الإعلان عن انطلاق الدورة التاسعة لـ “قمة المعرفة 2024” في 18 نوفمبر
تاريخ النشر: 29th, October 2024 GMT
كشفت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن تفاصيل أجندة وفعاليات “قمَّة المعرفة 2024” التي تُنظم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في دورتها التاسعة يومي 18 و19 نوفمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار «مهارات المستقبل واقتصاد الذكاء الاصطناعي».
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الجانبان في فندق الحبتور بالاس في دبي، بحضور سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين مدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب ممثلي الجهات الإعلامية في الدولة
تم خلال المؤتمر استعراض تفاصيل أجندة القمَّة وجلساتها الحوارية، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز الفعاليات والاجتماعات التي يستضيفها الحدث هذا العام.
وفي كلمته خلال المؤتمر قال سعادة جمال بن حويرب إن قمَّة المعرفة نجحت منذ سنوات في تكريس مكانتها الريادية منصة عالمية نوعية لطرح الرؤى والأفكار وأفضل الممارسات لتعزيز مسارات إنتاج ونشر المعرفة من خلال جمع الخبراء والمختصين من مختلف المجالات لتبادل الحلول المبتكرة التي من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة على الصعد كافة واليوم تُترجم القمَّة حرص مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وجهودها الحثيثة لمواكبة خطة دبي لتوظيف الذكاء الاصطناعي وتبني استخداماته في جميع القطاعات لدعم التحول الرقمي لاقتصاد الإمارة والتغيرات التكنولوجية العالمية المتسارعة بما يضمن الاستعداد الأمثل للمستقبل وتلبية احتياجاته ومن هنا جاء شعار هذا العام للقمَّة ليُركز على مسألة في غاية الأهمية للمجتمعات كافة وهي تطوير المهارات البشرية التي تواكب هذه التغيرات، وإبراز الدور المحوري الذي يلعبه اقتصاد الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل القطاعات المختلفة”.
وأضاف سعادته أن قمَّة المعرفة رسخت عاماً بعد عام مكانة دبي مركزا عالميا للمعرفة والابتكار كونها تفتح آفاقاً واسعة للنقاش والتفاعل مع نخبة من المفكرين والمبدعين والرواد العالميين، إلى جانب صناع القرار. وعبر عن أمله في أن تكون نسخة هذا العام فرصة لتوسيع نطاق التعاون الدولي، خاصةً في قطاعات المعرفة والتكنولوجيا وريادة الأعمال، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأن تُسهم في تمكين الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وصياغة الحلول لمواجهة التحديات العالمية.
وكشف سعادته أن قمَّة المعرفة ستشهد انعقاد حدث نوعي مهم للمرة الأولى في المنطقة العربية وهو «مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة» الذي تنظِّمه منظَّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، ويستقطب مئات الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار من حول العالم لتعزيز التعاون الرقمي العالمي.
وأضاف أن أجندة القمَّة ستتضمن إطلاق “مؤشِّر المعرفة العالمي” لعام 2024، الذي رسَّخ مكانته أداة علمية شاملة لتوجيه الاستراتيجيات المستقبلية للدول لتحقيق التنمية المستدامة عبر تطوير إطار متكامل لقياس المستوى المعرفي فيها من خلال مؤشِّرات مدروسة تُعنى بتقييم واقع التعليم والبحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن دورة هذا العام من الحدث ستشمل الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي تحتفي بإنجازات المبدعين والمبتكرين ممن أسهمت ابتكاراتهم في إنتاج ونشر المعرفة الإنسانية، وإلهام أصحاب الفكر الخلاق لتطوير حلول فعالة لازدهار وتقدم المجتمعات.
وأوضح أن قمَّة المعرفة 2024 ستشهد انعقاد الاجتماع الأول لـ “التحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات”، إضافة إلى التعريف بـ “أكاديمية مهارات المستقبل” التي تعد بمثابة نقلة نوعية لمبادرة “مهارات المستقبل للجميع” التي سبق وأن أطلقتها المؤسَّسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن “مشروع المعرفة”، بهدف مساعدة آلاف الأفراد في الدول العربية على اكتساب مهارات متقدمة تعدهم للمستقبل إذ تطمح الأكاديمية لإيصال هذه المهارات إلى مليون شخص في المنطقة العربية، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تؤديه المؤسَّسة في تحفيز الابتكار وتنمية المهارات البشرية تحقيقاً لأهدف التنمية المستدامة.
بدوره، قال الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين مدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في كلمته خلال المؤتمرإن قمَّة المعرفة لهذا العام تؤكد التزامنا بدعم المجتمعات في منطقة الدول العربية للتحول نحو مستقبل رقمي أكثر شمولية واستدامة ويُعد كل من مؤشر المعرفة العالمي وأكاديمية مهارات المستقبل أداتين أساسيتين لدعم الأفراد وتطوير مهاراتهم بما يسهم في بناء اقتصادات أكثر مرونة واستدامة.
وتم خلال المؤتمر استعراض برنامج فعاليات قمَّة المعرفة لهذا العام الذي سيزخر بمجموعة واسعة من الجلسات الحوارية وورش العمل والفعاليات المعرفية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين والشخصيات العالمية في مجالات مهارات المستقبل والتكنولوجيا والاقتصاد والذكاء الاصطناعي والتعليم والبيئة وغيرها من القطاعات الحيوية.
وأكد ابن حويرب في تصريحات لوكالة أنباء الأمارات /وام/ أن الدورة التاسعة من القمة، التي تُعقد تحت شعار “مهارات المستقبل واقتصاد الذكاء الاصطناعي”، تشهد برنامجاً متكاملاً من الجلسات الحوارية وورش العمل التي تركز على الذكاء الاصطناعي والتعليم والبيئة والابتكار، مما يعزز من قدرة الأفراد على مواكبة التطورات المستقبلية.
ونوه سعادته بالشراكة الاستراتيجية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإطلاق “أكاديمية مهارات المستقبل”، التي تهدف إلى تدريب الشباب العربي على المهارات المتقدمة. وأوضح أن المرحلة الأولى من الأكاديمية حققت إنجازاً لافتاً، حيث تم منح 6 آلاف رخصة تدريبية في 9 دول، بنسب إتمام بلغت 140% من المتوقع، ليصل عدد المستفيدين إلى 9 آلاف مشارك.
وأضاف: “نسعى في المرحلة الثانية تستهدف تقديم 10 آلاف رخصة تدريبية إضافية لدعم الشباب العربي في تطوير مهاراتهم المستقبلية”
وأكد ابن حويرب أن قمة المعرفة تستضيف“مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة”، بمشاركة 500 شخصية دولية من قطاعات التعليم والتكنولوجيا، لدعم الوصول المفتوح للمعرفة في الدول النامية.
ومن ضمن فعاليات هذا العام،تتعاون قمة المعرفة مع منصة “كورسيرا” التعليمية العالمية، والتي تضم أكثر من 120 مليون مشترك حيث تأتي هذه الشراكة كجزء من مبادرة “إمارات المستقبل”، التي أُطلقت لأول مرة في المملكة المتحدة ثم توسعت لتشمل الولايات المتحدة. بفضل هذا التعاون، تجاوزت نسبة إتمام البرامج التدريبية 140%، حيث استفاد ما يقارب تسعة آلاف مشترك في تسع دول من برامج متخصصة ومرخصة، ما يحقق إنجازاً استثنائياً مقارنةً بنسب الإتمام المعتادة على المنصة العالمية.
وتنظم منصة التعليم العالمية “كورسيرا” عدة جلسات حوارية خلال القمَّة، تُناقش تشكيل المستقبل، والتحول إلى الذكاء الاصطناعي، وأنظمة التعليم المختلفة كتعليم الكبار والتدريب التقني والمهني وتعلم المهارات، والتوظيف المبني على المهارات، والابتكار في التعليم فوق الثانوي.
وفيما يخص “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة”، أكد بن حويرب أن القمة ستشهد الإعلان عن الفائزين بالجائزة للعام 2024، موضحاً أنها انطلقت بتكريم شخصيات بارزة في مجال المعرفة مثل السير تيم بيرنرز لي ، مخترع شبكة الإنترنت، وجيمي ويلز، مؤسس ويكيبيديا، واستمرت في تكريم رواد المعرفة حول العالم، ليصل التكريم في العام الماضي إلى اثنين من الحائزين على جائزة نوبل.
وقال ابن حويرب إن قمة المعرفة ليست مجرد حدث، بل هي دعوة مفتوحة للجميع لتوحيد الجهود نحو تعزيز المعرفة والابتكار. نتطلع إلى أن تكون هذه الدورة نقطة انطلاق لمزيد من الإنجازات والمبادرات التي تسهم في بناء مستقبل مشرق قائم على المعرفة.”
من جانبه قال هاني تركي: “ تعتبر قمة المعرفة لهذا العام ليست مجرد منصة للتبادل الفكري، بل هي قمة لتطوير المعرفة من خلال تدابير شاملة وورش عمل تفاعلية نحن نقدم للمشاركين الفرص لاكتساب مهارات عملية تساعدهم على مواكبة التغيرات المتسارعة في سوق العمل، خاصة في ظل النمو المتزايد لأهمية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات”.
ونوه تركي إلى أنه يتم إطلاق مؤشر المعرفة العالمي سنوياً خلال قمة المعرفة، وقد شمل العام الماضي 133 دولة لكن هذا العام، وبدعم من فريق مشروع المعرفة، سيشمل المؤشر 141 دولة، ما يوفر للدول مساحة أكبر لتقييم وضعها المعرفي وبناء سياساتها على بيانات دقيقة وموثوقة.وأثبت المؤشر خلال السنوات السابقة دوره المهم في مساعدة الدول على بناء استراتيجياتها المعرفية، بالإضافة إلى تحديد نقاط القوة والتحديات التي تواجهها في سبيل بناء مجتمعات واقتصادات قائمة على المعرفة.
وتسلط جلسات القمَّة الضوء على عدة محاور مهمة تتضمن قدرات الذكاء البشري في ابتكار تقنيات التكنولوجيا المتقدمة، والتحوّلات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي والتعريف الجديد لمهارات المستقبل إلى جانب السياسات التي ترسم ملامح الاقتصاد القائم على الابتكار التكنولوجي، وآليات تعزيز النمو الاقتصادي وتحفيز التغيير الاجتماعي، والابتكارات البيئية في خدمة المستقبل المستدام، إضافة إلى تعزيز سبل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي في استكشاف الفضاء، وغيرها من المحاور والموضوعات المتعلقة بالإطار ذاته.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!