قمة المعرفة.. مهارات المستقبل والذكاء الاصطناعي على طاولة الخبراء
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
دبي: محمد إبراهيم
كشفت مؤسَّسة «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» وبرنامج «الأمم المتحدة الإنمائي» عن تفاصيل أجندة وفعاليات «قمَّة المعرفة 2024»، التي تُنظمها برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تحت شعار «مهارات المستقبل واقتصاد الذكاء الاصطناعي».
وتنعقد أعمال القمة في دورتها التاسعة يومي 18 و19 نوفمبر المقبل في مركز دبي التجاري العالمي، وتستقطب 500 شخصية رفيعة المستوى، من وزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار، ممن يمثلون قطاعات التربية والتعليم والخدمات الرقمية والاتصالات من حول العالم، و1765 متحدثاً في 747 جلسة، ويبلغ عدد الحضور 81 ألف ضيفٍ.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في فندق الحبتور بالاس في دبي، بحضور جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة»، والدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين، ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب ممثلي الجهات الإعلامية في الدولة، إذ تم خلاله الإعلان عن تفاصيل أجندة القمَّة وجلساتها، وأبرز الفعاليات في الحدث.
مكانة ريادية
وأكد جمال بن حويرب خلال المؤتمر أن «قمَّة المعرفة» قد نجحت منذ سنوات في تكريس مكانتها الريادية كمنصة عالمية نوعيّة لطرح الرؤى والأفكار وأفضل الممارسات لتعزيز مسارات إنتاج ونشر المعرفة من خلال جمع الخبراء والمختصين من مختلف المجالات لتبادل الحلول المبتكرة التي من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة على كافة الصُعد.
واليوم تُترجم القمَّة حرص المؤسَّسة وجهودها الحثيثة لمواكبة خطة دبي لتوظيف الذكاء الاصطناعي وتبني استخداماته في كافة القطاعات لدعم التحول الرقمي لاقتصاد الإمارة، ومواكبة التغيرات التكنولوجية العالمية المتسارعة بما يضمن الاستعداد الأمثل للمستقبل وتلبية احتياجاته، ومن هنا جاء شعار هذا العام للقمَّة ليُركز على تطوير المهارات البشرية التي تواكب هذه التغيرات».
ممكنات البشر
وفي رده على سؤال ل«الخليج» حول أهمية الذكاء الاصطناعي ولماذا تركز عليه القمة هذا العام؟، أفاد جمال بن حويرب بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي تفوق ممكنات البشر وقدراتهم، والقمة لا تركز عليه فحسب، بل تُعنى أيضاً بكيفية تطوير الذكاء البشري ليواكب تطورات هذا المارد، فضلاً عن التركيز على مخاطر الذكاء الاصطناعي وكيفية التصدي لها من شتى الجوانب.
وأضاف إن القمة تجمع خبراء وممثلي منظمات دولية، بالإضافة إلى الأساتذة والأكاديميين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي والرقمنة، لكبح ممكناته وقدراته حتى لا يخرج عن السيطرة البشرية، لاسيما أن تقنياته تتطور سريعاً، ومن المرتقب أن ينتقل الذكاء الاصطناعي العادي إلى الذكاء الأكثر تطوراً خلال الفترة الوجيزة المقبلة، حيث سيكون قادراً على إعطاء الأوامر بنفسه وتنفيذها من دون انتظار تكليفات بشرية.
رقم صعب
وقال: إن القمة تركز على كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وممكناته، والإمارات أصبحت الآن رقماً صعباً في مجال الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه، إذ أخذت بزمام السبق واستثمرت استثمارات طائلة في هذا المجال، مشيراً إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي له جوانب إيجابية واقتصادية ومعرفية، وجميعها مواضيع مطروحة للمناقشة، والمستفيد الآن هو المنتج وليس المستخدم.
وأكد بن حويرب أن عصر الشهادات أوشك على الانتهاء، لتبدأ مرحلة جديدة، تشكّل عصر المهارات المتقدمة، ومن لا يدرك هذه المعلومة ويأخذها بشكل جاد، لن يستطيع مواكبة التغييرات وتطورات العقد المقبل، فالقمة منذ انطلاقتها الأولى، وهي تخرِّج، وتعلِّم، وتنبِّه كل الأطراف المعنية، وأصحاب القرار.
تطور جذري
وكشف بن حويرب عن أنه سيتم إضافة الذكاء الاصطناعي ضمن مؤشر المعرفة العالمي 2025، إذ أن المؤشر يشهد تطوراً جذرياً في نسخته المقبلة، نظراً للتطورات المتوالية والمتغيرات التي طالت مسارات ومجالات مختلفة يركز عليها المؤشر.
وقال: إن أجندة القمَّة ستتضمن إطلاق«مؤشِّر المعرفة العالمي لعام 2024»، الذي رسَّخ مكانته كأداة علمية شاملة لتوجيه الاستراتيجيات المستقبلية للدول لتحقيق التنمية المستدامة، عبر تطوير إطار متكامل لقياس المستوى المعرفي فيها من خلال مؤشِّرات مدروسة تُعنى بتقييم واقع التعليم والبحث والتطوير والابتكار والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن المركز المعرفي الرقمي سيصبح مجاناً قريباً، إذ سيكون هناك ما يقرب من مليون محتوى رقمي معرفي متاحاً وبدون أية رسوم، ما يمكّن الدارسين في كل المراحل من الحصول على المعرفة بسهولة ويسر ودون معوقات.
حدث نوعي
وأفاد بأن قمَّة المعرفة ستشهد انعقاد حدث نوعي مهم للمرة الأولى في المنطقة العربية وهو«مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة»، الذي تنظِّمه منظَّمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والذي يستقطب مئات الوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار من حول العالم لتعزيز التعاون الرقمي العالمي، فضلاً عن الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة التي تحتفي بإنجازات المبدعين والمبتكرين.
وأوضح أن قمَّة المعرفة 2024 ستشهد انعقاد الاجتماع الأول ل«التحالف العالمي لتنمية وتطوير المهارات»، إضافة إلى التعريف ب«أكاديمية مهارات المستقبل».
أداتان أساسيتان
من جانبه قال الدكتور هاني تركي، رئيس المستشارين التقنيين ومدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: التزامنا بدعم المجتمعات في منطقة الدول العربية للتحول نحو مستقبل رقمي أكثر شمولية واستدامة، ويُعد كل من مؤشر المعرفة العالمي وأكاديمية مهارات المستقبل أداتين أساسيتين لدعم الأفراد وتطوير مهاراتهم بما يسهم في بناء اقتصادات أكثر مرونة واستدامة.
وفي رده على سؤال ل«الخليج» حول مخرجات أكاديمية مهارات المستقبل في مرحلتها الأولى، أفاد الدكتور هاني تركي بأن الأكاديمية دربت 9000 عربي منذ انطلاقتها الأولى، وتستهدف استخراج مليون رخصة لمختلف الطلاب في الوطن العربي لتمكينهم من المعارف والعلوم.
وأفاد بأن الأكاديمية تركز على أن تغطي كل الدول العربية خلال المرحلة المقبلة، بدلاً من تسع دول فقط، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام الدول التي ترغب في الاستفادة من تجربة الإمارات المعرفية.
الإنتاج العلمي العالمي
أكد جمال بن حويرب أن 48% من الإنتاج العلمي العالمي، أصبح متاحاً مجاناً، وهذا يُعد إنجازاً كبيراً يجسّد الجهود التي تخدم العلم، متابعاً أن «قمة المعرفة» ستحتفل بإنجازات المبدعين والمبتكرين ممن أسهمت ابتكاراتهم في إنتاج ونشر معرفة الإنسانية، وإلهام أصحاب الفكر الخلاق لتطوير حلول فعالة لازدهار وتقدم المجتمعات.
تكلفة الترجمة
أفاد جمال بن حويرب، بأن «كورسير» شريكة المؤسسة، كانت تترجم الكورس ب10000 دولار، ولكن تكلفة ترجمة الذكاء الاصطناعي، جعلت تكلفة الترجمة أقل بكثير تصل إلى 6 دولارات، فضلاً عن توفير الوقت والجهد، وهذا يؤكد مدى قدرة وقوة تقنياته في مختلف المجالات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة الإمارات الأمم المتحدة الإنمائی محمد بن راشد آل مکتوم الذکاء الاصطناعی مهارات المستقبل جمال بن حویرب ة المعرفة التی ت
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!
مع بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، ظهرت مخاوف أن يؤثر على جودة البحث الأكاديمي؛ بأن يستغله الطلاب والباحثون لسهولة الوصول للمعلومة، دون تدقيق أو تمحيص، وأن تفقد الدراسات الأكاديمية رصانتها ومرجعيتها. كان هذا أكبر المخاوف، تبعه الخوف من ظهور مؤلفات وروايات، وحتى مقالات يحل فيها (شات جي بي تي) محل المؤلف، أو الروائي أو الكاتب!.
ولكن مع التسارع المذهل لتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه المخاوف صغيرة، أو بسيطة؛ مقارنة بما وصل إليه من قدرة مذهلة على تغيير صور الأشخاص، وإنتاج مقاطع مصورة متحركة وصلت إلى تجسيد شخصيات سياسية لا تكاد تفرقها عن الحقيقة؛ مثل قادة دول وزعماء يرقصون مع بعضهم بشكل مقزز، أو يؤدون حركات مستهجنة؛ مثل ركوع قادة دول أمام قادة آخرين، كما حدث مع الرئيس الأوكراني- على سبيل المثال- أو تمثيل نجوم الفن والرياضة في مقاطع مصطنعة، كما حدث في العيد الماضي قبل أيام من تصوير كريستيانو رونالدو وأم كلثوم وآخرين، وهم يخبزون كعك العيد، الأمر الذي قد يصل إلى استغلال ضعاف النفوس لهذه التقنيات في تصوير أشخاص في أوضاع مخلة وإباحية؛ بغرض الابتزاز، أو في أوضاع جرمية؛ بغرض الانتقام أو إلحاق الضرر بآخرين، وهذا أمر وارد جدًا في الفضاء الإلكتروني المفتوح، الذي يستخدمه الصالح والطالح والمجرم والسوي والعارف والجاهل، وهو ما يعد جريمة إلكترونية واضحة المعالم؛ تجرمها الأنظمة والأخلاق الإنسانية والتعاليم الدينية والأعراف والتقاليد، ما يوجب ضرورة التوعية بها، وإيضاح الأنظمة والعقوبات التي تحرمها وتجرمها، ولا بد أن يعي كل من يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن من ينتج مثل هذه المقاطع والصور فقط، أو يخزنها فقط، وليس أن ينشرها فقط، سيقع تحت طائلة القانون والنظام، وأن نظام مكافحة جرائم المعلوماتية يؤكد على أنه يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين كلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية: “إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي”.
الأمر خطير وليس مزحة.
Dr.m@u-steps.com