الثورة نت:
2025-05-01@06:33:34 GMT

استشهاد صفي الدين وصلابة المقاومة

تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT

 

 

ما من شك بأن المجاهدين العظماء يدركون جيداً أن مسيرة الجهاد والمقاومة التي نهجوها وسلكوا دروبها، هي مسيرة العزة والكرامة، هي مسيرة الحق والعدل، هي مسيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مسيرة لا تقود إلا لخيارين أو بالأحرى نتيجتين لا ثالث لهما : النصر أو الشهادة، ويرى الكثير منهم أنفسهم مشاريع للشهادة وخصوصا عندما يتعلق الأمر بنصرة دين الله والجهاد في سبيله، دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة، ونصرة للمستضعفين، فإن عانقوا النصر سجدوا لله سجدة شكر، وحمدوا الله وشكروه على نصره وتمكينه وعونه وتأييده وتوفيقه، وإن ظفروا بالشهادة فرحوا بها، فرحوا بما آتاهم الله من فضله، وما منحهم من عطايا، وماهم فيه من نعيم، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يتمنون أن يلتحق بهم رفاقهم في درب الجهاد لعظيم ما شاهدوه من فضل وعطاء لا وصف له، وأن لا يحزنوا على تركهم للدنيا ومغرياتها، ولا خوف من الشهادة في سبيل الله، فالثمن الذي سيقبضوه والعوض الرباني الذي سيحصلون عليه فوق فوق الخيال .


ومن هؤلاء الشهداء العظماء الذين صدقوا الله عهدا، وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية والفداء القائد الكبير والشهيد العظيم السيد العلامة هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله رضوان الله عليه، الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس في غارة إجرامية وحشية غادرة شنها طيران كيان العدو الصهيوني على الضاحية الجنوبية والتي استخدمت فيها عشرات الأطنان من المتفجرات، ليلتحق برفيق دربه شهيد الإسلام والمسلمين سيد الشهداء السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، والذي كان له الأخ والعضد (وحامل رايته، ومحل ثقته، ‌ومعتمده في الشدائد والكفيل في المصاعب، مضى على ما مضى ‌عليه البدريّون ناصراً لدين الله، تقياً، صالحاً، رائداً، مدبّراً، مديراً، قائداً ‌وشهيداً)، حيث كان خير خلف لخير سلف، ولكن مشيئة الله اقتضت بأن يظفر بوسام الشهادة الذي لطالما حلم بالحصول عليه، وسعى سعيه من أجل بلوغ هذه الغاية وهذا الهدف الأسمى، ففاز بالدرجات العليا في الجنة، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
لقد ارتقى المجاهد العظيم الشهيد هاشم صفي الدين الرقي الذي يليق به وبتاريخه النضالي ومواقفه الجهادية الخالدة التي كان من الطبيعي أن تتوج بالشهادة، أدار بكل كفاءة ومسؤولية وحكمة وإقتدار المجلس التنفيذي لحزب الله، بكل مؤسساته ووحداته ‌العاملة، وكان المعتمد الأمين للسيد حسن نصر الله رضوان الله عليهما طيلة فترة عملهما الجهادي، ولعمري ما شاهدت ولا سمعت عن قادة عظماء لا يهابون الموت، ولا يحرصون على الحياة، قادة يحملون الروحية الإيمانية التي ترى في الحياة الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأن الشهادة عطاء قابله الله بعطاء تفاصيله تفوق الخيال .
ظن الصهيوني أن اغتيال الشهيد هاشم صفي الدين سيفت من عضد المقاومة اللبنانية، وسيقضي على حزب الله، وهكذا كان ظنه عندما أقدم على ارتكاب جريمة اغتيال سيد الشهداء السيد حسن نصر الله، ولكن الله خيب كل ظنونه، فالمقاومة خالدة، والقضية التي تناضل من أجلها وتدافع عنها لن تموت بإستشهاد قياداتها، وهاهو العدو الصهيوني يشاهد وبصورة عملية على مسرح العمليات القتالية، كيف تمكن حزب الله من الصمود والثبات، وكيف نجح أبطال المقاومة الإسلامية اللبنانية في ترتيب صفوفهم، وتجميع قواهم، وتكثيف عملياتهم النوعية التي تستهدف عمق هذا الكيان، وصولا إلى مرحلة توجيه رسائل تحذير للمستوطنين الصهاينة في أكثر من 25مستوطنة بضرورة إخلاء المستوطنات حفاظا على أرواحهم كونها باتت هدفا لعملياتهم، في تحول نوعي وتطور في مجريات المواجهة مع هذا الكيان الذي درجت العادة بأن يقوم بهذه المهمة بهدف تجميل وتحسين وجهه القبيح الملطخ بدماء أطفال ونساء غزة ولبنان .
وهو ما يؤكد وبما لايدع أي مجال للشك، بأن المقاومة اللبنانية عصية على الانكسار، وأنها باتت تمتلك المناعة والقدرة التي تمكنها بعون الله وتوفيقه من تجاوز أي مصاعب أو تحديات قد تعترض مسارها، أو تتهدد وجودها ومستقبلها ودورها، فالتضحيات العظيمة التي قدمتها جعلت منها وقودا أشعل براكين الغضب في داخل عناصرها وكوادرها، ودفعها لتغيير خططها وتكتيكاتها وطريقة إدارتها للمعركة القائمة، وفق آلية جديدة عصية على الإختراق، أربكت حسابات كيان العدو الصهيوني، الذي لم يستوعب بعد ما يشاهده من تطورات ومتغيرات لم يتوقعها على الإطلاق، وخصوصا عقب سلسلة الجرائم التي استهدفت قادة ورموز المقاومة اللبنانية والتي ظن – وكل ظنه إثما وإجراما ؛ بأنها كفيلة بالقضاء عليها وإنهيار منظومتها، ليجد نفسه أمام مقاومة أكثر قوة وأشد بأسا وأصلب عودا من ذي قبل، مقاومة معها لم تتوقف صفارات الإنذار في مختلف مناطق فلسطين المحتلة، مقاومة أثبتت المعطيات بأنها تزداد قوة وصلابة، كلما ارتقى منها شهيد، ويزداد بأس أبطالها كلما راهن العدو على هزيمتها، وتزداد تماسكا وتلاحما كلما راهن العدو على تضعضعها وانهيارها، وفاء لتضحيات الشهداء القادة العظماء، ورفاقهم من الأحياء عند ربهم يرزقون، نصرة لله ولرسوله، ولغزة والضفة وكل فلسطين والجنوب اللبناني الحر المقاوم، أمام آلة القتل والإجرام والإرهاب والتوحش الصهيوأمريكية، التي يندى لجرائمها ومذابحها ومجازرها البشرية جبين الإنسانية .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة

القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.

سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.

فحماوي: لمسنا نياتٍ مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين (الجزيرة) شروط صادمة

منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.

"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".

يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".

إعلان

"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".

وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".

وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".

جبارين: حق العودة ليس مناسبة بل حياة كاملة نعيشها يوميا (الجزيرة) ذاكرة لا تموت

قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".

وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.

ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"

إعلان

"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.

حضور الأطفال كان بارزا في مسيرة العودة التقليدية التي تنظم سنويا عشية ذكرى النكبة (الجزيرة)

 

ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".

ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".

لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.

ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".

ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".

مقالات مشابهة

  • استشهاد واصابة عدد من الفلسطينيين إثر قصف للعدو الصهيوني على بيت حانون
  • استشهاد فلسطيني بنيران مسيرة للعدو الصهيوني جنوب خان يونس
  • بالفيديو والصور: عشرات الشهداء والإصابات في قطاع غزة اليوم
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • استشهاد 51 فلسطينيا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية
  • استشهاد امرأة بنيران العدو السعودي بصعدة
  • استشهاد امرأة بنيران العدو السعودي في صعدة
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • النائب مشوقة يسأل عن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لضبط ارتفاع الدين العام
  • استشهاد واصابة 115 مهاجرا باستهداف العدو الأمريكي مركزا للايواء بصعدة