جريدة الوطن:
2024-11-01@05:33:39 GMT

فرص وتحديات اقتصادات «بريكس»

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

فرص وتحديات اقتصادات «بريكس»

اتجاهات مستقبلية
فرص وتحديات اقتصادات «بريكس»

 

 

طموحات وتطلعات مجموعة “بريكس” تتزايد مع انعقاد قمتها الأولى في قازان عاصمة جمهورية تترستان الروسية، بعد التوسع إلى 9 دول، وانضمام كل من دولة الإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا، وفي الوقت نفسه ماتزال دول عدة حول العالم تنتظر الموافقة على عضويتها في التحالف الاقتصادي الأكبر في العالم جغرافيًا وديمغرافيًا.


وضع تكتل “بريكس+” في قمته الـ16، أمام أعين العالم فكرة التحرر من القطبية الاقتصادية والسياسية، وركز على الجنوب العالمي، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، خاصة مع الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط، ولذا دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة، والحفاظ على سيادة لبنان، وحذر من اتساع الصراع في الشرق الأوسط.
وتطمح “بريكس” إلى الاستفادة من مقدراتها الهائلة التي تشكل نحو 45% من سكان العالم، وأكثر من 28% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ولم لا؟ والمجموعة صارت قوة اقتصادية متنامية ومحركة للنمو العالمي والتجارة والاستثمار، إذ تمثل دول المجموعة 20% من التجارة العالمية؛ ولذا طرحت قمة روسيا على الطاولة التحرر من النظام الاقتصادي الدولي الحالي، وذلك بالشروع في تأسيس نظام للمدفوعات الدولية تحت اسم “جسر بريكس”، يعتمد على شبكة البنوك لدول المجموعة، استنادًا إلى تقنيات بلوكتشين والعملات الرقمية، ليكون بديلًا للنظام الحالي المسيطر عليه غربيًا، بُغْيَة إنشاء منصة “بريكس كلير” لتسوية التجارة في الأوراق المالية، مع دراسة إمكانية تأسيس بورصة لتجارة المعادن الثمينة، وبورصة تجارية للحبوب في مجموعة “بريكس”، إذ إن دول المجموعة تستحوذ على النسبة الوازنة من إنتاج الحبوب عالميًا.
ومع تعرض النظام العالمي إلى هزات على المستوى الاقتصادي والسياسي في السنوات الأخيرة، تحملت دول الجنوب العالمي الجانب الأكبر من الأضرار، ويعمل “بريكس” على إحداث التوازن الدولي بالعدالة والإنصاف. وما يميز اقتصادات “بريكس” هو التكامل، حيث تتنوع الاقتصادات بين الطاقة والزراعة والصناعة والتعدين والتكنولوجيا والكفاءات البشرية والإمكانات العسكرية، ويحاول بريكس استغلال هذه الإمكانيات في تقليل الاعتماد على الدولار، واستخدام العملات الوطنية بشكل أكبر في التجارة الثنائية، والخروج من دوائر اقتصادية تتحكم في مقدرات الدول بفرض عقوبات إذا ما اختلفت المواقف في الشؤون الدولية، ونموذج الصين وروسيا أوضح دليل على إمكانية تبادل ما يقرب من 95% من التجارة بالروبل واليوان.
وبتفعيل بنك التنمية “إن بي دي”، وصندوق احتياطات الطوارئ “سي آر إيه”، لتوفير مساعدات وقروض للدول النامية حول العالم، سيعطي المجموعة قدرة على المنافسة مع المؤسسات المالية الغربية، خاصة بعد أن قام التكتل بتجديد دمائه عبر انضمام دول جديدة، وتعاظم الآمال في تحقيق نمو اقتصادي قائم على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتسهيل الاندماج الاقتصادي، وإنشاء سوق مشتركة للتجارة الحرة وعملة موحدة مستقبلًا، وتحقيق السلام والاستقرار السياسي والاقتصادي حول العالم.
وتمتلك “بريكس” عوامل قوة متعددة، غير أنها تواجه تحديات تتعلق بالقدرة على منافسة المنظومة الغربية النافذة منذ عقود، في ظل اختلاف شكل الأنظمة السياسية بين دول المجموعة، وعدم الاتفاق على تصورات تتعلق بالاقتصاد والتجارة والتمويل، والتنافس بين دول المجموعة، والخلافات السياسية والحدودية، وتعارض المصالح بين دول التكتل. كما أن الاتفاق بالإجماع بين دول المجموعة ليس سهلًا، والتخوف وارد من هيمنة الاقتصادات الكبرى في بريكس على دول التكتل، مع التباين في القوة الاقتصادية والتنموية.
إن إطلاق مبادرة تاريخية لإعادة تشكيل هيكل المدفوعات العالمية يُعَدُّ خطوة ثورية تحتاج إلى الكثير من العمل لإنجاحها، وربما يستغرق الأمر وقتًا كبيرًا سواء على المستوى التنسيقي والفني، في حين أن نحو 58% من عملات الاحتياطي الأجنبي في البنوك المركزية حول العالم مقومة بالدولار، مع الاتجاه إلى زيادة الاحتياطيات من الذهب.
كل الشواهد تتجه إلى اتساع الساحة الدولية لقوى متعددة، واستضافة روسيا للقمة الـ16 للبريكس هو دليل على أن العالم ذاهب إلى مجتمع دولي متعدد الأقطاب لا محالة. ومن المنتظر بالطبع أن توسيع العضوية في التكتل يتيح زيادة التجارة البينية، وحرية نقل التكنولوجيا والمعرفة بين دول المجموعة. كما أن توفير آليات للتمويل لا تضغط على الدول من شأنه أن يُسهم في تقليل دور أي منظمات مالية دولية منافسة. ومن البديهي أيضًا أن زيادة التوجه بين دول المجموعة إلى التبادل التجاري بالعملات المحلية سوف يزيد من الطلب على العملات المحلية، ويُسهم في خفض الطلب على الدولار الأمريكي، ما يساعد في كبح جماح التضخم، وأن تؤدي الاستثمارات المتبادلة بين دول بريكس إلى زيادة قوة دول مجموعة البريكس.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: بین دول المجموعة حول العالم

إقرأ أيضاً:

الدرعي يهنئ «عائلة الجودو» بـ«اليوم العالمي»

أبوظبي (الاتحاد)
هنأ محمد بن ثعلوب الدرعي، رئيس اتحاد الجودو، سفير الاتحاد الدولي للجودو للصداقة والسلام والإنسانية، ماريوس فايزر، رئيس الاتحاد الدولي للجودو ورؤساء اتحادات الجودو، وعائلة اللعبة في العالم، بمناسبة اليوم العالمي للجودو، الذي يصادف يوم 28 أكتوبر من كل عام، معرباً عن سعادته بالمشاركة «عبر تقنية الفيديو» في هذه المناسبة، التي ضمت أكثر من 100 رئيس للاتحادات الوطنية الأعضاء من مختلف قارات العالم،
وأشار الدرعي إلى أن عائلة الجودو بشعارها الذي يحمل «قيم رياضة الجودو النبيلة» واحترام مؤسسها، جعلت من يوم 28 أكتوبر من كل عام يوماً أسرياً رائعاً في جميع أنحاء العالم، متمنياً أن يسلط اليوم العالمي للجودو في هذه المناسبة المتجددة الضوء على موضوع «الرفاهية» الاجتماعية والجسدية والعقلية والعاطفية في جميع جوانب حياتنا اليومية، انطلاقاً من «بساط» المنافسة الرياضي التنافسي وخارجه بهدف التغلب على تحديات الحياة اليومية.
وقال: يجد العديد من ممارسي الجودو توازنهم وتناغمهم، من خلال تدريباتهم اليومية، بغض النظر عن كيفية تطورات الحياة اليومية، سواء كان مليئاً بالانتصارات أو التحديات المحفزة للأبطال، لذلك فإن الدخول لبساط اللعب يوفر شعوراً بالتجديد ورغبة الاستمرار، وحينما تغادره دائماً تشعر بمزيد من الحماس، مما كنت عليه عندما وصلت، لذلك يصبح بساط اللعب منزلاً إضافياً، ومساحة للحوار، ويشعر نادي الجودو أو الفريق، وكأنه عائلة إضافية، سواء كنت لاعباً أو مدرباً أو حكماً أو والداً أو جداً للاعب، أو مسؤولاً في هذا المجال ضمن عائلة الجودو، فإن الجميع يجدون مكانهم، ويشعرون بأنهم ينتمون إليه.
واختتم الدرعي: يوم الجودو العالمي، يدعو مجتمع الجودو إلى التفكير في كيفية استمرار ممارستهم في كونها قوة للنمو الشخصي والصحة العقلية والتواصل والمساهمة الاجتماعية، في تجسيد مثالي وأسلوب حياة، انطلاقاً من هذا اليوم العالمي السعيد لمزيد من الرفاهية، والذي يصادف عيد ميلاد مؤسس الجودو، الياباني «جيجورو كانو».

أخبار ذات صلة منتخب الجودو يستعد لـ«باريس جراند سلام» في جورجيا وروسيا الفجيرة للفنون القتالية يحرز كأس اتحاد الجودو للأشبال

مقالات مشابهة

  • هل تفلح مجموعة “بريكس” في التأسيس لنظام عالمي متعدد الأقطاب
  • محافظ مطروح: مناقشة قضايا التحضر وتحديات المناخ في اليوم العالمي للمدن
  • هل تفلح مجموعة “بريكس” في التأسيس لنظام عالمي متعدد الاقطاب
  • بريكس.. ومستقبل دول الجنوب
  • سحب قرعة بطولة كأس العالم لسداسيات كرة القدم
  • «أونكتاد» تتوقع ثبات معدل النمو في الاقتصاد العالمي عند 2.7%
  • خبير آثار: اليمن يخسر مجموعة نادرة من الحلي الذهبية الأثرية
  • مخاوف من سياسات ترامب المالية تسيطر على قادة الاقتصاد العالمي
  • الدرعي يهنئ «عائلة الجودو» بـ«اليوم العالمي»
  • “معلومات الوزراء”: تحسن الاقتصاد العالمي مع انخفاض مستويات التضخم وتعزيز نمو التجارة