قمة «البريكس» وفرصة تكوين عالم متعدد الأقطاب
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لعل الحدث الأهم خلال الأسابيع الماضية، كان انعقاد قمة «بريكس بلس» فى مدينة قازان الروسية من أيام ٢٢ إلى ٢٤ أكتوبر الجاري.. التجمع فى تشكيله الجديد يضم عشر دول، بعد إضافة خمس دول لأول مرة هذا العام، وهى مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، إلى جانب الدول المؤسسة وهى البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا.
جاءت القمة وسط اهتمام عالمى غير مسبوق، حيث من المأمول أن يكون التجمع فى شكله الجديد، محطة فاصلة فى تشكيل النظام العالمى الذى وضعه المنتصرون بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945.. هذا النظام والذى فشل فى تحقيق السلم والأمن الدوليين، كما فشل فى تحقيق التنمية الاقتصادية للدول النامية، بات عبئاً على المجتمع الدولي.. تحالف أو تجمع أو تكتل «بريكس بلس»، وحسب رؤية المشاركين فى القمة، يهدف إلى خلق شراكة استراتيجية بين الدول الأعضاء، تشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بغرض التنمية المستدامة. ويهدف أيضاً إلى بناء نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب، يكسر الاحتكار الاقتصادى والسياسى الذى تمارسه الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة الدول السبع الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان).
تحالف مجموعة «بريكس بلس» يمثل قوة هائلة حيث يشكل 45% من تعداد سكان العالم، موزعة على قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، 28.3% من حجم الاقتصاد العالمي، و25% من مساحة اليابسة على الكرة الأرضية. وهو بذلك يتفوق على مجموعة الدول السبع الكبرى فى كل المعايير الاقتصادية والديموجرافية. ولكن يبقى تأثير هذا التحالف الجديد محدود التأثير، على المستوى السياسى والعسكرى والتقنى الذى تتميز به الدول السبع الكبرى.
تأثير الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى (خاصةً إنجلترا وفرنسا)، وهيمنتها على المسرح الدولى ازداد بعد تفكك الاتحاد السوفييتى السابق فى 25 ديسمبر سنة 1991. سيطرة الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمى جاءت بعد سنوات من إساءة استخدام وضع الدولار الأمريكى كعملة احتياط دولية وسيطرتها على مقادير البنك وصندوق النقد الدولي.
اليوم، تأمل مجموعة «بريكس بلس» والعديد من الدول النامية أن تفك الحصار الذى يفرضه الدولار الأمريكى على الاقتصاد العالمى (الدولرة العالمية)، حيث تتحد العديد من أكبر الدول اقتصاديًا مثل الصين وهى ثانى أكبر اقتصاد عالمياً، مع الدول الأكثر اكتظاظًاً بالسكان مثل الهند وروسيا والبرازيل، ودول الأسواق الناشئة مثل مصر وجنوب أفريقيا لإطلاق بديل للدولار الأمريكى لاستخدامه فى التجارة العالمية.
دورة التاريخ وقواعد الطبيعة أثبتت أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه. هذا ما تنبأ به كتاب «الأب الغنى والأب الفقير - Rich Dad Poor Dad » للكاتب الأمريكى روبرت كيوساكى سنة 1997، الكتاب الأكثر مبيعاً والذى تنبأ باحتمال زوال الدولار الأمريكي.
وفى هذا الإطار، آمن تكتل «بريكس بلس» بالعمل وفق آليات اقتصادية ناجعة من خلال إنشاء «بنك التنمية الجديد (NDB)» كأول بنك للاقتصادات الناشئة وشركائها دون الحاجة إلى البنك الدولي.. ومن خلال إنشاء صندوق احتياطي الطوارئ (CRA) بديلاً عن صندوق النقد الدولي لمساعدة دول «بريكس بلس» التي تعاني من مشاكل متعلقة بالسيولة الدولارية.
ولا شك أن سعادتنا بلا حدود لانضمام مصر لهذا التكتل الجديد، والذى يأتى فيما أعتقد فى إطار رؤية مصرية ثاقبة على طريق خلق التوازن في العلاقات بين الشرق والغرب بما يخدم مصالح بلادنا. ورغم سعادتى بوجود مصر والسعودية والإمارات فى تكتل «بريكس بلس»، إلا أنه يجب أن نتنبه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتنازل بسهولة عن هيمنة الدولار على التجارة الدولية، كما لن تتنازل دول غرب أوروبا عن هيمنتها على السياسة الدولية.
ولكن تبقى فكرة إنشاء «بريكس بلس» أملاً لكل شعوب العالم المتطلعة للتنمية والسلام والحياة الكريمة، خاصةً أن دول البريكس لديها إرادة قوية لتحقيق ما تصبو إليه من خلال كسر الطوق الذى يسعى الغرب لإحكامه على رقاب معظم دول العالم التى تبحث عن مكان مستحق تحت الشمس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قمة البريكس الدول النامية الدولار الأمريكي السعيد عبد الهادي الولایات المتحدة الأمریکیة بریکس بلس
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل حول النظام الضريبي العالمي الجديد والتعاون العربي
بدأت ورشة عمل، منذ قليل، ينظمها اتحاد خبراء الضرائب العرب تحت عنوان «النظام الضريبي العالمي الجديد وأهمية التعاون الضريبي العربي»، وذلك في مقر مركز التدريب والبحوث والدراسات التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية في الدقي.
جاء ذلك بحضور السفير محمدي أحمد الني، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية، والدكتور عبد الهادي مقبل، رئيس اتحاد خبراء الضرائب العرب، إلى جانب نخبة من خبراء الضرائب من الدول العربية.
وقال الدكتور عيسى الشريف، الأمين العام لاتحاد خبراء الضرائب العرب، إن ورشة العمل تشهد مشاركة واسعة من الدول الأعضاء عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وتتناول عدة محاور رئيسية تهدف إلى إلقاء الضوء على التطورات والتحديات التي تواجه النظام الضريبي على المستوى الدولي وتأثيراتها المحتملة على العالم العربي، ومن بين أبرز هذه المحاور:
- النظام الضريبي العالمي: نحو منهجية ضريبية جديدة تراعي التغيرات الاقتصادية العالمية.
- كيفية مواجهة التحديات التي تفرضها التحولات في السياسات الضريبية العالمية.
- مناقشة كيفية تطبيق المعايير الدولية للنظام الضريبي على البيئة العربية.
- دراسة تطبيقات الاقتصاد الرقمي والتحديات الضريبية التي يواجهها في العالم العربي.
- تعزيز التعاون بين الدول العربية لتحقيق التناغم في السياسات الضريبية.
- دراسة مدى إمكانية تفعيل التنسيق الضريبي العربي ودور المنظمات الإقليمية في هذا المجال.
كما يشارك في الورشة الدكتور مصطفى عبد القادر، المستشار الضريبي بمنظمة الإسكوا بالأمم المتحدة ورئيس مصلحة الضرائب المصرية الأسبق، ليقدم رؤى حول التحديات التي تواجه النظام الضريبي العربي والعالمي، وكيفية استجابة الدول العربية للتغيرات في البيئة الاقتصادية الدولية.
وتهدف هذه الورشة إلى تعزيز الفهم المشترك لدى الدول العربية حول النظام الضريبي العالمي الجديد، واستكشاف سبل التعاون الإقليمي لتطوير سياسات ضريبية تتماشى مع المعايير الدولية، مما يساهم في تحسين الكفاءة الضريبية ويعزز من فرص التبادل الاقتصادي بين الدول العربية.