عربي21:
2025-02-22@11:29:38 GMT

رهان التصعيد والتهدئة

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

في الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يتهيأ فيه للعدوان على إيران، تحت ذريعة “الرد”، مع أن “البادئ أظلم”، كانت معظم التوقعات تصب في احتمال تصعيد خطير بالمنطقة قد يجر العالم كله، وليس المنطقة وحدها، إلى حرب شاملة، كانت الإدارة الأمريكية تنفخ الحار والبارد، تصب الزيت على النار، محاولة منها لإطفاء اللهب الذي قد يمتد إليها.



في هذا الوقت أيضا، كان الكيان يتمادى في التقتيل والتشريد والإبادة في غزة ولاسيما في شمالها الصامد، وفي جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، بلا رقيب ولا حسيب من طرف المموِّل و”الراعي الرسمي السامي”، ويرمي بعرض الحائط كل المبادرات، بما فيها مبادرة تطبيق القرار الأممي 1701 التي بادر بها الحليف الفرنسي: غطرسة، ما بعدها صلف، وعنجهية وإجرام بلا حدود ولا قياس.

وما إن حدث الاعتداء المنسَّق بين الكيان والولايات المتحدة، وبعلم هذه الأخيرة بكل التفاصيل العملياتية، وبمشاركة نشطة في الهجوم، بأن وفّرت للكيان السلاح والممر الجوي فوق المناطق التي تحتلها في سوريا والعراق، وتمويل بالوقود ودعم لوجستي بالطائرات في حالة حدوث حدث ما لطائرات العدو وطياريه، حتى كان التأطير الأمريكي جاهزا، على أساس الموافقة على دعم الرد، لكن مع استثناء استهداف المنشآت النووية والنفطية والبنية التحتية والسيادية.

الحسابات، كانت سياسية واقتصادية: الانتخابات الرئاسية على الأبواب والنوافذ، وضربة ضد المنشآت النووية، قد تلوِّث أجواء “العالم المتحضِّر” والنفط قد يُلهب أسعار الوقود وباقي السلسلة، وتحترق المرشحة كمالا هاريس في أتون الانتخابات الكارثية: سيناريو ما كانت لتقبله إدارة الديمقراطيين المتأرجحة، لحسابات سياسية داخلية.

بالمقابل، كان همُّ كبير الكهان في الكيان، ينصبّ على جر الإدارة الأمريكية إلى هذا العدوان، مشاركة فاعلة عضوية، ليس دفاعا فقط، بل هجوميا، لأنه يعرف ويعلم أنه من دون الولايات المتحدة، لا يقدر على رفع أصبع واحدة، حتى في “أصبع الجليل”.

وانتهت الضربة بلا مضروب، وسخر الإيرانيون من هذا الرد، ومعهم كثير من رؤوس المعارضة داخل الكيان، الذي كانوا يتمنّون ضربة أقوى للمنشآت النووية وإنهاء الأمر بضربة بواحدة، مستغلّين هذه الفرصة المواتية التي لطالما كان يبحث عنها قائد العصابة، لكن لا الضربة كانت موجعة ولا الردع استعيد، وبقيت إيران تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، كورقة ضغط مستقبلية في ملفي غزة ولبنان، تجدها جاهزة، بلا ضرورة للبحث عن مبرّر دولي قانوني في حالة قررت الانتقام للمرة الثالثة.

في هذه الأثناء، وبعد أن كانت كل السقوف عالية قبل رد الكيان “القاتل” حسب تعبيرهم، وبنك الأهداف الشامل، “تمخّض الجبل فولد فأرا”، وها هو الكيان، يعاني الأمرّين في لبنان وغزة وفي الداخل المحتل: تعداد القتلى والجرحى والمهجَّرين في تزايد.

وبعد ما كان يراد للعملية أن تتوقف عند حدود نهري “الليطاني” و”الأولي” وتدمير قدرات حزب الله وتطبيق القرار 1701 بشروط إضافية مع المبعوث الأمريكي “الدائم” هوكشتاين، ها هو هذا الأخير يعود، بعد مغادرة لا أمل له في العودة من جديد قبل الانتخابات: يعود حاملا مقترحا قد يكون من أجل دفع الكيان ولبنان إلى قبول تسوية ما، ربما بدون شروط إضافية والاكتفاء بتطبيق القرار من الجانبين من دون زيادة ولا مزايدة، ثم ها هي المقترحات تتقاطر في مصر وفي قطر، والعودة للحديث عن هدنة وصفقة مصغَّرة في انتظار صفقة أكبر.

ويعود السجال ربما لحفظ ماء الوجه “النتن”، وغسل يد الأمريكي الدامية عشية الانتخابات طمعا في ترميم الصورة وهي رميم، واستمالة انتخابية لعرب ومسلمي وملوّني أمريكا، الرافضين لما يحدث في المنطقة باسم الديمقراطية مع الديمقراطيين.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة طهران الهجوم الاسرائيلي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عاهل الأردن يحذّر وفد الكونغرس من التصعيد والتهجير

حذر العاهل الأردني الملك عبداالله الثاني، الخميس، من خطورة التصعيد في الضفة الغربية والقدس، مجدداً التأكيد على رفض الأردن لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

ووفق وكالة الأنباء الأردنية ( بترا)، جاء ذلك خلال مباحثات أجراها الملك عبدالله الثاني مع وفد من مجلس النواب الأمريكي برئاسة عضو لجنة الشؤون الخارجية النائب داريل عيسى، تناولت أبرز مستجدات المنطقة.
وأكد الملك عبدالله، بحضور ولي العهد الأمير الحسين، ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، مشيراً إلى الدور المحوري للولايات المتحدة في دفع تلك الجهود.

السيسي وملك الأردن يشددان على رفض تهجير الفلسطينيين - موقع 24أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أهمية بدء إعادة إعمار قطاع غزة بشكل فوري، مع عدم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وشددا على على وحدة الموقفين المصري والأردني بشأن غزة.

وجدد التأكيد على وضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية.
وطبقاً للوكالة ، تناول اللقاء الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها.

مقالات مشابهة

  • رهان بيسيرو أمام ضغط كولر .. من يحسم مباراة القمة بين الأهلي والزمالك
  • آيفون 16 إي .. رهان آبل على الذكاء الاصطناعي بسعر منافس
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • مستقبل الكيان الكردي في سوريا الجديدة
  • عاهل الأردن يحذّر وفد الكونغرس من التصعيد والتهجير
  • مقاطعو السليمانية يعلنون التصعيد الأحد المقبل: لا تراجع حتى تحقيق المطالب
  • غضب داخل الكيان بعد تسلم جثامين الأسرى الصهاينة
  • ملك الأردن يحذر من خطورة التصعيد في الضفة الغربية والقدس
  • الافتراضات السابقة كانت خاطئة.. كشف سر الثقب الأسود في المحيط الهادئ
  • هوشة تركي السهلي وطارق التويجري تنتهي بفاصل والأخير يطالب بحق الرد .. فيديو