الطحين الفاسد.. مصائب الفلسطيني في غزة لا تنتهي / شاهد
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
#سواليف
منذ بداية #حرب_الإبادة_الجماعية على قطاع #غزة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يعاني الفلسطينيون #أزمات_إنسانية وحياتية مركبة وصلت إلى مرحلة المجاعة، بسبب سياسات #الحصار و #التجويع التي يفرضها جيش الاحتلال عليهم ضمن أدوات #الإبادة_الكبرى.
في الأيام الماضية، حضرت أزمة أخرى لتزيد من أزمات الفلسطينيين في القطاع، وهي #الطحين ” #الفاسد “، في ظل عودة المجاعة لتزداد شراسة جراء تشديد #الحصار_الإسرائيلي، وقد ضاقت الحياة على آلاف العائلات الفلسطينية التي أصبحت مهددة في أحد أساسيات الحياة وهو #الخبز.
قدس الإخبارية سلطت الضوء على هذه الأزمة وتأثيرها على حياة الناس في غزة، بالإضافة إلى العوامل التي ساهمت في تفاقمها.
مقالات ذات صلة الصفدي: حان الوقت ليتحرك العالم ضد “إسرائيل” 2024/10/28أسعار عالية لطحين فاسد
النازحة لبنى عامر تروي عن أحد “أصعب المشاعر” التي عاشتها في حياتها، وهي أكل “خبز له رائحة كريهة”، وتروي في لقاء مع “شبكة قدس”: “اشترينا خبزاً من بائعين كانوا في المخيم وعندما أكلناه كان له رائحة كريهة”.
وتشير إلى انتشار الطحين “المعطوب” و”الفاسد”، وإجبار الناس على القبول به في ظل ارتفاع الأسعار الشديد وانعدام الخيارات، وتقول: “يوم أمس حضر تاجر يحمل 6 أكياس من الطحين، وعرض بيع كل واحد منها بسعر 160 شيكل، قبل أن تحضر الشرطة وتجبره على بيعها بسعر 50 شيكل، وقد توافد الناس عليه للحصول على كيس طحين يسد جوع عائلاتهم، قبل أن يكتشفوا أن الطحين فاسد”.
وتؤكد على الشكوى المنتشرة بين الأهالي من تضارب الأسعار ورفعها من قبل بعض التجار، وتقول والحزن يملأ صوتها: “منظرنا وحياتنا كلها بتحزن “.
وتواصل قوات الاحتلال السيطرة على معبر رفح، منذ شهور، بعد احتلاله وتدميره، ومنع الجرحى والمرضى من السفر للعلاج، مع استمرار الحصار على المعابر الأخرى ومنع إدخال شاحنات تحمل مواد غذائية وإنسانية وأساسية تنهي حالة المجاعة التي يعانيها الفلسطينيون.
الخبز صار حلماً
ولقد تسبب نقص الطحين في ارتفاع أسعار الخبز بشكل غير مسبوق، وفقًا لتقارير وشهادات النازحين ، فإن سعر ربطة الخبز قد ارتفع بشكل كبير، مما جعل العديد من الأسر غير قادرة على شراء ما يكفي منه لتلبية احتياجاتها اليومية ، كما أن بعض المخابز اضطرت إلى تقليل حجم الإنتاج أو استخدام مكونات رديئة الجودة، مما أثر على جودة الخبز.
وفي السياق يؤكد الفلسطيني محمود خضير على أنه غير قادر على توفير رغيف واحد من الخبز ليعيل أبنائه الذين يتضورون جوعا، قائلا:” ذهبت إلى المخبز الوحيد بمواصي خانيونس الذي يصطف عليه آلاف من الناس حيث وصل سعر رغيف الخبز الواحد إلى شيقل ، وهناك مخابز صغيرة تعمل على بيعه بالكيلو حتى وصل سعر كل 7 أرغفة بـ9 شواقل”.
وأضاف والقهر في صوته: ” حتى بديل للخيز لا يوجد، كل الخضروات وأساسيات الحياة أسعارها أضعاف مضاعفة، تمر عليا أيام ممكن أن لا أتناول سوى كسرة خبز صغيرة في سبيل أن أسد جوع أطفالي”.
واعتبر خضير أن “استخدام الطحين في حمي الأفران كان له أثر واضح في الأزمة”.
كذلك فإن نزوح العديد من الأسر، زاد من تعقيد الوضع، النازحون يواجهون صعوبات أكبر في الحصول على الغذاء، الملاجئ لا توفر عادةً التغذية الكافية، هذا الوضع يزيد من معاناة الأشخاص الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
تقول ريم أسعد وهي نازحة في أحد المخيمات في دير البلح: “حصلت على مبلغ مالي كمساعدة لأشتري كيسا من الطحين نظرا لأن أفراد عائلتي كثر وبحاجة ماسة للطحين، واشتريت كيساً منه بمبلغ 170 شيكل بعد أن أكد لي البائع أنه من النوع الجيد”
لكن الواقع كان مختلفاً عن الوعود، تقول ريم، فقد وجدت عند فتح الكيس “السوس والعطب ينتشر فيه”، حسب وصفها، لكن الحاجة والجوع دفعها إلى حل تخفف فيه من الفاسد وتسد جوع عائلتها، وقالت: “قررت أن أقوم بتنخيل الطحين لإخراج الفاسد منه وبعد تعب شديد واصلاح ما قدرت عليه من الطحين حضرت العجين ولكن الصدمة كانت في أن السوس والدود كان يخرج منه مجدداً” وهو ما دفعها إلى البكاء الشديد، كما تقول، “والله كلنا أولاد عز والحياة قاسية كتير علينا”.
حصار فوق الحصار: ارتفاع في الوفيات
بدوره قال الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتهة: منذ أكثر من 170 يومًا، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، ويمنع دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى القطاع، وتأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة ممنهجة تستهدف حرمان الشعب الفلسطيني من أساسيات الحياة، في إطار جريمة العقاب الجماعي وسياسة التجويع الممنهجة”.
وأضاف في حديثه لشبكة قدس: تشهد الأسواق في قطاع غزة نقصًا حادًا في السلع الأساسية، والمساعدات لم تصل إلى مستحقيها منذ 170 يومًا، مما أثر بشدة على حياة الأهالي، كما يعيش نحو مليوني إنسان في قطاع غزة على المساعدات الإنسانية، والتي توقفت عن الوصول منذ فترة طويلة وهذا ساهم في تفاقم أزمة التجويع التي يعاني منها سكان القطاع.
وتابع: نتيجة لهذا الوضع، زادت حالات الوفيات بشكل ملحوظ؛ حيث ارتفعت نسبة الوفيات الطبيعية خلال هذه الفترة بنسبة 6.5% عن المعدلات السابقة، قبل هذا الحصار، كانت الوفيات اليومية أقل بكثير، أما الآن فقد ارتفعت لتصل إلى ثلاثة أو أكثر يوميًا، ومعظم هذه الوفيات تحدث بسبب نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية التي يمنعها إغلاق المعابر.
ولفت الثوابته إلى أن الغذاء المتوفر غالبًا ما يكون غير صالح للاستهلاك الآدمي، مثل الطحين الذي يحتوي على حشرات أو سوس، ورغم ذلك يلجأ الأهالي إليه مضطرين، متابعا: هذه الظروف تفرض تحديات كبيرة على سكان القطاع وتنعكس بشكل خاص على الأطفال؛ حيث يمنع الاحتلال دخول الحليب والمكملات الغذائية الضرورية لأكثر من 3,500 طفل تحت سن الخامسة، مما يجعل حياتهم مهددة في ظل نقص الغذاء والرعاية الصحية”.
وبين أن الأسواق تشهد نقصًا في البضائع، وإن وجدت، تكون أسعارها مرتفعة إلى حد لا يستطيع الأهالي تحمل تكاليفها، ما يزيد من اعتمادهم على المساعدات التي لم تُدخل منذ فترة طويلة، حيث تتكدس آلاف الأطنان من المساعدات على الجانب الآخر من المعابر، ولا يُسمح بدخولها إلى غزة بسبب الحصار المستمر.
وأوضح أن قطاع غزة يعيش أزمة إنسانية حقيقية، حيث أدت سياسة الاحتلال إلى كارثة، فقد استشهد الآلاف نتيجة نقص الغذاء والدواء ومنع وصول المساعدات الأساسية.
وأدان الثوابتة بشدة هذه الجرائم التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وسياسة التجويع، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لرفع الحصار وإنهاء المعاناة الإنسانية في قطاع #غزة.
نفاد الطحين يجبر أهالي #غزة على استخدام طحين "مسوّس" وغير صالح للأكل pic.twitter.com/e6S7Ki7MQB
— blinx (@BlinxNow) October 28, 2024المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حرب الإبادة الجماعية غزة أزمات إنسانية الحصار التجويع الإبادة الكبرى الطحين الفاسد الحصار الإسرائيلي الخبز غزة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة، وذلك وفقًا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".
وفي وقت سابق، ووفقًا لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لا ترغب إسرائيل في تحمل مسؤولية إدارة سكان قطاع غزة مدنيًا بعد انتهاء الحرب المستمرة لأكثر من 14 شهرًا، لكنها حددت هدفًا آخر.
وقال كاتس، "إن إسرائيل ستبقي على سيطرتها الأمنية في قطاع غزة، مع الاحتفاظ بحرية العمل العسكري، على غرار الوضع في الضفة الغربية، وذلك عقب انتهاء الحرب"، مضيفًا "أن إسرائيل ليست معنية بإدارة شؤون السكان المدنيين في غزة".
وذكرت القناة الإخبارية الإسرائيلية "12" أن كاتس التقى مع مسؤول أمريكي رفيع المستوى وأبلغه رسالة غير معتادة عادة ما تُناقش في الغرف المغلقة، مضمونها أن "إسرائيل لا تسعى إلى السيطرة على قطاع غزة عسكريًا أو مدنيًا بعد انتهاء الحرب".
وأشار كاتس أيضًا إلى أنه "لا توجد قرارات بشأن الاستيطان في غزة"، مؤكدًا أن إسرائيل لا تهدف إلى بسط سيطرتها الكاملة على القطاع.
فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، أكد كاتس أن "إسرائيل تسعى لحمايتها من التهديدات الإيرانية ومن حماس، وتحرص على تعزيز دورها باعتبارها جزءًا من المعسكر المعتدل".
وأضافت القناة أن "إسرائيل تبدو مهتمة حاليًا بالحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية، رغم تصريحات مختلفة من سياسيين إسرائيليين".
وفي تغريدة على منصة "إكس"، أوضح كاتس موقفه قائلًا: "بعد تحييد القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ستتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في غزة مع حرية العمل الكامل، كما هو الحال في الضفة الغربية.
وأضاف، أننا لن نسمح لأي تنظيم بالعمل انطلاقًا من غزة ضد المواطنين الإسرائيليين، ولن نعود إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل 7 أكتوبر.