ساعة قبل صلاة الفجر يستجيب الله تعالى فيها الدعاء ويعطي السائل حاجته
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
ماذا يحدث قبل صلاة الفجر؟ سؤال يتردد على لسان كل من يهتم ويدرك حجم ثواب هذا الوقت العظيم؛ إذ أنه من الأوقات المباركة التي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على اغتنمامها للفوز ببركاتها ومن ثم تحقيق النجاحات واجتياز الصعاب التي تواجه الشخص خلال مشوار حياته وفي يومه.
كما حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تحري الأوقات العظيمة واغتنامها بشكل صحيح بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية مثل أداء الصلوات وكثرة الدعاء والأستغفار، وغيرهم، فمن المعروف أن الدقائق القليلة قبل بدأ صلاة الفجر هى أوقات خير وبركة.
وجاء في السنة أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، ويستجيب دعوات عباده، روي البخاري ومسلم، عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» .
وورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له.
قال ابن تيمية: وليس لله صفة يماثله فيها غيره، فهو أحق من غيره بصفات الكمال وأحق من غيره بالتنزيه عن صفات النقص، قال الله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {الشورى: 11}.
وينظر الله سبحانه وتعالى أيضًا في هذه الساعة من الليل لعباده المستغفرين فيغفر لهم، ويسيجيب لمن قام بدعائه ويعطي من يسأله حاجة من حوائج الدنيا أو الآخرة، لذا أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بذكر الله في جوف الليل الأخير، إذ ورد في جامع الترمذي، أن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُولُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أذان الفجر الفجر صلاة الفجر دعاء صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
ربيع الغفير يحذر من بعض السلوكيات: فساد لا يحبه الله
قال الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى لخص مسؤولية الإنسان في الأرض في القرآن الكريم، حيث قال في سورة الحديد: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْهَا وَجَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ فِيهَا".
وأكد الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح اليوم الثلاثاء، أن الاستخلاف في الأرض ليس مجرد وجود، بل هو مسؤولية كبيرة يجب على الإنسان أن يؤديها بما يحقق العمران والتطور، دون المساس بالبيئة أو فساد الأرض.
وأضاف: "استعمركم فيها" تعني أن الله سبحانه وتعالى قد طلب منا عمارة الأرض، لا فسادها، والمفسدون هم من يعيثون في الأرض فسادًا، سواء بالخراب أو التلوث أو بأي فعل يضر المجتمع أو البيئة.
وتابع: "العمارة هنا ضد الفساد، أي أن الله لم يطلب منا أن نُفسد الأرض أو نخرّبها، بل كان طلبه لنا أن نُعمرها، وهذا ما يجب أن نعيه جميعًا: أن كل فرد فينا عليه جزء من المسؤولية تجاه هذه الأرض التي نعيش عليها، نحن جزء من الأمة الإسلامية، وكل واحد منا مطالب بأن يكون صالحًا في مجتمعه، وأن يساهم في إصلاح الأرض التي أنعم الله علينا بها".
وأشار إلى قوله تعالى في سورة القصص: "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، موضحًا أن هذه الآية توضح بكل وضوح أن الله سبحانه وتعالى لا يحب الفساد في الأرض، سواء كان فسادًا في العلاقات أو في البيئة أو في أي جانب من جوانب الحياة.
وأكد أن هذه مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع، وأن الفساد ليس مجرد أفعال جسدية بل يتعدى ذلك ليشمل السلوكيات اليومية التي قد لا ننتبه لها أحيانًا.
وأضاف: "لو كنتَ تسير في طريق مخالف أو تلقيتَ الأذى في الطريق، أو أضرت تصرفاتك بالآخرين، فهذا يعتبر فسادًا في الأرض، حتى إذا كنت تترك سيارة في مكان غير مخصص أو تتصرف بطريقة غير لائقة في تجمعات الصلاة أو في أي مناسبة اجتماعية، فإنك بذلك تساهم في الفساد بشكل غير مباشر".
وأكد على أن الإسلام يعزز شعور المسؤولية لدى المسلم، مؤكداً: "في الإسلام، حتى إبعاد الأذى عن الطريق يُعتبر صدقة، وهذا يعلمنا أن مسؤوليتنا تجاه الأرض والمجتمع تبدأ من أبسط الأشياء مثل النظافة والترتيب، وصولاً إلى التفاعل الإيجابي مع الآخرين، ويجب على كل فرد أن يتحمل مسؤولية إصلاح نفسه أولًا، ثم أسرته، ومن ثم مجتمعه.
وأضاف: "أن القرآن الكريم يعلمنا أن 'إياك نعبد وإياك نستعين'، وهذه الصيغة التي تُعبر عن الجماعية، تُعلّم المسلم أن حياته ليست فردية، بل جزء من مجتمع أكبر، هو الأمة الإسلامية، وأن مسؤولياته تتعدى نفسه لتشمل المجتمع ككل".