مصر تقدم مقترحًا بوقف مؤقت للحرب في غزة مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد أن بلاده قدمت مقترحًا لوقف إطلاق النار لمدة يومين بين إسرائيل وحماس، يتضمن الإفراج عن أربعة رهائن محتجزين في غزة. ورغم عدم وجود ردود فورية من إسرائيل أو حماس، فإن من المتوقع إجراء محادثات جديدة في قطر التي هي أهم وسيط بين حماس وإسرائيل.
وأوضح السيسي أن المقترح يشمل الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وتكررت العقبات أمام المفاوضات الرامية إلى تحقيق هدنة طويلة، حيث تشترط حماس انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة أولاً، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بقاء تلك القوات في غزة حتى تدمير حماس. ولم يتم الإعلان عن أي وقف لإطلاق النار منذ أن شهد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
في سياق متصل، عاد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوم الاثنين، بعد أن أجرى في الدوحة محادثات مع رئيس وزراء قطر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في محاولة جديدة لإنهاء القتال وتخفيف التوترات الإقليمية المتصاعدة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الثاني، عام 2023 على جنوب إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التوترات قد دفعت إسرائيل إلى الحرب في غزة و لبنان، فضلاً عن قيامها بهجمات علنية على إيران، للمرة الأولى نهاية الأسبوع الماضي. وفي هذا السياق، أكد الزعيم الأعلى الإيراني يوم الأحد أن الضربات الإسرائيلية — ردًا على هجوم إيران بالصواريخ الباليستية هذا الشهر — "لا ينبغي المبالغة فيها أو التقليل من شأنها"، لكنه لم يدعُ إلى الانتقام.
وخلال إحياء ذكرى الهجوم، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن "ليس كل هدف يمكن تحقيقه من خلال العمليات العسكرية فقط"، مضيفًا أن "تسويات مؤلمة ستكون ضرورية" لإعادة الرهائن.
Relatedورقة بحثية: واشنطن موّلت 70% من تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان العراق يحتج رسميا على استخدام إسرائيل مجاله الجوي ضد إيران وتصعيد باستهداف قواعد أمريكية بالمنطقةصور بالأقمار الصناعية.. ما الذي استهدفته إسرائيل في القواعد العسكرية الإيرانية؟"من يؤذينا سنؤذيه".. نتنياهو يتوعد أعداء إسرائيل ويقول إن الهجوم على إيران كان دقيقا وحقق كل أهدافهوفي غزة، أسفرت الضربات الإسرائيلية الأخيرة في الشمال عن مقتل ما لا يقل عن 33 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، حيث دخلت العمليات العسكرية في هذه المنطقة المتضررة والمعزولة أسبوعها الثالث. واعتبرت الأمم المتحدة وضع الفلسطينيين في غزة "لا يطاق".
نتنياهو من جانبه قال إن الضربات على إيران حققت أهداف إسرائيل، مؤكدًا أن "قدرات إيران الدفاعية وقدرتها على إنتاج الصواريخ الموجهة نحونا قد تضررت بشدة".
الصراع الذي اندلع في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم مسلح من قبل مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل أودى بحياة حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وأدى إلى احتجاز حوالي 250 شخصًا. ويُعتقد أن حوالي 100 رهينة ما زالوا في غزة، ويعتقد أن ثلثهم قد قُتل.
في السياق ذاته، ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد أودت العمليات الانتقامية الإسرائيلية بحياة أكثر من 42,000 فلسطيني، دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين، مع الإشارة إلى أن أكثر من نصف القتلى كانوا من النساء والأطفال.
في المقابل تقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 17,000 مقاتل، دون تقديم أدلة على ذلك.
وقد دمرت العمليات العسكرية قطاع غزة، مما أجبر حوالي 90% من سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون على النزوح بشكل متكرر.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عشرات الإسرائيليين يتظاهرون في القدس وتل أبيب مطالبين بصفقة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن "يسرائيل هيوم": جثة السنوار نُقلت إلى مكان سرّي.. هل ستسخدمها إسرائيل كورقة تفاوض مقابل الرهائن؟ مظاهرة أمام منزل نتنياهو في القدس: عائلات الرهائن المحتجزين في غزة تطالب باتفاق للإفراج عنهم غزة مصر- سياسة حركة حماس إسرائيل هدنة احتجاز رهائنالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل غزة أوكرانيا الحرب في أوكرانيا أوروبا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل غزة أوكرانيا الحرب في أوكرانيا أوروبا غزة مصر سياسة حركة حماس إسرائيل هدنة احتجاز رهائن الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل غزة أوكرانيا الحرب في أوكرانيا أوروبا لبنان إيران إيطاليا روسيا حروب كوريا الشمالية السياسة الأوروبية یعرض الآن Next أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
محللون: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب لكن قد يحل مشكلة المساعدات
يستبعد محللون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار قريب في قطاع غزة، ويرون أن إسرائيل قد تتساهل في إدخال المساعدات الإنسانية للسكان، حتى تخفف من الضغوط الدولية المتزايدة بشأن هذا الملف.
فقد تحدث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن جهود تبذلها بلاده مع الولايات المتحدة ومصر من أجل التوصل لاتفاق جديد، لكنه اتهم الجانب الإسرائيلي بعرقلة محاولات سابقة.
كما تحدثت واشنطن عن جهود قد تفضي لاتفاق تبادل أسرى جديد، ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار.
وفي حين قال المسؤولون إن الإدارة الأميركية راغبة في عمل محاولة أخرى لتحقيق اختراق في ملف غزة الأسبوع، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مباحثات محتملة هذا الأسبوع.
خلاف في إسرائيل
لكن أكسيوس نقل أيضا أن نتنياهو "متردد في التوصل لاتفاق ينهي الحرب"، في حين شهد اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) الأخير مشادات وصلت إلى حد الشجار بسبب الخلاف حول إدارة الحرب وإمكانية التوصل لصفقة.
ويرى المسؤول السابق في الخارجية الأميركية توماس ووريك، أن ثمة ما يدعو للتفاؤل على نحو أكبر مما كان قبل أسابيع، لكنه توقع أن يستغرق التوصل لاتفاق جديد أشهرا وليس أياما.
إعلانوخلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث"، قال ووريك إن البيانات التي صدرت مؤخرا عن بعض الأطراف ساعدت القطريين على تقديم مقترح جديد قد يكون مقبولا، بيد أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق قبل زيارة ترامب المقررة لمنطقة الخليج الشهر المقبل، على الأقل.
نزع سلاح حماسوالسبب في عدم إمكانية التوصل لاتفاق قريب -برأي ووريك- هو أن إسرائيل لن تقبل بأي صفقة لا تتضمن تخلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن سلاحها، لأن هذا يعني أنها عازمة على شن هجوم آخر على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
لذلك، يرى المتحدث أن التوصل لاتفاق "لن يكون سهلا أبدا في ظل تمسك حماس بسلاحها، وهو ما يمكن تلمسه في حديث بعض القادة الفلسطينيين الذين طالبوا الحركة بنزع الذرائع من يد إسرائيل.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث أمس الأربعاء عن ضرورة إعادة الإسرائيليين المتبقين في غزة حتى لا تجد إسرائيل ذريعة لمواصلة حربها على القطاع.
لكن هذه الدعوة برأي المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة، تعني مطالبة حماس بفعل ما فعلته حركة فتح قبل 35 عاما عندما تخلت عن كل شيء لنزع الذرائع من إسرائيل ثم لم تقدم الأخيرة لها شيئا بل أيضا بسطت سيطرتها على الضفة الغربية، ناهيك عن أن نزع الذرائع "لا بد أن يكون على أساس الندية وليس الاستسلام".
كما أن الحديث عن التوصل لصفقة بعد شهور يعني وقوع كارثة إنسانية في غزة، فضلا عن أنه يتعارض مع التفاؤل الحذر الذي أثارته زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن لواشنطن هذا الأسبوع، كما يقول الحيلة.
وينطلق هذا الحذر -برأي المحلل السياسي- من أن نتنياهو يسعى دائما لإفشال الاتفاقات أو التنصل منها، غير أن زيارة المسؤول القطري للولايات المتحدة في غاية الأهمية لأنها حملت تصورا ما لإقناع الأميركيين بأن الوضع في غزة وصل لحافة الهاوية.
إعلانويبدو -برأي الحلية- أن الزيارة التي قام بها وفد من حماس لأنقرة مؤخرا لعبت أيضا دورا في لفت نظر الأميركيين -من خلال تركيا- إلى أنه من غير المقبول أن يستمر قتل الفلسطينيين من أجل مصالح نتنياهو السياسية.
وتعني هذه المقدمات -وفق المحلل السياسي- أن كل المتداخلين في الأزمة استأنفوا الضغط على واشنطن لأنها الوحيدة القادرة على دفع إسرائيل نحو التوصل لاتفاق.
إسرائيل لن تقبل هدنة طويلة
والأهم من هذا، أن حماس قدمت طرحا خلّاقا بحديثها عن استعدادها لقبول هدنة طويلة الأمد لأن هذا الطرح ينفي مزاعم إسرائيل التي تقول إنها تعيش تحت تهديد دائم من الفلسطينيين، برأي الحيلة، الذي يعتقد أن نتنياهو يحاول إدارة الصراع بدل إنهائه بعدما فشل في إنهاء الوجود الفلسطيني خلال الشهور الـ18 الماضية.
ومع ذلك، لا يعتقد ووريك أن ما طرحته حماس قد يمثل حلا للأزمة لأن إسرائيل من وجهة نظره لن تقبل ببقاء حماس بأي حال من الأحوال، هذا إلى جانب أن الولايات المتحدة لم تبدأ نقاشا جديا بشأن وقف هذه الحرب، ولا تفعل الصواب إلا بعد استنفاد كافة السبل الأخرى، برأيه.
واتفق الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى مع حديث ووريك، بقوله إن معارضة إسرائيل قبل حكومتها سترفض أي هدنة لأن هذا الأمر بالنسبة للإسرائيليين عموما يعني منح الحركة فرصة لإعادة بناء نفسها وشن حرب جديدة.
وعلى هذا الأساس، فإن نتنياهو لن يقبل بهذه الهدنة الطويلة أبدا، لكنه سيحاول -برأي مصطفى- الاستمرار في الحرب بشكل حذر، فضلا عن أنه ربما يحل المشكلة الإنسانية قريبا لأنه يعرف أن التجويع محدود بسقف زمني.
ولأن فكرة وقف الحرب تتعارض مع مصالحه السياسية ومشروعه الأيديولوجي وأهدافه التي أعلنها في أول الحرب، سيحاول نتنياهو التوصل لصفقات جزئية تعيد له مزيدا من الأسرى الأحياء حتى لو كان الثمن إبقاء الجيش في غزة لسنوات مقبلة.
إعلانوإلى جانب ذلك، فإن نتنياهو -كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي- يحاول جعل ملف غزة حدثا عاديا في إسرائيل كما هي الحال في الضفة الغربية، بدليل أنه لم يعد يبحث إدخال المساعدات وإنما الجهة التي ستتولى توزيعها.