قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز مطلقًا وضع كاميرات المراقبة في الأماكن الخاصة التي تنتهك الحرمات؛ كدورات المياه أو غرف تغيير الملابس ونحوها.

وتابعت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما حكم وضع كاميرات المراقبة في الأماكن الخاصة والعامة؟: وأما وضعُها في الأماكن الخاصة؛ كالبيوت، ونحوها، بغرض التجسس على الناس فهو حرامٌ شرعًا إلَّا ما كان بناء على ما تُقرِّره القوانين والتشريعات.

وأما وضعُها في الأماكن العامة؛ كالشوارع والمحلات التجارية أو مداخل العمارات السكنية؛ لمنع السرقة، ومراقبة حركة السير وضبطها أو لتتبع ما يقع من الجرائم ومحاسبة المسؤول، أو في أماكن العمل؛ لضبطه، فكل ذلك ومثله جائز شرعًا؛ خاصة إذا كان مُقَرَّرًا بالقانون كما هو الحال في بلادنا اليوم.

وأوضحت أن من سماحة ويسر الدين الإسلامي أَنْ جعل الأصل في الأشياء الإباحة؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ [لقمان: 20]، وقال عز وجل: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْه﴾ [الجاثية: 13]، إلا أن الغاية لا تبرر الوسيلة؛ فالمباح إذا استعمل في محرَّمٍ يكون حرامًا.

وتابعت: وإذا كان وضع هذه الكاميرات في الأماكن الخاصَّةِ بغرض التجسُّس على الناس -كما يفعله البعض من اختراق الخصوصية بوضع كاميرات تصَوِّر الناس في موضع تخفُّفِهم من ملابسهم؛ كغرف تبديل الملابس بالمحلات التجارية- ففي ذلك جرمٌ عظيمٌ وإثمٌ كبير؛ فإن تخصيص أماكن مغلقة لتغيير الملابس فيه إيذانٌ بعدمِ رؤيَةِ الغير لداخلها.

فإذا كان مَنْ فيها مع ذلك مرئيًّا بالكاميرات كان ذلك غدرًا وخيانةً له، فهو كمن أمَّن إنسانًا ثم غدر به، ولا يُؤمَن ما قد يضمره أصحاب هذه الكاميرات من الاحتفاظ بتلك الصور والمقاطع المرئيَّةِ وسوء استخدامها، وما قد يترتَّبُ عليه ذلك من تكرار رؤيتها أو تناقلها، وما قد يَجُرُّه ذلك من إشاعة الفاحشة بين الناس وهدم البيوت واتهام الأبرياء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الأماكن الخاصة الحرمات كاميرات المراقبة فی الأماکن الخاصة وضع کامیرات

إقرأ أيضاً:

كاميرات توثق قتل جنود الاحتلال للطفل أيمن الهيموني في مدينة الخليل

كشفت إحدى كاميرات المراقبة هوية جندي إسرائيلي أقدم على قتل الطفل الفلسطيني أيمن الهيموني (12 عاما) وذلك في منطقة جبل جوهر جنوب الخليل، بلا سبب أو "تهديد" قد يشكله، وهذا مع استمرار العسكرية الواسعة ضد الضفة الغربية.

وجاء في تقرير لصحيفة "الغارديان" أن "آخر مرة تحدث فيها ناصر الهيموني مع ابنه أيمن كانت عبر الهاتف وكان الطفل البالغ من العمر 12 عامًا مليئًا بالخطط لعطلة نهاية الأسبوع القادمة، وبقية حياته، فلقد انضم إلى فريق كرة قدم محلي وخطط للتسجيل في نادي الكاراتيه في عطلة نهاية الأسبوع تلك، أخبر ناصر أنه عندما يكبر، سيصبح طبيبًا، أو أفضل من ذلك مهندسًا لمساعدة والده في وظيفة البناء التي كانت تأخذه بعيدا عن منزلهم في الخليل كل أسبوع".

وقال التقرير إن "لن يحدث أي من ذلك - كرة القدم، أو الكاراتيه أو حياته المهنية المستقبلية المتخيلة - الآن، فيوم الجمعة الماضي، بعد يومين من المكالمة مع والده، قُتل أيمن برصاصة إسرائيلية، كما تشير لقطات فيديو".

وأضاف "لم يعد قتل الأطفال في الضفة الغربية أمرًا غير عادي، خاصة منذ كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها في الأراضي المحتلة بعد هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وبداية حرب غزة، وقد زادت شدتها منذ وقف إطلاق النار في كانون الثاني/ يناير في القطاع".


وبين أنه "حتى الآن، قُتل طفلان أسبوعيا هذا العام، وهو معدل أعلى قليلاً من المعدل المتوسط لعام 2024 عندما قُتل 93 طفلاً. ويخشى العاملون في مجال حقوق الإنسان أن تستمر الأرقام في الارتفاع مع قيام جيش الدفاع الإسرائيلي بنقل تقنيات غزة إلى الضفة الغربية، وطرد عشرات الآلاف من الناس من منازلهم، وتسوية المناطق بالأرض، وتخفيف "قواعد الاشتباك" بشكل أكبر عندما يُسمح للجندي بفتح النار".



وأشار إلى أن ما يميز قضية أيمن الهيموني هو وضوح الأدلة، التي توضحها لقطات من كاميرتين أمنيتين، والتي تحكي قصة اللحظات الأخيرة للطفل، وكان أيمن وشقيقه البالغ من العمر 10 سنوات، أيسر، قد ذهبا مع والدتهما أنور لزيارة جدهما وأعمامهما الذين يعيشون في جزء آخر من الخليل بمنطقة جبل جوهر، واستغرقت الرحلة عبر المدينة ساعة في حركة المرور المزدحمة في الخليل، وشملت العبور من الخليل الخاضعة لسيطرة الفلسطينيين إلى منطقة تديرها القوات الإسرائيلية، وهي جزء من خليط معقد من التقسيم الإقليمي المفروض على الضفة الغربية".

ويذكر أن جبل جوهر ليس بعيدًا عن قبر البطاركة، حيث، وهو موقع مقدس للمسلمين واليهود والمسيحيين، وفي ليالي الجمعة قبل أن يأتي المستوطنون اليهود للصلاة هناك، كانت القوات الإسرائيلية تجري دوريات عدوانية في المناطق الفلسطينية المحيطة. يُنظر إلى الجيش، الذي يزداد عدد أفراده وقيادته من الإسرائيليين من اليمين الديني الوطني، على نطاق واسع في الضفة الغربية على أنه يعمل كجناح مسلح لحركة المستوطنين.

ويظهر الفيديو أنه في حوالي الساعة 6.30 مساءً، كان أيمن قد انتهى لتوه من قضاء مهمة في شقة جده وعاد إلى منزل عمه طارق عندما حدثت ضجة على الطريق الرئيسي، على بعد 60 مترًا أسفل زقاق مائل مرصوف.

وسُمعت طلقة نارية وبدأ الناس في الركض، وقاد شاب من الحي الذي يعيش عمه بجواره سيارته البيضاء في الزقاق، وقد اخترقت رصاصة زجاجها الأمامي. ركن السيارة خارج منزل طارق وخرج منها، وفحص جرحًا حيث خدشت قطعة زجاج كتفه.

وتم تسجيل المشهد بواسطة كاميرتين أمنيتين، واحدة في زاوية فناء طارق تشير إلى الزقاق، والأخرى مثبتة خارج شقة جد أيمن محمد بدر العجلوني في الطابق العلوي، وتنظر فوق السيارات أمام منزل طارق وعبر الزقاق، بزاوية 90 درجة على زاوية الكاميرا الأخرى.

ويظهر في المجموعتين أيمن واثنين من أبناء عمومته وهم يخرجون من منزل طارق برفقة عم آخر له، وهو نديم الهيموني، الذي يعطي الرجل المصاب منديلاً ورقياً لعلاج الجرح في كتفه. وينظر أيمن، وهو نحيل الجسم يتكئ على ظهر السيارة البيضاء، ويحمل حقيبة بنية اللون على كتفه.


ثم هناك المزيد من الضجة من الزقاق وطلقة أخرى، مما دفع مجموعة صغيرة من الناس إلى الركض بحثاً عن غطاء، بما في ذلك أيمن وأبناء عمومته، ويركض أيمن داخل بوابة منزل طارق ويختفي عن أنظار الكاميرات، ثم تنطلق طلقة أخرى من أسفل الزقاق. ويعتقد أن هذه هي الرصاصة التي أصابت أيمن. ولا يثبت المقطع بشكل لا يقبل الشك من أطلقها، ولكنه يوضح أنها جاءت من اتجاه جنود إسرائيليين كانوا يتقدمون نحو المنزل ووصلوا إلى مكان الحادث بعد ثوانٍ.

وفي خضم الارتباك، يبدو أن الأمر استغرق بضع ثوانٍ قبل أن يلاحظ أيمن. وكان نديم، عمه الشاب، هو أول من رآه، وعن هذا قال: "كان مستلقيا على درجات المنزل، داخل البوابة مباشرة. ذهبت لاستقباله ولكنني أدركت أنه رحل بالفعل".

ثم أظهرت الكاميرات موجة أخرى من الذعر وصور ظلية لثلاثة جنود يتقدمون في الزقاق، وبنادقهم موجهة، أحدهم يحمل شعلة ساطعة، ويهرع الجار المصاب وابن عم أيمن، وشقيقه الصغير أيسر، الذي نزل الآن من شقة جده، جميعا بين السيارات المتوقفة، بينما ركض نديم خارج البوابة الأمامية لمنزل طارق حاملا أيمن لكنه أسقط سترته ثم أيمن في يأسه من الفرار.

تركت جثة الصبي ملقاة على الأرض بين سيارة وجدار حديقة طارق بينما وصل الجنود إلى المنزل، ونظروا حولهم لبضع ثوان ثم رصدوا الجثة، وعند هذه النقطة استداروا وابتعدوا بهدوء، وصرخات والدة أيمن خلفهم بعد أن عثرت على جثة ابنها.

يرفع نديم جسد أيمن المترهل مرة أخرى وينطلق هو وطارق في الزقاق على خطى الجنود المنسحبين، في اتجاه مستشفى قريب.

وأكدت الصحيفة في تقريرها أن "لقد كان الوقت قد فات بالفعل، لم تتلق الأسرة التقرير الطبي بعد، لكن منظمة الدفاع عن الأطفال الدولية - فلسطين (DCIP)، التي استندت إلى اتصالاتها في مستشفى الخليل حيث تم نقل أيمن، قالت إن الرصاصة اخترقت ظهره واستقرت في رئتيه".


وقال ناصر ونديم أيضًا إن أيمن أصيب برصاصة في الظهر، بينما قال محمد الجد إن الجرح كان في الجزء العلوي من البطن.

تلقى ناصر المكالمة في رام الله، حيث يعمل في البناء ووظيفة أمنية للسلطة الفلسطينية، في البداية أخبره أحد أقاربه أن أيمن أصيب برصاصة، لكن ناصر طالب بالحقيقة وبحلول الوقت الذي كان فيه على الطريق كان قد علم بالفعل أن ابنه قد مات.

مقالات مشابهة

  • الأماكن والمواعيد.. أمطار متوسطة على أجزاء من منطقة الرياض
  • هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود؟.. الإفتاء تجيب
  • تطورات الحالة الصحية لـ فرنسيس.. بابا الفاتيكان يتعرض لحالتين من الفشل التنفسي الحاد
  • دار الإفتاء: النية في الصيام تتحقق بالقلب دون الحاجة للتلفظ
  • هل تأثم المرأة الحامل إذا أفطرت رمضان؟ الإفتاء تجيب
  • حكم استعمال بخاخ الربو للصائم في رمضان.. الإفتاء تجيب
  • استشارية: انخفاض حركة الجنين أثناء الصيام طبيعي وهذه أفضل طرق المراقبة
  • الفيفا يمنح القنوات التلفزيونية حق استغلال "كاميرات الحكام"
  • كاميرات توثق قتل جنود الاحتلال للطفل أيمن الهيموني في مدينة الخليل
  • دار الإفتاء توضح حكم استعمال قطرة العين خلال الصيام