المياه العذبة تجف.. صور صادمة من الأقمار الصناعية تكشف جفاف الأنهار
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
مياه الأنهار تجف.. والمياه العذبة تقل بشكل غريب ومثير للجدل، الصور المُسربة والملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية عن وضع الأنهار تثير القلق، وتنذر بمخاوف تتعلق بنقص المياه العذبة حول العالم.
حالة الأنهار والمياه العذبة العالميةتشير الدراسة إلى أن نقص هطول الأمطار في عامي 2023 و2024 على الأنهار والمياه الجوفية في أمريكا الجنوبية أدى إلى قلب الحياة اليومية في العديد من البلاد رأسًا على عقب.
وتعكس مستويات الأنهار المنخفضة القياسية في حوض الأمازون خلال شهر أكتوبر 2024 جفافًا شديدًا متأثرًا بظاهرة النينيو وغيرها من الظروف المناخية.
ووفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تسبب الجفاف في اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق، وتعطيل الطاقة الكهرومائية والنقل، وتعقيد البحث العلمي، وفي اكتوبر الجاري وصلت مستويات منسوب المياه في الأنهار في حوض الأمازون إلى مستويات منخفضة قياسية بسبب الجفاف الشديد الذي أثر على مناطق شاسعة من أمريكا الجنوبية.
تأثير الجفاف على الحياة اليوميةوقد أدى هذا الجفاف إلى زيادة حرائق الغابات، وجفاف المحاصيل، وتسبب في مشاكل في شبكات النقل، وتعطل توليد الطاقة الكهرومائية في أجزاء من البرازيل وكولومبيا والإكوادور وبيرو وفنزويلا.
تظهر مجموعة الصور الملتقطة بواسطة أقمار لاندسات بوضوح انكماش نهر سوليمويس قرب مدينة تابا تينجا، الواقعة في الجزء الغربي من ولاية الأمازون البرازيلية، قرب الحدود مع بيرو وكولومبيا.
تُبرز إحدى الصور، تراجع مستوى النهر بشكل ملحوظ. بينما تظهر صورة أخرى من نفس التاريخ في عام 2021 النهر عندما كانت المياه فيه قريبة من معدلاتها الطبيعية.
في 4 أكتوبر 2024، كشفت بيانات مقياس النهر الصادرة عن هيئة الجيولوجيا البرازيلية أن نهر سوليمويس انخفض إلى 254 سم تحت علامة الصفر، وهو مستوى قياسي منخفض.
بالإضافة إلى ذلك، سجّلت الأنهار في ذلك اليوم مستويات تاريخية منخفضة في مناطق عديدة مثل بورتو فيلو وجيراو وفونتي بوا وغيرها.
ظاهرة النينيو والتغيرات المناخيةكما أفادت بيانات مراقبة مستويات المياه التي جمعتها أجهزة قياس الارتفاع عبر الأقمار الصناعية بانخفاض غير عادي في مستويات المياه في العديد من البحيرات والخزانات في البرازيل، مثل بحيرة تيفي وبحيرة ماميا وبحيرة ماموري وبحيرة أرياو وبحيرة فارو وبحيرة إيريبيكو.
يرتبط الجفاف جزئيًا بالتأثير المستمر لظاهرة النينيو ، وهو نمط مناخي كان موجودًا في النصف الأخير من عام 2023 والنصف الأول من عام 2024.
وعادةً ما تعمل هذه الظاهرة على تغيير أنماط هطول الأمطار بطريقة تقلل من هطول الأمطار في الأمازون، وخاصة خلال أشهر موسم الجفاف في يوليو وأغسطس وسبتمبر.
وأشار المركز الوطني البرازيلي لرصد الكوارث الطبيعية والإنذار المبكر بها إلى أن منطقة الدفء غير المعتاد في شمال الأطلسي أثرت أيضًا على أنماط هطول الأمطار وساهمت في الجفاف.
تأثيرات الجفاف على البيئات الطبيعيةمنذ أوائل عام 2024، حذرت توقعات الخبراء من أن حوض الأمازون سيواجه ظروف حرائق قاسية خلال موسم الجفاف. والواقع أن أعمدة الدخان الضخمة غطت جنوب الأمازون بين شهري يوليو وأكتوبر، وخاصة في منطقة بانتانال التي تمتد عبر أجزاء من جنوب البرازيل.
وقد ساعد نقص هطول الأمطار وانخفاض رطوبة التربة واستنزاف المياه الجوفية في تضخيم الحرائق وتسبب في انتشارها بشكل أسرع وأبعد.
وتُظهر الخريطة تخزين المياه الجوفية الضحلة لأسبوع 7 أكتوبر 2024، كما تم قياسه بواسطة أقمار صناعية لمتابعة تجربة استعادة الجاذبية والمناخ (GRACE-FO).
كانت تأثيرات الجفاف بعيدة المدى. وتشير التقارير الإخبارية إلى أن الجفاف قد أجهد إمدادات الطاقة في البرازيل والإكوادور حيث تولد محطات الطاقة الكهرومائية قدرًا أقل من الكهرباء. ويؤثر الجفاف أيضًا على البحث العلمي. وهناك مخاوف من انتشار مرض الملاريا بالتزامن مع انخفاض مستويات المياه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جفاف المياه النينو ظاهرة النينو التغير المناخي الاقمار الصناعية المیاه العذبة هطول الأمطار جفاف ا
إقرأ أيضاً:
دراسة: غرينلاند تفقد غطاءها الجليدي بأكبر من المتوقع
تكشف دراسات جديدة أن معدل ذوبان الجليد في غرينلاند بات أسرع وأكثر مما كان متوقعا، وأن حوالي 20% من الغطاء الجليدي في حواف الجزيرة قد اختفى مقارنة بالتقديرات السابقة، ويهدد ذلك التيارات المحيطية التي تساعد في تنظيم درجات الحرارة العالمية.
ووجد الباحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة "طبيعة" (Nature) أن أكثر من ألف غيغا طن (الغيغا طن الواحد يعادل مليار طن)، أو 20%، من الجليد حول حواف غرينلاند قد فُقد على مدى العقود الأربعة الماضية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخlist 2 of 2القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟end of listومن المعروف أن الغطاء الجليدي الواسع في غرينلاند بات في حالة تقلص منذ تسعينيات القرن الماضي بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن تغير المناخ، وهو مصير مشترك للغطاء الجليدي في المحيط المتجمد الشمالي وكذلك الأنهار الجليدية في العالم. والآن يتكسر الجليد المفقود ويذوب من أطراف الأنهار الجليدية المحيطة بالجزيرة.
ويقدم البحث وصفا مفصلا لعملية كان العلماء على علم بحدوثها، لكنهم واجهوا صعوبة في قياسها بشكل شامل، وقال تشاد غرين، عالم الأنهار الجليدية في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن "جميع الأنهار الجليدية تقريبا في غرينلاند تتراجع، وهذا التراجع يحدث في كل مكان وفي آن واحد".
إعلانوأشار إلى أن أطراف هذه الأنهار الجليدية تقع عادة تحت مستوى سطح البحر، داخل مضايق عميقة، ولذلك فإن تراجعها لا يُسهم بشكل مباشر في ارتفاع مستوى سطح البحر كثيرا. لكن ذوبان الجليد لا يزال يُضيف تدفقًا للمياه العذبة، مما يؤثر على نماذج المناخ العالمي وتوقعاته، وعلى نظام التيارات المحيطية التي تنظم درجات الحرارة على جانبي المحيط الأطلسي.
ومع فريق الدكتور غرين أكثر من 200 ألف ملاحظة لنقاط نهاية الأنهار الجليدية، والتي تغطي تقريبا كل غرينلاند، استنادا إلى صور الأقمار الصناعية الملتقطة منذ عام 1985 إلى عام 2022.
استخدم الباحثون الملاحظات من مجموعات البيانات العامة الموجودة ودمجوها لإنشاء رؤية شاملة من أعلى للحواف المتقلصة للغطاء الجليدي في غرينلاند على مدى السنوات الأربعين الماضية.
وكانت التقديرات السابقة للحجم المتغير للغطاء الجليدي في غرينلاند تعتمد على 3 أنواع من القياسات: ارتفاع سطح الغطاء، وسرعة مرور الجليد عبر مواقع ثابتة، والقوة الجاذبية الناتجة عن كتلة الغطاء. وبدمج العديد من هذه التقديرات، توصل العلماء إلى إجماع على أن غرينلاند فقدت ما مجموعه نحو 5 تريليونات طن من الجليد منذ عام 1992.
ويمكن لهذه الطرق التقليدية رصد مدى مساهمة الغطاء الجليدي في ارتفاع مستوى سطح البحر بحوالي 13 مليمترا حتى الآن. لكنها لا ترصد كل ما يحدث على أطراف الأنهار الجليدية، عند سفوح مئات الأنهار الجليدية التي تتدفق عبر مضايق الجزيرة العديدة. ووفقا للدراسة الجديدة، تُعرف هذه العملية باسم "تراجع الطرف الجليدي"، وهي مسؤولة عن فقدان تريليون طن إضافي من الجليد.
ومن بين أكثر من 200 نهر جليدي شملتها الدراسة، لم يشهد سوى نهر جليدي واحد توسعا نهائيا منذ عام 1985. وكانت مكاسبه ضئيلة مقارنة بالخسائر في أماكن أخرى. ويؤثر تآكل أطراف هذه الأنهار الجليدية بشكل غير مباشر على مستويات سطح البحر.
إعلانفبمجرد ذوبان الجليد، يضيف كمية كبيرة من المياه العذبة إلى المحيط، مما قد يضعف نظاما مهما من تيارات المحيط يسمى الدورة الانقلابية الزوالية الأطلسية. ويشمل هذا النظام تيار الخليج الذي يحمل المياه الاستوائية الدافئة عبر الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة وعبر المحيط الأطلسي إلى أوروبا، مما يُسهم في درجات حرارة معتدلة نسبيا هناك.
وبشكل عام، تم تجاهل ذوبان الأنهار الجليدية في غرينلاند في الأبحاث السابقة، بينما ركز العلماء على مسألة ارتفاع مستوى سطح البحر المُلحة. ووصف فينسنت فيرجانز، عالم الجليد في مركز "آي بي إس" لفيزياء المناخ بجامعة بوسان في كوريا الجنوبية، الدراسة بأنها ستساعد العلماء على فهم أفضل للنظام المناخي ككل، وكيفية توزيع الاحتباس الحراري بين الغلاف الجوي والمحيط والصفائح الجليدية.