تتحدث ميليسا كونو التي تعمل على تدريب العاملين في مراكز الاقتراع لانتخابات الرئاسة الأمريكية، عن الصعوبات التي تواجههم أثناء عملية التصويت، حيث يضطر هؤلاء إلى التعامل مع التهديدات بمختلف أشكالها.

وتشرح كونو المسؤولة من مركز بيرنسايد في ولاية ويسكونسن بحسب تقرير لمجلة "نيوزويك"، أن نهجها في التدريب، المستخدم للتركيز على ضمان فهم العمال لقواعد الانتخابات، مثل متطلبات بطاقة الهوية التي تحمل صورة وأهلية الناخبين، تبدل في السنوات الأخيرة، حيث بات التركيز الآن على مساعدة العاملين في الانتخابات الأمريكية للتعامل مع التهديدات، بما في ذلك تحديد ما قد يشكل تهديداً حقيقياً وكيفية تهدئة المواقف.


خوف وقلق تقول كونو: "إنهم قلقون للغاية بشأن تلقي التهديدات في مواقع الاقتراع... أعتقد أن بعض الناس خائفون"، مشيرة إلى أنها بدأت في تزويد العمال بمعلومات حول كيفية التعامل مع حالات الطوارئ في مكان الاقتراع، مثل الطقس القاسي أو الحرائق، منذ حوالي خمس سنوات.
وتضيف: "لدينا قسم للتدريب على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ العامة، وهناك قسم آخر للتعامل مع التهديدات"، ومعظم الأسئلة التي تطرحها خلال الدورات التدريبية تتعلق بالتعامل مع النزاع والرد على الناخبين الذين يشككون بصحة العملية برمتها.
وقالت كونو، إنها "قلقة للغاية" على سلامة العاملين في الانتخابات والكتبة، مضيفة "أشعر بمسؤولية كبيرة عن الحفاظ على سلامة العمال وتدريبهم بشكل صحيح على ما يمكن توقعه وكيفية التعامل معه... ولكن بعد ذلك هناك أشياء لا أستطيع حتى توقعها".
كونو تعرف بعض الأشخاص الذين اختاروا عدم العمل كعاملين في الانتخابات بسبب مخاطر السلامة. وقالت: "بعض الأشخاص الطيبين حقاً، تم تثبيطهم عن المشاركة في العملية". 

How safe are US voting locations? Election workers face threats https://t.co/lBKxumLsPr

— Newsweek (@Newsweek) October 28, 2024 تزايد التهديدات وأصبح عمل إدارة الانتخابات خطيراً بشكل متزايد منذ انتخابات 2020، حيث تزايدت التهديدات ضد المكاتب الانتخابية والعمال منذ ذلك الحين، خاصة من أولئك الذين يتصرفون بناء على اتهامات الرئيس السابق دونالد ترامب التي لا أساس لها من الصحة بتزوير الناخبين على نطاق واسع مما كلفه إعادة انتخابه.
وتعرض ما يقرب من أربعة من كل 10 (38%) من مسؤولي الانتخابات المحليين لتهديدات أو مضايقات أو إساءة بسبب قيامهم بوظائفهم، وفقاً لمسح أجراه في وقت سابق من هذا العام "مركز برينان للعدالة"، وهو منظمة غير ربحية يسارية.
ووجد الاستطلاع أن 54% كانوا قلقين بشأن سلامة زملائهم وموظفيهم، و28% كانوا قلقين بشأن تعرض أسرهم أو أحبائهم للتهديد أو المضايقة.

ومن بين الحوادث الأخيرة التي تثير المخاوف، تقارير تفيد بأن مسؤولي الانتخابات استقبلوا رسائل مليئة بمسحوق أبيض في أكثر من 15 ولاية. وفي كانساس، طلب من العمال ارتداء أقنعة وقفازات عند التعامل مع البريد الوارد بعد تسليم بطاقة بريدية مشبوهة إلى مكتب الاقتراع. تعزيز الأمن ونتيجة لذلك، يستعد المسؤولون في جميع أنحاء البلاد ليوم الانتخابات من خلال تكثيف الأمن للحفاظ على سلامة العمال والناخبين في أماكن الاقتراع.
في غضون ذلك، تقوم فرقة العمل المعنية بالتهديدات الانتخابية التابعة لوزارة العدل بالتحقيق في التهديدات ضد العاملين في الانتخابات، وتأمين إدانات ضد 13 شخصاً منذ إنشائها في يونيو (حزيران) 2021. 

With less than two weeks until the Nov. 5 vote, election officials in North Carolina are concerned about potential voter and poll worker intimidation following Republican training sessions calling for aggressive scrutiny of the voting process https://t.co/A3hUJsU6hP pic.twitter.com/K7QOMSKDx6

— Reuters (@Reuters) October 24, 2024

ومن بين أبرز تلك التهديدات، دخول رجل من فلوريدا إلى مركز الاقتراع وهدد "بتفجير المكان"، ورجل آخر من تكساس دعا إلى "إطلاق نار جماعي على عمال الاقتراع ومسؤولي الانتخابات" في الدوائر الانتخابية.
وقال المدعي العام ميريك غارلاند الأسبوع الماضي، إن وزارة العدل "تحقق بقوة وتحاكم الذين يهددون الموظفين العموميين الذين يديرون انتخاباتنا، وسنواصل القيام بذلك في الأسابيع المقبلة... لكي تعمل ديمقراطيتنا، يجب أن يكون الأمريكيون الذين يخدمون الجمهور قادرين على أداء وظائفهم دون خوف على حياتهم".
وفي هيوستن، لن تكون إحدى المدارس الابتدائية موقعاً للاقتراع بعد أن أعرب أولياء الأمور عن مخاوفهم بشأن المخاطر المحتملة على الطلاب. واتخذت أكبر منطقة مدارس عامة في ولاية أريزونا نفس القرار لجميع مدارسها بعد انتخابات فوضوية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي شهدت مواجهة بعض الناخبين لموظفي المدرسة على أنهم يخطئون في اعتبارهم عمال انتخابات. 

"They're having to wear Kevlar vests ... their children are being followed to school."

Tammy Patrick, Chief Programme Officer of the National Association of Election Officials, describes the threats officials are receiving ahead of the US election.#BBCPM pic.twitter.com/yMAvGxeKxF

— BBC Radio 4 PM (@BBCPM) October 25, 2024

وأكد أستاذ العلوم السياسية ومدير مشروع شيكاغو للأمن والتهديدات في جامعة شيكاغو روبرت بابي، لمجلة "نيوزويك": "تتزايد التهديدات على مسؤولي الانتخابات والعاملين، ولا بد من أخذ الأمر على محمل الجد".
وقال، إن المخاطر التي يتعرض لها العمال هي الأعلى في ولايات ساحة المعركة.
أما روبرت شابيرو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، فقال إن مسؤولي الانتخابات يجب أن يضمنوا وجود عدد كاف من ضباط إنفاذ القانون أو غيرهم من الأمن في مراكز الاقتراع و"يعلنون أنه لن يتم التسامح مع أي تهديدات".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية ترامب كامالا هاريس الولايات المتحدة مسؤولی الانتخابات فی الانتخابات العاملین فی التعامل مع

إقرأ أيضاً:

القهاوي المصرية صمام أمان اجتماعي

في زياراتي إلى مصر، وتحديدًا القاهرة، أجد نفسي كل صباح في أحد مقاهي وسط البلد، أجلس هناك، أرتشف كوب الشاي بتمهل، وأراقب الحياة وهي تستيقظ على مهل. مع إشراق الشمس، يبدأ الشارع المصري في رسم ملامحه اليومية، حيث تمتزج نداءات الباعة بخطوات العابرين، وتتعالى ضحكات الصباح بين روّاد المقهى، الذين يجلسون وكأنهم جزء من هذا المكان منذ الأزل. هنا، في هذه الزاوية الصغيرة من مصر، أشعر بأنني داخل مشهد حيّ يعكس روح هذا البلد بكل تفاصيله، من دفء العلاقات إلى بساطة الحياة التي لا تخلو من عمق.
في مصر، ليست المقاهي مجرد أماكن لشرب القهوة أو الشاي، بل هي منصات للحوار ومرافئ للراحة وملتقيات يتداخل فيها العام بالخاص. على الطاولات الخشبية العتيقة، تجد النقاشات تمتد من السياسة إلى كرة القدم، ومن هموم المعيشة إلى حكايات الطفولة. في هذه المساحات المفتوحة، تُعاد صياغة العلاقات، حيث يجلس رجل الأعمال إلى جوار البائع المتجول، ويتبادل المثقف حديثًا عفويًا مع العامل، في لقاءات تعكس طبيعة المجتمع المصري، الذي لا يعرف حواجز حقيقية بين أبنائه، بل يجمعهم الودّ والسجال اللطيف.
حين تضيق الحياة بأحدهم في مصر، لا يبحث عن العزلة، بل يجد في المقهى متنفّسًا يخفف عنه ثقل الأيام، وتقلبات الزمن. هناك، في زوايا هذه الأماكن العامرة بالحياة، تُروى الحكايات، تُطرح التساؤلات، ويجد كل شخص أذُنًا صاغية أو حتى نظرة تفهّم تُعيد إليه شيئًا من الطمأنينة. ليست المقاهي في مصر مجرد نقاط تجمع، بل هي نوافذ تطل منها الروح المصرية على ذاتها، حيث يتنفس الناس براح الحديث، ويتجدّد الأمل مع كل فنجان يُرفع، ومع كل ضحكة تخترق روتين اليوم.
لطالما كانت المقاهي في مصر ملتقى للمثقفين والمفكرين، حيث جلس العقاد، وتأمل طه حسين، وساجل المازني، وحاور نجيب محفوظ أصدقاءه، في جلسات أفرزت رؤى أثرت الأدب والفكر العربي. على هذه المقاعد، تشكّلت ملامح الحركات الثقافية، وتلاقحت الأفكار، وخرجت من بين الدخان المتصاعد روايات ومقالات حملت نبض الشارع المصري. هنا، لا تقتصر الأحاديث على الحياة اليومية، بل تمتد إلى أفق أوسع، حيث تناقش القضايا الكبرى كما لو أن هذه الطاولات الصغيرة تحولت إلى منابر للحوار الوطني والتأمّل العميق في واقع مصر ومستقبلها.
لكن المقاهي في مصر ليست فقط موطنًا للثقافة والفكر، بل هي أوطان صغيرة للتكاتف الاجتماعي. حين يمر أحد روّاد المقهى بلحظة فرح، يشاركه الجميع بهجته، وحين يواجه أزمة، يجد من يواسيه ولو بكلمة طيبة. هذا التلاحم البسيط، الذي قد لا يُلتفت إليه في زحام الحياة، هو ما يجعل المجتمع المصري متماسكًا رغم كل التحديات التي لا يبدو لها نهاية. هنا، بين طاولات المقاهي، تُبنى الصداقات، وتتشكل دوائر الدعم غير الرسمية، التي تحوّل اللقاءات اليومية إلى روابط أعمق من مجرد تقاطع طرق.
ورغم تطور مصر ودخول الحداثة إلى كل زاوية فيها، فإن المقاهي لا تزال تحافظ على روحها الأولى. صحيح أن البعض يجلس اليوم منشغلًا بهاتفه، لكن في المقابل، لا تزال هناك طاولات لا تعرف الصمت، ولا تزال الضحكات تمتزج بصوت ارتطام الملاعق بالأكواب، ولا تزال الأرواح تبحث عن لحظات الصفاء وسط ضجيج المدينة. في كل صباح، حين أجلس هناك، في قلب القاهرة، أشعر بأنني داخل لوحة حية، حيث تتشابك الأصوات، وتتداخل الحكايات، وتستمر مصر في البوح بأسرارها لمن يعرف كيف يصغي إليها.

مقالات مشابهة

  • بكري: التهديدات الإسرائيلية والتحريض على الرئيس ‏‏«بلطجة مرفوضة» ورد المصريين سيكون رادعا
  • مجلس المستشارين يعلن موعد التصويت على مشروع الإضراب في الجلسة العامة
  • نقابة عمال المخابز تدعو لتسجيل العمال في الضمان الاجتماعي
  • خسائر أسبوعية تطال خام البصرة
  • تخفيض نسبة العمال الذين يحق لهم الدعوة إلى الإضراب من 35 في المائة إلى 25 في المائة
  • أزمة قانونية تتسبب في توقيف عملية التصويت على تعديلات قانون الإضراب بمجلس المستشارين
  • القهاوي المصرية صمام أمان اجتماعي
  • قيادي بمستقبل وطن: مصر لن تحيدها التهديدات عن موقفها الداعم للقضية الفلسطينية
  • الطريق السريع تزنيت الداخلة.. عمال شركات يطالبون بصرف مستحقاتهم
  • انتقادات تطال الفيفا بعد رفض مراقبة ظروف العمال المهاجرين في السعودية