العمليات الفدائية.. كابوس يُلاحق الصهاينة ويكشف هشاشته الأمنية
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
وفي هذا السياق، تشهد الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة تصاعُداً في عمليات المقاومة ضد جنود العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه، ما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات منهم، وتتوزع هذه العمليات بين إطلاق نار ودهس وطعن، واستهداف نقاط عسكرية ومستوطنات مختلفة وأدت إلى مصرع 50 صهيونياً على الأقل منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وجاءت عملية الدهس البطولية قرب قاعدة “غليلوت” الصهيونية العسكرية شمال “تل أبيب”، أمس الأحد، كواحدة من أكثر العمليات قوة منذ بدء حرب الإبادة على غزة في السابع من أكتوبر 2023، ليس فقط من ناحية عدد القتلى والمصابين من الجنود حيث قُتل فيها ستة جنود صهاينة وأصيب 50 آخرين، بل أيضاً من حيث موقع التنفيذ قرب قاعدة عسكرية تضم مقرات الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، بما في ذلك “الموساد”، و”وحدة 8200″ التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية.
وبعد ساعات من عملية الدهس هذه التي نفذها سائق فلسطيني صدم بشاحنته حشداً من المسافرين في محطة للحافلات بـ”غليلوت” شمال “تل أبيب”، سجلت شرطة العدو الصهيوني، مساء الأحد، محاولة دهس جديدة استهدفت جنودا صهاينة بالقرب من قرية “حزما” بالضفة الغربية المحتلة.
ولم تقتصر هذه النوعية من العمليات البطولية الفردية غير المنظمة على العمليات الفدائية فقط، بل ظهرت أيضاً من خلال تصدي المقاومين الفلسطينيين لاقتحامات جيش العدو الصهيوني للمناطق المحتلة، وإعدادهم المُسبق باستخدام العبوات المتفجرة محلية الصنع وغيرها من وسائل المقاومة.
وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية، فقد شهدت مناطق الضفة الغربية المحتلة خلال شهر سبتمبر الماضي 168 عملية إطلاق نار، وأربع عمليات دهس وطعن، و130 إلقاء لعبوات وزجاجات حارقة استهدفت جنود العدو الصهيوني في مناطق عدة.
وذكرت إحصائية لمركز معلومات فلسطين (معطى) أنه ومنذ الحرب على غزة، نُفذت 63 عملية نوعية من بينها 23 عملية دهس، و40 عملية طعن، عدا عن 1840 عملية إطلاق نار، أسفرت عن مصرع 50 جندياً ومستوطناً صهيونياً، وإصابة 379 آخرين.
وكشف جيش العدو الصهيوني، في بيان له مؤخراً، حصيلة عمليات إطلاق القذائف والصواريخ ضد الكيان الغاصب منذ اندلاع الحرب قبل عام، في السابع من أكتوبر.. قائلاً: إن “إسرائيل” تعرضت “لأكثر من 26 ألف عملية إطلاق”، دون تفسير نوعية القذائف وعدد كل منها.
وأشار البيان الصهيوني إلى أنه “تم إطلاق 13,200 صاروخ من قطاع غزة، و12400 عملية إطلاق من لبنان، و400 من إيران، و180 من اليمن، و60 من سوريا”.
وتُشكّل العمليات الفردية التي ينفذها شبان فلسطينيون تحدّياً صارخاً لكيان العدو الصهيوني، الذي يسعى بممارساته الوحشية ضد الفلسطينيين أن يثنيهم عن تنفيذ هذا النوع من العمليات، متناسياً أنَّ الممارسات الوحشية لجيشه، والمجازر المرتكبة بحق قطاع غزة منذ أكثر من عام، ما هي إلا وقود لهذه العمليات.
ومع تبدل المشهد السياسي والأمني الصهيوني بعد عملية “طوفان الأقصى”، عادت العمليات الفدائية الفردية بقوة، ما عمق المخاوف الأمنية من عودة مشاهد العمليات الاستشهادية إلى العمق الصهيوني والأسواق التجارية، والحافلات، ومراكز الترفيه، لاسيما بعد عملية تفجير الشاحنة في “تل أبيب” في 18 أغسطس الماضي بعبوة ناسفة، تبنتها كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس.
من جانب آخر برزت العمليات الفدائية القادمة من الحدود الشرقية الأطول مع كيان العدو الصهيوني، عبر عمليات فردية بادر إليها شبان أردنيون عبر الحدود، عكست فيها عملية معبر الكرامة التي نفذها الشهيد ماهر الجازي في الثامن من سبتمبر، وعملية البحر الميت في 18 أكتوبر للشهيدين حسام أبو غزالة وعامر قواس، إثر عملية “طوفان الأقصى” في فتح جبهات جديدة لطالما عبرت سلطات العدو الصهيوني عن مخاوفها الأمنية منها.
وكان قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، قد أشاد في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف، بالعملية الفدائية الجهادية التي نفذها الشهيد الأردني ماهر الجازي.. قائلاً: إن العملية البطولية الجهادية للشهيد ماهر ذياب الجازي الأردني كانت عملية مؤثرة ومزعجة للعدو الصهيوني ومقلقة له.
وأكد أن العملية البطولية للشهيد الجازي دليل على أنه لا يزال هناك في الشعب الأردني من يحملون التوجه الصادق الوفي لنصرة فلسطين.. مبيناً أن عملية الشهيد الجازي كانت فردية وبسلاح بسيط، لكنها كانت ذات أثر كبير على العدو الصهيوني.
ويبدو أن صناعة توازن الرعب وتوازن الردع، هذا ما حققته المقاومة الفلسطينية بعد عملية “تل أبيب” الاستشهادية، فحين تصيب عصب الأمن الصهيوني والأمن الفردي لكل مستوطن بما يجعله عرضة للاستهداف في أي مكان وزمان تكون قد أعدت توازن الردع في هذه المرحلة الحساسة.
ويرى مراقبون، أنه أيا تكن حيثيات العملية وتفاصيلها، فهي تعُد استثنائية، تنبئ أولاً بعودة العمليات الفدائية إلى قلب المدن في الداخل المحتل، في سيناريو يُشكل مصدر قلق للمنظومة الأمنية والاستخباراتية، ومن شأنه إعادة المستوطنين إلى سنوات الرعب، بعدما اعتقد هؤلاء أن مدنهم، وعلى رأسها “تل أبيب”، في مأمن.
وقد دشنت حركة حماس هذا النوع من العمليات الفدائية بشكل نظامي للمرة الأولى رداً على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف يوم 25 فبراير 1994 والتي نفذها عضو حركة كاخ المتطرفة، المستوطن المتطرف باروخ غولدشتاين، الذي أطلق النار على المصلين الفلسطينيين أثناء صلاة الفجر داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية، مما أسفر عن 29 شهيداً وأكثر من 125 جريحاً.
وكرد فعل على هذه المجزرة، قامت حركة حماس بأولى عملياتها “الفدائية”، في “تل أبيب” يوم 19 أكتوبر 1994 من خلال تفجير حافلة في شارع ديزنغوف، مما أسفر عن مصرع أكثر من 20 صهيونياً وإصابة 104 آخرين.
وبحلول نهاية تسعينيات القرن الماضي، وسّعت الحركة نطاق عملها “الفدائي” احتجاجًا على اتفاق أوسلو المُوقع بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية.. وقتها، أصبحت العمليات الفدائية السلاح الرئيسي لكل الفصائل الفلسطينية الرئيسية والفاعلة على الساحة.
وارتفعت وتيرة العمليات “الفدائية” بين عامي 2000 و2005، من كافة الفصائل الفلسطينية، ليبلغ عددها 135 عملية، كان نصيب حركة حماس وحدها منها 54 عملية بنسبة 40 في المائة تقريبا.
ولكن مع تبدل المشهد السياسي والأمني بعد “طوفان الأقصى”، عادت العمليات “الفدائية” خيارا على الطاولة مُجدداً، مع استمرار حرب الإبادة الصهيونية ضد قطاع غزة طيلة عام كامل تقريبا، والضغط المتزايد في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
أبرز العمليات الفدائية منذ عام 2000
وشهد الكيان الغاصب عدداً من العمليات الفدائية النوعية التي تبنتها فصائل المقاومة الفلسطينية منذ الانتفاضة الثانية؛ كان أشدها وقعا التي حدثت في بدايات الألفية الثالثة..
وهذه أبرز العمليات الفدائية منذ عام 2000:
– مصرع 21 صهيونياً في عملية بملهى ليلي على شاطئ “تل أبيب” في الأول من يونيو 2001.
– مصرع 23 صهيونياً بتفجير محطة الحافلات المركزية وسط “تل أبيب” في الخامس من يناير 2003.
– مصرع 24 صهيونياً بعد تفجير شاب نفسه بحافلة بالقدس في 19 أغسطس 2003.
– مصرع 21 صهيونياً في عملية لحركة الجهاد بمطعم في حيفا في الرابع من أكتوبر 2003.
– مصرع 16 صهيونياً في هجوم مزدوج عند التقاء خطي حافلات في بئر السبع في 31 أغسطس 2004.
– مصرع 11 صهيونياً في تفجير بمطعم في “تل أبيب” في 17 أبريل 2006.
– مصرع ثلاثة صهاينة في تفجير بمخبز في إيلات شمال قطاع غزة في 29 يناير 2007.
– إصابة 20 صهيونياً بتفجير عبوة ناسفة في حافلة بالقدس في 18 أبريل 2016.
وكشفت معطيات جهاز الأمن العام الصهيوني “الشاباك” عن ارتفاع العمليات الفدائية الفلسطينية ضد جيش الاحتلال والمستوطنين في عام 2022، ما تسبب بقلق كبير لدى أجهزة أمن الكيان الغاصب.
وأشار “الشاباك” إلى أنه “وقعت 1570 عملية في الضفة في 2021، قتل فيها 18 مستوطنا إسرائيليا وأصيب 196 آخرون داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية”.. “أما في العام 2022، فقد وقعت في الضفة 1933 عملية؛ بزيادة قدرها 363، أدت إلى مصرع 29 جنديا ومستوطناً صهيونياً (في إحصائية أخرى اعترف العدو بمصرع 31 صهيونياً) قتلوا هذا العام في عمليات فلسطينية وجُرح نحو 128 آخرين”.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العملیات الفدائیة العدو الصهیونی الضفة الغربیة من العملیات عملیة إطلاق التی نفذها حرکة حماس قطاع غزة فی الضفة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
خليل الحية: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
الثورة نت/..
صرح رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة خليل الحية، أن “الحركة وافقت على مقترح تسلمته من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، معربًا عن أمله بعدم تعطيله من قبل العدو الصهيوني .
وقال الحية في كلمة مصورة له مساء اليوم السبت، “تسلمنا قبل يومين مقترحًا من الإخوة الوسطاء في مصر وقطر وتعاملنا معه بإيجابية ووافقنا عليه”.
وأضاف “نأمل ألا يعطل العدو المقترح الذي تلقيناه من الوسطاء ووافقنا عليه”.
وأردف “على مدار عام ونصف، خُضنا ومعنا الإخوةُ في فصائل المقاومة، مفاوضاتٍ مع العدو ومن خلال الوسطاء، وقد وضعنا أهدافاً لذلك، وفي مقدمتها وقف العدوان على شعبنا في غزة والتركيز على حقوق شعبنا المشروعة في أرضه ووطنه، والإفراج عن أسرانا من سجون العدو”.
وبيّن الحية أن “العدو لم يقبل لا بالجلوس على طاولة المفاوضات لبدء المرحلة الثانية، كما هو متفق عليه، ولا هو انسحبَ من محور صلاح الدين (فيلادلفي)، بل وعاد للحرب بشكل أكثر وحشية وعنفاً بالقتل والقصف والاجتياح في بعض مناطق القطاع، وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات”.
وزاد قائلًا: “مع ذلك تمسكنا بموقفٍ واضحٍ هو الالتزام بالاتفاق، وخاطبنا العالمَ أجمع بموقفنا، أننا لا نريد أي شيء جديد، نريد احترام ما تم التوقيع عليه وما ضمنه الضامنون، وأقرّه المجتمعُ الدولي”.
ولفت الحية إلى أن “رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو راوغ على مدار عام كامل وأجهض كل محاولات الوسطاء للتوصل إلى اتفاق”.
وأوضح أن “العدو ظل يماطل ويتهرب من استحقاقات الاتفاق لإنقاذ حكومة المجرم نتنياهو”.
وأشار الحية إلى أن “الحركة التزمت بكل بنود الاتفاق رغم انتهاكه مرارا من جانب قوات العدو”.
في سياق متصل قال الحية: “وصلنا إلى مراحل متقدمة في نقاشات تتعلق بشخصيات تتولى قيادة لجنة الإسناد المجتمعي في غزة”.
وشدد على أن “لا تهجير ولا ترحيل” مؤكدا أن “سلاح المقاومة خط أحمر وهو مرتبط بوجود العدو وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا ما زال العدو يبقى سلاحاً للشعب والدولة، يحمي مقدّراته وحقوقه”.
وفي الشان الداخلي قال الحية: “تحركنا لإنجاز وتحقيق وحدة شعبنا، وذهبنا إلى روسيا ثم الصين مرتين، وأبرمنا اتفاقاً واضحاً مثّلَ إجماع القوى والفصائل بتشكيل حكومة توافق وطني من خبراء”.
وأضاف “ثم استجبنا لاحقاً للمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة، تتحمل مسؤوليةَ القطاع كاملاً في كل المجالات، تتشكل من شخصياتٍ وطنيةٍ مستقلة، وأن يتسلموا عملهم بدءاً من لحظة الاتفاق، لقطع الطريق أمام أي دعاية يمكن أن يمارسها العدو”.
وأردف الحية: “وصلنا إلى مراحلَ متقدمةٍ في هذه الحوارات، وقدّمْنا مع عددٍ من القوى والفصائل للأشقاء في مصر، مجموعةً من الأسماء لأشخاصٍ مستقلين ومهنيين وخبراء، لإتمام عمليةِ التشكيل، ونأمل من الأشقاء في مصر أن يتمكنوا من الإسراعِ في تشكيلها بعدما أخذوا دعماً عربياً وإسلامياً لها”.
وتابع “نقول بصراحة لمن يراهن أن حماس وفصائل المقاومة يمكن أن تتخلى عن مسؤولياتها أو تسلم شعبنا وأهلنا لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد، نقول لهم: أنتم واهمون”.