من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
سعى كل من المرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، الجمهوري، دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، السبت، إلى استمالة الناخبين العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان الحاسمة.
وتسود في أوساط المجتمعات الأميركية من أصول عربية ومسلمة حالة من الغضب بسبب استمرار الحرب في غزة ولبنان.
وقال ترامب في تجمع جماهيري خارج ديترويت إنه التقى بمجموعة من الأئمة المحليين، وأضاف أنه يستحق دعم الناخبين المسلمين لأنه سينهي الصراعات ويحقق السلام في الشرق الأوسط.
ويرى النائب الجمهوري السابق عن ولاية ميشيغان، كلينت كيستو، في مقابلة مع “الحرة” أن أداء إدارة بايدن-هاريس أثار استياء الناخبين في الولاية، وخاصة العرب الأميركيين من أصول فلسطينية ولبنانية، نظرا لتصاعد النزاعات خلال حكمهما.
وأكد كيستو أن الناخبين يرون في ترامب خيارا أفضل لمنع اندلاع الحروب في المستقبل، وأشار إلى أنه في عهد ترامب، لم تشهد المنطقة نزاعات على هذا المستوى، ولم يكن هناك توتر متصاعد بين إسرائيل وإيران، أو بين الصين وتايوان.
ويعتقد كيستو أن المسلمين والعرب يعقدون الآمال على ترامب لكي يمنع النزاعات المسلحة التي نراها، وينظرون إلى استراتيجية مستقبلية يمكن أن يستخدمها ترامب، كما يعتقدون أن هاريس وبايدن ليس لديهما أي استراتيجية لوقف الحرب.
وأضاف: “في نهاية المطاف، يجب أن ننظر إلى إرث ترامب، لا سيما في هذه المنطقة من العالم”.
وفي رده على ذلك، قال سيناتور ظل عن العاصمة الأميركية واشنطن، وهو خبير قانوني في الحزب الديمقراطي بول ستراوس في مقابلة مع “الحرة” إنه “لا يمكن الاستماع إلى ما يقوله ترامب، لأن معظم ما يقوله غير صحيح بشكل عام. فهو يتهم المهاجرين بشكل خاطئ بأكل الحيوانات الأليفة”.
ويرى أن ترامب يبني وعوده على نهج القوة وليس الدبلوماسية، ما قد يزيد من تعقيد الصراعات العالمية. وأشار إلى “تقاربه” مع قادة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كدليل على استعداده لتقديم تنازلات قد تكون على حساب حريات الدول الأخرى.
اقرأ أيضاًتقارير2,906 تريليون ريال حجم السيولة في الاقتصاد السعودي بنهاية أغسطس 2024
وقال ستراوس إنه بالنسبة لاستراتيجيته لإنهاء الحرب في أوكرانيا مثلا “سوف تمر من خلال التودد إلى بوتين وإعطائه ما يريد”.
وأضاف بأن ترامب سوف ينهي الحرب “ولكن النتيجة ستكون مدمرة لأوكرانيا، وهي دولة حرة وتقاتل من أجل حريتها”.
ويؤكد ستراوس أن هاريس تركز على حل الصراعات باستخدام الدبلوماسية والعمل مع التحالفات الدولية، خاصة في الشرق الأوسط حيث يدعم الديمقراطيون حل الدولتين كمسار ضروري للتخفيف من التوترات بين الإسرائيليين والفلسطنيين.
في ما يتعلق بالمناطق التي ستحظى بالأولوية، يرى كيستو أن ترامب سيصب جهوده على الشرق الأوسط وأوكرانيا، في محاولة لإرساء السلام من خلال مبدأ القوة والتفاوض الصارم. أما ستراوس، فيعتقد أن هاريس ستعطي أولوية أكبر لحل النزاعات في الشرق الأوسط من خلال حلول طويلة الأمد تتضمن دعم حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين، إضافة إلى تعزيز التحالفات الأوروبية لمواجهة الأزمة الأوكرانية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف تأثير الحروب على الحمض النووي للأطفال
خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضا أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي "دي.إن.إيه" يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.
وأجرى الباحثون تحليلات للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 و19 عاما يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضا استبيانات أجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.
وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.
وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.
وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى من تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، مما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.
وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، مما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.
وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: "من المعروف أن للحرب تأثيرا سلبيا على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير".
وأشار بلوس أيضا إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال "قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم".
وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن "من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماما تعقيدات الحرب" أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.
وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.