اتهامات للإمارات بلعب دور مشبوه في دول المغرب.. لصالح من؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
رأى سياسيون ونشطاء جزائريون ومغاربة أن الإمارات وإسرائيل وجهان لعملة واحدة في العمل على اختراق دول المغرب الكبير وإحداث الفوضى فيها بما يعرقل أي محاولة للانتقال الديمقراطي فيها.
فقد اتهم زعيم حركة البناء الوطني الجزائرية عبد القادر بن قرينة، دولة الإمارات العربية المتحدة بلعب دور مشبوه في المنطقة، فى أعقاب الإنقلاب العسكري الجاري فى النيجر، مشيرا إلى أن لديه معلومات بخصوص دفع أبو ظبي للنظام الحاكم بموريتانيا إلى عقد صفقات مشبوهة مع حكومة إسرائيل، أبرزها وضع مطار عسكري تحت تصرفاتها ثم التطبيع في مرحلة لاحقة.
وتحدث بن قرينة عن زيارة سرية لوزير دفاع موريتانيا إلى إسرائيل، نشرت بعض تفاصيلها فى صحيفة الخبر الجزائرية، المقربة من النظام.
وقال بن قرينة الذي يشارك حزبه في الحكومة الجزائرية، في ندوة عقدها بخصوص تداعيات الأزمة في النيجر، إن "دولة خليجية وظيفية، هي دائما وراء لعبة زرع الخلافات والفرقة في المنطقة".
وتحدث بما يؤكد أنه يقصد الإمارات العربية المتحدة، أن هذه الدولة الخليجية هي من كانت وراء الخلافات بين قطر والسعودية، ووراء استفحال الأزمة في اليمن من خلال الوقوف وراء التحالف بين عبد الله صالح وجماعة الحوثي.
وأضاف أن الإمارات أرادت أن تشتري مطارا عسكريا في موريتانيا من أجل الغرض نفسه.
وأردف: "يقال ولم نرَ تكذيبا من السلطات الموريتانية، أن مسؤولا رفيعا في موريتانيا زار الكيان الصهيوني مؤخرا من أجل هذا المطار، حيث سيكون مموّلا من الدولة الخليجية ويكون فيه الكيان الصهيوني".
وأشار بن قرينة إلى أن نفس الدولة الخليجية كانت وراء إحداث الأزمة في السودان..
وتأتي تصريحات السياسي الجزائري حول الإمارات، في أعقاب هجوم إعلامي غير مسبوق في الجزائر على الإمارات، حيث تحدثت صحيفة "الخبر الجزائرية" في مقال لها، عن "تسخير الإمارات إمكانات مالية ومادية ضخمة من أجل محاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة خاصة الجزائر". كما سبق لصحيفة "لوسوار دالجيري" الناطقة بالفرنسية، أن تحدثت أيضا على دور محتمل للإمارات في ما يحدث بالنيجر.
وفي المغرب كشفت مصادر متطابقة، عن تسلم المغرب بشكل رسمي منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى BARAK-MX من إسرائيل.
ونقلت صحيفة "الأيام24" تقارير إعلامية، قالت بأنها كشفت في وقت سابق أن تسليم منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى Barak-MX الإسرائيلية الصنع إلى المغرب سيتم منتصف سنة 2023، حيث بإمكان هذه المنظومة قادرة على إسقاط أي طائرة أو صاروخ في مدى 150 كيلومترًا.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه تم توقيع عقد بقيمة حوالي 500 مليون دولار أمريكي لتزويد المغرب بهذا النظام.
وظهر مركز القيادة والتحكم الخاص بمنظومة الدفاع الجوي Barak MX لدى المدفعية الملكية، على منشور دعائي للمنظومة من طرف الشركة المصنعة "صناعات الفضاء الإسرائيلية" IAI.
وفي لندن، رأى الديبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت، أن التآمر الإماراتي على الجزائر ليس وليد اللحظة، وإنما هو قديم وأن الكشف عنه الآن من طرف بن قرينة جاء متأخرا.
وأشار زيتوت في حوار خاص مع "عربي21"، إلى أن "الإمارات لم تعد طرفا طارئة عن المشهد الجزائري، بل هي فاعل رئيسي في مختلف مناحي الحياة الجزائرية.
وقال: "هناك معطيات مهمة يجب وضعها بعين الاعتبار ونحن نتحدث عن الدور الإماراتي في الجزائر، وهي أن الإمارات تمتلك ثاني أهم شركة في الجزائر بعد سوناطرك وهي شركة التبغ والكبريت، كما أن ميناء الجزائر العاصمة وميناء جنجن (ولاية جيجل) تحت سيطرة دبي العالمية للإمارات.. هناك تركيب لبعض الآليات العسكرية، بما فيها دبابات نمر القطع تأتي من الإمارات وألمانيا"..
وأشار زيتوت إلى أن فهم الدور الإماراتي في الجزائر يجب أن يأخذ بعين الاعتبار، معطى تاريخي أساسي، ويتعلق الأمر بالممثل الخاص لبن زايد في الجزائر عبد الرحمان شيبان الذي عمل في الجزائر منذ مجيء عبد العزيز بوتفليقة لرئاسة الجزائر بدعم إماراتي، حيث تم منحه مكتبا رئيسيا في فندق الشيراتون، أدار من خلاله ليس فقط مصالح الإمارات في الجزائر وإنما أيضا شؤون الجزائريين، بل تحول الفندق إلى فخ لالتقاط صور غير أخلاقية لعديد من المسؤولين الجزائريين، مكنت الإمارات بعدها من استغلالها للتغلغل في الجزائر".
وذكر زيتوت، أن "النظام الإماراتي من هذا المنطلق وقف ضد الحراك ومطالب التغيير لقيام دولة مدنية في الجزائر، ومؤخرا لاعتقاد بن زايد أن تبون وفريقه ذهبوا أكثر مما يجب في علاقاتهم مع قطر وتركيا، يعملون على تجديد عهدة ثانية له".
واعتبر رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان في حديث خاص مع "عربي21"، أنه بغض النظر عن صحة المعلومات المتصلة باتفاقيات التسليح التي تكشفها وسائل إعلام متعددة، والتي قال بأنه لا يمكن التأكد من صحتها، فإن ما لا تخطئه العين هو كثرة الزيارات التي يقوم بها مسؤولون في دولة الاحتلال إلى المغرب.
واعتبر ويحمان، أن "الإمارات وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، وهي دولة الاحتلال"، وقال: "كل ما تقوم به الإمارات في دول المغرب الكبير هو عبارة عن دور وظيفي لتنفيذ خطة الحركة الصهيونية، وهي بث الفوضى والإرهاب وعدم الاستقرار".
وذكر ويحمان أنه شخصيا ووجه بقضية لدى اعتقاله قبل عدة أشهر بالنظر إلى دوره في مقاومة التطبيع بالمغرب، كانت من شركة إماراتية اتهمته بالإسهام في تكبيدها خسائر مادية بسبب تنفيذه وعدد من النشطاء لاعتصام رافض لجلب تمور دولة الاحتلال إلى المغرب..
وأكد ويحمان أن من حق الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس وليبيا أن تخشى على أمنها الإقليمي ليس فقط من الاحتلال الصهيوني وإنما أيضا من الدور الإماراتي، الذي هو بالأساس دور وظيفي..
من جانبه أكد الإعلامي المغربي نورالدين لشهب، أن حديث السياسي الجزائري عبد اتلقادر بن قرينة عن الدور الوظيفي للإمارات لصالح إسرائيل، جاء متأخرا، وقال: "سبق لي أن كشفت الدور الإماراتي التخريبي لصالح الكيان الصهيوني في المغرب منذ عدة سنوات، وبالتالي فما قاله بن قرينة هو تحصيل الحاصل، ويأتي متأخرا".
وأكد لشهب في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن الإمارات راعية للتطبيع العربي الصهيوني، محذّرا من أن الصهيونية تشكل خطرا على الإنسانية وليس فقط على المنطقة المغاربية،وقال بأنها هي التي ستأتي بالإرهاب والفوضى..
لكن لشهب أوضح أن التبيع المغربي ليس كما يروّج له البعض، وقال: "قناعتي أن العلاقات المغربية الإسرائيلية مختلفة عن النموذج التطبيعي الذي تمثله مصر والأردن، أو حتى بقية الدول العربية التي طبعت علاقاتها في نهاية العام 2020، المغرب أقرب إلى النموذج التركي".
وأضاف: "المغرب يعيش إكراهات وضغوطات، وأعتقد أن الدولة تعي ذلك جيدا، وهي تعمل على الاستفادة من العلاقات مع دولة الاحتلال دون أن يسلم لها مفاتيج المجتمع والدولة.. لأن الدولة لها تاريخ، ورئيس لجنة القدس هو الملك.. ومساهمة المغرب في القدس هي الأكبر عربيا"، وفق تعبيره.
من جانبه اعتبر أنور الغربي مسؤول العلاقات الدولية السابق في الرئاسة التونسية، فب حديث لـ "عربي21"، أن "الدور الإماراتي في تونس كان تخريبيا منذ العام 2012، سواء من خلال إظهار عجز الحكومة، أو تنظيم مؤتمر للديبلوماسيين التونسيين بتمويل إماراتي مباشر.. حيث سعت الإمارات إلى تخريب المسار الديمقراطي بشكل مباشر، وواضح أو من خلال شرائها لجمعيات حقوقية، للدفاع عن الأجندة الإماراتية".
وحذّر الغربي من أن "اللقاءات التي جمعت الرئيس قيس سعيد والرئيس الإماراتي محمد بن زايد قبل أيام، ثم الرسالة التي تلقاها سعيد من مبعوث إماراتي بعد ذلك من دون أن يرشح شيء عنها، يثير القلق والمخاوف من أن هناك شيئا ما يطبخ لتونس".
وقال: "كل الخشية من خلال الدور التخريبي السابق للإمارات أن تستغل ضعف السلطة الحالية، خصوصا أنهن لا يوجد خارجية ولا برلمان، وتمرير أجندات تدميرية للأجيال.. بما فيها إحداث القطيعة بين الجزائر وتونس، والذهاب باتجاه التطبيع"، وفق تعبيره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الإمارات دول المغرب دور إسرائيل إسرائيل الإمارات اتهامات دور دول المغرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال أن الإمارات فی الجزائر من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 33 دولة.. انطلاق المنافسات النهائية لمسابقة بورسعيد الدولية في فرعي التلاوة والابتهال الدينى
انطلقت اليوم السبت، فعاليات المنافسات النهائية بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، وسط أجواء روحانية مميزة، وذلك بالمسجد العباسي، أحد أقدم المساجد الأثرية بالمحافظة.
وشهدت المسابقة في فرع التلاوة بالصوت الحسن اختبار 10 متسابقين تأهلوا للمنافسات النهائية، وهم: سيد عبد الراشد من أفغانستان، وعبد المغيث من المغرب، وغلام مصطفى من باكستان، ومحمد أبو يوسف من بنجلاديش، وضياء البحر من الهند، وعلي حسن عباس من المغرب، وخالد عطية عبد الخالق من مصر، وأحمد محمد صالح من اليمن، وعبد الله عبد الله من نيجيريا، وعبد السميع عبد الرحمن من الصومال.
وتنافس في فرع الابتهال الديني مجموعة من الموهوبين، حيث تم اختبار كل من: عبد الرحمن الأسواني من مصر، وسعد الهواري من المغرب، وتنوير أحمد من بنجلاديش، وعمرو موسى من اليمن، ومتسابق من سوريا.
وتولت لجنة تحكيم متخصصة تقييم المشاركين، برئاسة القارئ الدكتور عبد الفتاح الطاروطي، وعضوية كل من الدكتور حسام صقر، والدكتور عبد القادر الدرعوزي، والدكتور محمد علي، والشيخ محمد فتح الله بيبرس.
وساد المسجد جو روحاني مميز، حيث حرص المصلين على الاستماع إلى أعذب الأصوات في تلاوة القرآن الكريم، والتقاط الصور التذكارية مع المتسابقين الذين حضروا بالزي الرسمي لبلادهم، ما أضفى تنوعًا ثقافيًا فريدًا على الحدث.
وتختتم المسابقة غدًا الأحد بعد استكمال اختبارات جميع المتسابقين، على أن تُعلن النتائج في حفل كبير يُقام بالمركز الثقافي ببورسعيد، ويُذاع على الهواء مباشرة، ويتضمن الحفل تكريم الفائزين وتسليم الجوائز، حيث تحمل النسخة الثامنة من المسابقة اسم القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي، وتقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبدعم اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، وبرئاسة عادل مصيلحي، المشرف العام والمدير التنفيذي للمسابقة.
وشهد حفل افتتاح المسابقة، الذي أُقيم أمس الجمعة، حضور الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ومفتي الديار المصرية، والدكتور أحمد عمر هاشم، إلى جانب قيادات دينية وتنفيذية وسياسية بارزة، وحمل رسالة سلام للعالم أجمع، وأعلن وزير الأوقاف من خلاله موقف 100 مليون مصري الرافض لتهجير أهالي غزة إلي أرض سيناء المصرية.