من فصول قصة المقاوم الشهيد يحيى السنوار!!
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
ذات مرة، قال بطل رواية “الشوك والقرنفل” لعدوه: “إن اغتيالي على يدك أكبر هدية تقدمها لي؛ لأقضي إلى الله شهيداً.. لا أريد الموت بـ الكورونا أو جلطة أو حادث”.
فقاتل بشراسة في معركته الأخيرة، حاملاً سلاحه وجعبته العسكرية مقبلاً غير مدبرٍ بملحمة بطولية أكملت مسيرة نضاله منتصراً بنيل هديته من العدو إلى حياة أبدية في جنة عرضها السماوات والأرض.
62 عاما قضاها سنوار خان يونس مجاهداً في سبيل الله، ونصرة قضيته، وتحرير وأرضه، وإرعاب “إسرائيل”، وهز كيانها، وكسر شوكتها، وإقلاق أمنها، فكُتب اسمه في ذاكرة الأمة، وأنصع صفحات التاريخ.
مهمة إلهية
أجمل ما قيل عن السنوار على لسان مسؤول أمني صهيوني كبير – لم يذكر اسمه – في صحيفة “هآرتس” العبرية: “لم يعد السنوار يرى نفسه مجرد زعيم حركة، بل يتصرف كما لو كان أوكل الله إليه مهمة حماية القدس والمسجد الأقصى”.
تلك المهمة -من وجهة نظر مسؤول الكيان العِبري- ستلحق “إسرائيل” أسوأ مأساة في تاريخها، وقد ألحقت به فعلاً في 7 أكتوبر 2023، يوم باغت طوفان القيامة، وكبّدها خسائر بشرية وعسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية ومعنوية ونفسية، واكتسى سبتها بالأسود.
السنوار وأكتوبر
للسنوار قصة حياة عنوانها “شهر أكتوبر”، ولد يوم 29 أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس جنوب القطاع المحتل، وفي 11 أكتوبر 2011 خرج من سجون الاعتقال، وفي 7 أكتوبر 2023 سطر مهندس “طوفان الأقصى”، المجاهد السنوار، ملحمة أكتوبرية أرعبت الكيان، وكسرت شوكته، وفي 17 أكتوبر 2024 اكتملت فصول قصة البطل المقاوم منتصراً بالشهادة.
من التعليم إلى التنظيم
تلقَّى تعليمه في مدارس المخيم اليونسي، وأكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية، ونال شهادتها في الدراسات العربية، ثم بدأ نشاطه التنظيمي في ظل الكتلة الإسلامية، وأسس جهاز أمني باسم “المجد”، لكشف ومحاسبة عملاء “إسرائيل”.
إلى الاعتقال
اُعتقل السنوار في يناير 1988، بتهم تأسيس جهاز “المجد” الأمني والجهاز العسكري الأول باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، وقتل جنديين إسرائيليين و4 مُخبرين، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في أربعة أحكام مدتها 426 عاما.
صفقة الوفاء
بعد 23 عام في سجون الاعتقال، أطلق سراح السنوار في 11 أكتوبر 2011، ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، أو “صفقة شاليط” لتبادل الأسرى بعدد 1027 أسير فلسطيني مقابل الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليط.
نجا السنوار الملقب بالرجل “الحي الميت” من عدة محاولات اغتيال، أصيب منها مرتين؛ الأولى في 11 أبريل 2003، بلغم زُرع في جدار منزله بخان يونس، والثانية في مايو 2021، بمعركة “سيف القدس”.
في 24 أكتوبر 2004 ، هُدم منزل عائلته وقصف منزله في حرب غزة 2014.
واختيرالسنوار زعيما لحركة حماس في قطاع غزة عام 2017، ثم رئيسا لمكتبها السياسي في أغسطس 2024، خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية.
.. وهكذا كان!
للسنوار بصمة لا تمحى في تاريخ المقاومة، يصفه المسؤول السابق في جهاز الأمن العام “الإسرائيلي” “الشاباك”، مايكل كوبي، الذي استجوبه لمدة 180 ساعة، بتفرد قدرته على القيادة والترهيب، قائلاً: “عندما سألته عن سبب عدم زواجه وعمره 28 أو 29 عاما، أجاب: حماس هي زوجتي، وحماس هي ابنتي.. وحماس بالنسبة لي هي كل شيء”.
ويصفه الثائر اللبناني نبيه عواضة، الذي اُعتقل معه بين عامي 1991 و1995، بـ”العنيد والعقائدي”، ونموذج مؤثر على جميع الأسرى، حتى أولئك الذين لم يكونوا إسلاميين أو متدينين.
“أنا على أرضي”
وقال: “حينما كان السنوار يلعب تنس الطاولة في سجن عسقلان حافي القدمين، كان يقول: إن مشيته بلا حذاء تمثل رغبته في أن تلامس قدماه أرض فلسطين.. أنا لست في السجن، أنا على أرضي، أنا حر هنا، في بلدي”.
في نظر عصمت منصور، وهو أسير (الجبهة الديمقراطية)، إنسان بسيط ومتدين وقاسي الطباع، وحاد التعامل، ولا يقبل المساومة، وأنصاف الحلول، ولا اتفاقية من دون تكتيك.
المشهد الأخير
رحل بعبع الغرب وعدو المطبعين، وند الكيان اللقيط، ومهندس الطوفان المُرعب، وكان ولا يزال الشهيد السنوار كابوس “إسرائيل”، في مشهد أسطوري كسلطان لا يهاب الموت متربعاً على أريكة بهو منزلٍ نال نصيبه من الدمار، يضمّد جراحه في لحظات استراحة مقاتل، وحوله تحوم جحافل العدو مدججة بالسلاح خلف مدرّعاته العسكرية.
سيبقى مشهد المعركة الأخيرة بين عصا السنوار و”درون” العدو مدرسة لكل مقاوم حر، وسردية أسطورية خالدة تُروى للأجيال، تحاكي صمود قائد أعزل واجه أقذر آلة حرب إبادة تقف خلفها منظمات الصهيونية والماسونية، وعرابدة التطبيع في المنطقة.
——————————————————
السياسية – صادق سريع
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
«كليفلاند كلينك أبوظبي»: تقنية جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية
أعلن مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» - جزء من مجموعة«M42» الطبية العالمية - عن تقديم إجراء إزالة التعصيب الودي الكلوي الجديد المصمم لعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية الحالة الصحية التي يتعرض فيها المرضى لارتفاع مستمر في ضغط الدم لا يمكن السيطرة عليه على الرغم من تناول الأدوية الموصوفة وإجراء التغييرات المطلوبة في أنماط الحياة وذلك في إطار التزامه المستمر بتقديم أفضل مستويات الرعاية الطبية.
ويتم تقديم هذا الإجراء بأدنى حدود التدخل الجراحي إذ يستهدف الأعصاب في الكليتين للمساعدة في تخفيض مستويات ضغط الدم حيث يعتبر أحدث إضافة على الخيارات العلاجية للقلب والأوعية الدموية في المستشفى وخياراً جديداً للمرضى الذين لم تتمكن العلاجات التقليدية من مساعدتهم.
ويضع ارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية المرضى أمام مخاطر حقيقية تصل لحدود تهدد حياتهم بسبب مضاعفاته المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية والتي تشمل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وتصل لحدود فشل الأعضاء.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية يعتبر ارتفاع ضغط الدم سبباً رئيساً للوفيات المبكرة حول العالم.
ومع ظهور إزالة التعصيب الودي الكلوي يمكن الآن للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية الوصول إلى هذا الخيار العلاجي النوعي الذي يجري باستخدام القسطرة ويستفيد من قدرات الترددات الراديوية أو الموجات فوق الصوتية لتثبيط الأعصاب ذات النشاط المفرط والمحيطة بالشرايين الكلوية والتي تسهم في ارتفاع ضغط الدم حيث تلعب هذه الأعصاب دوراً رئيساً في تنظيم ضغط الدم ومن خلال تثبيط عملها يساعد الإجراء في تخفيض ضغط الدم بكفاءة.
وقال الدكتور جورج هبر الرئيس التنفيذي لمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» إن هذا الإجراء يتوج تطوراً رئيساً في منهجيتنا الموجهة لرعاية أمراض القلب والأوعية الدموية ويرسخ رسالتنا بدفع عجلة الابتكار والاعتماد على حلول الصحة المدعومة بأحدث التقنيات التي تساهم في الإرتقاء بمشهد الرعاية الصحية التقليدية.
وأضاف:«من خلال طرح علاجات متقدمة مثل إزالة التعصيب الودي الكلوي نعمل على تحسين المخرجات العلاجية للمرضى تزامناً مع إرساء معايير جديدة للرعاية الصحية على مستوى المنطقة.. ولاشك أن التزامنا بأرقى معايير الابتكار يضمن استمرارنا بتقديم الرعاية الشخصية وعالمية المستوى التي تحسن حياة المرضى وتضع معايير جديدة لسبل تقديم الرعاية الصحية».
من جانبه ذكر الدكتور روني شنتوف استشاري طب القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في «كليفلاند كلينك أبوظبي» أنه مع تسارع وتيرة الحياة في عالم اليوم ينتشر مرض ارتفاع ضغط الدم أكثر من أي وقت مضى ويبقى في معظم حالاته مرضاً صامتاً من دون تشخيص حتى وصول مضاعفاته لحدود شديدة حيث يوجد دائماً العديد من المرضى الذين يتم تأجيل عملياتهم الجراحية بسبب إصابتهم بإرتفاع ضغط الدم وعجزهم عن السيطرة عليه لافتاً إلى أن هذا الإجراء يأتي ليقدم خياراً علاجياً إضافياً للمرضى الذين لم ينجح معهم العلاج الطبي التقليدي.
ويبدأ الإجراء بإدخال قسطرة رفيعة من خلال شق صغير في الفخذ وتوجيهها نحو الشرايين الكلوية باستخدام التصوير الفلوري..وبمجرد وصولها لموضعها المستهدف يتم توصيل طاقة الترددات الراديوية عبر أقطاب كهربائية على طرف القسطرة مما يؤدي إلى توليد حرارة يتحكم بها الطبيب لتعطيل الألياف العصبية. وتزود هذه الشرايين الكلى بالدم وتحوي الأعصاب الودية التي تلعب دور اً رئيساً في تنظيم ضغط الدم.
ويتم تنفيذ هذا الإجراء خلال يوم واحد وتحت التخدير الموضعي ما يتيح للمريض العودة لمنزله خلال فترة قصيرة بعد العلاج.. في حين وبعد تحسن ملحوظ في ضغط الدم خلال أشهر قد يقلل هذا الإجراء من مخاطر المضاعفات التي تهدد حياة المريض مثل السكتة الدماغية والنوبة القلبية.. فيما يقدم هذا الخيار العلاجي الآمن والفعال لمرضى ارتفاع ضغط الدم المقاوم يوفر إزالة التعصيب الودي الكلوي فوائد كبيرة لتخفيف الأعراض الفورية وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.
من جهته قال الدكتور أشرف العزوني استشاري طب القلب والأوعية الدموية بمعهد القلب والأوعية الدموية والصدرية في «كليفلاند كلينك أبوظبي»: «تتيح لنا هذه التقنية معالجة أحد الأسباب الكامنة وراء ارتفاع ضغط الدم والتي عجزت الخيارات العلاجية التقليدية عن إدارتها.. ونفخر بتصدر مشهد الابتكارات الطبية وتقديم إجراء إزالة التعصيب الودي الكلوي ضمن خدماتنا المخصصة لرعاية القلب والأوعية الدموية بما يمنح المرضى حلاً أكثر كفاءة على المدى الطويل يتفوق على المنهجيات التقليدية حيث يمثل هذا العلاج يمثل تحولاً نوعياً للمرضى المصابين بإرتفاع ضغط الدم المقاوم ويسعدنا أن نشهد أثره الإيجابي على حياتهم».
ويستفيد هذا العلاج المبتكر من أحدث التقنيات ويقدمه فريق متعدد التخصصات من أطباء القلب التداخلي وجراحي الأوعية الدموية وأطباء التخدير يما يضمن تلقي المرضى للرعاية الشاملة والفعالة.