بين الدين والرأسمالية: كيف تحكم البروتستانتية والصهيونية النظام العالمي؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في عالم يزداد تعقيدًا، تتشابك فيه المصالح السياسية والاقتصادية والدينية على نحو يثير الدهشة والفزع في آنٍ واحد، يتساءل الكثيرون: من يدير هذا العالم فعلاً؟ هل هم السياسيون المنتخبون أم أصحاب الأموال؟ أم أن هناك قوى خفية، عقائدية أَو دينية، تحَرّك المشهد من وراء الستار؟ في هذا السياق، تبرز البروتستانتية والصهيونية المسيحية كعقيدتين تمتد تأثيراتهما إلى عمق النظام العالمي الحالي، مما يثير تساؤلات حول ارتباطهما بمواقف جيوسياسية حاسمة، مثل الدعم القوي لليهود في الشرق الأوسط، وتحديدًا في فلسطين المحتلّة.
لكن هل يمكن القول بأن البروتستانتية، عبر أذرعها السياسية والدينية، هي من تدير العالم؟ وهل الصهيونية المسيحية هي المحرك الخفي الذي يسعى لتحقيق “النبوءات التوراتية” على حساب استقرار الشرق الأوسط؟ أم أن هذه مُجَـرّد نظرية مؤامرة تتغذى على الصراعات التاريخية والدينية؟ في هذه المقالة، سنحاول سبر أغوار هذه الفرضيات وتفكيك العلاقة المعقدة بين البروتستانتية، الصهيونية المسيحية، والنظام العالمي الرأسمالي الراهن.
تداخل العقائد الاقتصادية وتشكيل المجتمعات الحديثة:
“الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية”، كتاب لـ عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، يتناول فيه علاقة البروتستانتية بتكوين الرأسمالية الحديثة، وكيف أن البروتستانت أغنى من الكاثوليك؛ بسَببِ اهتمام البروتستانتية بمناهج الحياة وتحريضها أتباعها على مجموعة من المبادئ مثل الفردانية والعمل الحر. يرى فيبر عالم الاجتماع الألماني علاقة جوهرية بين العقيدة البروتستانتية وروح الرأسمالية التي ظهرت في أُورُوبا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. ويقول إن الطبقات الاجتماعية العليا في المجتمعات البروتستانتية هي نتيجة حتمية لهذه العقيدة، وأن البروتستانت هم أصحاب النفوذ والثروة في المجتمعات الغربية، وهم الذين ساهموا من خلال عقيدتهم في نشأة الرأسمالية الحديثة.
درس فيبر حركات الإصلاح الديني المناهضة للكنيسة الكاثوليكية من مارتن لوثر إلى جان كالفن الذي أضاف إلى تعاليم لوثر قيمًا دينية واقتصادية جديدة، مثل إباحته للربا على القروض، الذي حرمته الكاثوليكية وباقي الأديان السماوية الأُخرى. على الرغم من أن الطائفة البروتستانتية تعددية، إلا أن مذهب الجبرية الكالفيني هو ما أثر في تكوين الرأسمالية الحديثة، المذهب الذي يؤمن بالاصطفاء الإلهي لفئة محدّدة من بني البشر، والله وفقًا لهذا المذهب قد اختار بعض الناس دوناً عن الباقين لحياة أبدية سعيدة، وهؤلاء المصطفون هم من يعيشون حياة تقشفية وزاهدة في الدنيا.
وهكذا، فَــإنَّ الكالفينية جعلت أتباعها يعيشون في حالة من القلق الديني دفعت الطهرانيين منهم إلى دمج حياتهم الدينية مع مهنهم، ومن ثم ظهرت حياة مهنية دينية تهدف إلى تحقيق النجاح المادي كدليل على الاختيار الإلهي. وأصبح العمل لدى الكالفينيين وسيلة لمواجهة القلق الديني من ناحية، وسبيلاً إلى تحقيق الغنى كعلامة من علامات الاختيار للخلاص من ناحية أُخرى. فكرة “الاختيار المسبق” (أي أن الله اختار مسبقًا من سينال الخلاص ومن لن يناله)، والمختارون هم أُولئك الذين يتمكّنون من بلوغ أعلى مراتب النجاح المادي والاجتهاد في العمل، وهي علامات ينظر إليها كدليل على نعمة الله وحسن اختياره.
على النقيض:
المفكر الألماني فيرنر سومبارت ذهب إلى نقيض ما تحدث عنه ماكس فيبر في كتابه (اليهود والرأسمالية الحديثة) بالإشارة إلى أن الأخلاق والقيم اليهودية، وليس البروتستانتية، هي صانعة الرأسمالية الحديثة. قدم منظور سومبارت تفسيرًا بديلاً لأصول الرأسمالية الحديثة، واضعًا المجتمع اليهودي في مركز هذه العملية التاريخية، على النقيض من تأكيد فيبر على دور الأخلاق والقيم البروتستانتية. كان نقد سومبارت الرئيسي لأُطروحة فيبر هو أنه تجاهل المساهمات الكبيرة للمجتمع اليهودي في صعود الرأسمالية الحديثة، وأن الشتات اليهودي، بتقاليده التجارية القوية وفطنته المالية، لعب دورًا رئيسيًّا في انتشار الممارسات والمؤسّسات الرأسمالية في جميع أنحاء أُورُوبا.
العالم الاجتماعي الشيوعي كارل ماركس تناول البروتستانت ضمن أعماله الأوسع خَاصَّة في “رأس المال” وكتاباته الصحفية، ولم يكن تناوله لها إيجابيًّا، بل انتقدها من منظور مادي تاريخي، مُركزاً على علاقتها بتطور الرأسمالية، وبالأخص فرعها الكالفيني الذي يعتبر في بعض الفرضيات “اليد الخفية” المتحكمة في مجريات العالم. نجد من هذه الأُطروحات أن مبادئ البروتستانتية أسهمت في صياغة “روح الرأسمالية” بتحويل تراكم الثروة من خطيئة – كما كان يُنظر إليها في ظل هيمنة المذهب الكاثوليكي الذي لم تكن رؤيته الشمولية تتلاءم مع النظام الرأسمالي والصناعي القائم على المنفعة المادية والنظرة الدنيوية – إلى مؤشر على النجاح الروحي بحيث تكون الأولوية للمكاسب المادية والنجاح الدنيوي. ومن المهم ملاحظة أن تحليل المفكر الماركسي كان مبنيًا على مفهومه المادي التاريخي، وهو مفهوم يُفسر التاريخ؛ باعتبَاره صراعًا بين الطبقات الاجتماعية.
النزعة الاستعمارية والعهد القديم:
من هذا يمكننا أن نستنتج أن هناك علاقة بين الصهيونية والثورة الصناعية، فضلاً عن إرساء الرأسمالية الحديثة، وهذا واضح بشكل خاص في حقيقة أن النزعة الاستعمارية والتوسعية للصهيونية المسيحية تتوافق بشكل كبير مع منطق النظام الرأسمالي (الإمبريالية). ويتضح أن العلاقة الجدلية بين البروتستانتية والرأسمالية، وكذلك بين البروتستانت والصهيونية المسيحية، تعود جذورها إلى بروز الأفكار الدينية والعقائد الاقتصادية التي غُرست في المجتمع الأُورُوبي خلال القرون الـ 16، 17، 18، ومهّدت الطريق لنمو الرأسمالية وتنامي نفوذ اليهود فيها.
كان هناك تاريخ طويل من التفاعل والتواصل بين المسيحيين واليهود في أُورُوبا، وتجلى هذا بوضوح عقب نشوء المذهب البروتستانتي في القرن السادس عشر، والذي كان يعطي أولوية تقديم العهد القديم على العهد الجديد، مما خلق نوعاً من التقارب الثقافي والديني بين اليهود والبروتستانت. والعهد القديم، بما يحويه من نصوص تتحدث عن الثراء والازدهار المادي، يعتبر متوافقًا مع أهداف الرأسمالية، مُشكّلاً إطارا أيديولوجيًّا لدعم هذا التوجّـه. والعديد من الحكايات والقصص في العهد القديم تصف بتفصيل حياة الأنبياء والقادة الذين حازوا على الثروة والسلطة، وتمجد المنافسة والطموح الفردي في سبيل الوصول إلى المكانة والمقام الاجتماعي كهدف أسمى للإنسان.
من الضروري التوضيح أن العهد القديم هو مصدر التشريع الديني اليهودي، يحتوي على التوراة (الخمسة أسفار الأولى) تروي قصة الشعب اليهودي من بداياته مع النبي إبراهيم حتى فترة ما قبل العصر الهلنستي، وهو المرجع الرئيسي للرؤية الكونية والخطة الإلهية للبشرية من منظور اليهود.
تاريخيًّا، اليهود تغلغلوا في عالم المال والاقتصاد، وكانوا تجارًا وسماسرة في الحضارات الكبرى، ويمارسون أنشطتهم في التجارة والربا والمصرفية، حتى أنهم أصبحوا مع مرور الوقت في أُورُوبا هم الوحيدون المسموح لهم بإقراض الأموال، وهذا ساهم في تراكم ثرواتهم بسرعة خَاصَّة بالتزامن مع تزايد الطلب على النقد في ذلك الوقت.
النبوءات التوراتية:
بدأت العلاقة الأكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية مع كتابات مارتن لوثر في عام 1523، ودفاعه المستميت عن اليهود خلال كتابه “المسيح ولد يهودياً” واعترف بأصولهم المشتركة مع المسيحيين، وذلك قبل أن ينقلب لاحقًا على أفكاره السابقة التي انتقد فيها اليهود وطالب بطردهم من أُورُوبا. وتكرّرت هذه الأنماط من معأدَاة السامية، التي تحولت إلى دعوات صهيونية، في الحضارة الغربية، مثلما يتضح في مقدمة آرثر جيمس بلفور لكتاب ناحوم سوكولوف عن تاريخ الصهيونية، التي تشير إلى أن الدوافع وراء دعمها لم تكن دائماً خالصة، إنما تكون مدفوعة برغبة في التخلص من اليهود من أُورُوبا، باستخدام فلسطين كحل نهائي.
لكن الكنيسة الأصولية البروتستانتية كان لها وجهة نظر مختلفة تتمثل في الاعتقاد بأن قيام “دولة إسرائيل” هو أمر ديني؛ لأَنَّه تجسيد لنبوءات الكتاب المقدس، وترى أن من واجبها الدفاع عن اليهود وحقهم في وطن، على اعتبار أنهم هم شعب الله المختار، والمفضل على سائر الأمم، وأن هناك عهدًا إلهيًّا يربط اليهود بفلسطين، وامتد هذا الاعتقاد إلى المجيء الثاني للمسيح، والذي كان يعتقد أنه مرتبط بإنشاء “دولة “إسرائيل” الصهيونية” في فلسطين.
ما نتفق عليه حَـاليًّا هو أن التفاعل المركب بين هذه الثلاثية الفكرية والسياسية – البروتستانتية والرأسمالية والصهيونية المسيحية – أسهم لدرجة كبيرة في إعادة هندسة النظام العالمي الجديد في القرنين التاسع عشر والعشرين، وأن الدعم السياسي والاقتصادي المتبادل بين هذه المكونات قاد إلى بلورة مراكز القوى الجديدة في الغرب، وانتشار النفوذ الاستعماري والرأسمالي في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط، إلا أن ما يثير الاهتمام أكثر هو إرهاصات ودعائم صعود الصهاينة إلى منطقة القدرة على التحكم بالقرار الأمريكي، وعما إذَا كانت الأسباب تعود لمعتقدات دينية أم لعوامل سياسية وجيو – اقتصادية.
كان ذلك في أوائل القرن السابع عشر عندما زرعت بذور الصهيونية المسيحية لأول مرة، وحين بدأت مجموعة من اللاهوتيين البروتستانت، مدعومين بالتفسير المتحمس لنبوءات الكتاب المقدس، في الدعوة إلى إعادة الشعب اليهودي إلى وطن أجداده ضمن أيديولوجية تقوم على فكرة أن عودة اليهود إلى فلسطين من شأنها أن تعجل بالمجيء الثاني للمسيح، ومن ثم تتحقّق خطة نهاية العالم التي وضعها الله، وفقًا للمعتقد الصهيوني.
الحركة الصهيونية سرعان ما اكتسبت قوة جذب بين الدوائر الإنجيلية، وشقت طريقها من أروقة البيت الأبيض إلى مجالس إدارة الشركات المتعددة الجنسية إلى مواقع النفوذ، وتشكيل السياسة والآراء بما يتناسب مع أجنداتها الأخروية المزعومة. طبعًا البروتستانت الأمريكيون يمثلون أكبر القوى الداعمة لإنشاء “الوطن القومي لليهود في فلسطين”، إذ يشكلون أكثر من 65 % من المسيحيين في الولايات المتحدة، مقابل 30 % فقط من الكاثوليك. وتستخدم الحكومات الأمريكية تفسيرات دينية لتبرير دعمها للصهاينة، ومن أمثله ذلك ما ذكره جيري فالويل من أن “الله بارك أمريكا؛ لأَنَّ أمريكا باركت اليهود”.
اللوبي الصهيوني والدعم الأمريكي:
الحركة الصهيونية نجحت في تأسيس شبكة متشعبة من المؤسّسات؛ بهَدفِ توفير كافة أشكال المساندة لما تسمى “دولة إسرائيل”. وبذلك أضفت الحركة الصهيونية طابعًا مؤسّسيًّا على موقف الولايات المتحدة الداعم لمشروعها. وأصبحت هذه الشبكة المترابطة من المنظمات الصهيونية آلية فعّالة لتوجيه السياسة الأمريكية لخدمة أهداف الحركة الصهيونية. وتُعدّ لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، أبرز هذه المؤسّسات، فهي تشبه إلى حَــدّ كبير منظمة “مسيحيون متحدون؛ مِن أجلِ إسرائيل”، وتعمل جنبًا إلى جنب مع مؤسّساتٍ أُخرى قوية، مثل “مؤتمر القيادة المسيحية؛ مِن أجلِ إسرائيل” و”السفارة المسيحية العالمية في أورشليم”، لتشكيل قوة ضغط مؤثرة تُعزز موقف الكيان الإسرائيلي في الساحة الدولية.
وهيمنت هذه المؤسّسات، على عملية صنع القرار الأمريكي، مُؤمِّنة بذلك تدفّق مليارات الدولارات من المساعدات لـ “إسرائيل”، مع إخماد أي انتقاد لسجلها الحقوقي. خلال حرب 1967 على سبيل المثال، قدمت أمريكا للكيان مساعدات تفوق ما قدمته له طيلة الـ 20 عاماً السابقة، وفي عام 2016، وقعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما اتّفاقية مع الإسرائيليين تقضي بتزويدها بحزمة مساعدات تبلغ قيمتها 38 مليار دولار خلال عقد كامل. ويأتي الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي أَيْـضاً على شكل أسلحة متطورة ومتقدمة تساعد في تطوير جيشها، إلى جانب الدعم السياسي غير المحدود في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية.
مما تقدم، يمكن القول أن الدعم الأمريكي للصهيونية، المتجذر في علاقة معقدة بين البروتستانتية الأصولية والرؤية الجيوسياسية للولايات المتحدة، لا يمثل مُجَـرّد تحالف استراتيجي عادي. فالكيان الإسرائيلي بالنسبة للولايات المتحدة إلى جانب كونه قلعة جيوسياسية تُؤمِّن نفوذها، وتحافظ على مصالحها الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط والموارد، فهو كما تحدثنا آنفًا يرتبط بالمعتقدات الدينية التي تؤمن بها البروتستانتية الأمريكية، وبالتالي التفسير الإنجيلي لنبوءات العهد القديم حول عودة اليهود إلى أرض فلسطين قد أرسى الأَسَاس اللاهوتي للدعم الأمريكي المتواصل للمشروع الصهيوني.
إجمالاً، تكمن خلف الأسباب المذكورة حقيقة أعمق وأكثر قتامة: لقد أسهم الدعم الأمريكي في ترسيخ نظام يُعطي الأولوية لمصالح القلة على حساب الكثرة، ويميز الأيديولوجية على الإنسانية، ويخلق عالمًا فيه السعي إلى السلطة والنفوذ هو الهدف الأسمى بناء على مبدأ “الغاية تبرّر الوسيلة”، دون أدنى اهتمام بالعدالة الاجتماعية، وبحقوق الإنسان، وبالمعاناة التي تلحق بالشعوب نتيجة هذا النظام القائم على الظلم والهيمنة.
————————————-
المسيرة – محمد بن عامر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الصهیونیة المسیحیة الحرکة الصهیونیة الدعم الأمریکی النظام العالمی الشرق الأوسط العهد القدیم الصهیونیة ا عالم ا
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: عدم العودة مرة أخرى لتخفيف الأحمال خلال شهور الصيف.. استمرار العمل في إدخال التكنولوجيا الحديثة وحوكمة منظومة العدادات وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ان الدولة تتحمل دعما سنويا لأسعار الكهرباء للمواطنين وبرامج التنمية يصل إلى 190 مليار جنيه وذلك بعد تحريك أسعار الغاز الموردة لمحطات توليد الكهرباء من ثلاثه إلى 4 دولارات للمليون وحدة حرارية بالإضافة إلى الدعم الذي تتحمله الدولة فى أسعار الغاز والذي يصل لأكثر من 10 دولارات مقارنة بأسعاره العالمية لكل مليون وحدة حرارية وذلك دعما لبرامج التنمية والمواطنين، مؤكدا أن تكلفة إنتاج الكيلووات ساعة في مصر تماثل المعدلات العالمية وتماثل التكلفة في الدول المجاورة سواء السعوديه أو الإمارات ويبلغ معدل استهلاك الوقود لإنتاج الكيلووات ساعة ما بين 160 الى 170 جرام.
عدم العوده لتخفيف الأحمال
وأشار إلى أن هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الدولة لعدم العودة مرة أخرى لتخفيف الأحمال خلال شهور الصيف وأن رئيس الوزراء أكد على ذلك وأنه تم عقد اجتماع مع وزارة البترول والوزارات المعنية تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى لبحث سبل توفير متطلبات تشغيل المحطات توليد الكهرباء من الوقود خلال شهور الصيف بما يمكن من استقرار التيار لكافة المواطنين وبرامج التنميه دون انقطاع
لا نلجأ لزياده الأسعار
وأكد الوزير أن الوزارة لا تلجا لزيادة الأسعار لشرائح الكهرباء إلا بعد نفاد كل الطرق لتلبية متطلبات مشروعاتها وأنه لا خطط حاليا لزيادة الأسعار وأنه يتم اللجوء إلى جهات التمويل التى توفر تمويلات ميسرة وكذلك ترشيد استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادى لمحطات التوليد ومواجهة الفقد فى الكهرباء سواء الفقد الفنى او السرقات بكل حزم لتقليل تكاليف انتاج الكيلو وات
التكنولوجيا الحديثة وحوكمة منظومة العدادات
وأكد الدكتور محمود عصمت على استمرار العمل في إدخال التكنولوجيا الحديثة وحوكمة منظومة العدادات وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين وهناك متابعة لتنفيذ مشروعات تطوير شبكات توزيع الكهرباء ومراكز التحكم وإحلال العدادات العادية والعدادات مسبقة الدفع والعدادات ذكية وتطوير مراكز خدمة العملاء واستحداث التكنولوجيا الحديثة لتحسين جودة الخدمات المقدمة للمشتركين فى إطار خطة تدعيم وتطوير الشبكة القومية الموحدة مشيرا إلى مشروعات تحسين كفاءة الطاقة التي يقوم بها القطاع لتحسين جودة الخدمة وتحقيق الرضاء العام للمواطنين وكذلك الإجراءات التى تتم للتيسير على طالبى الخدمة والتوسع فى تركيب العدادات الكودية فى إطار القواعد المنظمة لذلك.
وقال الدكتور عصمت أنه لا مجال إلا أن يحصل المشترك على خدمة كهربائية لائقة تتفق وحجم الإنجاز الذى تم في البنية الأساسية على مستوى الدولة بصفة عامة وقطاع الكهرباء بصفة خاصة،مؤكدًا حرصه الدائم على المتابعة الدورية لمنظومة الشكاوى بالوزارة للتحقق من حسم شكاوى المواطنين بشكل فورى وسرعة الاستجابة لأى شكاوى ترد من المشتركين عبر قنوات الشكاوى المخصصة لذلك مشيرًا إلى حرص الوزارة على التعامل الإيجابي والفعال مع كافة الشكاوى والوقوف على أسبابها لحلها وتفادي تكرارها فى المستقبل،مؤكدا على ضرورة الإهتمام برفع مستوى الأداء فى القطاعات والادارات المختلفة بالشركات والحرص على تطبيق برامج الصيانة وفقا للمعايير والأكواد العالمية بجداول زمنية وتوقيتات محددة ومعلومة لمشغل الشبكة القومية للكهرباء وصولا لتحقيق الكفاءة العامة للتشغيل وتفعيل كل الآليات الخاصة بدقة القراءات والتأكيد على تفعيل برنامج القراءة الموحد وتكثيف الجهود فى التفتيش لمواجهة سرقات التيار الكهربائى مشيرًا إلى دور شركات توزيع الكهرباء كواجهة للقطاع وحلقة الوصل المباشر مع المواطنين وأن شركات التوزيع تعكس حجم الجهود المبذولة فى قطاع الكهرباء
استقرار التيار خلال الاجازات الرسمية والاعياد وشهور الصيف
حيث يعمل قطاع الكهرباء على تنفيذ عدد من المحاور لتامين متطلبات المواطنيين واستقرار التيار لكافة الاستخدامات خاصة خلال الاجازات الرسمية والاعياد وشهور الصيف من الكهرباء واستكمال تنفيذ الخطة العاجلة لتحسين جودة التغذية الكهربائية والحفاظ على استقرار واستدامة وتحسين معدلات الاداء وتحقيق كفاءة التشغيل وضمان تقديم خدمات لائقة على كافة الاستخدامات فى التوقيت الذى يتخذ فيه كافة الإجراءات لمواجهة سرقة التيار الكهربائي على كافة الاستخدامات وخفض الفقد التجاري والفنى
وأكد الدكتور عصمت أن تنفيذ هذه المحاور من خلال عدد من الزيارات الميدانية لشركات انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء إلى جانب سلسلة من الاجتماعات عقدها وقيادات القطاع شملت نائبة الوزير المهندسة صباح مشالى ورئيس القابضة للكهرباء المهندس جابر الدسوقى ورئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء المهندسة منى رزق حيث استعرض الوزير خطة العمل خلال العطلات الرسمية لتأمين متطلبات المواطنيين من الكهرباء والوقوف على الواقع الفعلي للشبكة القومية والخدمات المقدمة للمواطنين وظاهرة سرقة التيار والتعاون والتنسيق مع شرطة الكهرباء ولجان الدعم والمتابعة والمرور بالوزارة والشركة القابضة
وناقش الدكتور عصمت نماذج من نتائج الأعمال خلال الشهور الماضية وكذلك المتغيرات لتحسين جودة التغذية وتأثير ذلك على المشتركين ومواجهة التعدى على الكهرباء وأبرز الحالات التى تم ضبطها ووجه الدكتور محمود عصمت بمواصلة العمل على جميع المسارات لخفض معدلات الفقد وان تكون كميات الطاقة المشتراة والمباعة والمقارنات لمعرفة الفقد والهدر دائما حاضرة امام العاملين فى الأقسام المعنية، وكذلك المرور والتفتيش ومتابعة موقف العدادات المعطلة والعدادات مسبقة الدفع والمقارنة بين عدد محاضر سرقة الكهرباء التى تم تحريرها وما تم تحصيله فعليا، والمراجعة المستمرة لخطط الصيانة وتوقيتها المحددة للحد من الأعطال واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة بما فى ذلك قياس الأحمال للكابلات والمحولات وقياس نقاط الربط مع محولات نقل الكهرباء وغيرها لخفض معدلات الأعطال وتحسين التغذية الكهربائية
شدد الوزير على ضرورة قيام الشركات بإعداد تقرير أسبوعى بالضبطيات وسرقة الكهرباء وتركيب العدادات الكودية وأبرز الحالات وكميات الوفر فى الطاقة ومعدلات التحصيل والتوسع فى تركيب العدادات المجمعة لأكشاك التوزيع واللوحات مؤكدا عدم التهاون فى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والتصدي لسرقات التيار الكهربائي ومنع الوصلات الغير قانونية والتى ينتج عنها أضرار بالغة للشبكة الكهربائية مضيفا ان نسب الفقد الناتج عن سرقات التيار الكهربائى تكبد الدولة خسائر مالية كبيرة بالإضافة إلى الإضرار باستقرار الشبكة نتيجة دخول أحمال مفاجئة غير مخطط لها تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي موضحا ان خطة العمل مستمرة للتوسع فى استخدام التكنولوجيا الحديثة وحوكمة منظومة العدادات وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين،
سيمنس ليست معروضه للبيع
واكد الوزير ان محطات سيمنس الثلاث بالعاصمة الادارية وبنى سويف والبرلس طاقة 14 الف و800 ميجاوات هى ركيزة الشبكة القومية حاليا وهى لست معروضة للبيع ولا يوجد حديث عن ذلك خاصة وانها الاقل استهلاكا للوقود والأعلى كفاءة موضحا ان الاجراءات التي تم اتخاذها وتغيير انماط تشغيل لمحطات التوليد وفرت ما بين 5 الى 6% في استهلاك الوقود مقارنة بنفس المعدلات العام الماضي وبنفس القدرات المنتجه مما وفر للدوله أكثر من 16 مليار جنيه خلال 6 شهور وذلك نتيجه لاستقرار امدادات الغاز وتشغيل محطات التوليد دون توقف كما نجح القطاع فى توفير حوالى 7 مليارات جنيه تم تحصيل 4 مليارات منها من تشديد الرقابة على سرقات التيار وتوفير الطرق المشروعة للمواطن لتركيب العدادات.
جاء ذلك خلال الجولة التفقدية لوزير الكهرباء الى محافظة الإسماعيلية والتى رافقه فيها اللواء اكرم جلال محافظ الاسماعلية وشملت عدد من القطاعات التابعة فى نطاق المحافظة منها مركز التحكم الاقليمى لمنطقة القناة وشركتى شرق الدلتا لإنتاج الكهرباء والقناة لتوزيع الكهرباء وافتتاح مركز البيانات التبادلي ومركز خدمة المستثمرين ومركز الطباعة وتابع تطوير الاداء وتأمين التغذية الكهربائية لأكثر من ٥ مليون مشترك بمحافظات القناة وسيناء والبحر الاحمر والشرقية ورافق الوزير عدد من قيادات الكهرباء منهم المهندس سامى ابو وردة رئيس شركة توزيع كهرباء القناة والمهندسة منى رزق رئيس الشركة الممصرية لنقل الكهرباء.
واستمع الدكتور محمود عصمت إلى عرض توضيحي قدمه المهندس سامى أبو وردة رئيس الشركة حول آلية عمل المراكز الثلاث حيث اوضح ان مركز البيانات التبادلى بشركة القناه والمتصل بمركزي بيانات الشركة ويعمل كاحتياطى لمركز البيانات الرئيسى لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة في حالة الطوارئ ويعتبر مركز خدمة المستثمرين اول مركز متخصص من نوعه في وزارة الكهرباء وتم إنشاؤه مطابقا للهوية البصرية الموحدة ويعمل من خلال عمالة مدربة وذات كفاءة عالية ومجهزة للتعامل والرد علي كافة الإستفسارات وتنفيذ المهام المطلوبة طبقا للوائح المنظمة وكذلك مركز الطباعة والإصدار الذي يضم أحدث ماكينات الطباعة وفقا لأعلى مستويات التكنولوجيا العالمية ويقوم بالوفاء بكافة متطلبات شركة القناة من المطبوعات والوفاء بكافة احتياجات الشركات الشقيقة والهيئات التابعة للوزارة بجودة متميزة وبأسعار أقل من السوق المحلية، كما يوفر التأمين الكامل لكافة البيانات الخاصة بالإصدار بجودة فائقة
وكان قد شارك الدكتور محمود عصمت العاملون افطارهم واجرى حوارا مفتوحا معهم اكد خلاله ان إنشاء مراكز البيانات يتم طبقًا لأحدث المواصفات الفنية العالمية وتتضمن كافة وسائل ضمان الحماية والأمان والسريه لكافة البيانات والاستمرارية والمركزية وتم تجهيز هذه المراكز بأحدث وسائل مكافحة الحرائق باستخدام الأساليب العلمية والأجهزة ونظم الاتصالات والتبريد المتقدمة مشيرًا إلى أن قطاع الكهرباء يعمل من خلال رؤية متكاملة واستراتيجية عمل وخطط تنفيذية محددة لتحقيق أمن الطاقة وتحديث وتطوير وتدعيم الشبكة الموحدة وزيادة قدرتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وميكنة التعامل مع المشتركين فى ضوء خطة الدولة للتحول الرقمي.