التعاون السينمائي بين المغرب ومصر.. خطوة نحو سينما عربية موحدة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشترك المخرج المغربي نبيل عيوش في مهرجان الجونة في دورته السابعة بشريط سينمائي طويل بعنوان "الجميع يحب تودا" الذي اختير مؤخراً لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار لسنة 2025.. مشاركة تثبت أن المغرب أصبح منافساً قوياً للدول التي عرفت بصدارتها للأعمال الفنية.
تشهد صناعة السينما في المغرب تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح المغرب قبلة مهمة لصناعة الأفلام الأجنبية والعربية لعدة أسباب تجمع بين الإبهار الطبيعي، التاريخ الثقافي، البنية التحتية السينمائية وأيضا التسهيلات التي تقدمها المؤسسات المغربية المسئولة عن هذا القطاع.
تتنوع المشاهد الطبيعية في المغرب بين الصحارى الشاسعة والجبال الشاهقة والمدن التاريخية والسواحل الممتدة على الواجهتين البحريتين، ما يسمح لصناع السينما تصوير مشاهد في بيئات عديدة دون الانتقال إلى أماكن مختلفة، كما يلعب المعمار التاريخي دورا مهما في جذب صناع السينما، حيث أن المغرب يزخر بالمدن العتيقة والمواقع الأثرية التي تضفي طابعا تاريخيا مميزا.
من الأسباب الرئيسية أيضا التي تساهم في جذب صناع السينما، الاستقرار الأمني والسياسي الذي يتمتع به المغرب بالمقارنة مع دول عديدة، كما أن الجانب الاقتصادي يعد خيارا مجزيا، حيث أن المغرب يدعم صناعة السينما من خلال تقديم تسهيلات كبيرة لاستخراج التصاريح اللازمة، كما يتم تقديم إعفاءات ضريبية مهمة لشركات الإنتاج.
يمكن تعزيز التعاون بين مصر والمغرب في المجال السينمائي، حيث أن المغرب يمكنه الاستفادة من الخبرة المصرية الواسعة في مجال السينما، مثلما يمكن لمصر الاستفادة من المميزات التي يطرحها المغرب من خلال إنتاج أفلام مشتركة، وبذلك يمكن للمغرب أن يفتح لمصر قنوات جديدة في الأسواق الأفريقية والأوروبية، كما يمكنها الاستفادة من الدعم الحكومي الذي يقدمه المغرب وبالتالي تصوير أفلام مصرية بميزانيات أقل.
يمكن للمغرب الاستفادة من مصر من خلال الإرث الضخم الذي تتوفر عليه من المبدعين في هذا المجال، وبالتالي توفير فرصة تدريب وتطوير الممثلين والمخرجين من خلال معاهد السينما والورش الفنية المصرية، كما أنه يمكن التعاون في كتابة السيناريوهات، حيث أن السينما المصرية تتمتع بتنوع المواضيع وغزارتها الشيء الذي تفتقده السينما المغربية.
إن التعاون المشترك في مجال صناعة السينما بين مصر والمغرب يمكن أن يكون خطوة مهمة لتعزيز الصناعة السينمائية في العالم العربي من خلال الاستفادة من المميزات التي تتوفر عليها كلا البلدين من خبرات وخدمات وتسهيلات، وبالتالي ستتوفر فرص لإنتاج أفلام أكثر تنوعا وأكثر قوة، كما سيساعد في توسيع جمهور الأفلام العربية وسيعزز التبادل الثقافي بين دول العالم العربي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جوائز الأوسكار الاستفادة من أن المغرب من خلال حیث أن
إقرأ أيضاً:
رمضان في موسكو.. شعوب وعادات مختلفة على موائد إفطار موحدة
موسكو- مع تساقط الثلوج وفي درجة حرارة تقارب الصفر، يتميز شهر رمضان هذا العام في موسكو بازدياد ملحوظ في أعداد المصلين والمشاركين في مختلف الفعاليات التي تقيمها الجالية الإسلامية بالعاصمة الروسية.
وتدمج تجربة شهر رمضان في روسيا بين التقاليد الدينية وهوية الشعوب الإسلامية فيها، بالتوازي مع حضور كبير للمسلمين من جمهوريات آسيا الوسطى والعالم العربي وغيرهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إفطار رمضاني متكامل بالمقلاة الهوائية في 30 دقيقةlist 2 of 2رغم الشعائر والروحانيات.. لماذا يشعر البعض بالاكتئاب في رمضان؟end of listويعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في روسيا، ويبلغ عدد منتسبيه حوالي 26 مليون مسلم، أو 15% من إجمالي السكان. ومن المتوقع أن يشكلوا ثلث سكان البلاد بحلول عام 2050، وفق رئيس مجلس المفتين ورئيس هيئة رئاسة الإدارة الدينية لمسلمي الجزء الأوروبي من روسيا رافيل عين الدين.
ويعيش أغلب المسلمين في روسيا بجمهوريات شمال القوقاز وتتارستان باشكورتوستان، فضلا عن العاصمة موسكو وغيرها من المدن الكبرى التي تحتضن أكبر تنوع إسلامي في البلاد، مما منحها ميزة التنوع في إحياء فعاليات الشهر الفضيل.
رئيس جمعية "المدينة" الإسلامية نزار حضرت ماميدوف قال إن روسيا تتميز بأن المسلمين فيها هم سكان أصليون وليسوا مهاجرين كما هو الحال في البلدان الغربية، ولذلك فإن التقاليد الإسلامية تاريخية ومتجذرة عندهم وتعد جزءا أساسيا من موروثهم الثقافي.
إعلانوأضاف ماميدوف، في حديث للجزيرة نت، أن السنوات الأخيرة شهدت ارتفاعًا كبيرا في أعداد المسلمين في روسيا، لاسيما في العاصمة، مما أسهم في زيادة الحضور الثقافي والاجتماعي لهم والذي انعكس في حجم النشاطات التي تقيمها مختلف الجاليات الإسلامية وتوسيع مشاركة الناس فيها.
وحول توفر الظروف المطلوبة لإقامة الصلوات والفعاليات المختلفة، أوضح المتحدث بأنه رغم وجود 4 مساجد فقط في موسكو، إلا أن ثمة أمل في حصول تغييرات تراعي ازدياد أعداد المسلمين المتدينين ورغبتهم في التجمع والإفطار وأداء صلاة الجمعة والتراويح وقراءة الأدعية وغيرها من الواجبات الدينية بشكل جماعي وأوسع.
وتابع بأن شهر رمضان ليس فقط لمجرد الصيام والإفطار، بل هو فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية والتقارب بين الناس وبين مختلف الشعوب والثقافات، وهو ما بدا واضحا السنوات الأخيرة في حجم تفاعل ومشاركة المسلمين الروس وغيرهم مع مختلف النشاطات الدينية والاجتماعية.
وحسب رأيه، فإن شهر رمضان يمنح فرصة إضافية للتوعية الدينية من خلال الحلقات الخاصة التي تنظمها الجاليات الإسلامية للتعريف بالثقافة الإسلامية وتحفيز الاهتمام بالشؤون الدينية وربطها بالحياة الخاصة والعملية.
وأوضح ماميدوف أن تميز تجربة إحياء شهر رمضان في موسكو يكمن في كونها تدمج بين التقاليد الإسلامية والهوية الروسية المتعددة الأديان والقوميات.
عادات مختلفة وخيمة واحدةمنسق شؤون الجالية الأوزبكية في موسكو وضواحيها إلهام مينيماتوف، قال للجزيرة نت إن أجواء شهر رمضان العام الحالي تميزت بالاهتمام بإقامة النشاطات الاجتماعية كالخيام الرمضانية، إضافة لارتفاع مستوى مشاركة المسلمين أفرادا وعائلات في الفعاليات والنشاطات التي تقيمها الجاليات الإسلامية في موسكو وضواحيها.
وأضاف أن عادات إحياء الشهر الأهم لدى المسلمين تختلف حتى بين مسلمي شعوب روسيا فضلا عن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، لذلك تشكل موائد الإفطار الجماعية فرصة للتواصل الثقافي بين أبناء الجاليات المسلمة وللنقاش في أمور الدين والشريعة.
إعلانوبرأيه، فقد ساهمت المواقع الإسلامية وشبكات التواصل الاجتماعي والمجموعات الافتراضية بشكل كبير بتشجيع تحويل موائد الإفطار من تقليد أسري ضيق إلى ظاهرة جماعية أوسع تعزز التواصل الثقافي والإنساني بين المسلمين في روسيا على تعدد لغاتهم وتقاليدهم.
حقيبة البركاتيعتبر مينيماتوف أن الأهم في ذلك هو البعد الروحي والإنساني، حيث يعتبر الشهر الفصيل أفضل الأوقات لممارسة أعمال الخير وتقديم المساعدات والتبرعات وغيرها للمحتاجين من خلال "حقيبة البركات" ما يوجد حالة من الرضى والطمأنينة والراحة النفسية لمن يقوم بذلك.
وأشار المتحدث إلى تبدلات بدأت تبرز السنوات الأخيرة خلال شهر رمضان تتمثل بازدياد اهتمام المسلمين بالأسئلة التفصيلية حول القضايا الدينية عموما، بما فيها المتعلق بالصيام، ومعرفة رأي الشرع فيها، منها على سبيل المثال الأشخاص الذين يُعفون من الصيام في حال شكل خطرا على الصحة، وكذلك المتعلقة بالصيام خلال السفر، وهي ظاهرة لم تكن ملحوظة في السابق بهذا الحجم، لاسيما في بلد لا يشكل المسلمون فيه أغلبية السكان.