أخوة النهر والأميش.. مسيحيون أميركيون يعيشون وفق تقاليد الإسلام ويبتعدون عن التكنولوجيا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
ووفقا للبرنامج، يفضل أعضاء هذه الجماعات الحياة البسيطة البعيدة عن الحداثة وتفاصيلها الكثيرة مثل التلفاز والسيارة والإنترنت وغيرها من الأمور التي يرون أنها تعكر عليهم صفو حياتهم.
يقول "العم جاك"، وهو من "أخوة النهر"، إن الفوارق بين جماعته و"الأميش" ليس كبيرة، وإنها طفيفة جدا بالنظر إلى أن الأفكار الأساسية لكلتا الجماعتين واحدة تقريبا.
ففي منزل العم جاك (80 عاما) توجد كثير من التحف التي تعكس شغفه بالقديم، وهو يقول إن الفوارق بين الجماعات تتمثل في طريقة اللباس والأدوات التي يستخدمونها في مزارعهم على سبيل المثال. وتقول الجماعة إن الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن ينتمي لها.
ففي جماعة "أخوة النهر" تضع النساء قبعات بيضاء وثقيلة الوزن تختلف عن تلك التي تضعها نساء "الأميش"، وهم أيضا يرتدون ملابس ذات ألوان بسيطة، على عكس نساء الأميش اللائي يلبسن ألوانا فاقعة ولافتة للانتباه، كما يقول العم جاك.
ويحرص كل رجال أخوة النهر على جز الشارب حتى لا يكونوا أشبه بالجنود، وهم يتركون اللحية لأنهم يرونها تكريما للرجل، ومن ثم "فلا داعي لإزالته والتشبه بالنساء"، حسب تعبير العم جاك الذي قال إن رجال الجماعة لا يحبون الذهاب للحرب، ولا يرفعون السلاح في وجه أحد ولا يقاضون أحدا.
حياة مغلقة إلى حد كبير
تعيش هذه الجماعة حياة شبه منغلقة على نفسها، وطقوسها وتفاصيلها المغرقة في البساطة، ولا تتعامل مع العالم الخارجي إلا في نطاق محدود لكنها ملتزمة بما يلزمها به القانون مثل دفع الضرائب.
ومن بين الأمور التي تختلف فيها هذه الجماعات (أخوة النهر، الأميش) -كما يقول جاك- التقاط الصور مثلا والتي يجيزها بعضهم، ويحرمها بعضهم الآخر. لكنهم جميعا يتفقون على رفض الذهاب للسينما وحفلات الخمر والصخب وما شابهها.
وبشكل عام، تقتضي نواميس هذه الجماعات تجنب شرب الكحول ووضع غطاء على رأس المرأة، لأن الأصل في الحياة من وجهة نظرهم هو "أن ترضي الرب، أي أن تكون متواضعا وصادقا وتساعد جيرانك".
وتحرص هذه الجماعات على اقتناء الخيل كواحد من أهم عوامل إبقاء الأسرة متماسكة كما يقولون. ومن ثم فإنهم ما زالوا يعتمدون على العربات التي تجرها الخيل بدلا من السيارات الحديثة.
لقد عاش العم جاك 80 عاما في هذه الحياة، وقد استطاع تكوين ثروة لا بأس بها فاشترى مزرعة يمتد عمرها لـ300 سنة، وأورثها لأبنائه، وأورثهم معها عاداته وتقاليده وفهمه للحياة.
لكن هناك فوارق بين الأجيال على كل حال، فعلى سبيل المثال يقول كيليب (ابن شقيق جاك) أن الاعتماد على التكنولوجيا مطلوب في حدود معينة لأنهم يعتمدون عليها في بيع الخيول مثلا.
مشكلة التكنولوجياووفقا لكيليب، فإن واحدة من بين المشكلات التي يواجهها شباب هذه الجماعات حاليا هي كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة مثل الحواسيب والهواتف الخلوية وبين تقاليدهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
وبصراحة شديدة، يعترف الشاب بأن قليلين من الأجيال الجديدة بالطائفة يتمسكون بالقديم في ظل التطور الكبير الذي فرضته التكنولوجيا على الحياة بصفة عامة.
ورغم أنهم يعرفون حقيقة أنهم لن يتمكنوا من مواجهة التطور، فإن غالبية هؤلاء الشباب ما زالوا متمسكين بالبقاء في موطن الآباء والأجداد، كما يقول كيليب الذي يعتقد أن "القيم" هي أحد أفضل الأمور التي حافظ عليها "أخوة النهر" و"الأميش" لأنها أبقت العائلة متماسكة في وجه الزمن.
لقد حافظت هذه المجتمعات على الصدق والأمانة، ومن ثم فإن الجريمة تكاد معدومة بينهم في يومنا هذا، وما زال الناس يمتلكون من النزاهة ما يجعلهم يفعلون ما يقولون إنهم سيفعلونه، وفقا لكيليب.
ومن أهم الأمور التي تميز هذه الجماعات هو أنها تعتمد على نفسها في كل شيء تقريبا، لأنها تنتج ما تأكله وتستخدم ما تصنعه، ولا تحتاج للخارج إلا في أضيق الحدود، ومن هنا ظهرت مقولة "لو اختفت التكنولوجيا فسوف نذهب للآميش وأخوة النهر حتى ينقذونا".
28/10/2024المزيد من نفس البرنامجالأكاديمي اللبناني سعود المولى: ما يحدث حاليا هو نتاج الانقلاب على الثورات العربيةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذه الجماعات الأمور التی کما یقول
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر «تاريخ بلاد ما وراء النهر وحضارتها في زمن المغول» لـ إبراهيم عبد المقصود
أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب بعنوان «تاريخ بلاد ما وراء النهر وحضارتها في زمن المغول» للدكتور إبراهيم عبد المقصود الشرقاوي، ضمن إصدارات سلسة تاريخ المصريين.
يتناول الكتاب تاريخ بلاد ما وراء النهر خلال حقبة من أشد الفترات اضطرابًا، وهي فترة الغزو المغولي، وما تبعه من حكم الدولة الجغتائية المغولية، ويبرز الكتاب أهمية هذه المنطقة التي كانت صلة وصل بين الشعوب التركية، والفارسية، والعربية، وأسهمت في بناء الحضارة الإسلامية عبر شخصيات بارزة مثل الإمام البخاري، والترمذي، وابن سينا.
وينقسم العمل إلى بابين رئيسيين، يسبقهما تمهيد جغرافي مفصل تناول الموقع الجغرافي والمناخ والتضاريس، وهو ما أضفى على الدراسة عمقًا في فهم العوامل الطبيعية المؤثرة في تاريخ المنطقة، الباب الأول يتناول التاريخ السياسي لبلاد ما وراء النهر، ويشتمل على فصلين؛ الأول يتحدث عن سيطرة المغول (الخانات العظام) على المنطقة، وتحليل أسباب سقوطها السريع، ورد فعل السكان تجاه الاحتلال، أما الفصل الثاني فيتناول حكم الأسرة الجغتائية، منذ براق خان وحتى انهيار الدولة.
ويتناول الباب الثاني، الحياة الحضارية، من خلال أربعة فصول تناولت الحياة الإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية، مستعرضًا النظم الإدارية، والضرائب، والمؤسسات، وأوضاع المرأة، والتعددية الدينية، والحالة الفكرية والعمرانية في ظل الحكم المغولي.
وقد واجه الباحث تحديات كبيرة في إعداد هذا العمل، كان أبرزها ندرة المصادر العربية الأصيلة حول تاريخ الجغتائيين، واعتماده على مصادر فارسية وصينية وأوروبية، تطلّب ترجمتها وتحليلها جهدًا مضاعفًا. كما أشار إلى قلة المادة العلمية المتعلقة بالحياة الحضارية، ما اضطره أحيانًا إلى الاعتماد على مواد من فترات قريبة من الفترة المدروسة لاستكمال الصورة البحثية.
ويُعد هذا الكتاب استجابة مباشرة لما أشار إليه المستشرق الروسي الشهير فاسيلي بارتولد في ختام كتابه تركستان من الفتح العربي إلى الغزو المغولي، حين دعا إلى دراسة متخصصة تكشف تاريخ الدولة الجغتائية وما بعدها، لما تحمله هذه الحقبة من غموض وتحديات تفسيرية.
الكتاب يعتبر إضافة مهمة إلى المكتبة التاريخية العربية، لاسيما في ظل غياب مؤلفات متخصصة في تاريخ الدولة الجغتائية، ويأمل المؤلف أن يسهم هذا العمل في سد فجوة معرفية وأن يكون مرجعًا للباحثين في تاريخ آسيا الوسطى والحضارة الإسلامية.