28 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: العلاقة بين العراق والولايات المتحدة تحمل تحديات كبيرة في ظل التطورات الإقليمية والتغيرات السياسية الداخلية في كلا البلدين.

وهناك توجه عراقي لطرح علاقته مع واشنطن بشكل مختلف عما كان عليه سابقاً، حيث يسعى العراق إلى تنويع هذه العلاقة بعيداً عن البُعد العسكري والأمني الذي طالما طغى على التعاون الثنائي.

و قدم العراق مؤخرًا مذكرة احتجاج رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، مؤكدًا على ضرورة توضيح المواقف وإبراز المظالم العراقية أمام المحافل الدولية، وهي خطوة تستهدف إعادة صياغة سياسات العراق الخارجية بما يعزز سيادته واستقلاليته.

في هذا السياق، شكّلت الحكومة العراقية لجنة خاصة لمراجعة العلاقة مع واشنطن، معتمدة على اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة عام 2008، والتي كانت تسعى إلى إرساء شراكة قائمة على التعاون في مختلف المجالات، وليس فقط الشؤون الأمنية.

وتقول مصادر لـ المسلة، أن العراق يسعى إلى تحقيق شراكة متوازنة تتيح له بناء اقتصاد قوي ومستدام، عبر الاستفادة من خبرات واشنطن في المجالات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، بدلاً من الاعتماد المفرط على الجانب العسكري”، و هذا التوجه يعكس رغبة قوية في تحقيق تطلعات الشعب العراقي بعيدًا عن تأثيرات الصراعات الإقليمية.

علاوة على ذلك، أعلن العراق في وقت سابق من هذا العام إنهاء التحالف الدولي الذي تشكل عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش، وهي خطوة تهدف إلى الحد من التواجد العسكري الأجنبي، واستعادة السيطرة الوطنية على القرارات السيادية.

ويأتي هذا الإعلان كجزء من خطة تهدف إلى تغيير نمط العلاقة مع الولايات المتحدة، مع السعي لتطوير آليات جديدة للتعاون عبر لجنة عسكرية ثلاثية تضم ممثلين من الطرفين.

وتفيد تحليلات انه “على هذه اللجنة أن تؤسس أسسًا قوية لشراكة حقيقية تبتعد عن الهيمنة وتستند إلى المصلحة المتبادلة، بحيث يشعر العراقيون بأثر هذه الشراكة في حياتهم اليومية”.

والتحول نحو الشراكة الاقتصادية بات مطلباً متزايداً، حيث تؤكد بعض الأصوات داخل الحكومة العراقية على ضرورة الانتقال من الاعتماد على الدعم العسكري إلى تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة، مما يساهم في تطوير قدرات العراق الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب.

والعلاقة العراقية-الأمريكية تُعدّ من أكثر القضايا تعقيداً في المشهد السياسي العراقي، وتشكل مصدر خلاف بين القوى السياسية، حيث تتباين الرؤى حول كيفية التعامل مع هذه العلاقة وتوجيهها نحو مسار يخدم مصالح البلاد بعيداً عن التدخلات الخارجية.

تيارات سياسية ترى في واشنطن شريكاً أساسياً يجب الحفاظ على تعاونه، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والصحية والتعليمية التي يفتقر فيها العراق إلى دعم مؤسسي طويل الأمد.

هذه القوى تدعو إلى توسيع مجالات التعاون خارج الإطار الأمني، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أن تكون حليفاً استراتيجياً لتنمية العراق من خلال استثمارات ضخمة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة.

ولعل هذا التوجه يُعبّر عنه ممثلون في البرلمان ومسؤولون يعتقدون أن بناء شراكة اقتصادية شاملة مع واشنطن يمكن أن يحقق استقراراً اقتصادياً بعيداً عن عائدات النفط.

على الجانب الآخر، هناك قوى تعتبر أن العلاقة مع الولايات المتحدة محفوفة بمخاطر السيادة. هذه الأطراف، التي تميل غالباً إلى خطاب وطني رافض للتواجد العسكري الأمريكي، و ترى أن السياسة الأمريكية في المنطقة تتعارض مع مصالح العراق وتوجهاته الإقليمية.

وبالنظر إلى النفوذ الإقليمي الواسع لهذه القوى، فقد شهدت الساحة السياسية مطالبات بإعادة تقييم العلاقة، وتحديد مدى الحاجة إليها.

وهذا الانقسام يظهر بشكل جليّ في قرارات الحكومة العراقية، التي تسعى من جهة إلى تهدئة المخاوف الداخلية عبر تشكيل لجان لمراجعة اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى تواجه ضغوطات من أجل تأكيد التوجه نحو شراكات جديدة لا تخضع للضغوطات الخارجية.

وكانت اللجنة المشتركة عقدت 3 اجتماعات في واشنطن وبغداد، توصلت خلالها إلى آلية جديدة لتنظيم العلاقة بين الطرفين، وتقضي بانسحاب ما تبقّى من قوات قتالية أميركية في العراق، والإبقاء على عدد من المستشارين لأغراض المشورة والدعم اللوجيستي، بحسب اتفاقية الإطار الإستراتيجي الموقَّعة عام 2008 التي صادَق عليها البرلمان العراقي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة العلاقة مع مع واشنطن

إقرأ أيضاً:

موقف العراق الحالي من تنصيب الجولاني نفسه رئيسا

1 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: حيدر سلمان

 

المتابعين للموفف العراقي يلاحظون تذبذبا من حالة الاندفاع باديء الامر الى التاخير عن عن الاعلان اي تاييد لما يحدث في سوريا من اقامة حكومة مؤقتة برئاسة الحولاني (احمد الشرع).

بداية الحديث فلنفهم انه لن يترتب شيء على الامر وموقف العراق ليس وحده في ذلك لكن نعم هو الاهم كون العراق الجار المباشر الى سوريا والمتأثر الاكبر بوضعها الامني ومتغيراته.

اما عن التاخير الاخير عن تهنئة الشرع او الجولاني، فالامور واضحة وضوح الشمس كما قلناها من قبل نعيدها الان.
حجم استجابة العراق يعتمد على الخطوات السورية.

لنفهم جيدا انه في بداية التغيير وسقوط نظام بشار كانت هناك رسائل ايجابية من سوريا ومن الجولاني نفسه، قابله مواقف عراقية كبيرة مثل اجراء اتصالات دولية دعما للتغيير في سوريا ثم مؤتمر العقبة الذي كان بطلب وترجمة لموقف عراقي بحت في حين كان بقية العرب متخوفين ،، كما حديث رئيس الوزراء و وزير الخارجية العراقي باننا ندعم التغيير ونقيم وزنا لخيارات الشعب السوري الشقيق واذا كنت تلاحظ في البداية كان العراق الاكثر اندفاعا حتى زاره وزير الخارجية الامريكي ووفود عربية واتصل به نظرائه العرب وكان ضمن تصريحات رئيس الوزراء ووزير الخارجية بضرورة الوقوف مع سوريا واشراك جميع الاطياف كي تستقر فاستقرارها يعني بالضرورة استقرار العراق .

لكن بمرور الوقت تغيرت الامور كثيرا، ولنبدا بسرد الاحداث بطريقة عراقية تعكس موقف العراق الان
????اولا: مايجري في سوريا الان لم يكن اشراك لاطياف المجتمع بل تطهير عرقي وتجريد المجتمع من اطيافه كما حدث مع الشيعة والعلويين من تهجير وابعاد بترهيب وهو تفسه ماحدث للمسيحيين والان تسارع للهجوم على الكرد وهذه الاطياف نفسها في العراق مشتركة في الحكم ولايمكن اهمال ماتراه في سوريا

????ثانيا: سلسلة تصريحات من الجولاني جعلت العراق يعيد حساباته ويقف الان على التل ينتظر ماسيحدث لاحقا دون الاشتراك بانعكاساته ولا حتى التقدم للتهنئة، ابتداءا من تصريحه بعدم اشراك المكونات ومنح الوزارات كهدايا، الى تصريحه بفشل منظومة العراق ولبنان وبشكل علني دون تحفظ في اشارة لما سيذهب له باحتفاظه بالحكم بطريقته.

????ثالثا: حديثه عن انه لن يكون هناك دستور ولا انتخابات لاربع سنوات ومن ثم تنصيب نفسه رئيسا دون اي انتخابات او حتى مجلس شورى.

????رابعا والاهم: تمدد داعش قرب حدود العراق وتهديد اطلاق سراح الدواعش وعوائلهم من سجون قسد بما يشكل خطر على امن العراق دون موقف واضح من ادارة الجولاني يضع العراق بموقف المشكك.

كل هذا ابعد العراق عن رايه في سوريا والعراق هنا اتخذ موقف المشاهد وربما يذهب للتهنئة لكن كل مايحري عكس رغبته وعكس منظومته تماما القائمة كليا على الانتخابات منذ بدء النظام بعد الاحتلال وتسارع في كتابة الدستور والتصويت عليه وحفظ حق المكونات في الاشتراك بالخكم بمايعكس تركيبتهم السكانية.

عموما
هذا شرح مسهب لتغير الموقف العراقي وليس فقط التركيز على التاخير في تهنة الجولاني وهو الذي غض العراق النظر عنه في بداية التغيير كونه المسؤول المباشر عن تفجيرات دامية في العراق وكان موقف العراق الاولي متفائلا لكنه تغير بسبب اعادة صورة الحولاني بلباس الشرع، بطريقة تحكمه بالسلطة في سوريا، سوريا التي ترى ان تغيير البعث في العراق خطا وفجرت الكثير من الانتحاريين والسيارات في قلب مدنه انعكاسا لرفض تغيير البعث الصدامي وترى الاحقية في تغيير البعث السوري، اما العراق فيرى تغيير البعث الصدامي وبعده السوري احقية للشعبين لكن العراق انتهى بنظام ديمقراطي حق الكل محفوظ فيه وسوريا انتهت بحكم دكتاتوري اكثر من قبله حق الكل مسلوب فيه وهنا لب الفرق.

بالتالي
الايام حبلى وموقف العراق قد يتغير بالاعتماد على تغير الموقف السوري ولازال المسؤولين ينتظرون خطوات سورية لبناء موقف جديد.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • هل تدفع بغداد ثمن التردد في التعامل مع دمشق؟
  • صحف عالمية: الفلسطينيون أثبتوا وحدتهم ونتنياهو يريد مواصلة الحرب
  • هل المعرفة متاحة للجميع في العراق؟
  • موقف العراق الحالي من تنصيب الجولاني نفسه رئيسا
  • الفصائل تبقي موقفها رماديا: سنعلن عن قراراتنا قريبا لا تلتفتوا لتكهنات التقارير الإعلامية
  • ما مستقبل الشراكة بين أميركا والجزائر بعد عودة ترامب؟
  • سلوت عن مستقبل محمد صلاح مع ليفربول: «الجميع يريد الحصول على خدماته»
  • واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري
  • في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة.. ماذا عن عمق علاقات الشراكة التاريخية بين العراق ومصر؟
  • رئيس وزراء العراق: الأرض خصبة لكل أنواع الشراكة والتعاون مع مصر