تنظم وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة القاهرة، خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2024، ملتقى «أيادي بلادي للحرف التراثية والتقليدية بحديقة الأندلس، تزامناً مع استضافة مصر للدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي.

وقال الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، إن هذا الملتقى يهدف إلى إحياء التراث المصري ودعمه، ومنح الحرفيين الفُرصة لعرض أعمالهم وإبداعاته، إذ تعد خطوة نحو استدامة الحرف التقليدية والتُراثية، لا سيما في ضوء ما توليه العاصمة من اهتمام بالحرف التُراثية، وما تُمثله المعارض والمُلتقيات التراثية والحرفية من دعم لأصحاب الحرف، خاصة التي تستهدف عرض المُنتجات الحرفية واليدوية والتسويق الأمثل لها.

الحرف اليدوية 

وأشار محافظ القاهرة، إلى أن العاصمة تشهد طفرة في قطاع الحرف اليدوية غير مسبوقة، مما جعلها في مصاف المدن الحضارية المتقدمة، مُضيفا أن العاصمة تضم على أرضها واحدا من المشروعات الحرفية الذي يمثل أحياء لتراث قديم وهو مشروع قرية الفواخير، الذي يضم مجموعة من أعظم جواهرجية الطين.

وأضاف أن العاصمة تمكنت من الانضمام إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية في مجال الحرف اليدوية والفنون الشعبية الأصيلة عام 2017، ضمن 64 مدينة جديدة، لتُصبح شبكة المدن الإبداعية مُكونة من 180 مدينة في 72 دولة، مما يُمثل اعترافًا دوليًا من اليونسكو، ويفتح مجالاً للتعاون مع المدن الإبداعية الأعضاء في شبكة اليونسكو، ويُؤدي للحفاظ على الحرف اليدوية، ويُوفر الإمكانات للارتقاء بالمهارات، سواءً في مجال الحرف اليدوية والإبداعية أو الفنون الشعبية الأصيلة.

القاهرة معقل الفنون والتراث

وأوضح أن هذا الانضمام يُعد مكسبًا أدبيًا، يُسهم في الحصول على شراكات، ودعم فني، وتبادل خبرات في قطاع الحرف التراثية والفنون التراثية، فالقاهرة معقل أساسي للثقافة والفنون والتراث، لافتًا إلى أن القاهرة هي ثاني المدن المصرية المنضمة للشبكة بعد مدينة أسوان، منوها إلى أن القاهرة التراثية شهدت على تاريخ عريق للعديد من الحرف مثل الخيامية، الفخارية، التنورة،النحاسين، الصاغة والأزازين.

وأوضح محافظ القاهرة أن هذا الحدث سيُتيح للمشاركين فرصة التعرف على ما تملكه مصر من إرث حرفي متنوع، وتعزيز قدرات الحرفيين المحليين من خلال برامج تدريبية ومنح، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم التسويقية، فضلا عن إتاحة الفرصة للتعاون وتبادل المعارف، بما يُعزز من تأثير أصحاب الحرف ويحفز الأجيال الجديدة للحفاظ على هذا الإرث، مؤكدًا أن «أيادي بلادي»، ليس مٌجرد ملتقى، بل هو حجر أساس لمُستقبل واعد للحرف التراثية والتقليدية في مصر، لضمان استمرارية النسيج الثقافي الذي تزخر به القاهرة، وللحفاظ على إرث يمتد للأجيال القادمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إحياء التراث ابراهيم صابر اصحاب الحرف الأجيال الجديدة الحرف التراثية الحرف التقليدية الحرف اليدوية الفنون التراثية الفنون الشعبية المدن المصرية محافظ القاهرة الحرف الیدویة

إقرأ أيضاً:

«الثلث الجلي».. الحرف إشراقة جمال

الشارقة: عثمان حسن
يواصل الخطاطون العرب والمسلمون تجريب قدراتهم في إتقان كافة أنواع الخطوط المعروفة، خاصة خلال مشاركاتهم في ملتقيات الخط العربية والدولية، وتبرز هذه المشاركات في كل حين إبداعات خطية لا نظير لها على صعيد تجويد الخطوط والالتزام بقواعدها وموازينها، ناهيك عن تقديم تصاميم وتكوينات جديدة لم تكن معرفة من قبل على مستوى الشكل والمضمون.
ومن هؤلاء الخطاطين يبرز اسم الإندونيسي شهريار سراج الدين الذي شارك في الدورة العاشرة في معرض دبي الدولي للخط العربي من خلال أكثر من لوحة في الثلث الجلي، وهو من نوع الخطوط التي سبق وحصل شهريار على الجائزة الأولى فيه في الدورة الثانية من مسابقة «خطاط المستقبل» التي أقيمت في إسطنبول، ومن بين هذه اللوحات واحدة كتب فيها الآية القرآنية (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، من سورة البقرة. هذه الآية التي بحسب إجماع المفسرين، صارت واحدة من الأدعية المأثورة والمحببة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث يحتوي هذا الدعاء على جوامع الكلم الطيب، مع عظيم المعاني، فجمع كل خير يتمناه العبد في الدنيا والآخرة، حيث يبدأ بالنداء (ربنا) إقراراً بربوبيته سبحانه وتعالى، طلباً للحسنة في الدنيا، تمهيداً للحصول على حسنة الآخرة وهي الجنة، بصفتها أعلى الحسنات وأفضلها ثواباً ومآلاً.
*تصميم
أول ما يلفت النظر في هذه اللوحة، هو تلك الطريقة المبتكرة التي عالج من خلالها شهريار خط الثلث الجلي، أولاً هناك الشكل الهندسي البيضوي، حيث منحه هذا الخط إمكانات هائلة في التنفيذ والإتقان، وفق معطيات الانسجام والتوازن ومطاوعة الحرف، وإمكانية تداخل وتشابك وتقاطع الحروف، على النحو الذي تتناعم فيه أو تتواشج هذه الحروف مع بعضها بعضا، كما هو ظاهر بشكل جلي في هذه اللوحة آسرة الجمال.
لقد حرص شهريار في هذه اللوحة على أن يبرز خصائص ومميزات الثلث الجلي في نواح كثيرة، وكما قلنا أكثر من مرة، فهذا النوع من الخطوط، هو سبب شهرة كثير من الخطاطين العرب والإسلاميين، فهم يقبلون على تجويده في كافة الملتقيات الخاصة بالخط العربي، وذلك لإبراز العناصر الجمالية في هذا الخط أكثر من غيره من الخطوط المعروفة، حيث استطاع شهريار في هذه اللوحة الخطية أن يتجلى في تكوين علاقات بنائية داخل بنية حروف هذا الخط، منسجماً مع طواعية هذه الحروف واتجاهاتها وحركتها البنيوية، وما يتبع ذلك من مد الحروف والتفافها واستدارتها وتداخلها واتصالها، وغير ذلك من السمات التي يمكن الوقوف عندها وقراءتها بصرياً.
*تفاصيل
يمكن الوقوف عند كثير من ملامح الجمال، حيث يبرز تناسق الحروف في اللوحة في أكثر من موقع، ولنا مثلاً أن نتتبع، كلمة (في) التي ترد في هذه الآية الكريمة مرتين كما هو في أعلى ومنتصف اللوحة، حيث تناسق حرف (الياء) في (في) الأولى، مع ياء (في) الثانية، على النحو الظاهر في اللوحة، كما مد الخطاط شهريار نهاية الياء في الأولى لتشمل عرض التكوين الخطي، ولتتوازى مع نظيرتها الثانية التي مدها الخطاط بحجم أكبر، تبعاً لتدرج الشكل البيضوي وميله إلى الكبر، نزولاً إلى أسفل.
نتتبع هذا الجمال في حرف الخاء في كلمة (الآخرة) والحاء في كلمة (حسنة)، ويمكن الاستمرار في تتبع هذا التناسق في تكوين وبناء أو تصميم الحاء المشبوكة في السين في (حسنة)، وأيضا في تكوين وبناء الخاء المشبوكة في الراء في (الآخرة).
ويمكن ملاحظة توازي وتناسق الألفات في (ربنا) و( آتنا) في رأس الصفحة، وأيضاً توازي وتناسق الألفات في كلمتي (عذاب) و (النار) في أسفل اللوحة الخطية.
*تناغم
الشكل الهندسي البيضوي للآية الكريمة، بالخط الأخضر، هو من مظاهر الجمال في هذه اللوحة، فثمة تشبيك زخرفي من تدرجات اللون البني، داخل إطار باللون البني، وكل هذا داخل إطار أكبر باللون الأخضر موشى مرة أخرى بزخرفة نباتية من تدرجات البني، على نحو يشرق بالجمال البصري والروحي، جمال لا تخطئه عين المشاهد، الذي يرى مثل هذا التكوين الحروفي والبناء الشكلي الذي يريح النفس، ويرتفع بها إلى درجات من الرقي الروحي والوجداني.

مقالات مشابهة

  • بلادي عزيزةٌ.. وأهلها كرامٌ
  • «المقريف» يبحث سير العملية التّعليمية والاِمتحانات النّصفية
  • معرض للحرف التراثية بالدورة التاسعة من مهرجان مسرح الجنوب
  • حلب تنفض الغبار عن تراثها وتفتح خان الشونة بعد سنوات من الإغلاق
  • «الثلث الجلي».. الحرف إشراقة جمال
  • «المقريف» يتفقّد سير الاِمتحانات النّصفية لـ«سنوات النقل»
  • نهاية 400 عام من المراسلة التقليدية.. الدنمارك تنهي خدمة البريد بحلول 2026
  • محافظ القاهرة يحضر حفل الإفطار السنوي لأبناء قنا والأقصر والقبائل العربية
  • انتهاء فرص هطول الأمطار في أغلب المدن العراقية
  • انتهاء فرص هطول الأمطار في أغلب المدن العراقية - عاجل