لا تضحكوا: النفط مقابل التمور الأردنية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لم نتعرف حتى الآن على نوايا حكومتنا الرشيدة وسعيها الحثيث لدعم الاقتصاد الأردني ؟. ولا ندري لماذا لا نتعلم من تجارب البلدان الواعية التي رفعت أشرعتها وأبحرت بسفنها صوب البلدان المتقدمة جدا، وصوب المراكز العلمية المرموقة من أجل تسريع نهضتها، وضمان تفوقها، وتحسين مستوياتها نحو الأفضل.
كنا نأمل ان يرتبط مصير نهضتنا المؤجلة بالمؤسسات الصينية واليابانية والفرنسية والألمانية والهولندية، وغيرها من البلدان المتفوقة علينا، وكنا نتطلع للاستفادة من علومهم وتجاربهم، ونقتفي أثرهم في دروب النجاح والتألق، فعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم، وتأتي على قدر الكرام المكارم. .
لكننا فوجئنا في الأعوام القليلة الماضية اننا تقهقرنا إلى الوراء، وتغيرت بوصلة مؤسساتنا نحو الأردن الفقيرة المضطربة لاسباب ودوافع مجهولة ومشكوك فيها ومثيرة للجدل. .
خذ على سبيل المثال: قرار مجلس الوزراء (في زمن الكاظمي) بالموافقة على اعفاء المنتجات الأردنية (الزراعية والصناعية) من الرسوم الجمركية والضريبية. والسماح بوصولها إلى مدننا حتى لو لم تكن أردنية المنشأ. يكفي ان تكون مدموغة بعبارة (صنع في الأردن) والسلام. في مخالفة صريحة لقانون حماية المنتج الوطني العراقي. .
ثم فوجئنا بمشروع ترحيل نفطنا إلى الأردن بأنابيب تمتد لمسافة 1800 كم على نفقتنا، من دون ان تخسر الأردن فلسا واحداً، ثم نبني لهم المصافي النفطية ومحطات تصعيد الضخ. .
والأغرب من ذلك كله هو إيفاد فريق من العراقيين إلى الأردن لتعلم زراعة النخيل وتعليب التمور وصناعة دبس الدمعة، بينهم مجموعة من المختصين بالفقه والتفسير والتلاوة لتفحص كثبان البادية الأردنية، ونقل تجاربهم الزراعية (إن صح التعبير) إلى ضفاف شط العرب، ومن ثم تعليم اصحاب البساتين في البصرة الأساليب البدوية في تحسين ثمار الخضراوي والبرحي والقنطار والحلاوي والساير، فهل تحققت نبوءة حسين نعمة عندما غنى: (نخل السماوة يقول سعف وكرب ظليت ما بيه تمرة) ؟. وماذا عن اللوحة التي رسمها الجواهري للنخل ذو السعفات الطوال، وعن سيد الشجر المقتنى، هل رسمها لبراري إربد أم رسمها لتلال الكرك والزرقا ؟. .
بس اريد أفتهم شنو علاقة العلوم الدينية بزراعة البطيخ والبرتقال ابو صرة ؟. وهل تغيرت تضاريس الصحراء الأردنية الوعرة فتدفقت فيها الجداول والينابيع والأهوار والسواقي والانهار الموازية لدجلة والفرات، فالأردن كما هو معروف تعيش على مياه الآبار ومياه الأمطار. .
اما الخبر الذي لا يصدقه العقل ولا يقبله المنطق، فهو اتفاق حكومتنا مع الأردن للربط الكهربائي، لتزويدنا في المرحلة الأولى بنحو 40 ميغاواط من الطاقة الكهربائية الفائضة عن حاجة الأردن، على أن ترتفع إلى 150- 200 ميغاواط في المرحلة الراهنة التي سوف تكتمل قريباً. بمعنى ان العراق يستورد الآن طاقته الكهربائية من المحطات الأردنية التي تعمل بالنفط العراقي ؟. .
امر عجيب والله. . أيعقل ان العراق الذي يمتلك اكبر حقول النفط والغاز في كوكب الأرض غير قادر على انتاج الكهرباء، ويضطر إلى استيرادها من الأردن التي تعيش على النفط العراقي المشحون اليها بأسعار تفضيلية مخفضة جدا جدا ؟. .
لو عدنا إلى عام 1971 سنكتشف ان الاقتصاد العراقي كان الأقوى في آسيا. كان الدينار = 3,3 دولار امريكي، وكان العراق يصنع ويصدر، ويزرع ويصدر، وينتج النفط ومشتقاته ويصدرها بسفنه العملاقة إلى الهند والبرازيل وجنوب شرق آسيا، وكانت سفن الصيد العراقية تعمل في جزر الكناري والقرن الأفريقي والسواحل الموريتانية. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي: إسرائيل تعرقل وقف إطلاق النار
قال فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، إنه من الواضح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتعمد، عندما يكون هناك جهود دولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فتح مساحات جديدة للصراع، مشيرًا إلى أن ذلك هو منهج الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لبدأ الأزمة.
وأضاف «الشمري» خلال مداخلة بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن العراق يرفض التهديدات الإسرائيلية بشأن الرد على هجمات الفصائل التي تخرج من أراضيه، وأنه أبلغ مجلس الأمن وشركائه الدوليين وأصدقائه في دول الجوار بشأن تلك التهديدات، ويتواصل بشكل مستمر مع شركائه في الولايات المتحدة الأمريكية، لردع أي محاولات اعتداء إسرائيلي على الأرض العراقية.
وأوضح المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، أن شركاء العراق في التحالف الدولي، والولايات المتحدة، مطلعين على حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية لمنع أي هجمات تستخدم الأرض العراقية منطلقًا لها، لافتًا إلى أن الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية والقوات العسكرية لاحقت الكثير من الجماعات وأيضًا في نفس الوقت أوقفت الكثير من منصات الإطلاق الصاروخية.
وسط تدابير واسعة.. أمريكا تحذر العراق من هجوم إسرائيلي محتمل الأرض العراقيةوشدد على أن المسار الذي أخطه العراق لنفسه منذ سنة، وفي خضم هذه الأزمة التي تعيشها المنطقة، هو مسارًا دبلوماسيًا وسياسًا، من خلال فضح الإجراءات والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي تقوم بها عبر سياسة الأرض المحروقة، وإغاثيًا من خلال تقديم الدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني المظلومين.
وأكد أن الحكومة العراقية لا تريد بأي شكل من الأشكال أن يتحول العراق لساحة صراع أمني وعسكري لأي طرف من الأطراف وهي تمضي بهذا الاتجاه.