من أمريكا إلى المشنقة.. قصة شارمهد الذي أعدمته إيران رغما عن أوروبا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق المواطن الإيراني الألماني، جمشيد شارمهد، بعد إدانته بارتكاب ما وصفته بـ"هجمات إرهابية" داخل البلاد، وذلك في خطوة أثارت ردود أفعال دولية واسعة.
وفقا لوكالة تسنيم للأنباء، أعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية أنه بعد المرور بالعملية القانونية والتأكيد النهائي لقرار المحكمة من قبل المحكمة العليا، تم تنفيذ الحكم على جمشيد شارمهد، الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية، بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب، صباح الاثنين.
وأضافت أن الحكم جاء بعد عام من صدور قرار إعدامه في 2023 بتهمة "إشاعة الفساد في الأرض"، حيث تتهمه السلطات الإيرانية بالضلوع في أنشطة إرهابية واستهداف الأمن القومي.
يعد شارمهد، الذي يحمل أيضًا إقامة دائمة في الولايات المتحدة، حيث كان يعيش في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ويحمل إقامة أمريكية، زعيمًا لجماعة "تندر" المعارضة، التي تسعى لاستعادة النظام الملكي الإيراني الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979.
وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية قد أعلنت في عام 2020 أنها نجحت في اعتقاله "بعملية معقدة"، ووجهت إليه اتهامات بقيادة الهجمات المسلحة ضد الدولة، ومنها تفجير دامٍ وقع في مدينة شيراز عام 2008، أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين.
وقد ذكرت الوزارة آنذاك أن اعتقاله تم خارج الأراضي الإيرانية دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول موقعه الفعلي أو العملية نفسها، مما أثار استنكارًا من قبل جهات حقوقية عديدة.
وتعتبر جماعة "تندر"، ومقرها لوس أنجلوس، إحدى أبرز الجماعات المعارضة للنظام الإيراني، حيث تروج عبر منصاتها الإعلامية، التي تتضمن محطات إذاعية وتلفزيونية، لاستعادة الملكية، وتتهم السلطات الإيرانية الجماعة بتنفيذ عمليات عنف وتخريب داخل إيران، بينما تصف الجماعة نفسها بأنها تسعى لتحقيق التحول السياسي بطرق سلمية رغم ارتباطها بمبادئ وقيم النظام السابق.
ولقى إعدام شارمهد استنكارًا دوليًا، خاصة من جانب ألمانيا التي طالبت إيران بتعليق تنفيذ الحكم خلال مراحل المحاكمة، مشيرة إلى القلق بشأن مصداقية النظام القضائي، وبدورها، نددت منظمات حقوق الإنسان بعملية الاعتقال والإعدام، معتبرة أن ظروف الاعتقال تثير مخاوف بشأن حقوق المعتقلين في الحصول على محاكمات عادلة، لا سيما لأولئك الذين يحملون جنسيات مزدوجة أو ينشطون في المعارضة بالخارج.
وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال في بيان ان الاتحاد الأوروبي يريد أن تمتنع طهران عن تنفيذ الإعدام الصادر بحق شارمهد وإلغاء هذا الحكم.
وفي نسيان / إبريل انتقد مساعد رئيس السلطة القضائية أمين لجنة حقوق الانسان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية" كاظم غريب آبادي" موقف الأوروبي الذي وصفه بالـ"التدخلي" من صدور حكم الإعدام الصادر بحق زعيم زمرة "تندر" جمشيد شارمهد" .
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية ارنا كتب غريب أبادي في تغریدة على صفحته في منصة إكس: قاموا بدعم إرهابي في أوروبا وأمريكا والآن بعد أن سقط في قبضة العدالة، ما زالوا يدافعون عنه بدلاً من إدانة أعماله الإرهابية، ولايهتمون بحقوق ضحاياه، هذه هي الوجه الاخر لأوروبا التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الإيرانية الإعدام شارمهد لوس أنجلوس تندر إيران إعدام لوس أنجلوس تندر شارمهد المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
خياران لا ثالث لهما.. أمريكا بين الضربة العسكرية والحلول السياسية مع إيران
بغداد اليوم - بغداد
كشف العضو السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية، عباس صروط، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، عن ثلاثة أسباب رئيسة تمنع الولايات المتحدة من شن ضربة واسعة ضد إيران، رغم تصاعد التوترات في المنطقة.
وقال صروط، لـ"بغداد اليوم"، إن "المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط استراتيجية ومتعددة الأبعاد، وتلعب دورًا حاسمًا في قرارات البيت الأبيض لا سيما أن هذه المنطقة تمد العالم بنحو نصف احتياجاته من الطاقة، ما يجعل أي توتر غير محسوب مصدر قلق كبير لواشنطن، لما قد يترتب عليه من ارتدادات خطيرة على الاقتصاد العالمي".
وأضاف، أن "إيران تمتلك قدرات تمكنها من استهداف مواقع استراتيجية أمريكية في المنطقة ما يجعل أي ضربة شاملة محفوفة بالمخاطر خاصة أن طهران لديها العديد من الأدوات والوسائل القتالية التي قد تفاجئ واشنطن".
وأشار إلى، أن "البيت الأبيض يخشى من أن تدفع أي ضربة شاملة إيران إلى التفكير جديًا في امتلاك السلاح النووي كخيار دفاعي، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا يثير قلق صناع القرار الأمريكيين".
وأكد صروط، أن "أي مواجهة عسكرية واسعة في الشرق الأوسط لن تقتصر على حدود جغرافية معينة، بل ستكون لها ارتدادات إقليمية وعالمية خطيرة، وهو ما يدفع الولايات المتحدة إلى تجنب هذا السيناريو، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الضغوط الاقتصادية والمناورات السياسية بهدف الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها دون الانجرار إلى حرب مفتوحة".
وفي ذات السياق كشف مصدر مطلع، الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.
وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".
وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".
وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".
ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".