تتبعت صحيفة إلباييس الإسبانية قصة المليارديرة الإسرائيلية الأميركية ميريام أديلسون التي تنفق بسخاء لكي تضمن عودة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويعود الصحفي بيير لومبا إلى فترة رئاسة ترامب الذي قرر نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى القدس، في خطوة خالفت الإجماع الدولي القائم منذ عقود.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأميركيون خائفون من العنف الانتخابي في "أعرق الديمقراطيات"list 2 of 2ميشيغان ولاية العرب في أميركاend of list

وفي حفل تدشين السفارة عام 2018 جلست ميريام وزوجها شيلدون أديلسون يصفقان بحماسة وابتسامتهما من الأذن إلى الأذن.

وفيما بعد، قام الزوجان -المليارديران اللذان أسسا إمبراطورية صالات القمار "لاس فيغاس ساندز"- بشراء المقر السابق للسفير الأميركي في تل أبيب بأكثر من 80 مليون دولار لكي يضمنا ألا تتراجع الإدارة الأميركية المقبلة عن القرار.

والآن وبعد وفاة شيلدون أديلسون عام 2021، تسير ميريام على خطاه وتواصل الحملة. فهي تسعى لأن تكون مجددا أكبر المتبرعين لصالح ترامب، لتصبح من أكثر الشخصيات تأثيرا على الإدارة المقبلة.

ولدت ميريام أديلسون في تل أبيب عام 1945، واسمها قبل الزواج ميريام فاربستين، وهي ابنة عائلة يهودية مهاجرة من بولندا. فقد هاجر والدها -وهو اشتراكي كان يمتلك عدة صالات عرض سينمائي- إلى فلسطين عام 1931 ليلتحق بأحد الكيبوتسات، وهي مستوطنات زراعية أنشأها اليهود. أما والدتها فهي ناجية من الإبادة النازية التي قضت على عائلتها. وهكذا، فإن أديلسون تنتمي إلى جيل "أبناء الدولة" الذي واكب إنشاء إسرائيل.

وبعد حصولها على شهادة في علم الأحياء الدقيقة والطب الوراثي، أدت أديلسون الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي لمدة سنتين.

ومضت بعد ذلك لتصبح كبيرة الأطباء في قسم الطوارئ بأحد مشافي تل أبيب. وهناك التقت بزوجها الأول وهو طبيب أنجبت منه ولدين. واهتمت في تلك الفترة بعلاج الإدمان الذي أصبح جزءا رئيسيا من عملها.

ميريام وزوجها الراحل شيلدون أديلسون (يسار) يهديان ترامب الشمعدان اليهودي خلال مؤتمر في فلوريدا عام 2019 (أسوشيتد برس) ميريام وهرتزل

وفي 1986 انتقلت أديلسون بعد طلاقها من زوجها إلى مدينة نيويورك للعمل في جامعة روكفلر. وكانت تنوي أن تقيم هناك لفترة قصيرة، لكن أحوالها تبدلت بعدما رتب لها أحد الأصدقاء موعدا غراميا مع شيلدون أديلسون رجل الأعمال اليهودي الصاعد آنذاك، الذي كان قد طلق زوجته للتو، وجمع ثروة صغيرة من استضافة مؤتمر سنوي للكمبيوتر في لاس فيغاس حيث يملك صالة قمار.

وكتبت أديلسون فيما بعد أن "ما جذبني هو رؤيته وحماسته التي تضاهي هرتزل" في إشارة إلى ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية.

وأنشأ الزوجان شراكة قوية في التجارة والسياسة والأعمال الخيرية. وخلال شهر العسل في مدينة البندقية، أقنعته بتحويل صالة القمار التي يمتلكها إلى منتجع عملاق. وعلى مدى سنوات قاما بتوسيع هذه الإمبراطورية لتصبح أكبر مجموعة لصالات القمار في العالم، حيث تمتد مشاريعها من لاس فيغاس إلى سنغافورة وماكاو.

أما مغازلتهما للسلطة فقد بدأت على الفور تقريبا بعد زواجهما. فقد أقيم حفل الزفاف في إسرائيل وأثار ضجة هناك لأنهما استخدما مقرا مخصصا للفعاليات الرسمية، وهو ما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو الذي كان وزيرا للخارجية آنذاك إلى تقديم اعتذار.

وبعد مضي سنوات، استخدم الزوجان نفوذهما عبر صحيفتهما "إسرائيل اليوم" للضغط على إيهود أولمرت الذي كان رئيسا للوزراء للتنحي عن منصبه من أجل تمهيد الساحة لصعود نتنياهو، وهي قصة تحدث عنها أولمرت في مذكراته.

وأدرك آل أديلسون مبكرا أن المال هو أكثر أدوات النفوذ فعالية. وفي 2005 تبرعا بـ500 ألف دولار لتنصيب الرئيس جورج بوش الابن، وهو ما أفسح المجال لميريام لتقديم كتاب بشأن الجهاد إلى كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك.

وتتذكر ذلك بالقول "مذهل حقا أن لدينا هذا النفوذ"، وفق ما نقلته "نيويورك ماغازين".

الزوجان أديلسون يتوسطان مجموعة من الممثلين الأميركيين والعسكريين الإسرائيليين في حفل "أصدقاء الجيش الإسرائيلي" بولاية كاليفورنيا عام 2018 (غيتي) المال السياسي

وكلما زادت تبرعاتهما تعاظم نفوذهما. ففي حملة ترامب الأولى تبرعا بـ25 مليون دولار. وفي 2020 زاد الرقم إلى 90 مليون دولار. والآن تعد ميريام -بين المتبرعين الأفراد- أكبر داعم للمرشح الجمهوري بتبرعات بلغت 100 مليون دولار.

ورغم أنه كانت هناك تكهنات بانسحابها من الحياة العامة بعد وفاة زوجها، فإن ميريام أديلسون ما زالت ناشطة. وتتفق دائرة المقربين منها على أمر واحد، وهو أنها لم تكن قط مجرد "زوجة فلان".

فالملياردير شيلدون لم يفعل قط شيئا من دون ميريام. كانت دائما إلى جانبه، وكانت الدافع وراء كثير من مبادراته، كما يقول فريد زيدمان صديق العائلة والمتبرع الجمهوري البارز، في مقابلة مع مجلة بوليتيكو.

وباعتبارها من أكبر حملة الأسهم في إمبراطورية القمار التي أنشأها زوجها، تواصل ميريام أنشطتها في مجال الأعمال، ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 اشترت فريق كرة السلة "دالاس مافريكس" في دوري المحترفين الأميركي لتعزيز مساعيها لجعل القمار نشاطا قانونيا في تكساس.

لكن تركيزها الرئيسي هو السياسة وخاصة في إسرائيل. وقد وصفت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأنه "نوع آخر من الهولوكوست". ويقول معارفها إنها تطمح إلى ضم إسرائيل للضفة الغربية، رافضة بذلك حل الدولتين بشكل صريح.

وحين نقل ترامب السفارة الأميركية إلى القدس، دفع التحالف اليهودي الجمهوري -الذي يموله آل أديلسون- قيمة إعلان على صفحة كاملة في صحيفة نيويورك تايمز يصور ترامب وهو يرتدي القلنسوة اليهودية ويضع يده على حائط البراق، مع نص يقول "الرئيس ترامب. وعد فأوفى".

والآن تفصلنا أيام عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتبرز التساؤلات بشأن ما تطمح ميريام أديلسون للحصول عليه نظير مساهماتها المالية الكبيرة لصالح ترامب. فهذه المليارديرة، ثامنة أغنى امرأة في العالم، لن تقنع هذه المرة بمجرد إهداء كتاب إلى البيت الأبيض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

بايدن يهاجم ترامب بسبب إهانة بورتوريكو: القمامة الوحيدة التي أراها هي أنصاره.. والرئيس السابق يرد

(CNN) --  هاجم الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة سلفه دونالد ترامب وحملته الانتخابية وأولئك الذين يدعمونه بسبب وصف الممثل الكوميدي توني هينتشليف لبورتوريكو بأنها "جزيرة قمامة في المحيط" خلال حضوره تجمع انتخابي كبير لترامب.

وقال بايدن، الثلاثاء خلال اتصال هاتفي مع منظمة تدعم المجتمع اللاتيني: "دونالد ترامب ليس لديه شخصية، فهو لا يهتم بالمجتمع اللاتيني، إنه رجل أعمال فاشل ولا يهتم إلا بأصدقائه المليارديرات".

وأضاف: " الناس من بورتوريكو حيث أعيش في ولايتي ديلاوير، هم أناس طيبون ومحترمون، والقمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره"، وتابع: "شيطنته للاتينيين غير مقبولة وغير أمريكية".

وتأتي تصريحات بايدن في الوقت الذي تواجه فيه حملة ترامب ردود فعل سلبية بسبب ماقيل في التجمع الانتخابي الذي أقيم في ماديسون سكوير جاردن بنيويورك خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما أثار غضبا بين كثيرين، وخاصة البورتوريكيين.

مقالات مشابهة

  • ما الفرصة التاريخية التي يمكن حدوثها في الانتخابات الأميركية 2024؟
  • عاجل - مسعف فلسطيني يكتشف أن ضحية الغارة الإسرائيلية التي ينقلها هي والدته
  • السويسي الذي خدع إسرائيل
  • عاجل | ترامب: أقول للبنانيين إنني سأحل المشكلات التي سببتها هاريس وبايدن وأوقف المعاناة والدمار في لبنان
  • 50 سنت: رفضت 3 ملايين دولار للغناء في تجمع انتخابي لترامب
  • أطباء بلا حدود: الحظر الذي فرضته “إسرائيل” على عمل الأونروا ستكون له عواقب كارثية
  • هل يجوز للأرملة وضع كحل العين في فترة العدة؟.. انتبه لـ8 حقائق
  • المسيحيون الأقباط بتدوينة لترامب تثير تفاعلا والمصري نجيب ساويرس يعلق
  • بايدن يهاجم ترامب بسبب إهانة بورتوريكو: القمامة الوحيدة التي أراها هي أنصاره.. والرئيس السابق يرد
  • المليارديرات يرسمون مستقبل البيت الأبيض