مرشحان و 244 مليون ناخب و 7 ولايات حاسمة.. انتخابات أميركا بالأرقام
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
29 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: في انتخابات تجري بالاقتراع العام غير المباشر: يصوت الأميركيون لـ538 ناخباً كبيراً يقومون بعد ذلك بتعيين الرئيس. وليتم انتخابه، على المرشح أن يحصل على أصوات 270 من كبار الناخبين.
قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستختتم حملة انتخابية مشحونة، إليكم بعض الأرقام حول هذا الاستحقاق المرتقب، بدءا بالمرشحين إلى الولايات الرئيسية إلى التمويل.
٠٠
يخوض الحملة الانتخابية عام 2024 الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس.
ويسعى مرشحون مستقلون لخوض السباق إلى البيت الأبيض، دون أن ينجحوا في اختراق هيمنة الحزبين الرئيسيين. هذا العام سيكون هناك الناشطة البيئية جيل ستاين، والمفكر كورنيل ويست، ونتائجهما ضئيلة جداً.
٠٠
ينتخب الرئيس الأميركي لولاية من أربع سنوات. ويحق له تولي ولايتين كحد أقصى، سواء كانتا متتاليتين أم لا. إذا تم انتخاب كامالا هاريس في نوفمبر، فيحق لها الترشح مجدداً عام 2028، على عكس دونالد ترامب إذا تم انتخابه.
٠٠
سيجري الاقتراع في 5 نوفمبر. تقليدياً ينظم التصويت يوم الثلاثاء الذي يلي أول يوم اثنين من ذلك الشهر.
٠٠
الولايات السبع المتأرجحة هي التي تقرر نتيجة الاقتراع لأنها لا تميل بشكل واضح إلى حزب أو آخر. من ميشيغن إلى أريزونا مروراً بنيفادا وويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولاينا، يركز كل من دونالد ترامب وكامالا هاريس جهودهما الأخيرة لانتزاع الفوز. وفي انتخابات متقاربة للغاية، قد تحسم نتيجة الاقتراع بفارق بضعة آلاف من الأصوات.
٠٠
بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، سيصوت الأميركيون لتجديد أعضاء الكونغرس: 34 مقعداً في مجلس الشيوخ (من أصل 100) و435 مقعداً في مجلس النواب. في مجلس الشيوخ، يتم انتخاب الأعضاء الجدد لست سنوات. ويأمل الجمهوريون في كسر الأغلبية الديمقراطية البسيطة. ولاية النواب مدتها عامان. ويأمل الديمقراطيون في استعادة هذا المجلس الذي يسيطر عليه حالياً الجمهوريون.
٠٠
في انتخابات تجري بالاقتراع العام غير المباشر: يصوت الأميركيون لـ538 ناخباً كبيراً يقومون بعد ذلك بتعيين الرئيس. وليتم انتخابه، على المرشح أن يحصل على أصوات 270 من كبار الناخبين. ولكل ولاية عدد مختلف من كبار الناخبين. ويحتسب عن طريق إضافة عدد أعضاء مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية) إلى عدد الأعضاء في مجلس النواب، والذي يختلف وفقاً لعدد سكان الولاية.
٠٠
سيتمكن حوالي 244 مليون أميركي من التصويت، وفقاً لمركز السياسات الحزبي. سجلت انتخابات منتصف الولاية لعامي 2018 و2022، وكذلك الانتخابات الرئاسية لعام 2020، أعلى معدلات مشاركة في هذا النوع من الانتخابات منذ عقود، وفقاً لمركز بيو للأبحاث. على سبيل المثال، شارك “نحو ثلثي” الناخبين في الاقتراع عام 2020، “وهو أعلى معدل لأي انتخابات وطنية منذ عام 1900″، بحسب المصدر نفسه.
٠٠
وبحسب الأرقام الرسمية، أنفق فريق الديمقراطية كامالا هاريس 270 مليون دولار لتمويل حملتها في سبتمبر. من جهته أنفق الفريق الجمهوري 78 مليوناً فقط. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن المرشحة الديمقراطية جمعت أكثر من مليار دولار منذ دخولها الحملة الانتخابية في يوليو بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق إلى البيت الأبيض، وهو أمر غير مسبوق لفصل في حملة انتخابية.
٠٠
وصوت أكثر من 41 مليون أميركي مبكراً، وفقاً لتعداد لجامعة فلوريدا الأحد. في كل مكان تقريباً في الولايات المتحدة، يستطيع الناخبون التصويت عن طريق البريد أو شخصياً قبل يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی مجلس
إقرأ أيضاً:
نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام
لقد كانت تلك اللحظة من صباح 30 أبريل/نيسان 1975، آخر ما يفصل أكبر قوة عسكرية في العالم عن اعتراف صامت وغير معلن، لكنه مدو وصاخب في الوقت نفسه، بالهزيمة في أوضح صورها.
ومع إقلاع المروحية الأميركية الأخيرة مبتعدة عن سايغون بمن أمكنها حملهم، أُسدل الستار على واحدة من أطول الحروب في القرن الـ20، لتنهي الولايات المتحدة صفحة دامية في تاريخها وسط مرارة وانكسار، لم تعرف لهما مثيلا منذ تأسيسها.
ورغم مرور نصف قرن على مشاهد سايغون، لا تزال الحرب الفيتنامية واحدة من أكثر الحروب الحديثة تناولا بالدراسة، ومحور عديد من الأدبيات العسكرية، التي سعت إلى تفكيك أسباب فشل قوة عظمى بحجم الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وإخضاع خصم أقل منها بكثير رغم الفارق الهائل في الإمكانات والموارد ورغم سنوات الحرب الطويلة.
ومع أن الروايات الأميركية فرضت هيمنتها على مجريات التأريخ والتحليل في ما يخص تلك الحرب، فإن ذلك لم يمنع من اعتبارها نموذجا ملهما لحركات التحرر عبر العالم، ودرسا بليغا في كيفية انتصار طرف محدود الموارد على خصم متفوق عسكريا وتقنيا واقتصاديا.
ويعد هذا الدرس مهما بشكل خاص بالنظر إلى حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تخوض فيها المقاومة الفلسطينية والشعب الغزي الأعزل مواجهة ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة المدعومة من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية.
لقد طرحت حرب فيتنام سؤالا جوهريا عن سر هزيمة الولايات المتحدة في تلك الحرب، وهي هزيمة ثبت أن أسبابها تتجاوز الأخطاء العسكرية البحتة إلى سوء فهم أميركي متأصل للواقع الذي دارت فيه الحرب وانفصال معرفي جسيم عن الواقع. لقد خاضت واشنطن حربا على عدو لم تفهمه، في بيئة لا تدرك تعقيداتها، بحسب ما عبرت عنه الصحفية الأميركية الحاصلة على جائزة "بوليتزر" فرانسيس فيتزجرالد، في كتابها "حريق في البحيرة..
الفيتناميون والأميركيون في فيتنام"، حين وصفت مأساة "الغربة المعرفية" الأميركية تلك بقولها: "إن الأميركيين تاهوا بغباء في تاريخ شعب آخر".
عدّاد الجثث ولعل أول مظاهر الغياب المعرفي يتجسد في فشل أميركا في استيعاب الطبيعة الخاصة للحرب التي خاضتها، حيث واجه جيشها تمردا مسلحا وحرب عصابات طويلة النفس، استحال خلالها الحسم عبر معركة فاصلة واحدة أو من خلال احتلال عاصمة العدو، وفق الأنماط التي اعتادت عليها الجيوش النظامية.
ومما زاد من تعقيد المهمة أن الفيتناميين نجحوا في المزج بين تكتيكات حرب العصابات والقتال التقليدي المنظم عبر مراحل مدروسة، إلى جانب بذل جهود دبلوماسية، للاستفادة من اضطرابات الجبهة الداخلية الأميركية وانقسامات القوى الكُبرى (استفاد الثوار الفيتناميون من الدعم السوفياتي)، بما أتاح لهم تعظيم مكاسبهم في الميدان والسياسة معا. في المقابل، وفي مواجهة ضبابية الميدان، لجأت القيادة العسكرية الأميركية إلى سلسلة من التكتيكات والإستراتيجيات التجريبية، لكنها سرعان ما أثبتت قصورها.
منها اعتمادها عمليات "البحث والتدمير" الاستنزافية، القائمة على تمشيط الأدغال والقرى واستخدام القوة النارية غير المتماثلة لسحق الخصوم، مع تكثيف القصف الجوي لقطع خطوط الإمداد القادمة من الشمال عبر لاوس وكمبوديا.
وبالتوازي مع ذلك، ابتكرت القيادة الأميركية مقياسا إحصائيا غريبا لقياس التقدم العسكري، عُرف بـ"عدّاد الجثث"، استند لفرضية أن تكبيد المقاومة أكبر قدر من الخسائر البشرية سوف يؤدي في النهاية إلى إنهاكها وكسر إرادتها.
وشملت الممارسات الأميركية أيضا تكتيكات الحرب النفسية، مثل إلقاء ملايين المنشورات واستخدام مكبرات الصوت المحمولة جوّا، لبث رسائل التهديد والذعر في صفوف الفيتناميين.
لكن تبقى أكثر ممارسات الحرب النفسية الأميركية إثارة للجدل هي ما عُرف باسم "عملية الأرواح المتجولة" وتضمنت قيام القوات الأميركية ببث تسجيلات لأصوات بشرية مذعورة ومشوهة، تحاكي أصوات أرواح متخيلة، بغرض إثارة الخوف والارتباك في صفوف الفيتناميين وتقويض معنوياتهم، وإجبار مقاتلي "الفيت كونغ" على الفرار مستغلة اعتقادهم في معاناة الأرواح التي لا تُدفن بشكل لائق.
كانت فيتنام حقلا لتلك التجارب الأميركية وغيرها، لكن رغم تنوع الأساليب، فإن الواقع الميداني ظل عصيا على الأميركيين، فعدّاد الجثث، على سبيل المثال، سرعان ما تحوّل إلى فخٍّ قاتل، إذ دفع الوحدات الأميركية إلى السعي المحموم وراء تحقيق أرقام مرتفعة للقتلى بأي طريقة، حتى لو كان ذلك بارتكاب المذابح في صفوف المدنيين، مما عزز من كراهية السكان المحليين للجيش الأميركي وأفقده فُرص التعاون معهم وكسب ولائهم.
ومن جهة أخرى، شجّعت هذه السياسة على المبالغة المتعمدة وتقديم أرقام مضخمة للقتلى من جانب القادة الميدانيين، بهدف إظهار التفوق أمام القيادة العليا، مما أوحى مرارا باقتراب النصر الحاسم، لكن مع كلّ تعبئة جديدة وتعويض لتلك الخسائر البشرية من جانب المقاومة الفيتنامية، كان يبدو أن "عداد الجثث" يرتد بتأثير معنوي سلبي داخل الوحدات الأميركية، في الوقت الذي يزيد فيه من عزيمة الثوار وتصميمهم.
القصف الجوي الأميركي على فيتنام أثبت فشله في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والعملياتية (غيتي) اختبار إرادة لا اختبار أسلحة وعلى غرار إخفاق الإستراتيجيات البرية، أثبت القصف الجوي الأميركي أيضا فشله في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والعملياتية.
فعلى الرغم من نصف مليون جندي أمريكي أرسلهم الرئيس ليندون جونسون إلى فيتنام، وإسقاط أكثر من 8 ملايين طن من القنابل، بما يتجاوز أضعاف ما استخدم في الحرب العالمية الثانية (أسقط الحلفاء حوالي 2.7 مليون طن من القنابل خلال سنوات الحرب)، فإن ذلك لم ينجح في خنق المقاومة أو قطع خطوط الإمداد الحيوية.
في غضون ذلك، استمر تدفق المقاتلين والعتاد عبر طريق "هو تشي منه" الأسطوري، حتى إن الإحصاءات الأميركية نفسها أقرت بارتفاع عدد المتسللين من الشمال إلى الجنوب، من نحو 35 ألف مقاتل عام 1965 لما يقرب من 90 ألفا عام 1967 لدرجة أن تكلفة تدمير مستودع مؤن واحد صارت باهظة، قياسا بقدرة الفيتناميين على تعويضه سريعا عبر شبكة إمداداتهم الفعالة والمموهة جيدا.
تزامن هذا الفشل ومشكلة تكتيكية أعمق، فمثلما لم تعرف هذه الحرب خطوط إمداد مكشوفة، لم تكن أيضا تحتوي جبهات محددة قابلة للاستهداف، فهي بالأساس حرب عصابات، يظهر خلالها الخصم مثل طيف كي يضرب ثم يختفي، وسط تضاريس يعرفها كراحة يده وبين سكّان بلده وحاضنته الاجتماعية القوية.
وقد أفضى ذلك في الأخير إلى فشل مبدأ "البحث والتدمير"، الذي تبناه الجنرال وليام ويستمورلاند، قائد القوات الأميركية في فيتنام في الفترة 1964-1968، حين اكتشف الأميركيون أن مواقع العدو لا تبقى فارغة بعد انسحابه، إذ سرعان ما يعود إليها الفيتناميون لاستئناف معادلة الكر والفر، وزرع الكمائن والفخاخ الأرضية، قبل الاختفاء مثل الأشباح في الأدغال أو التسلل إلى شبكة الأنفاق السرية، فور استشعار الخطر.
ومع تعاظم الخسائر والإحباط، اضطرت القيادة الأميركية إلى التخلي عن إستراتيجية "البحث والتدمير"، واعتماد مبدأ "التطهير والاحتفاظ" بدلا منها، ويركز هذا المبدأ على تأمين المواقع عوضا عن مطاردة المقاتلين الأشباح، وتزامن ذلك مع تولي الجنرال كريتون أبرامز القيادة الأميركية في فيتنام خلفا لويستمورلاند