الخِذلانُ العربي بين السكوت والمواجهة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
صالح القحم
تعد القضية الفلسطينية واحدة من أهم القضايا التي تواجه العالم العربي اليوم، حَيثُ يتمثل محور الصراع بين الحق والاحتلال في معركة تستمر منذ عقود. في هذا السياق، يظهر دور حزب الله كداعم رئيسي للشعب الفلسطيني، مقدمًا تضحيات غير مسبوقة في سبيل نصرة القضايا العربية. ومع ذلك، يبقى التساؤل حول مدى تأثير خذلان الدول العربية على هذا الصراع مع مرور الوقت وارتفاع وتيرة الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
يعتبر حزب الله من أبرز القوى في المنطقة التي تساند الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي. لدوره التاريخي، قام الحزب بتقديم الدعم العسكري والمادي للأطراف الفلسطينية، حَيثُ يرى في هذا النضال جزءًا من مقاومة الظلم والطغيان. إن موقف حزب الله يعكس التزامه الثابت بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية؛ مما يجعله عنصرًا محوريًّا في أية جبهة للدفاع عن الحقوق العربية.
لقد قدم حزب الله الكثير من التضحيات دعمًا للفلسطينيين، إن هذه التضحيات تجعل من حزب الله رمزًا للنضال والمقاومة، وتساهم في الحفاظ على الأمل في قلوب الفلسطينيين رغم الصعوبات التي يواجهونها.
في مقابل تضحيات حزب الله، نجد أن العالم العربي يعيش حالة من الخذلان والتراجع تجاه القضية الفلسطينية. تمر الدول العربية بتحديات داخلية وخارجية تضعف قدرتها على اتِّخاذ مواقف صارمة ضد الاحتلال الإسرائيلي. ينعكس هذا الخذلان في عدم اتِّخاذ إجراءات فعالة تعزز من حقوق الشعب الفلسطيني وترد على الجرائم المُستمرّة.
تعددت الأسباب التي تفسر صمت الدول العربية أمام الجرائم الإسرائيلية.
هذا الصمت يثير الاستغراب، خَاصَّة في ضوء الضرر الجسيم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مما يسهم في تعزيز الشعور باليأس والإحباط بين مجتمعات العرب.
تتفاوت ردود فعل المجتمعات العربية تجاه تداعيات الوضع في غزة، حَيثُ يوجد من يتألم ويعبّر عن تضامنه، بينما يعاني آخرون من انعدام الفعالية في الرد. تعكس وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي صوت القليل من العرب الذين يدعون إلى التحَرّك والانخراط في دعم قضية فلسطين.
في ظل الأوضاع الحالية، يصبح من الضروري على الدول العربية توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. الوحدة ليست فقط ضرورية لتعزيز قوة العرب في المحافل الدولية، بل أَيْـضًا لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة. على العرب أن يدركوا أن قضيتهم المركزية الوحيدة تتطلب التحَرّك والمواجهة للاحتلال والجرائم المُستمرّة، ويجب أن يكون هناك تحَرّك فعلي لنصرة الشعب الفلسطيني المحاصر بحتمية ونية قوية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی الدول العربیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
مصر وتونس تؤكدان رفض اي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه
استقبل د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة اليوم الاثنين، محمد علي النفطي، وزير الشئون الخارجية والهجرة وشئون التونسيين بالخارج بالجمهورية التونسية الشقيقة.
وأشاد الوزير عبد العاطي بما يشهده مسار العلاقات الثنائية المصرية التونسية من طفرة خلال السنوات الماضية، بما أسهم في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين الشقيقين. وأكد الوزير عبد العاطي أهمية تحقيق الاستفادة القصوى من أطر التعاون القائمة بين البلدين، والحفاظ على دورية انعقاد اللجان الثنائية المشتركة.
وبحث الوزيران تطورات القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد على رفض اي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وكذلك ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، مشددين على دعم مصر للحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
وتطرق الوزير عبد العاطي مع نظيره التونسي إلى جهود إعادة إعمار غزة والترتيبات الخاصة بانعقاد القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة غدا الرابع من مارس.