تقرير: الملوثات المسببة لارتفاع حرارة الكوكب في الغلاف الجوي تصل لمستويات قياسية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
كشفت هيئة مراقبة الطقس التابعة للأمم المتحدة، إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في الغلاف الجوي “بسرعة أكبر من أي وقت مضى خلال الوجود البشري.
قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في نشرتها السنوية عن الغازات المسببة للاحتباس الحراري إن تركيزات ثاني أكسيد الكربون وصلت إلى مستوى مرتفع جديد بلغ 420 جزءا في المليون العام الماضي، بزيادة قدرها 2.
وحذر التقرير من وجود دلائل بالفعل على أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى “ردود فعل” خطيرة من شأنها أن تؤدي إلى زيادة تركيزات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
ربما كان ارتفاع تركيزات ثاني أكسيد الكربون في العام الماضي، وهو ثاني أكبر ارتفاع سنوي في العقد الماضي، مدفوعًا بارتفاع حرائق الغابات، حيث تجاوز الكربون المنبعث من أسوأ موسم حرائق غابات في كندا على الإطلاق الانبعاثات السنوية لمعظم البلدان الكبرى .
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن تركيزات ثاني أكسيد الكربون أصبحت الآن أعلى بنسبة 51% من مستويات ما قبل الصناعة، في حين أن غاز الميثان – وهو غاز قوي آخر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري – أعلى بنسبة 165% مما كان عليه في عام 1750.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيليست ساولو: “إن هذا من شأنه أن يدق ناقوس الخطر بين صناع القرار”،وأضافت “هذه ليست مجرد إحصائيات. فكل جزء من المليون وكل جزء من الدرجة من ارتفاع درجات الحرارة له تأثير حقيقي على حياتنا وكوكبنا”.
التعهدات الوطنية بخفض الانبعاثات أقل كثيرا من المطلوب
يأتي هذا فيما قالت الأمم المتحدة، إن التعهدات الوطنية بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما زالت أقل كثيرا مما هو مطلوب للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري الكارثية بينما تستعد الدول للجولة التالية من مفاوضات تغير المناخ في نوفمبر تشرين الثاني.
قالت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في تقييمها السنوي إن “المساهمات المحددة وطنيا” التي قدمتها البلدان بالفعل للأمم المتحدة كافية لخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 2.6% من عام 2019 إلى عام 2030، ارتفاعا من 2% في العام الماضي.
لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية لتحقيق خفض بنسبة 43% الذي يقول العلماء إنه مطلوب للبقاء في متناول هدف اتفاق باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت)، كما حذرت المنظمة.
وفي إطار التزاماتها بموجب اتفاق باريس، يتعين على الدول تقديم مساهمات محددة وطنيا جديدة وأقوى قبل الموعد النهائي في فبراير/شباط من العام المقبل، وينبغي أن تشكل نتائج التقرير “نقطة تحول ، كما قال سيمون ستيل، الأمين العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقال إن “خطط المناخ الوطنية الحالية أقل بكثير مما هو مطلوب لمنع الانحباس الحراري العالمي من شل كل اقتصاد وتدمير مليارات الأرواح وسبل العيش في كل بلد.
وقال ستيل إن الجيل الأخير من المساهمات المحددة وطنيا يمثل إشارة إلى التغيير الذي لا يمكن إيقافه. ويتعين على المساهمات المحددة وطنيا الجديدة في العام المقبل أن تحدد مسارا واضحا لتحقيق هذا التغيير.
إن إقناع الدول بوضع وتنفيذ تعهدات أكثر طموحا قد يعتمد على نجاح محادثات المناخ COP29 التي تبدأ بعد أسبوعين في العاصمة الأذربيجانية باكو.
ستناقش نحو 200 دولة تفاصيل نظام عالمي جديد لتداول الانبعاثات، فضلاً عن حزمة مالية سنوية ضخمة تبلغ 100 مليار دولار لمساعدة البلدان النامية على تحقيق أهدافها المناخية.
وقال بابلو فييرا المدير العالمي لشراكة المساهمات المحددة وطنيا، وهي منظمة غير حكومية تساعد نحو 60 دولة في صياغة تعهدات محدثة، “ما نراه هو أنه في بعض الحالات، قد تستخدم (عملية المساهمات المحددة وطنيا) كآلية تفاوض – المزيد من المال لمزيد من الطموح”.
وأضاف أنهم يريدون أيضا التأكد من أن المساهمات المحددة وطنيا الجديدة قابلة للاستثمار، وأنها تحتوي على العناصر الضرورية التي من شأنها جذب ليس فقط التمويل العام، بل أيضا التمويل الخاص.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغازات المسببة للاحتباس الحراری المساهمات المحددة وطنیا
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخ
تسعى المملكة المتحدة لتشكيل محور عالمي جديد لصالح العمل المناخي إلى جانب الصين ومجموعة من البلدان النامية، للتعويض عن تأثير تخلي دونالد ترامب عن السياسات الخضراء، وخروجه من اتفاق باريس حول المناخ.
وزار إد ميليباند، وزير الطاقة وسياسة الانبعاثات الصفرية في المملكة المتحدة، العاصمة الصينية بكين يوم الجمعة لإجراء محادثات لمدة 3 أيام مع كبار المسؤولين الصينيين، شملت مناقشات حول سلاسل توريد التكنولوجيا الخضراء، والفحم، والمعادن الأساسية اللازمة للطاقة النظيفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟list 2 of 2الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخend of listوقال ميليباند: "لا يمكننا حماية الأجيال القادمة من تغير المناخ إلا إذا تحركت جميع الجهات الرئيسية المسببة للانبعاثات. إن عدم إشراك الصين في كيفية أداء دورها في اتخاذ إجراءات بشأن المناخ يُعدّ إهمالا لأجيال اليوم والأجيال القادمة".
وتعد زيارة ميليباند لبكين هي الأولى لوزير طاقة بريطاني منذ 8 سنوات. وكان قد زار الهند الشهر الماضي في مهمة مماثلة، كما سافر إلى البرازيل العام الماضي، وعقد اجتماعات مع عديد من وزراء الدول النامية خلال قمة المناخ (كوب 29) في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأضاف ميليباند -في مقالٍ له بصحيفة غارديان- أن "العمل المناخي على الصعيد المحلي دون حثّ الدول الأخرى الأكبر على القيام بدورها العادل لن يحمي الأجيال الحالية والمستقبلية. لن نحمي مزارعينا ومتقاعدينا وأطفالنا إلا إذا دفعنا دول العالم الأخرى إلى القيام بدورها".
إعلانوتواجه الصين سلسلة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادراتها إلى الولايات المتحدة، كما تواجه احتمالا بأن يبدأ الاتحاد الأوروبي في فرض رسوم جمركية خضراء على واردات السلع الصينية عالية الكربون، مثل الصلب.
وتستفيد أكبر دولة مُصدرة للغازات الدفيئة في العالم من صادراتها القياسية من المركبات الكهربائية والألواح الشمسية وغيرها من السلع منخفضة الكربون، لكنها لا تزال تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الفحم، ورغم أن وتيرة انبعاثاتها التصاعدية قد توقفت على ما يبدو، فإن قرار الصين بخفض إنتاجها الكربوني أو العودة إلى الوقود الأحفوري قد يعتمد إلى حد كبير على رد الحكومة على حرب ترامب التجارية.
يعتقد عديد من الخبراء أن الاحتمال الوحيد لتجنب انهيار المناخ هو أن تقوم الصين والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرها من الاقتصادات الكبرى بتشكيل كتلة مؤيدة للمناخ إلى جانب البلدان النامية المعرضة للخطر، لمواجهة ثقل الولايات المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية والدول النفطية التي تدفع في اتجاه التوسع المستمر في الوقود الأحفوري.
من جهتها، قالت مديرة المركز الدولي لسياسات المناخ كاثرين أبرو إنه "من المهم للغاية أن نرى هذا يحدث، فلا سبيل للوفاء باتفاقية باريس من دون الصين. وقد أوضحت الصين استعدادها للتحدث بشفافية أكبر بشأن هذه القضايا، وتعزيز العمل المناخي. ونرى انفتاحًا في الصين للتعاون مع أوروبا وكندا والمملكة المتحدة بشأن قضايا المناخ".
وستستضيف البرازيل قمة الأمم المتحدة للمناخ لهذا العام، "كوب 30″، في منطقة الأمازون في نوفمبر/تشرين الثاني، وسط أسوأ توترات جيوسياسية منذ عقود، وفي الوقت الذي تستعد فيه حكومات عديدة لضخ الأموال لإعادة التسلح.
لم تُقدّم حتى الآن سوى بعض الدول، بما فيها المملكة المتحدة، خططها الوطنية لخفض الانبعاثات للعقد القادم، وفقًا لما تقتضيه اتفاقية باريس لعام 2015 رغم انقضاء الموعد النهائي الشهر الماضي.
إعلانومن غير المرجح أن تُقدّم الصين خطتها إلا مع اقتراب موعد مؤتمر الأطراف الـ30، وستُراقَب باهتمام بالغ، إذ إن أهدافها الحالية المتعلقة بالكربون أضعف بكثير من أن تبقى ضمن حدّ 1.5 درجة مئوية.