نظم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب جامعة عين شمس ندوة بعنوان "البشر والخورازميات كيف تؤثر خوارزميات وسائل التواصل الإجتماعي في حياتنا اليومية " وذلك تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة ، الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، الدكتورة حنان كامل عميد الكلية ، وتحت إشراف الدكتورة حنان سالم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أدار الندوة الدكتور صالح سليمان أستاذ علم الإجتماع بالكلية  وحاضر فيها د.

محمود محمد فرح الباحث في علم الإجتماع الرقمي. 

استهل الدكتور صالح سليمان أستاذ علم الإجتماع  كلمته  بالترحيب بالسادة الضيوف مشيرا إلى أن الندوة تسلط الضوء  على الدور الكبير الذي تلعبه الخوارزميات في تشكيل تجربة المستخدم على منصات التواصل الاجتماعي مثل( فيسبوك، إنستغرام، ويوتيوب، وتيك توك)، وتتعمق في التأثير الجذري الذي تُحدثه الخوارزميات على التجربة الإنسانية في الفضاء الرقمي. يشمل النقاش استكشافاً للعلاقة المعقدة بين المستخدمين والخوارزميات التي تدير منصات التواصل الاجتماعي و تمتد هذه التأثيرات إلى جوانب نفسية، اجتماعية، اقتصادية.

استعرض الدكتور  محمود فرح الباحث في علم الإجتماع الرقمي عدة محاور للندوة تضمنت فهم الخوارزميات وكيف تعمل كأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، والتي تُستخدم في تنظيم المحتوى وتخصيصه بناءً على تفضيلات المستخدمين وسلوكهم السابق.، كما تُستخدم الخوارزميات لتعزيز تفاعل المستخدمين عبر إبراز المحتويات التي تُحقق أعلى قدر من التفاعل الشخصي.، لكنها ليست مجرد أدوات حيادية؛ إذ أنها مبرمجة لتفضيل نوع معين من المحتوى بشكل ديناميكي ومستمر، بالاضافة إلى تأثيرها على العادات والسلوكيات.

كما أشار  د.محمود فرح إلى أن  الخوارزميات تؤثر  على سلوكيات المستخدمين من خلال إغراقهم بمحتوى متشابه يدعم اهتماماتهم الحالية، ما قد يؤدي إلى حصرهم في "فقاعة" فكرية. يُعرف هذا الأمر بـ "غرف الصدى"، حيث يتم تعزيز المعتقدات الموجودة مسبقًا وعدم التعرض لوجهات نظر مغايرة، مما يمكن أن يعزز الانقسام الاجتماعي.

كما تطرق إلي التأثير السلبي للخوارزميات على الصحة النفسية، فيمكن أن يؤدي التركيز المستمر على التفاعل مع المنشورات ذات الشعبية أو المحتويات المثيرة للجدل إلى زيادة مشاعر القلق و الاكتئاب، وقلة الثقة بالنفس، خاصةً بين الفئات العمرية الأصغر، كما تم مناقشت قضية إدمان منصات التواصل الاجتماعي، حيث تُصمم الخوارزميات لدفع المستخدمين للبقاء لفترات طويلة.
و أستعرض د. فرح تأثيرات الفقاعات المعلوماتية وغرف الصدى
"فقاعات التصفية" و"غرف الصدى" التي تنتجها الخوارزميات، هذه الفقاعات تؤدي إلى تعزيز الآراء الشخصية وتجاهل وجهات النظر المخالفة، إذ تتسبب الخوارزميات في تخصيص المحتوى بما يتناسب مع سلوك المستخدمين السابق، مما يعزز الأفكار المسبقة ويقلل من التعرض لآراء مغايرة، وهذا يعمق الانقسامات الاجتماعية ويؤثر على الحوار الديمقراطي.

كما تم تسليط الضوء على العلاقة بين الخوارزميات وجمع البيانات الشخصية، حيث تقوم الشركات بتحليل سلوكيات المستخدمين واستخدام هذه المعلومات لأغراض تسويقية أو بيعها لأطراف ثالثة، تثار تساؤلات حول أخلاقيات هذا الاستخدام وكيفية حماية الخصوصية في عصر تتبع البيانات.

وعن الجانب الاقتصادي، استعرضت الندوة كيف تعتمد منصات التواصل الاجتماعي على الخوارزميات لزيادة الإيرادات من خلال الإعلانات المستهدفة، إذ يتم جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات الشخصية لإنشاء ملفات شخصية دقيقة عن المستخدمين، مما يتيح للشركات توجيه إعلانات مخصصة بدقة

بجانب التأثيرات السلبية، تم  تناول بعض الفوائد المحتملة للخوارزميات، تسهم الخوارزميات في تحسين تجربة المستخدم من خلال تقديم محتوى مخصص، مساعدة الشركات على الوصول إلى الجمهور المستهدف، وتسريع الوصول إلى المعلومات ذات الأهمية الشخصية أو المهنية.

أختتمت الندوة بمناقشة المستقبل المحتمل للعلاقة بين البشر والخوارزميات، حيث يُطرح السؤال حول كيفية تطوير منصات التواصل الاجتماعي وخوارزمياتها لتكون أكثر شفافية وإنصافًا، وكيف يمكن للمستخدمين والمجتمعات المطالبة بتحسينات تحافظ على القيم الإنسانية وتحمي من التأثيرات السلبية.

وأوضح  د. محمود فرح  بعض التوصيات والتوجيهات  التى يجب اتباعها عند  استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بما فيها من خوارزميات سواء للمستخدمين او الشركات ،فيجب أن تكون الشركات أكثر وضوحًا بشأن كيفية عمل خوارزمياتها وماهية البيانات التي تستخدمها، وتشجيع الشركات على تحمل مسؤولية أكبر فيما يتعلق بالمحتوى الذي تروج له خوارزمياتها.، كذلك يجب تمكين المستخدمين من أدوات تتيح لهم السيطرة على أنواع المحتوى التي تظهر لهم.والدعوة إلى لوائح تنظيمية تحكم استخدام البيانات وتحد من الاستغلال التجاري المفرط.

بالإضافة إلى  تعزيز الوعي الرقمي لدى الأفراد حول كيفية التعامل مع خوارزميات وسائل التواصل، ودعم برامج تعليمية حول التفكير النقدي والاستخدام الآمن للتكنولوجيا.

واكدت الندوة على الحاجة إلى التفكير في المستقبل الذي نريد أن نشهده بين البشر والخوارزميات، يُدعى المشاركون إلى استكشاف سبل جديدة لجعل التكنولوجيا أكثر انسجامًا مع احتياجاتنا الإنسانية، مع الحفاظ على قيم الشفافية، الخصوصية، والعدالة في العصر الرقمي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منصات التواصل الاجتماعی علم الإجتماع التی ت

إقرأ أيضاً:

تتجلى الـ”تراجيديا” في كل زوايا الحياة اليومية في غزة

 

متابعات /الأسرة
تتبدى معاناة أهالي غزة بصور قاسية ومؤلمة مع حلول شهر رمضان، حيث باتت تجاربهم تتحدث عن فقدان الأمل والفرحة، الحرب الإجرامية التي شنها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي حولت الشهر الكريم من فترة للعبادة والمودة إلى زمن للحزن والافتقاد.
استقبل سكان غزة رمضان هذا العام بمعاناة غير مسبوقة، حيث يشاهد العديد من الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وأحباءهم. فعندما تتحدث عن العائلات، تجدها مقسمة بين خيام متواضعة، حيث تجرح الذاكرة صور الفقد؛ يذكر عبد الله جربوع كيف كان يجتمع مع عائلته حول مائدة الإفطار، وهو يتنقل بين أنقاض منزله المحطم.
رمضان هذا العام يشبه عام الحزن”، يقول إبراهيم الغندور، ويشعر بالفراق الذي نتج عن فقدان الأحبة. لا وجود للأجواء الرمضانية المعتادة، فقط صمت مؤلم يشهد على الأوضاع الراهنة. والحديث ينساب عن ليالٍ رمضانية لم تعد كما كانت، بل تحولت إلى ذكريات مؤلمة يحملها الناس في قلوبهم.
أما محمد النذر، صاحب متجر متنقل، فيعبر عن التغيرات الصادمة التي شهدها السوق في هذا الشهر. “تنقصنا المواد الغذائية والمال، بينما يعاني الكثيرون في ظل نفاد السلع الأساسية”، يستكمل حديثه بحسرة، مشيراً إلى مأساة العائلات التي لا تجد ما تسد به الرمق. تسيطر أجواء من الألم وعدم اليقين، ولا تجد في وجوه الناس سوى علامات القلق والحزن.
تحت السقف وبين الجدران المتصدعة
تتجلى الـ”تراجيديا” في كل زوايا الحياة اليومية في غزة، حيث صدى أصوات الغزاويين يتردد عبر وسائل الإعلام، ليعكس معاناتهم وآلامهم التي لا تنتهي. “للأسف الشديد لا يوجد لنا بيوت، لا يوجد معنا مال”، يقول أحدهم بكلمات تكسوها مرارة الفقد، مسترجعاً ذكريات رمضان الماضي: “كنا نجلس حول سفرة واحدة. رمضان اللي فات كان صعباً بشكل مش طبيعي، كان بشكل فظيع صعب”. إنه صراع مزدوج، ليس فقط مع نقص الطعام، بل مع غياب الأمل الذي يرافق كل حبة تمر أو شربة ماء عند الإفطار.
مع حلول اليوم الأول من رمضان، تشهد أسواق خان يونس حركة خجولة تكاد تفتقر للحياة. يتجول المتسوقون بوجوه شاحبة تحمل ثقل المعاناة؛ عيونهم تبحث عن بقايا الفرح. “الأجواء حزينة للغاية، والقلق يتجلى في كل تفصيله”، يقول أحد البائعين، مشيراً إلى انخفاض الإقبال على الشراء بسبب الظروف الاقتصادية القاسية. أسعار الخضار والمواد الغذائية ارتفعت بشكل ملحوظ، فلا يجد الناس ما يسد رمقهم. “الشي غالي كثير، كل شيء فوق طاقة الناس”، تتردد هذه العبارة في الآذان ليصبح صدى الألم أكثر وضوحاً، إذ يُظهر الفقر كيف يحدّ من كينونة الإنسان.
وتظهر الأسواق بوضوح التغيرات الدراماتيكية عن الأعوام السابقة. لم تعد التحضيرات الرمضانية كما كانت، فقد تلاشت مظاهر الفرح: الفوانيس والأضواء والقائمة الطويلة للطبخات التقليدية. “أصبح كل شيء شحيحاً، وباتت الحياة كما لو كانت في حالة تأهب دائم”، يستكمل أحد التجار حديثه بحسرة، مشيراً إلى أن الحياة لم تعد تحتمل أعباء المناسبات.
وكذلك هو الدمار الواسع الذي فرضته آلة الحرب الصهيونية على كل مدن غزة، التي تحولت ليالي رمضان الأولى في ربوعها إلى مشاهد مأساوية، حيث تعيش العائلات النازحة واقعاً قاسياً تحت وطأة الأمطار الغزيرة. بينما كانت هذه الليالي من المفترض أن تتمتع بالسكينة والعبادة، وجدت الكثير من الأسر نفسها محاصرة في خيام تغمرها المياه، ما زاد من معاناتهم. هذه بعض من مشاهد الألم التي تبثها القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني.
وكذلك يشاهد العالم بأم أعينهم، كيف تتسرب الأمطار إلى داخل الخيام التي تأويهم، فتبللت ممتلكاتهم وأمتعتهم، لتجبرهم على مغادرتها بحثاً عن مأوى يحميهم من البرد القارس. الأطفال والنساء هم الأكثر تأثراً في هذه الظروف، حيث فقدوا حتى الأمل في العثور على مكان آمن. وفي الوقت ذاته، حاول آخرون العودة إلى ما تبقى من منازلهم المدمرة، لكنهم واجهوا تحديات جديدة مع تسرب المياه من السقف والجدران المتصدعة، دون أي وسائل تحميهم من البرد.
غمرت مياه الأمطار شوارع غزة، بينما كافحت ذلك فرق الطوارئ والإنقاذ المحلية بقدرات محدودة. نقص الآليات والمعدات الثقيلة حال دون استجابة فعالة لاحتياجات السكان، في ظل تنصل الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ التزاماته الإنسانية. كما أشار المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إلى أن الحمل الثقيل يقع على عاتق النازحين، الذين يعيشون في العراء دون أي مساعدة تذكر.
ففي وقت تتزايد فيه الأزمات الإنسانية بسبب المنع الإسرائيلي لدخول المستلزمات الأساسية، تكاثرت المعاناة في صفوف النازحين. الكل في غزة يؤكدون أن الأوقات الرمضانية التي كانت تمثل فرصة للسكينة تحولت إلى ساعات مليئة بالمعاناة، حيث أصبح من الصعب عليهم الالتزام بالتقاليد الرمضانية وسط الظروف القاسية.
في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، رغم جهود بلدية غزة وفريق العمل فيها، يظل الشعب الفلسطيني يعاني، حيث تحذر منظمات حقوقية وإنسانية من تفاقم الأزمة الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث إضافية خلال هذا الشهر الكريم؛ إذ تفتقر العائلات إلى أبسط مقومات الحياة، في وقت يفترض أن يكون مخصصاً للتراحم والتواصل.
ومع تعاقب الأيام، يصبح التحدي في ألا يفقدوا القدرة على الصمود. تجسدت ذكرى النزوح في عقولهم ككابوس لا يُنسى، وقد أصبحت الذاكرة مثقلة بعبء الأحداث المؤلمة. “بينما نواجه الظروف الصعبة، لا بد لنا من إدخال المساعدات الإغاثية والهبات الإنسانية إلى القطاع”، يتساءل الناشطون بقلق، في وقت تزداد فيه الحاجة لدعم المجتمع.
مزيج من الأمل واليأس
وبذلك، يعيش سكان غزة رمضان في غياب للفرحة، مزقته أهوال الحرب وظلام الفقد. وجوههم المتعبة تحمل قصصاً لا تنتهي من الألم، بينما تمنحهم ذكريات الأيام الخوالي بارقة أمل تتوق للعودة إلى أوقات كانت فيها الأجواء مفعمة بالعبادة والمحبة. ولكن، في ظل الفقر وشتات العائلات ودمار المنازل، تزداد مشاعرهم حدة؛ فكل وجبة إفطار تذكرهم بالأحبة المفقودين، وكل خيمة تحت المطر تخبرهم بواقعهم القاسي.
هذه الأنفاس الثقيلة التي تصدر عن قلوبهم المثقلة بالحزن تعبر عن مزيج من الأمل واليأس؛ كيف يمكن لمجتمع أن يحتفل بشهر كريم بينما يمزقهم الألم والفقد؟ رمضان، مفترض أن يكون رمزاً للحرية والصفاء، بات بمثابة تذكير يومي بفقدان كل شيء. ومع تواصل تساقط الأمطار، يبقى الألم في تزايد، تاركاً في نفوسهم جروحاً لن تندمل، وكأن كل سحابة تحمل في طياتها حزناً عميقاً، يختزل معاناتهم وصبرهم الذي قد لا يحتمل طويلاً.
تتزايد مخاوفهم من محاولة مقاومة تأثيرات الحرب التي دمرت كل شيء؛ من المنازل إلى المساجد والأسواق. ومع ذلك، يبقى صمود الشعب الفلسطيني محور هذه القصة، فكل تجربة مأساوية تمر بهم تضيف لبنة جديدة في بناء إرادتهم، على الرغم من أن الحزن يلبس قلوبهم. في مثل هذا الشهر المبارك، يُصمّمون على الاستمرار، حتى لو كان الثمن باهظاً. ومع كل فجر، يبقون يتذكرون ما كانوا عليه قبل كل هذا الدمار، متطلعين إلى مستقبل قد يعود فيه لهذا الوطن بعض من الأمل والأمن.
لم تنتهِ القصة بعد، بل ومع الأيام ستبقى الجراح محفورة في الذاكرة، فكل ليلة تمر تعكس عمق الألم، وتحت شجرة الاحتلال المقيت، يظل الأمل يراودهم: لابد يوما سيعود الفرح إلى قلوبهم التي أبت الاستسلام لغياهب الحزن، رغم سكنه بين أضلعهم.

مقالات مشابهة

  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • وزارة الإعلام: نهيب بالمواطنين التحلي بالوعي وعدم الانجرار وراء الأخبار المضللة التي تستهدف النسيج الاجتماعي، ونؤكد على ضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية للحصول على المعلومات الدقيقة، لما لذلك من أهمية في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي
  • «التكافل الاجتماعي في رمضان».. ندوة ثقافية بدار الكتب بطنطا
  • وحدة الاستدامة بآداب سوهاج تنظم ندوة تثقيفية عن التحول الأخضر والابتكار المستدام
  • رئيس الدولة: التكنولوجيا تغيّر جوانب حياتنا
  • تتجلى الـ”تراجيديا” في كل زوايا الحياة اليومية في غزة
  • منصات مشفرة وإخفاء هوية وراء انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل
  • أبل تتحدى الحكومة البريطانية وترفض وصولها لبيانات المستخدمين
  • المبشر: شبكات التواصل الاجتماعي هي التعبير الحقيقي عن أخلاق الناس
  • قانون الضمان الاجتماعي.. تعرف على الحالات التي تحرمك من الدعم النقدي