حصري- مختبئة في أعماق الأرض.. مخازن ومصانع الحوثيين الأكثر سرية
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ خاص:
شنت الولايات المتحدة غارات على البر اليمني، وقالت إنها استهدفت مواقع تحت الأرض لجماعة الحوثي المسلحة. وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها البنتاغون قاذفات متخصصة في استهداف التحصينات تحت سطح الأرض منذ بدء الهجمات في اليمن يناير/كانون الثاني الماضي.
خلال سنوات الحرب طور الحوثيون قواعدهم تحت سطح الأرض لتجنب الهجمات التي تقودها السعودية دعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وهو تكتيك ألفته الجماعة المسلحة خلال الحروب الست مع الحكومة (2004-2009).
بعد إعلان الهُدنة في ابريل/نيسان 2022 وسع الحوثيون عمليات البناء والتأسيس للقواعد تحت أرضية، حسب مصادر متعددة تحدثت لـ”يمن مونيتور” فإن معظم انفاق الجماعة اليمنية تحوّل لبناء مدن عسكرية تحت الأرض، وهي مرحلة جديدة من الحماية لحرب طويلة يتوقع الحوثيون مواجهتها في المستقبل. وكان ذلك بعد مشاركتهم في هجمات البحر الأحمر فيما يقولون إنه دعم للفلسطينيين الذين يواجهون حرباً وحشية وجرائم إبادة جماعية في قطاع غزة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب المصادر فإن الخرق المخابراتي الذي حدث لإيران وحزب الله يمثل أكبر هواجس قيادة الحوثيين، وعلى الرغم من أن استهداف المعسكرات والمعامل (المصانع) تحت أرضية يمثل هاجس أقل إلحاحاً في الوقت الحالي إلا أن عديد من قادة الجماعة يرون ضرورية دفعها للأولوية بسبب أن المشاركة الإقليمية للحوثيين طارئة ولم تكن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية قد قامت بعمليات اختراق واسع داخل صفوف الجماعة الرئيسية.
فما طبيعة المُدن العسكرية العالم المخفي للحوثيين تحت سطح الأرض؟! تحدث “يمن مونيتور” في هذا التقرير لأكثر من 12 مصدراً مطلعين على التفاصيل للإجابة عن هذا التساؤل.
الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق) اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيران الحوثيون يخفون شعور الضعف بالاعتقالات.. هل تسوء الأمور أكثر؟! صور أقمار صناعية التقطت في يناير2024 تظهر منشأة تحت الأرض على مدخل صعدة معقل الحوثيين-جرافيك “يمن مونيتور” نشرها أولاً في IISS طبيعتها وأنواعهاالمعلومات عن حجم هذه المُدن وعمقها ما يزال مجهولاً، ومع استخدام الولايات المتحدة في 17 أكتوبر/تشرين الأول2024 مقاتلات شبحية (قاذفات (B-2 Spirit التي تستخدم لاستهداف مخازن الأسلحة تحت الأرض يعود الحديث عن هذه المخازن.
وقال ثلاثة تُجار معدات ثقيلة في صنعاء (العاصمة) وحجة (شمال) والحديدة (غرب) لـ”يمن مونيتور” إن الحوثيين هم زبائن دائمين لآلياتهم منذ 2018م، وتزايد طلبهم على الآليات إما بالاستئجار أو الشراء منذ 2022م.
وأشاروا أن عملية الاستئجار تتم عبر مشرفين ومسؤولين تابعين للجماعة، بينهم واحد على الأقل كان يعمل مقاولاً لوزارة الدفاع ومرتبط ب”أحمد حامد” (أبو محفوظ) الرجل القوي داخل الحوثيين، ومدير مكتب مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى (هيئة توازي رئاسة الجمهورية).
وفي الحقيقة فإن اليمن عرفت المنشآت تحت الأرض منذ عقود، إذ كان الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح قام ببناء عدد من المرافق تحت الأرض للصواريخ الباليستية والأسلحة المهمة في صنعاء وما حولها.
وقال مصدران من الحوثيين مطلعين على التفاصيل لـ”يمن مونيتور” إن الجماعة قامت بتجديد وتوسيع المرافق الموجودة تحت الأرض التي تم بنائها في عهد علي عبدالله صالح وسيطر عليها الحوثيون بعد أن قتلوه في نهاية 2017 بعد أن حاول تبديل ولائه من الجماعة المسلحة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
ويشير المصدران إلى أن الحوثيين قاموا بالفعل ببناء عدد كبير من المخازن والمعامل تحت الأرض منذ ذلك الحين لعديد من المهام: تركيب وتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، معامل تركيب المتفجرات، معامل تركيب وصناعة القوارب المسيّرة والألغام البحرية، القيادة والسيطرة، للحرب، لمخازن الأسلحة التقليدية، لمخازن الأسلحة المتقدمة.
وتواجه إيران اتهامات بتوزيد الحوثيين بتكنولوجيا الأسلحة التي تملكها بما فيها صواريخ بمدى 2000كم، وصواريخ فرط صوتيه، وطائرات مسيّرة جرى استخدام بعضها العام الماضي لمهاجمة إسرائيل والسفن في البحر الأحمر. وينفي النظام الإيراني تسليح الحوثيين، على الرغم من العثور على أسلحة مصنعة في طهران في ساحة المعركة وفي شحنات بحرية متجهة إلى اليمن على الرغم من حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
صور أقمار صناعية التقطت في مارس2022 تظهر منشأة تحت الأرض في معسكر الحفا شرقي صنعاء-جرافيك “يمن مونيتور” نشرها أولاً في IISS العمقولأن المنشآت تحت الأرض فإن عمق هذه المنشآت هو حجر الزاوية في الحماية والسرية. وفي ابريل 2017 كشفت تقارير استخباراتية إن الحوثيين يبنون مصانعهم على عمق 50 قدماً تحت الأرض.
أشارت تلك التقارير إلى أن خبراء من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني وخبراء من القوة الجو-فضائية الإيرانية كانوا في اليمن لبناء تلك المنشآت.
تشير مصادر “يمن مونيتور” إلى أن ما تم بناءه في ذلك الوقت كانت معامل بسيطة، ومع توسيع تسليح الحوثيين لأنفسهم، والأسلحة التي يقومون ببنائها وزيادة قوتها التدميرية، والتجارب على نجاحها، احتاجوا توسيعها وبناء منشآت جديدة.
وقال مصدر إلى منشآت القيادة والسيطرة للجماعة خلال الحرب منتشرة في أكثر من منطقة بينها العاصمة صنعاء، وتُبنى على عُمق 7-10 طوابق تحت أرضية، وتستخدم الهناجر الكبيرة للمؤسسات التجارية كغطاء لوجودها.
اغتيال حسن نصر الله فرصة لزعيم الحوثيين هل سيلعب الحوثيون دورا أكبر في صراع الشرق الأوسط؟ حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة نهج هاريس وترامب تجاه الحوثيين في اليوم الأول للبيت الأبيض الحمايةبالنسبة للمعامل والورش العسكرية تحت الأرض فإن الحوثيين يقومون ببناء أسقف مصنوعة من الخرسانة السميكة المبطنة لتوفير الحماية من الضربات الجوية- كما يشير تقرير نشره “فليت الألمانية” في 27 ابريل/نيسان2017م.
وتظهر صور أقمار صناعية نشرها مركز أبحاث في الولايات المتحدة في ابريل الماضي استخدام الحوثيين التضاريس الوعرة لبناء مخازن الأسلحة والمتفجرات ومصانع الأسلحة. وتظهر في الصور فوهات كبيرة استحدثها الحوثيون في الجبال اليمنية العام الماضي يمكن للمدرعات الدخول إليها.
وقالت مصادر “يمن مونيتور” إنه يوجد أنظمة تهوية متقدمة في تلك المنشآت خشية الاختناق، بما في ذلك أجهزة إنذار ووسائل السلامة الأخرى.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل سياسات للحماية والوقاية في منشآت مثل هذه، إلا أن أحد المصادر لفت إلى أن الحوثيين حسنوا وسائل السلامة مع وقوع عديد من الحوادث في تلك المنشآت خلال العقد الماضي “نستفيد من التجارب بمرور الوقت”.
حرب شاملة في الشرق الأوسط تقترب وجهود التهدئة محكومة بالفشل القيادة الحوثية.. هدف إسرائيلي أم أمريكي محتمل؟ السريةوتعتبر السرية حول مواقع تلك المنشآت طبقة جديدة من الحماية، وليس بإمكانك التجول بخارطة “جوجل ماب” للوصول إليها؛ فتلك المنشآت ليست مزاراً لأعضاء الجماعة، وحتى أولئك المتصلين بالمنشآت يخضعون لدليل سياسات صارم للوصول إليها.
ووفق مسؤول من الحوثيين إنه جرى تصميمها من حيث الموقع والغطاءات لتكون سرية وصعبة الاكتشاف، مما يقلل من احتمالية التعرض للهجمات.
وتوجد تلك المنشآت في بطون الجبال الوعرة والشاهقة في مناطق الحوثيين شمالي اليمن. وللوصول إليها يملك الحوثيون طُرقاً فرعية تم شقها خلال سنوات الحرب وليست مرتبطة بالطرق المعروفة.
وقال رجل أعمال للمعدات الثقيلة من الثلاثة الذين تحدث لهم “يمن مونيتور” إنهم ساعدوا الحوثيين في شق بعض الطرق في المحافظات، ويمنع مرور المواطنين عليها.
يعتمد الحوثيون على المجندين في صفوفهم والموالين لهم للمساعدة في رصف وشق تلك الطرقات- حسب ما أفاد 5 من مجندي الجماعة تحدثوا في مجلس قات في محافظة عمران في مايو/أيار الفائت بوجود أحد مصادر “يمن مونيتور”.
وأشار المجندون إلى أن كل فرقة تقوم بالعمل على جزء معين من الطريق ثم تغادر، لتأتي فرق جديدة دون معرفة للنهاية الأخيرة للطريق والغرض منه.
يدير هذه المنشآت مكتب زعيم الحوثيين بشكل مباشر، مع مجموعات متعددة للحماية والسرية ونقل الغذاء والخبراء والمستلزمات التي يحتاجونها، معظمها من عدة إدارات في وزارة الدفاع، وفي مقدمتها هيئة الاستخبارات العسكرية والاستطلاع التي يترأسها عبدالله يحيى الحاكم (أبو علي).
حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية! هل نشهد فصلًا جديدًا من الصراع جنوبي اليمن؟ (تحليل معمق) هل تقصف إسرائيل صنعاء؟! مجلة أمريكية تابعة لإسرائيل تنشر قائمة ب25 قيادياً حوثياً تدعو لاغتيالهم جرافيك يمن مونيتور متغيرات جديدةلا شك أن الحوثيين يستفيدون من تجاربهم السابقة ومن الحركات المسلحة الأخرى الموجودة في المنطقة. ألهمت الانفاق في قطاع غزة وقدرتها على الصمود والنجاة من الهجمات الإسرائيلية طوال عام الحركة اليمنية.
والأمر ذاته بالنسبة لطبيعة الاستهداف للاغتيالات التي تعرض لها قادة حزب الله في لبنان؛ ويرسل استهداف الولايات المتحدة باستخدام (قاذفات (B-2 Spirit المدى الذي يمكن أن تذهب إليه الغارات الأمريكية النوعية تجاه الجماعة، ويبحثون عن حلول لجوانب الضعف التي اكتشفوها مع المتغيرات الجديدة.
ويتوقع قادة الحوثيين حرباً موجهاً ضد الجماعة في المستقبل القريب سواءً من خصومهم في الحكومة المعترف بها دولياً، أو عبر تحالف دولي يفوق الهجمات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي، ويقولون إنهم يستعدون لها.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إيران تسليح جماعة الحوثي الولایات المتحدة على الرغم من یمن مونیتور تلک المنشآت تحت الأرض إلى أن
إقرأ أيضاً:
السجن 5 سنوات لمسئول مخازن بشركة اتصالات شهيرة
قضت محكمة جنايات جنوب الجيزة، بمعاقبة مسئول مخازن ومبيعات بشركة اتصالات شهيرة بالسجن 5 سنوات في واقعة اتهامه بالاستيلاء على 359 جهاز من البضائع الخاصة بالشركة بقيمة 3ملايين وربع من مخازن الشركة.
وكشف أمر الإحالة في القضية التي حملت رقم 16725 لسنة 2022 جنايات كرداسة والمُقيدة برقم 5810 لسنة 2022 كُلي شمال الجيزة والمقيدة برقم 200 لسنة 2022 حصر أموال عامة عليا ورقم 36 لسنة 2023 جنايات أموال عامة عليا، أن المتهم في القضية مسئول أول مراقبة المخزون والمبيعات بشركة اتصالات شهيرة بالجيزة.
و أوضح أمر الإحالة أن المتهم في غضون شهر يناير 2020 حتى 18 نوفمبر2021، بدائرة قسم كرداسة محافظة الجيزة، بصفته موظفا عاما أخصائي أول مراقبة المخزون والمبيعات بشركة اتصالات شهيرة إحدى الشركات المملوكة للدولة استولى بغير حق وبنية التملك على البضائع المملوكة لجهة عملية بأن استولى على بضائع بقيمة ثلاثة مليون ومائتين وخمسة وخمسية، وواحد وسبعين جنيها من الشركة.
وفق أمر الإحالة فإن المتهم استغل وظيفته كمسئول عن مراقبة المخزون والمبيعات ونقل البضائع بين الفروع وأجرى تحويلاً لبضائع الشركة على قاعدة بيانات برنامج الشركة من قسم المبيعات إلى قسم النقل لفروع أخرى بواسطة أسم المستخدم وكلمة السر المنوط به، و استخدامهما في متابعة نقل البضائع بين الفروع وتسلم بنفسه البضائع من فرعي الشركة بالقرية الذكية بزعم نقلها وتسليمها لفروع أخرى إلا أنه استولى عليها لنفسه بغير حق وبينه تملكها.
وذكر أمر الإحالة أن المتهم ارتكب تزويرا في محررات إلكترونية لإحدى الشركات المساهمة التي للدولة نصيب في مالها، وذلك بجعل واقعة مزورة في صورة واقعة صحيحة، بأن أثبت بالنظام الآلي للشركة على خلاف الحقيقة تحويل بضائع بين أفرع الشركة المختلفة ليتمكن بتلك الحيلة من الاستيلاء عليها، واستعمل المحررات المزورة فيما زورت من أجله مع علمه بتزويرها، بأن احتج بما دون بها زورا في مواجهة جهة عمله ولإعمال أثرها في ستر استيلائه على البضائع من مخازن الشركة.
اقرأ أيضاًعاجل| في واقعة خناقة «مدرسة التجمع».. النيابة تخلي سبيل الفتيات المتهمات بالتعدى على الطالبة «كارما»
عاجل| في واقعة خناقة «مدرسة التجمع».. النيابة تخلي سبيل الفتيات المتهمات بالتعدى على الطالبة «كارما»