عربي21:
2024-11-01@02:17:42 GMT

رهان التصعيد والتهدئة

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

في الوقت الذي كان الكيان الصهيوني يتهيأ فيه للعدوان على إيران، تحت ذريعة “الرد”، مع أن “البادئ أظلم”، كانت معظم التوقعات تصب في احتمال تصعيد خطير بالمنطقة قد يجر العالم كله، وليس المنطقة وحدها، إلى حرب شاملة، كانت الإدارة الأمريكية تنفخ الحار والبارد، تصب الزيت على النار، محاولة منها لإطفاء اللهب الذي قد يمتد إليها.



في هذا الوقت أيضا، كان الكيان يتمادى في التقتيل والتشريد والإبادة في غزة ولاسيما في شمالها الصامد، وفي جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، بلا رقيب ولا حسيب من طرف المموِّل و”الراعي الرسمي السامي”، ويرمي بعرض الحائط كل المبادرات، بما فيها مبادرة تطبيق القرار الأممي 1701 التي بادر بها الحليف الفرنسي: غطرسة، ما بعدها صلف، وعنجهية وإجرام بلا حدود ولا قياس.

وما إن حدث الاعتداء المنسَّق بين الكيان والولايات المتحدة، وبعلم هذه الأخيرة بكل التفاصيل العملياتية، وبمشاركة نشطة في الهجوم، بأن وفّرت للكيان السلاح والممر الجوي فوق المناطق التي تحتلها في سوريا والعراق، وتمويل بالوقود ودعم لوجستي بالطائرات في حالة حدوث حدث ما لطائرات العدو وطياريه، حتى كان التأطير الأمريكي جاهزا، على أساس الموافقة على دعم الرد، لكن مع استثناء استهداف المنشآت النووية والنفطية والبنية التحتية والسيادية.

الحسابات، كانت سياسية واقتصادية: الانتخابات الرئاسية على الأبواب والنوافذ، وضربة ضد المنشآت النووية، قد تلوِّث أجواء “العالم المتحضِّر” والنفط قد يُلهب أسعار الوقود وباقي السلسلة، وتحترق المرشحة كمالا هاريس في أتون الانتخابات الكارثية: سيناريو ما كانت لتقبله إدارة الديمقراطيين المتأرجحة، لحسابات سياسية داخلية.

بالمقابل، كان همُّ كبير الكهان في الكيان، ينصبّ على جر الإدارة الأمريكية إلى هذا العدوان، مشاركة فاعلة عضوية، ليس دفاعا فقط، بل هجوميا، لأنه يعرف ويعلم أنه من دون الولايات المتحدة، لا يقدر على رفع أصبع واحدة، حتى في “أصبع الجليل”.

وانتهت الضربة بلا مضروب، وسخر الإيرانيون من هذا الرد، ومعهم كثير من رؤوس المعارضة داخل الكيان، الذي كانوا يتمنّون ضربة أقوى للمنشآت النووية وإنهاء الأمر بضربة بواحدة، مستغلّين هذه الفرصة المواتية التي لطالما كان يبحث عنها قائد العصابة، لكن لا الضربة كانت موجعة ولا الردع استعيد، وبقيت إيران تحتفظ بحق الرد في الوقت المناسب، كورقة ضغط مستقبلية في ملفي غزة ولبنان، تجدها جاهزة، بلا ضرورة للبحث عن مبرّر دولي قانوني في حالة قررت الانتقام للمرة الثالثة.

في هذه الأثناء، وبعد أن كانت كل السقوف عالية قبل رد الكيان “القاتل” حسب تعبيرهم، وبنك الأهداف الشامل، “تمخّض الجبل فولد فأرا”، وها هو الكيان، يعاني الأمرّين في لبنان وغزة وفي الداخل المحتل: تعداد القتلى والجرحى والمهجَّرين في تزايد.

وبعد ما كان يراد للعملية أن تتوقف عند حدود نهري “الليطاني” و”الأولي” وتدمير قدرات حزب الله وتطبيق القرار 1701 بشروط إضافية مع المبعوث الأمريكي “الدائم” هوكشتاين، ها هو هذا الأخير يعود، بعد مغادرة لا أمل له في العودة من جديد قبل الانتخابات: يعود حاملا مقترحا قد يكون من أجل دفع الكيان ولبنان إلى قبول تسوية ما، ربما بدون شروط إضافية والاكتفاء بتطبيق القرار من الجانبين من دون زيادة ولا مزايدة، ثم ها هي المقترحات تتقاطر في مصر وفي قطر، والعودة للحديث عن هدنة وصفقة مصغَّرة في انتظار صفقة أكبر.

ويعود السجال ربما لحفظ ماء الوجه “النتن”، وغسل يد الأمريكي الدامية عشية الانتخابات طمعا في ترميم الصورة وهي رميم، واستمالة انتخابية لعرب ومسلمي وملوّني أمريكا، الرافضين لما يحدث في المنطقة باسم الديمقراطية مع الديمقراطيين.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إيران الولايات المتحدة إيران الولايات المتحدة طهران الهجوم الاسرائيلي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل كانت طبيعية؟.. شمس البارودي تكشف سبب وفاة حسن يوسف

رحل عن عالمنا، صباح اليوم الثلاثاء، الفنان المصري القدير حسن يوسف عن عمر يناهز 90 عاماً، ليطوي صفحة تاريخية مهمة في عالم الفن، ملأ فيها العديد من أعماله الفنية الخالدة.

وفي أول تعليق لزوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي، أكدت أن وفاة زوجها الفنان حسن يوسف، كانت طبيعية.

وبكلمات مؤثرة، نعته البارودي، قائلة لمواقع مصرية "حبيبى كان أكرم وأحن الرجال، ذهب لحبيبه عبد الله وراح لرب كريم وحنون".

وأشارت البارودي إلى أن الراحل حسن يوسف كان يعاني في الفترة الأخرية من أمراض الشيخوصة والحزن الشديد على وفاة ابنه الأصغر عبدالله عن عمر 35 عاماً.

وأوضحت أن حسن يوسف لم يكن قادراً على تجاوز محنة وفاة نجله، وكان يعكف أغلب الوقت على قراءة القرآن والعبادة والدعاء للفقيد.

وداعاً #حسن_يوسف.. الموت يغيب الفنان المصري القدير عن عمر 90 عاماً https://t.co/RJoC92jnZL

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) October 29, 2024

وتوفي نجل حسن يوسف الأصغر غرقاً في حادث مأساوي، بإحدى قرى الساحل الشمالى يوم 30 يوليو  (تموز) 2023، ما دفع الفنان إلى إعلان اعتزاله الفن نهائياً إثر صدمته، قبل أن يلحق به بعد مرور عام و3 شهور تقريباً.

وأوضحت البارودي في تصريحات صحافية أن حالة حسن يوسف الصحية في الأيام الأخيرة كانت متقلبة، فأحياناً يبدو بصحة جيدة، وأحياناً أخرى يعاني من أمراض الشيخوخة، ولكنه بكل الأوقات كان حزيناً خاصة بعد مرور الذكرى الأولى لوفاة ابنه الأصغر عبدالله في شهر يوليو (تموز) الماضي.

#عاجل| وفاة الفنان المصري القدير #حسن_يوسف عن عمر يناهز 90 عاماً صباح اليوم الثلاثاء، بعد مسيرة فنية حافلة، شملت 120 فيلماً سينمائياً منذ ظهوره في أول أفلامه "التلميذة" عام 1961 pic.twitter.com/QG6fFcKrWl

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) October 29, 2024

ولاحقت الراحل العديد من الشائعات، بين الانفصال عن زوجته شمس البارودي والوفاة، وكانت الأخيرة  حريصة على التصدي لتلك الشائعات، لا سيما التي كانت متعلقة بتدهور حالته الصحية،  عقب اعتذاره عن عدم المشاركة في أكثر من عمل فني، وأكدت شمس حينها أن زوجها بحالة صحية جيدة، واعتذاره عن المشاركة في الأعمال الفنية جاء بسبب قراره اعتزال التمثيل.

مقالات مشابهة

  • أوستن يبحث مع غالانت خفض التصعيد في الشرق الأوسط
  • الحرس الثوري الإيراني: الرد على إسرائيل حتمي
  • شاب عشريني ذهب إلى تركيا لزراعة الشعر.. وبعد الانتهاء من العملية كانت المفاجأة الصادمة (صورة)
  • مفاجأة بشأن الرد الإيراني على هجمات إسرائيل.. وهذا الموعد المتوقع
  • البيت الأبيض: لا ينبغي لإيران الرد على الهجوم الإسرائيلي
  • صفقة الرد!
  • التعديلات الدستورية .. لا يلي الوزارة إلا من كانت جنسيته قطرية
  • قطر: هناك خطوط متوازية للعمل على خفض التصعيد بغزة ولبنان
  • هل كانت طبيعية؟.. شمس البارودي تكشف سبب وفاة حسن يوسف
  • البنتاجون: أوستن بحث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي فرص خفض التصعيد بالمنطقة