بوابة الوفد:
2024-11-01@01:30:50 GMT

مدى صحة مقولة دعوة أربعين غريبًا مستجابة

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد، إن دعاء الشخص لغيره بظهر الغيب مستحب، بل ومستجاب إن شاء الله تعالى، إلا أنه لم يرد في الشرع ما يفيد تقييد الداعين بعددٍ معين، ولا بكونهم غرباء.

مدى صحة ما يقال من أن دعوة أربعين غريبًا مجابة

وأوضحت الإفتاء أن مقولة دعوة أربعين غريبًا مجابة، ليست حديثًا نبويًّا، وإنما هو ممَّا شاع على ألسنة الناس واشتُهر، ولم نقف عليه في كتب السنة بهذا اللفظ، إلا أنَّ معناه ثابتٌ في حديث سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً؛ دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".

قال الإمام المظهري في "المفاتيح شرح المصابيح" (3/ 130، ط. دار النوادر): [قوله: "إنَّ أسرعَ الدعاءِ إجابةً دعوةُ غائبٍ لغائبٍ"؛ يعني: إذا دعا أحدٌ لغائب يُستجابُ دعاؤه له؛ لأنه بعيدٌ عن الرياء والطمع، بل لا يدعو غائبٌ لغائب إلا خالصًا لله، وما كان خالصًا لله يكون مقبولًا] اهـ.

وأضافت الإفتاء: الدعاء للغير مشروع، وهو أشد تأكيدًا وأرجى في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة المدعو له؛ لأنه أبلغ في الإخلاص؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (17/ 49، ط. دار إحياء التراث العربي) : [وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثله] اهـ.

ويضاف إلى ذلك ما جاء في "شرح سنن أبي داود" للإمام بدر الدين العيني (5/ 446، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «بظهر الغيب» أي: في سرّه وبغير حضوره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس؛ لأنه دليل على إخلاص الدعاء له كمثل ما يجعله الإنسان وراء ظهره، ويسْتره عن أعين الناس] اهـ.

وأكدت الإفتاء أنه لم يرد في الشرع ما يدل على تقييد العدد بأربعين أو غيره كقيد لاستجابة الدعاء، وإنما مطلق الدعاء بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله كما بينَّا سابقًا.

بيان فضل الدعاء
وعن فضل الدعاء أوضحت الإفتاء أنه عبادة مستحبة؛ لِما فيها من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى، وقد حثَّنا الله تعالى عليها فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ٱ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ الأعراف: 55.

وقد ورد في السنة النبوية المطهرة بيان فضل الدعاء؛ فعن سيدنا النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60] أخرجه الأربعة في "سننهم".

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية الإفتاء دعوة أربعين غريب ا مستجابة بظهر الغیب فضل الدعاء

إقرأ أيضاً:

لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله

دعاء اليوم..اللهم إنك حليم ذو أناة و لا طاقة لنا بعذابك فاعف عنا بحلمك يا الله . اللهم هب لنا قلباً تقياً نقياً من الشرك برياً لا كافراً ولا شقياً .

دعاء اليوم.. واللهم أحينا حياة السعداء وأمتنا ممات الشهداء، واحشرنا في زمرة الأنبياء والأصفياء. إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آلة وأصحابه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. حسبنا الله ونعم الوكيل، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث.

مقالات مشابهة

  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • حكم قضاء سنة الفجر بعد طلوع الشمس لمن فاتته
  • حكم قول "صدق الله العظيم" في نهاية قراءة القرآن الكريم
  • حكم الدعاء بعد الإقامة للصلاة.. الإفتاء تجيب
  • حكم المداومة على صلاة الضحى.. الإفتاء توضح
  • هل يجب الالتزام بشكل الملابس في عهد النبي؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • حكم مسح الوجه باليدين عقب الدعاء في الصلاة
  • كيفية ختم الصلوات بالأذكار.. الإفتاء تجيب
  • حكم إهداء ثواب الأعمال الصالحة للأحياء والأموات.. الإفتاء توضح
  • حكم أداء صلاة الضحى في المسجد.. دار الإفتاء تجيب