يمانيون:
2025-03-06@09:44:01 GMT

من فصول قصة المقاوم الشهيد يحيى السنوار!!

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

من فصول قصة المقاوم الشهيد يحيى السنوار!!

يمانيون – متابعات
ذات مرة، قال بطل رواية “الشوك والقرنفل” لعدوه: “إن اغتيالي على يدك أكبر هدية تقدمها لي؛ لأقضي إلى الله شهيداً.. لا أريد الموت بـ الكورونا أو جلطة أو حادث”.

فقاتل بشراسة في معركته الأخيرة، حاملاً سلاحه وجعبته العسكرية مقبلاً غير مدبرٍ بملحمة بطولية أكملت مسيرة نضاله منتصراً بنيل هديته من العدو إلى حياة أبدية في جنة عرضها السماوات والأرض.

62 عاما قضاها سنوار خان يونس مجاهداً في سبيل الله، ونصرة قضيته، وتحرير وأرضه، وإرعاب “إسرائيل”، وهز كيانها، وكسر شوكتها، وإقلاق أمنها، فكُتب اسمه في ذاكرة الأمة، وأنصع صفحات التاريخ.

مهمة إلهية

أجمل ما قيل عن السنوار على لسان مسؤول أمني صهيوني كبير – لم يذكر اسمه – في صحيفة “هآرتس” العبرية: “لم يعد السنوار يرى نفسه مجرد زعيم حركة، بل يتصرف كما لو كان أوكل الله إليه مهمة حماية القدس والمسجد الأقصى”.

تلك المهمة -من وجهة نظر مسؤول الكيان العِبري- ستلحق “إسرائيل” أسوأ مأساة في تاريخها، وقد ألحقت به فعلاً في 7 أكتوبر 2023، يوم باغت طوفان القيامة، وكبّدها خسائر بشرية وعسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية ومعنوية ونفسية، واكتسى سبتها بالأسود.

السنوار وأكتوبر

للسنوار قصة حياة عنوانها “شهر أكتوبر”، ولد يوم 29 أكتوبر 1962، في مخيم خان يونس جنوب القطاع المحتل، وفي 11 أكتوبر 2011 خرج من سجون الاعتقال، وفي 7 أكتوبر 2023 سطر مهندس “طوفان الأقصى”، المجاهد السنوار، ملحمة أكتوبرية أرعبت الكيان، وكسرت شوكته، وفي 17 أكتوبر 2024 اكتملت فصول قصة البطل المقاوم منتصراً بالشهادة.

من التعليم إلى التنظيم

تلقَّى تعليمه في مدارس المخيم اليونسي، وأكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية، ونال شهادتها في الدراسات العربية، ثم بدأ نشاطه التنظيمي في ظل الكتلة الإسلامية، وأسس جهاز أمني باسم “المجد”، لكشف ومحاسبة عملاء “إسرائيل”.

إلى الاعتقال

اُعتقل السنوار في يناير 1988، بتهم تأسيس جهاز “المجد” الأمني والجهاز العسكري الأول باسم “المجاهدون الفلسطينيون”، وقتل جنديين إسرائيليين و4 مُخبرين، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في أربعة أحكام مدتها 426 عاما.

صفقة الوفاء

بعد 23 عام في سجون الاعتقال، أطلق سراح السنوار في 11 أكتوبر 2011، ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، أو “صفقة شاليط” لتبادل الأسرى بعدد 1027 أسير فلسطيني مقابل الجندي “الإسرائيلي” جلعاد شاليط.

نجا السنوار الملقب بالرجل “الحي الميت” من عدة محاولات اغتيال، أصيب منها مرتين؛ الأولى في 11 أبريل 2003، بلغم زُرع في جدار منزله بخان يونس، والثانية في مايو 2021، بمعركة “سيف القدس”.
في 24 أكتوبر 2004 ، هُدم منزل عائلته وقصف منزله في حرب غزة 2014.

واختيرالسنوار زعيما لحركة حماس في قطاع غزة عام 2017، ثم رئيسا لمكتبها السياسي في أغسطس 2024، خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية.

.. وهكذا كان!

للسنوار بصمة لا تمحى في تاريخ المقاومة، يصفه المسؤول السابق في جهاز الأمن العام “الإسرائيلي” “الشاباك”، مايكل كوبي، الذي استجوبه لمدة 180 ساعة، بتفرد قدرته على القيادة والترهيب، قائلاً: “عندما سألته عن سبب عدم زواجه وعمره 28 أو 29 عاما، أجاب: حماس هي زوجتي، وحماس هي ابنتي.. وحماس بالنسبة لي هي كل شيء”.

ويصفه الثائر اللبناني نبيه عواضة، الذي اُعتقل معه بين عامي 1991 و1995، بـ”العنيد والعقائدي”، ونموذج مؤثر على جميع الأسرى، حتى أولئك الذين لم يكونوا إسلاميين أو متدينين.

“أنا على أرضي”

وقال: “حينما كان السنوار يلعب تنس الطاولة في سجن عسقلان حافي القدمين، كان يقول: إن مشيته بلا حذاء تمثل رغبته في أن تلامس قدماه أرض فلسطين.. أنا لست في السجن، أنا على أرضي، أنا حر هنا، في بلدي”.

في نظر عصمت منصور، وهو أسير (الجبهة الديمقراطية)، إنسان بسيط ومتدين وقاسي الطباع، وحاد التعامل، ولا يقبل المساومة، وأنصاف الحلول، ولا اتفاقية من دون تكتيك.


المشهد الأخير

رحل بعبع الغرب وعدو المطبعين، وند الكيان اللقيط، ومهندس الطوفان المُرعب، وكان ولا يزال الشهيد السنوار كابوس “إسرائيل”، في مشهد أسطوري كسلطان لا يهاب الموت متربعاً على أريكة بهو منزلٍ نال نصيبه من الدمار، يضمّد جراحه في لحظات استراحة مقاتل، وحوله تحوم جحافل العدو مدججة بالسلاح خلف مدرّعاته العسكرية.

سيبقى مشهد المعركة الأخيرة بين عصا السنوار و”درون” العدو مدرسة لكل مقاوم حر، وسردية أسطورية خالدة تُروى للأجيال، تحاكي صمود قائد أعزل واجه أقذر آلة حرب إبادة تقف خلفها منظمات الصهيونية والماسونية، وعرابدة التطبيع في المنطقة.
——————————————————
السياسية – صادق سريع

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبر

قالت "إسرائيل اليوم" إن الهجوم على قاعدة ناحال عوز يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كشف عن أكبر فشل تنظيمي لدى الجيش، وأوضحت أن هجوم حركة حماس الذي استمر 15 دقيقة كان حاسما، ومبنيا على معلومات جمعت خلال سنوات عن تخطيط هذه القاعدة وتركيبة أفرادها.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في تقرير مطول بقلم ليلاش شوفال- أن وثائق عثر عليها حديثا وتحقيقا دام 17 شهرا، كشفا عن النتيجة المدمرة للمعركة، حيث قتل 53 جنديا وضابطا وأسر 10 آخرين نقلوا إلى غزة، بينهم 7 مراقبات، وذلك بقاعدة تضم قوة من 162 فردا في ذلك الصباح.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب سويسري: ترامب و"كيه جي بي" وإعادة كتابة التاريخlist 2 of 2موقع إيطالي: واشنطن ستطلق أول صواريخها الفرط صوتية بنهاية 2025end of list

ومع أن الوضع في مختلف أنحاء غلاف غزة ظل غير واضح لقادة الفرق وهيئة الأركان الإسرائيلية العامة في ذلك الصباح، فإن المعركة الشديدة في "ناحال عوز" كانت معروفة للقيادة منذ البداية بسبب التقارير المتسقة من القاعدة، حيث كان التوثيق جيدا بواسطة الكاميرات وعلى المركبات، وحتى من قبل رجال حماس أنفسهم، وهو ما يفسر تلقي الموقع معظم الغارات الجوية في ذلك الصباح المروع، حسب الصحيفة.

أخطاء مكشوفة

وتمثل المعركة في ناحال عوز فشلا منهجيا في استعداد الجيش الإسرائيلي لهجوم بري واسع النطاق تحت نيران الصواريخ، ولا يتعلق الأمر -حسب المحققين- بالتخطيط، بل بغياب المبادئ الأساسية للجيش التي كان ينبغي تطبيقها في ذلك الصباح وخلال الفترة الطويلة التي سبقته.

إعلان

وأظهر التحليل أن حماس استهدفت قاعدة ناحال عوز على وجه التحديد، وأنها جمعت على مدى سنوات معلومات استخباراتية عنها من خلال المراقبة المباشرة من منطقة الشجاعية، وعبر الطائرات المسيرة والتسلل إلى الشبكات الاجتماعية للحصول على خرائط تفصيلية للقاعدة، بما في ذلك أماكن الكاميرات والملاجئ وتوزيع الأفراد.

وكانت الوثائق التي تم الاستيلاء عليها من حماس تحتوي على مخططات دقيقة للقاعدة، بما في ذلك مواقع الملاجئ والمولدات وكاميرات المراقبة، وترتيبات النوم، وموقع مركز القيادة وأسلحة المقاتلين، كما حلل رجال حماس طرق الوصول إلى المخيم، وقابلية عبور التضاريس، ونقاط ضعف السياج، وغيرها من التفاصيل التكتيكية.

ويشير المحققون العسكريون إلى أن حماس أعدت لهذه الغارة بدقة تضاهي تخطيط القوات الخاصة، حيث أعدت نهجها بناءً على المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها، وكانت لدى المهاجمين خرائط مفصلة مع خطط استيلاء محددة لكل قسم من القاعدة وتعليمات مهام مركباتهم والأسلحة المطلوبة.

وكانت إستراتيجية حماس -حسب التحقيق- هي الهجوم على نطاق واسع مع نشر الحد الأدنى من القوة، وذلك باستخدام تكتيكات الخداع والاختراق السريع، والقوة النارية الساحقة، معتبرين أن الوصول إلى المخيم في غضون 15 دقيقة سيضمن النصر.

واستعرضت الصحيفة تفاصيل الساعات التي سبقت الهجوم، عندما تلقى مهاجمو حماس إحاطتهم مساء الجمعة، في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي قد وقع في حالة من الرضا عن النفس، ولم يتدرب على دفع هجوم مباشر، رغم وجوده على بعد 850 مترا فقط من سياج الحدود.

وفي صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تابع معسكر ناحال عوز العمليات الروتينية الكاملة دون أي تحذيرات أو تقارير غير عادية، حيث عمل بعدد أقل من الأفراد، كحارس البوابة، وجندي يحرس مخزن الأسلحة، ومشغل بالون، وجندي يراقب الاتصالات في مركبة مدرعة، مع أن القاعدة تضم قوات من الكتيبة 13 من لواء غولاني وفريقين من الدبابات من اللواء 7، وفصيلة تجميع من الكتيبة 414، وأفراد دعم إضافيين.

إعلان

ومع أن جهاز استشعار السياج أطلق تنبيها، فقد تم تقييمه على أنه غير مرتبط بالهجوم الرئيسي، وأجرى نائب قائد الكتيبة -الذي كان يعمل قائدا للقطاع ذلك الصباح- تقييما للوضع مع تنفيذ إجراءات "الاستعداد للفجر" المحدودة.

التسلل والقتال

وفي الساعة السادسة و29 دقيقة، استهدفت نيران كثيفة المعسكر في الوقت الذي أبلغت فيه المراقبات عن اقتراب مهاجمين من السياج، فاتبع الجنود الإجراء الوحيد المعروف لديهم، وهو الركض إلى الملاجئ بعد عدم تلقي أي تدريب آخر على الهجمات على القواعد.

وبحلول السادسة و45 دقيقة صباحا، سارع معظم المقاتلين الحاضرين إلى مواقع دفاعية، باستثناء قوة التعزيز التي وصلت للتو إلى البوابة. وعند هذه النقطة، بدأت الدبابات تتحرك وفقا لبروتوكولات الاستعداد، ولكن بعد ربع ساعة من بدء الهجوم، وصل حوالي 65 مقاتلا من الموجة الأولى إلى المخيم بالفعل.

واستمرت المعركة التي أصيب فيها نائب قائد الكتيبة 13، فتراجع جميع الأفراد نحو الملاجئ بسبب نيران المقاتلين الساحقة. وبعد دقيقة واحدة، اخترق المقاتلون الأوائل المعسكر، ووصل قائد الفصيل إلى مركز القيادة، وأبلغ عن تسلل واسع النطاق وأمر جميع الأفراد المسلحين بالاشتباك مع المقاتلين.

وبعد دقائق بدأت الموظفات في مركز القيادة إجراءات إخلاء الموقع بعد إدراكهن أن المقاتلين وصلوا إلى مدخل مركز القيادة، وفي تلك الأثناء قتل المدافعون الثلاثة عن البوابة. ودخل المقاتلون المركز، ولم تصل أي طائرة مسيرة هجومية إلا عند السابعة و43 دقيقة، وأطلقت النار على ملعب كرة القدم.

وحوالي الساعة التاسعة، وصلت موجة ثانية من المقاتلين -حسب التحقيق- ووصلت ثالثة حوالي الساعة العاشرة، وأسرت طاقم دبابة، وبعد أن لم يبق من المدافعين سوى ثلاثة توقف الاشتباك، ولم تكن أي قوات تعمل خارج الملاجئ داخل المخيم، وبدأت عمليات الأسر حوالي الساعة العاشرة.

إعلان

ورغم الفوضى، دافع بعض الجنود والضباط بشجاعة -حسب التحقيق- وخاصة النقيب إبراهيم حروبة الذي لقي حتفه أثناء محاولته حماية المجندات.

وأشارت الاستنتاجات الرئيسية في التحقيق إلى المفاجأة، وحقيقة أن المعسكر لم يعمل كموقع أمامي ولم يكن مستعدا للدفاع ولم تكن لديه القدرة القتالية والبقاء في المعسكر، كما أنه لم يتم التخطيط لدفع هجوم بري، وكانت المناطق المحمية فيه توفر استجابة للنيران لا لتسلل المهاجمين.

وخلص التحقيق إلى عدم وجود استعداد كافٍ لمواجهة الهجمات البرية مما أدى إلى انهيار سريع للدفاعات، كما نبه إلى غياب خطة لحماية العناصر غير القتالية مثل المجندات، وإلى الثغرات في التخطيط الدفاعي التي أدت إلى خسائر بشرية وإستراتيجية جسيمة.

وأوصى التحقيق بتحسين التدريب ووضع خطط دفاعية تتماشى مع التهديدات المحتملة، ومنح أوسمة شرف للجنود والضباط الذين أظهروا شجاعة استثنائية.

مقالات مشابهة

  • ليس واجب المقاوم أن يُوقع الأسير في غرامه
  • محاولة لجعلنا كبش فداء .. قطر تستنكر اتهام الشاباك لها بدعم هجوم 7 أكتوبر
  • محافظ بني سويف يتفقد مدرسة الشهيد سالم شعبان بالزيتون
  • محافظ بني سويف يتفقد سير الدراسة بمدرسة الشهيد سالم شعبان خلال رمضان
  • محافظ بني سويف يتابع سير الدراسة بمدرسة الشهيد سالم شعبان خلال رمضان
  • مكتب نتنياهو ينتقد نتائج تحقيق جهاز الشاباك بشأن هجوم 7 أكتوبر
  • زلزال سياسي في إسرائيل.. الشاباك يعترف بالفشل ونتنياهو بقفص الاتهام
  • وزير خارجية إسرائيل: لن نسمح بتكرار هجوم 7 أكتوبر
  • إغلاق نظام الذكاء الاصطناعيّ التابع لوزارة التعليم الإسرائيليّ بسبب رفضه اعتبار الشهيد يحيى السنوار إرهابيًا .. تفاصيل
  • إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبر