سخرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم اللغة العربية من خلال مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز مكانتها عالمياً وإثراء المحتوى العربي بموارد معرفية متقدمة ضمن إطار مستهدفات رؤية المملكة الرامية إلى دعم مكانة الريادية في خدمة اللغة العربية محلياً وإقليمياً وعالمياً.


وعكست هذه الجهود تتويج سدايا اليوم بجائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في دورتها الثالثة، لعام 2024م عن فئة المؤسسات: وذلك لتميُّز إسهاماتها في خدمة اللغة العربية من خلال تطوير نماذج لغوية ضخمة بالكامل في المملكة العربية السعودية؛ لتلبيـة احتياجـات الذكاء الاصطناعـي التوليـدي الوطنيـة، وتحقيق الريادة العالمية في تقنيات اللغة العربية، وبناء النماذج وتدريبها على بيانات شاملة؛ لخدمة احتياجات اللغة العربية والثقافة المحلية، وتوفير بنية تحتية سيادية متينة؛ لتطوير هذه النماذج محليًّا، وتحقيق احتياجات السيادة التقنية.
ومن أبرز جهود سدايا في دعم اللغة العربية إطلاقها بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مؤشر “بلسم” لتقييم وقياس نماذج اللغة العربية في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك ضمن أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي عقدت خلال الفترة من 10 – 12 سبتمبر 2024 بالرياض.
ويأتي إطلاق المؤشر ضمن جهود “سدايا” وشركائها الإستراتيجيين لتطوير نماذج اللغة العربية التي تُعد مجالًا سريع التطور، ويسهم في تقييم النماذج الجديدة التي يتم العمل عليها باستمرار لإضافة مميزات وقدرات متقدمة.
وكان مجمع الملك سلمان للغة العربية قد عمل على تصميم إطار عمل متفق عليه لقياس مستوى نضج هذه النماذج في اللغة العربية، بدأ بوضع تصور للفكرة في عام 2022 قبل أن تتحول إلى مشروع بدأ العمل الفعلي عليه منذ العام الماضي 2023، واستهل المجمع تنفيذ المشروع بجمع البيانات المستهدفة، والعمل على تطوير النسخة الأولى لمؤشر القياس، “بلسم” بالتعاون مع “سدايا” وعدد من الجهات المشاركة وذات العلاقة في القطاعين الحكومي والخاص.
وأسهمت “سدايا” في إعداد معجم البيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجمع الملك سلمان للغة العربية لجمع أهم المصطلحات التقنية المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي باللغتين العربية والإنجليزية من أجل زيادة المعرفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بكل أبعادها العالمية.
علاوة على ذلك، طورت “سدايا” نظام “صوتك”، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل الكلام إلى نصوص باللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية، مما يسهم في أتمتة تدوين الاجتماعات وتطوير أدوات محادثة ذكية. كما تم بناء أنظمة صوتية تفاعلية تُسهل التواصل وتعزز تجربة المستخدم.
ومن بين عدد من منتجات الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها “سدايا” يبرز نموذج (علّام) بوصفة أحد أبرز النماذج اللغوية للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يرُكِّز على اللغة العربية وتم تطوير نموذج “علّام” في مختبرات المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لسدايا بكوادر تقنية وطنية، مع الاستفادة من خبرات أكثر من 400 متخصص في مختلف المجالات، وبالتكامل مع أكثر من 160 جهة حكومية شاركت في بناء أكبر مجموعة بيانات عربية في العالم شملت أكثر من 500 مليار وحدة نصية عربية لتطوير وتدريب “علاّم”.
وفي السياق ذاته نشرت سدايا مجموعة من التقارير والدراسات المعرفية التي تثري المحتوى العربي بمفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية هذه التقنيات ودورها في تطوير القطاعات المختلفة.
وتأتي جهود “سدايا” في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة اللغة العربية لتؤكد التزامها بدعم اللغة العربية وتعزيز مكانتها تحقيقاً لعدد من الأهداف الطموحة للمحافظة على هذه اللغة، ودعمها ونشرها علومها في العالم.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية تقنیات الذکاء الاصطناعی والذکاء الاصطناعی مجمع الملک سلمان اللغة العربیة للغة العربیة

إقرأ أيضاً:

وزيرة التخطيط تُلقى الكلمة الافتتاحية بندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية" بمركز المعلومات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية  في ندوة بعنوان " تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية والازدهار: رؤي وتصورات للمستقبل" بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وذلك في إطار سلسلة الندوات التي أطلقها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ومكتبة الإسكندرية.

وحضر الندوة الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ومريم الكعبي، سفير دولة الإمارات لدى مصر، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات.

وفي مستهل كلمتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الذكاء الاصطناعي يُمثل أهمية كبرى على المستوى الوطني كما يعد أحد المحاور الرئيسية التي تشغل اهتمام الحكومات وصناع القرار على الصعيد العالمي، خاصة في السنوات الأخيرة بشكل متزايد، مشيرة إلى مشاركتها مؤخرًا في اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس لعام 2025 والتي كان الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجيا قضية رئيسية للمناقشات في هذا المحفل العالمي الهام.

وأكدت أنه إذا كان العالم يتحدث عن التنمية المستدامة التي تحقق التوازن بين احتياجات الحاضر ومتطلبات الأجيال القادمة، في ظل تحديات متزايدة ومتشابكة على الصعيد الاقتصادي والبيئي والاجتماعي، فإن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا واسعة لتسريع النمو وتحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات وطرح حلولًا للتحديات التنموية المعقدة.

وأضافت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على المستوى الدولي، أكدت الأمم المتحدة مرارًا على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث يشير تقرير PriceWaterhouseCoopers إلى وصول حجم مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى أكثر من 15 تريليون دولار بحلول عام 2030 .

كما أكدت المشاط، أن مصر وضعت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز استخدام هذه التكنولوجيا في جميع القطاعات، مشيرة إلى كلمة فخامة رئيس الجمهورية خلال إطلاق الإصدار الثاني من استراتيجية مصر للذكاء الاصطناعي 2025-2030، على أهمية استكمال المسيرة نحو بناء مجتمع رقمي يتبنى أحدث التكنولوجيات العالمية ويشكل فيه الذكاء الاصطناعي محوراً اساسياً لجهود التنمية، حيث أصبح تأثيره واضحاً في جميع مناحي الحياة مما يتيح لنا فرصا غير مسبوقة للتقدم والنمو المستدام.

وتطرقت «المشاط»، إلي مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة الإنتاجية في مختلف القطاعات، من الصناعة إلى الزراعة إلى الخدمات، ويدعم في اتخاذ قرارات أكثر دقة وفعالية بفضل قدرته على تحليل البيانات الضخمة، وإيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهنا في كافة مجالات، ولكن قدرة استفادة أي اقتصاد من هذا التطور التكنولوجي مرتبط بقدرته الاستيعابية لتلك التكنولوجيا.

وأوضحت أن مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير بنيتها التحتية الرقمية لتهيئة البيئة المناسبة لنمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبناء اقتصاد رقمي قوي ومستدام، ويأتي ذلك من خلال الاستثمار في شبكات الاتصالات، ومراكز البيانات، والحوسبة السحابية، ورفع كفاءة العنصر البشري.

وأضافت «المشاط»، أنه في ظل احتياج التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي إلى قدرات حوسبة هائلة تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، فإن مصر تعمل على الاستفادة من موقعها الاستراتيجي بما يجعلها مركزًا لعبور البيانات حول العالم، إضافة إلى كونها وجهة مثالية لتطوير مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ما يمنحها مزايا تنافسية فريدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة في هذا المجال.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تقنية هائلة تحمل في طياتها فرصًا غير مسبوقة، ولكنه أيضًا لا يخلو من التحديات، فالاعتماد المتزايد عليه قد يؤدي إلى تأثيرات اجتماعية واقتصادية تحتاج إلى التعامل معها بحكمة ومسؤولية، فمن فقدان بعض الوظائف التقليدية، إلى تعميق الفجوات الاجتماعية، وصولاً إلى التساؤلات المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات، تبرز هذه التحديات كعناصر يجب التصدي لها لضمان تحقيق التوازن بين الاستفادة من الإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا والحد من آثارها السلبية، ولذلك، فإن الحوار المفتوح والمستمر والتعاون البناء بين جميع الجهات  المعنية يُعد  أمراً  حيوياً  لضمان استخدام  الذكاء  الاصطناعي بشكل  مسؤول وأخلاقي يخدم  التنمية  المستدامة  ويحقق  العدالة  الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • “ديب سيك” يشعل أول حروب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا
  • ندوة لـ«تريندز» تطرح رؤى وتصورات مستقبلية حول «تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة»
  • “سدايا” تشخّص واقع تنظيم حوكمة الذكاء الاصطناعي في المملكة مع أكثر من 400 مسؤول من القطاعين الحكومي والخاص
  • وزيرة التخطيط تُلقى الكلمة الافتتاحية بندوة "تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية" بمركز المعلومات
  • المشاط تُشارك في ندوة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار حول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية
  • معلومات الوزراء ينظم ندوة تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة
  • معوقات تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين
  • أسعار الذهب اليوم الإثنين 27 يناير 2025: استقرار عند أعلى مستوى محليًا وعالميًا
  • “سدايا” تناقش تنظيم وحوكمة الذكاء الاصطناعي بالجهات الحكومية والخاصة بالمملكة بمشاركة أكثر من 400 شخص
  • استقرار سعر الذهب اليوم الأحد 26 يناير 2025 محليًا وعالميًا