه كان مباني سكنية ومواطنين بدو ومئات الأغنام، إضافة إلى مقطعًا للحجارة،

الكذب الأمريكي لإخفاء الشعور بالهزيمة
تدعي واشنطن أن الغارات الأمريكية في اليمن تأتي لغرض فتح ممرات الشحن في البحر الأحمر حسب “نيويورك تايمز” عن مسؤول أمريكي، والحقيقة المعلنة من قبل اليمنيين أن الملاحة البحرية آمنه لكافة السفن باستثناء السفن الإسرائيلية حتى إدخال المساعدات إلى غزة، ويؤكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام أن “الحظر البحري المعلن من قبل اليمن إسنادا لغزة يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة”. ما يؤكد أن واشنطن تعتمد على الكذب لإخفاء الشعور بالهزيمة التي منعتها من التحرك في البحر الأحمر
وتسعى أمريكا بكل ثقلها لاستعادة السيطرة على البحر الأحمر وممر باب المندب وهي مسألة أصبحت مستحيلة فعودة السيطرة تجاوزت نقطة اللاعودة. والسبت (15 مارس) جدد البيت الأبيض الاعتراف بان الهجمات النوعية للبحرية اليمنية قد تسببت في شللٍ شبه كامل لحركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، وأجبرت السفن الأمريكية والبريطانية على تغيير مساراتها، متكبدة خسائر فادحة في الوقت والتكاليف.

إجرام أمريكا بحق العالم
في الجولة السابقة من المواجهة فعّلت أمريكا قدراتها وحركت أساطيلها وحاملات الطائرات وشكّلت التحالفات مع ذلك، حُرّم عليها البحر ولحق بها عار الهزيمة، كما أن عسكرتها للبحر الأحمر وتّر المناخ الدولي وتسبب في انعدام الأمن على الشركات الملاحية العالمية التي أكدت كثير منها أن المغامرة الأمريكية كانت سببا في تكوّن المخاطر على حركة الملاحة الدولية. ويذكر بيان البيت الأبيض -السبت- أن السفن التجارية التي كانت تعبر البحر الأحمر سنويًا وعند بدء العمليات اليمنية عام 2023 انخفضت من 25 ألف سفينة إلى 10 آلاف فقط، مما أدى إلى أزمة خانقة في الإمدادات العالمية.
كما اعترف التقرير بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتمكنوا من حماية سفنهم، ما اضطر 75% منها لتغيير مسارها حول أفريقيا، مما يضيف أكثر من عشرة أيام إلى مدة الرحلات ويرفع تكاليف الشحن بمعدل مليون دولار لكل رحلة.
وأمريكا بتنفيذها العدوان الجديد على اليمن إنما تغامر بالمصالح الدولية ولا يعنيها أحد، لحماية الكيان الصهيوني ما يفرض على المجتمع الدولي بأن يسجل موقف تجاه تجدد هذه الرعونة الأمريكية التي لم تحدث من قبل أي تغيير لصالح وقف العمليات اليمنية عن مساندة غزة.

بين بايدن وترامب الغباء يتكرر
بات مكشوفا أمام كل العالم أن كل التحركات الأمريكية في المنطقة القصد منها حماية الكيان الصهيوني وتمكينه من الاستمرار في إبادة الشعب الفلسطيني، ما يجعلها كيانا مارقا يسعى لاستهداف كل العالم من أجل هذا الهدف غير الأخلاقي.
مع ذلك فترامب الذي كان يقود تحالف العدوان على اليمن وقدم مختلف صنوف الأسلحة والمعلومات الاستخبارية، لم يتمكن من النيل من اليمن، إذ وجده عصي على الانكسار أو التراجع عن الثوابت. وخلال عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني في غزة بضرب عمق الكيان ومحاصرته، شهد ترامب تحرك بلاده وتشكيلها التحالفات من أجل استهداف اليمن وتنفيذها هجمات قصف للعديد من المنشآت بمئات الغارات العمياء، إلى جانب العمليات التي نفذها الكيان الصهيوني، مع ذلك فإن هذا التحرك الأحمق لم يكسر إرادة الشعب اليمني ولم يثنه عن موقفه.
يؤكد “معهد دراسات الأمن القومي” للعدو “الإسرائيلي” فشل ما يسمى بتحالف “حارس الإزدهار” بقيادة أمريكا في حماية الملاحة إلى الكيان وفشلهم في ردع اليمنيين. وقال المعهد إن الإجراءات التي اتخذتها “إسرائيل” والتحالف الدولي ضد “اليمنيين” خلال العام الماضي لم تنجح في تحقيق ردع يُجبرهم على وقف هجماتهم في مضيق باب المندب وضد “العدو الإسرائيلي”، كما لم تتمكن من فصل ارتباطهم الوثيق بما يحدث في قطاع غزة.
على ضوء ذلك، ما الجديد الذي جاء به ترامب في حملته العسكرية الجديدة غير تأكيد على النزعة الحيوانية التي لا تراعي قيما ولا أخلاقا ولا تراعي حتى قيم التعايش مع الآخرين وتكامل المصالح معهم.

مع ترامب أمريكا تخسر تريليون دولار
ترامب برعونته لا يبدو أنه سيكون بمقدوره ضبط سلوكه المنفلت، وهو ما بشير إلى أن وعده بالعصر الذهبي لأمريكا سيتبخر وسيتكشّف للأمريكيين فشل الرجل في تقدير متطلبات التحولات التي يعتزم تحقيقها لبلده، فترامب الذي أثار العالم ضده بإثارته المشاكل الاقتصادية مع جيرانه ومع الصين، ونواياه العقيمة باحتلال أراضي الغير، وترامب الذي كان بمثابة فأل شؤم على أمربكا التي خسرته في الأيام الأولى من وصوله إلى البيت الأبيض تريليون دولار، لا يبدو أنه سيكون بمقدوره أن يحقق أي مكاسب.
ربما سيكون من الرجاحة، أن يعمل ترامب على تعويض آثار الخسائر التي تكبدتها أمريكا خلال معركة طوفان الأقصى، وأن يعي بأن إشعال المنطقة سيكلف بلاده أكثر، الأمر الذي سيجعل منه أسوأ رئيس لأمريكا جلب لها الكراهية وزاد من خسائرها الاقتصادية.

موقع أنصار الله وديع العبسي

مقالات مشابهة

  • الرد اليمني السريع يلقي حجرا في فم ترامب
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • المعارضة في نيوزلندا تقود مشروع قانون لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني
  • مجلس صنعاء السياسي يرد على الغارات الأمريكية: هكذا سيكون الرد
  • مسئولون أمريكيون: حاملة الطائرات "هاري إس ترومان" تقود الرد العسكري الأمريكي ضد الحوثيين
  • البعاتي كانت عيناه تتحركان بشكل آلي (ومخيف نوعا ما)
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني
  • حماس: الرد الإيجابي على الوسطاء جزء من اتفاق وقف إطلاق النار
  • وزير الرياضة يشهد إطلاق الكيان الشبابي في أسوان
  • بري: لو سألوني لسمعوا الرد المناسب