حكم الدعاء الجماعي بعد انتهاء الصلاة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الدعاء الجماعي عقب أداء الصلاة، وهو أن يدعو الإمام بعد الانتهاء من ختام الصلاة وقراءة الأذكار ويُؤَمِّنُ المصلون خلفه، إذ أنه اعتاد الناس على القيام بذلك الأمر، ولكن هناك من ينكر .
الإفتاء: الذكر والدعاء الجماعي والتأمين عليه أمرٌ مشروعٌ في المسجد وفي غيرهوقالت الإفتاء إن الذكر والدعاء الجماعي والتأمين عليه أمرٌ مشروعٌ في المسجد وفي غيره، وتبديعه في الحقيقة نوعٌ من البدعة؛ لأنه تضييقٌ لِمَا وسَّعه الشرع الشريف، ومخالفةٌ لما ورد في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وعلماء الأمة المتبوعين، وجرى عليه عمل المسلمين مِن غير نكير، لكن مع مراعاة الضوابط واللوائح التي وضعها القائمون على نظارة المساجد؛ حتى يتم ذلك بشكلٍ منظمٍ لا تشويشَ فيه على المصلين والذاكرين وقُرَّاء كتاب الله تعالى؛ استِرشادًا بالأدب النبوي الكريم في هذا المقام.
وتابعت: والواجب على المسلمين أن لا يجعلوا ذلك مثار فُرقة وخلاف بينهم؛ حتى لا يقعوا في الفُرقة المحظورة شرعًا؛ فإنه لا إنكار في مسائل الخلاف، والصواب في ذلك تَركُ الناسِ على سَجاياهم: فمَن شاء جَهَرَ، ومَن شاء أَسَرَّ، ومن شاء فعله فرادى أو جماعة؛ لأن أمر الذكر والدعاء على السعة، والعبرة فيه حيث يجد المسلمُ قلبَه.
حكم الدعاء الجماعي عقب الصلاة
وأضافت الإفتاء أن الدعاء من أعظم العبادات التي أمر بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جاء الأمر به مطلقًا؛ فيشمل ذلك كل هيئاته؛ سرًّا أو جهرًا، فرادى أو جماعات.
والجهر بختام الصلاة والإسرار به الأمر فيها واسع، والخلاف فيها قريب، وقد ورد الأمر الرباني في الذكر عقب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: ﴿فإذا قَضَيتم الصلاةَ فاذكُرُوا اللهَ قِيامًا وقُعُودًا وعلى جُنُوبِكم﴾ [النساء: 103]، والمطلق يؤخذ على إطلاقه حتى يأتي ما يُقَيِّدُه في الشرع، ومن المقرر أن الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال، فإذا شرع الله سبحانه وتعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وكيفية إيقاعه أكثرَ من وجهٍ (فرادى أو جماعة، سرًّا أو جهرًا) فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته ولا يصح تقييده ولا تخصيصه بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك ابتداعًا في الدين بتضييق ما وسَّعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن الأدلة على الذكر الجماعي: قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28]، وامتثال الأمر بمعية الداعين لله يحصل بالمشاركة الجماعية في الدعاء، ويحصل بالتأمين عليه، ويحصل بمجرد الحضور.
واختتمت الإفتاء قائلة: فالذكر والدعاء الجماعي والتأمين عليه أمرٌ مشروعٌ في المسجد وفي غيره، وتبديعه في الحقيقة نوعٌ من البدعة؛ لأنه تضييقٌ لِمَا وسَّعه الشرع الشريف، ومخالفةٌ لما ورد في الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح وعلماء الأمة المتبوعين، وجرى عليه عمل المسلمين مِن غير نكير، لكن مع مراعاة الضوابط واللوائح التي وضعها القائمون على نظارة المساجد؛ حتى يتم ذلك بشكلٍ منظمٍ لا تشويشَ فيه على المصلين والذاكرين وقُرَّاء كتاب الله تعالى؛ وذلك استِرشادًا بالأدب النبوي الكريم في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ» رواه الإمامان مالك في "الموطأ" وأحمد في "المسند".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدعاء الجماعي حكم الدعاء الإفتاء المصرية دار الافتاء المصرية الذکر والدعاء
إقرأ أيضاً:
المُختار في موعد الإسراء والمعراج.. الإفتاء توضح
أكدت دار الإفتاء المصرية أن رحلة الإسراء والمعراج وقعت في السابع والعشرين من شهر رجب، وهو القول المشهور بين العلماء والذي جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا.
معجزة الإسراء والمعراج في شهر رجبوجاء ذلك في فتوى الإفتاء الصادرة عن الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، حيث وضحت أن شهر رجب مناسبة سنوية يتذاكر فيها المسلمون معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، التي مثلت تكريمًا خاصًا له وتسليةً من الله عز وجل، بعد أن مرّ بفترة من الشدائد. وقد أذن الله لهذه الرحلة أن تكون وسيلة لإطلاع نبيه على الآيات الكبرى، كما ورد في قوله تعالى:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
تحديد تاريخ الرحلة: السابع والعشرون من رجبأشارت الفتوى إلى اختلاف العلماء في تحديد زمن وقوع الرحلة، إلا أن تعيينه بالسابع والعشرين من رجب هو ما حكاه كثير من الأئمة واختاره جماعة من المحققين.
وذكر العلَّامة الزرقاني في كتاب شرح المواهب اللدنية أن هذا التوقيت يُعتبر الأقوى بسبب العمل المتوارث عليه وتلقيه بالقبول من قبل العلماء.
كما أوضح الزرقاني أن المسائل التي تشهد خلافًا بين العلماء، ولم يُقم دليل قاطع على أحد الآراء، فإن اعتماد المسلمين على رأي بعينه يُرجح صحته، وهو ما يجعل السابع والعشرين من رجب تاريخًا متفقًا عليه لهذه المناسبة العظيمة.
الرسالة والدروس المستفادةرحلة الإسراء والمعراج هي محطة إيمانية عميقة تبرز عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله، ودعت دار الإفتاء المسلمين إلى التأمل في هذه المناسبة واستلهام الدروس منها، كالإيمان بقوة الله عز وجل، والتصديق بقدرة الله على تحقيق المعجزات، وتعزيز اليقين والثقة في وعد الله.
تظل رحلة الإسراء والمعراج حدثًا خالدًا في ذاكرة الأمة الإسلامية، ومعجزة ربانية تحتفل بها القلوب المؤمنة في شهر رجب من كل عام، مستذكرة عظمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته التي أضاءت العالم.