البوابة نيوز:
2025-01-06@08:37:13 GMT

قمة «البريكس» وفرصة تكوين عالم متعدد الأقطاب

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لعل الحدث الأهم خلال الأسابيع الماضية، كان انعقاد قمة «بريكس بلس» فى مدينة قازان الروسية من أيام ٢٢ إلى ٢٤ أكتوبر الجاري.. التجمع فى تشكيله الجديد يضم عشر دول، بعد إضافة خمس دول لأول مرة هذا العام، وهى مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، إلى جانب الدول المؤسسة وهى البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا.

جاءت القمة وسط اهتمام عالمى غير مسبوق، حيث من المأمول أن يكون التجمع فى شكله الجديد، محطة فاصلة فى تشكيل النظام العالمى الذى وضعه المنتصرون بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945.. هذا النظام والذى فشل فى تحقيق السلم والأمن الدوليين، كما فشل فى تحقيق التنمية الاقتصادية للدول النامية، بات عبئاً على المجتمع الدولي.. تحالف أو تجمع أو تكتل «بريكس بلس»، وحسب رؤية المشاركين فى القمة، يهدف إلى خلق شراكة استراتيجية بين الدول الأعضاء، تشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بغرض التنمية المستدامة. ويهدف أيضاً إلى بناء نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب، يكسر الاحتكار الاقتصادى والسياسى الذى تمارسه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول السبع الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان).

تحالف مجموعة «بريكس بلس» يمثل قوة هائلة حيث يشكل 45% من تعداد سكان العالم، موزعة على قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، 28.3% من حجم الاقتصاد العالمي، و25% من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية. وهو بذلك يتفوق على مجموعة الدول السبع الكبرى فى كل المعايير الاقتصادية والديموجرافية. ولكن يبقى تأثير هذا التحالف الجديد محدود التأثير، على المستوى السياسى والعسكرى والتقنى الذى تتميز به الدول السبع الكبرى.

تأثير الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى (خاصةً إنجلترا وفرنسا)، وهيمنتها على المسرح الدولى ازداد بعد تفكك الاتحاد السوفييتى السابق فى 25 ديسمبر سنة 1991. سيطرة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمى جاءت بعد سنوات من إساءة استخدام وضع الدولار الأمريكى كعملة احتياط دولية وسيطرتها على مقادير البنك وصندوق النقد الدولي.

اليوم، تأمل مجموعة «بريكس بلس» والعديد من الدول النامية أن تفك الحصار الذى يفرضه الدولار الأمريكى على الاقتصاد العالمى (الدولرة العالمية)، حيث تتحد العديد من أكبر الدول اقتصاديًا مثل الصين وهى ثانى أكبر اقتصاد عالمياً، مع الدول الأكثر اكتظاظًاً بالسكان مثل الهند وروسيا والبرازيل، ودول الأسواق الناشئة مثل مصر وجنوب أفريقيا لإطلاق بديل للدولار الأمريكى لاستخدامه فى التجارة العالمية.

دورة التاريخ وقواعد الطبيعة أثبتت أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه. هذا ما تنبأ به كتاب «الأب الغنى والأب الفقير - Rich Dad Poor Dad » للكاتب الأمريكى روبرت كيوساكى سنة 1997، الكتاب الأكثر مبيعاً والذى تنبأ باحتمال زوال الدولار الأمريكي.

وفى هذا الإطار، آمن تكتل «بريكس بلس» بالعمل وفق آليات اقتصادية ناجعة من خلال إنشاء «بنك التنمية ‏الجديد (NDB)‏‎» كأول بنك للاقتصادات ‏الناشئة وشركائها دون الحاجة إلى البنك الدولي.. ومن خلال إنشاء صندوق احتياطي الطوارئ ‎ (CRA)‎ بديلاً عن صندوق ‏النقد الدولي لمساعدة دول «بريكس بلس» التي تعاني من مشاكل متعلقة ‏بالسيولة الدولارية‎.‎

ولا شك أن سعادتنا بلا حدود لانضمام مصر لهذا التكتل الجديد، والذى يأتى فيما أعتقد فى إطار رؤية مصرية ثاقبة على طريق خلق التوازن في العلاقات بين الشرق والغرب بما يخدم مصالح بلادنا. ورغم سعادتى بوجود مصر والسعودية والإمارات فى تكتل «بريكس بلس»، إلا أنه يجب أن نتنبه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتنازل بسهولة عن هيمنة الدولار على التجارة الدولية، كما لن تتنازل دول غرب أوروبا عن هيمنتها على السياسة الدولية.

ولكن تبقى فكرة إنشاء «بريكس بلس» أملاً لكل شعوب العالم المتطلعة للتنمية والسلام والحياة الكريمة، خاصةً أن دول البريكس لديها إرادة قوية لتحقيق ما تصبو إليه من خلال كسر الطوق الذى يسعى الغرب لإحكامه على رقاب معظم دول العالم التى تبحث عن مكان مستحق تحت الشمس.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قمة البريكس الدول النامية الدولار الأمريكي السعيد عبد الهادي الولایات المتحدة الأمریکیة بریکس بلس

إقرأ أيضاً:

تليفزيون بريكس يبرز جهود مصر لاستعادة مكانتها الدولية في مجال صناعة الجلود

أبرز تليفزيون "بريكس" الجهود التي تبذلها الدولة المصرية من أجل استعادة مكانتها على الساحة الدولية في مجال صناعة الجلود التي طالما اشتهرت بها في الماضي، والاستعانة بالخبرات الدولية لزيادة الميزة التنافسية وزيادة حجم الصادرات.

ولفت التليفزيون - في سياق تقرير بثه اليوم /الجمعة/ في نشرته الناطقة بالإنجليزية - إلى أن مصر ​تمتلك إرثا تاريخيا من السلع الحرفية والإبداعية، ومن أبرزها صناعة الجلود التي تعد أحد أقدم وأهم الصناعات المصرية، وتشتهر بها القاهرة منذ ما يربو على ألف عام، قبل أن تفقد قدرتها التنافسية.

وفي إطار جهود القيادة السياسية لإحياء هذا القطاع، تم إنشاء مدينة الروبيكي لصناعة الجلود على مساحة 500 فدان لاستيعاب واحدة من أهم الصناعات وتطويرها عالميا.. فيما تم تحديد ثلاث مراحل لاستكمال المدينة.

وأوضح التليفزيون أن المرحلة الأولى تشمل نقل أكثر من 195 مدبغة من منطقة سور مجرى العيون إلى الموقع الجديد، بينما تشمل المرحلة الثانية رفع مستوى صناعة الجلود من خلال إنشاء المصانع المكملة لهذا الصناعة، مثل مصانع الغراء والجيلاتين وغيرها، فيما تركز المرحلة النهائية على إنشاء مجموعة المصانع التي تعمل على تنفيذ المنتجات النهائية سواء كانت ملابس جلدية أو أحذية، وغيرها، والتي كانت تشتهر بها مصر في السابق.

وتضم المدينة - حاليا - مائة مصنع عامل، مع خطط لتسليم مرافق إضافية للمستثمرين قريبا. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التوسع إلى رفع القدرة التصديرية السنوية لمصر في السلع الجلدية إلى أكثر من مليار دولار أمريكي.

مقالات مشابهة

  • ما فائدة مجموعة البريكس؟
  • براغماتية الشرع أمام اختبار التوازنات: هل تنجح سوريا في صياغة معادلة الاستقرار الجديد؟
  • طائرات دون طيار.. سلاح التخريب الجديد في الحرب الهجينة ضد الغرب
  • هل ثمة أمل يلوح في العام الجديد؟
  • محمد سعد: فيلم "الدشاش" حقق رغبتي في شكل العودة للسينما وفرصة لتغيير أعمالي
  • يديعوت أحرنوت: العديد من قادة الدول يتوددون لزعيم سوريا الجديد
  • وزير الخارجية السوري الجديد يعلن عن جولة إقليمية تشمل 3 دول عربية
  • (هآرتس).. زعيم سوريا الجديد يحاول أن يتعلم من أخطاء الربيع العربي
  • في زمن تعدد الأقطاب .. تسقط المقولات!
  • تليفزيون بريكس يبرز جهود مصر لاستعادة مكانتها الدولية في مجال صناعة الجلود