البوابة نيوز:
2025-02-17@03:53:18 GMT

 فلسطين هى السؤال وهى الجواب

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حين يكون السؤال ما تقييمك لأحداث العالم فى العام الذى أوشك على الرحيل، وتوقعاتك للعام الجديد الذى شارف على المجئ، لا تكون هناك أى مبالغة فى القول أن فلسطين وقضيتها ستظل هى أسئلة العام الماضى والآخر الذى يمضى وكل الأعوام. وأن الجواب عليها هو أن فلسطين عربية حتى يوم الدين، وأنه من بين شهدائها وتضحيات مواطنيها وصمودهم الأسطورى فوق أرضهم  رفضاً للتهجير، ستبزغ الدولة الفلسطينية المستقلة، برغم فاشية إسرائيل وتوحش قادتها، والدعم الغربى الأمريكى والأوروبى غير المسبوق لبربريتها الجامحة، ومساندته العسكرية والسياسية لعدوانها على كل الأعراف والقوانين الدولية، بأكاذيب وادعاءات فضحت سرديتها المزعومة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأسقطتها من كل حساب.

حرب التطهير العرقى ضد الشعبين الفلسطينى واللبنانى التى دخلت عامها الثانى، تؤكد لمن تنقصه الأدلة أنه لا استقرار فى العالم وليس فى الإقليم فحسب،  ما لم يتم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية. وآن الأوان  أن تبدأ بسرعة وبحسم، حركات المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها،  ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، فى قراءة مستقبلية للنتائج الحقيقية لمضى عام من حرب غير متكافئة فى ميزان القوى، منذ طوفان الأقصى، ومن قبله الانقسام الفلسطينى . 

وإذا كان من الصحيح أن الطوفان فى السابع من أكتوبر قد جرى، بعد أن فاض كيل  فصائل المقاومة، من حصار إسرائيلى لغزة براً وجواً وبحراً،  دام 17 عاماً وعزلها عن العالم، فمن الصحيح أيضاً أنه قد أعاد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى إلى صدارة المشهد الدولى، بعد سنوات من مواتها. وقد عزز غيابها الانقسام الفلسطينى الذى قادته حركة حماس، وأضفت بموجبه  صبغة دينية على الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، بما أدى لعزلتها، وفقدان القضية للتعاطف الدولى،  ووضعها أمريكياً فى قائمة الإرهاب .

 أهم ما كشفت عنه الحرب، أن الأذرع الإيرانية لم تكن يوماً سنداً للقضية الفلسطينية سوى بالشعارات الرنانة، فلا هى قادرة الآن عن حماية نفسها من السعى الإسرائيلى  المحموم لإخراجها من معادلة الصراع فى المنطقة،  ولا هى تمتلك القوة بما يمكنها من الدفاع عن الجمهورية الإسلامية،  فى مواجهة  حصار اقتصادى شديد الوطأة، متعدد الاتجاهات مفروض عليها، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، حماية لأمن إسرائيل وبتحريض منها. لكن المدهش هنا، أن الحصار الأمريكى ظل مشروطاً بحدود لا يتم تجاوزها،  بحيث  لا يقضى نهائيًا عن دور إيران  الطائفى فى المنطقة العربية. فقد بات لدى الطبقة السياسية الحاكمة فى الولايات المتحدة بجناحيها الجمهورى والديمقراطى،  عقيدة ثابتة أن تديين المنطقة يخدم الدولة اليهودية التى تستند إلى مزاعم توراتية تبرر لها احتلال فلسطين،  وأن إغراقها بالتدين يسهل عليها الحفاظ على مصالها وخدمة خطط هيمنتها. وهى فكرة سبق أن  زرعها كيسنجر فى أجهزتها، وربما استوحاها من ضابط المخابرات البريطانى "توماس لورانس"، الملقب بلورانس العرب الذى اعتبر الدين هو مدخل التأثير فى منطقتنا.  وقد مهدت خديعة لورانس لقادة الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثمانى، أثناء الحرب العالمية الأولى، إلى تقسيم الدول العربية  كمراكز نفوذ للاستعمارين الفرنسى والبريطانى، بتوقيع اتفاقيات سايكس -بيكو،  وانتهت بإصدار وعد بلفور.. والافتراض الجدير بالتأمل،  أنه لولا سقوط العرب فى شباك تلك الخديعة، ما كانت إسرائيل وجدت على خريطة الأرض!.

ولأجل التعلم من دروس التاريخ،  فإن معظم القادة الأمريكيين، لا يكفون عن التفاخر بالدعم الذى قدمته إيران للولايات المتحدة وحلفائها لغزو العراق واحتلاله، والدور الذى لعبته فى مساندة إدارة أوباما فى تفشى جائحة الربيع العربى وما تلاه من كوارث انتهت بتسليم أنظمة دول المنطقة لجماعة الإخوان وأنصارها فى تيار الإسلام السياسى.. الآن ينقلب السحر على الساحر لأن عدو عدوى غداً عدوى أيضاً، حتى  تكف الجمهورية الإسلامية عن أفكار عقيمة ثبت فشلها عن التمدد الأمبراطورى، وتصدير الثورة،  والعمل على حماية مصالحها، بخراب دول المنطقة وتضحية بحياة شعوبها  وبمصالحهم!.

لن تأتى نتائج الانتخابات الأمريكية التى ستجرى بعد أيام،  بتغيرات تهدئة مأمولة فى المنطقة العربية،  والمراهنة على انتظار نتائجها بمثابة حرث فى البحر، فكلا المرشحين الجمهورى والديمقراطى يتنافسان على دعم فاشية إسرائيل والتغنى بحقها المزعوم فى الدفاع عن النفس، مع حرمان شعوب المنطقة من هذا الحق.

فلسطين كانت حاضرة قبل أيام فى قمة مجموعة دول بريكس فى قازان الروسية، بوفد برئاسة أبو مازن الذى دعا القمة لمنح عضويتها لدولة فلسطين. وفى أعمال القمة، طالب قادة وممثلو 45% من شعوب الأرض، بتفعيل قرارات محكمتى العدل والجنائية الدوليتين ضد إسرائيل وقادتها، ووقف نهائى للحرب ومنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير. وبدا التعتيم الإعلامى الغربى على قمة بريكس التى شارك بها الأمين العام للأمم المتحدة،  واضحاً بحشده فيلق دعايته  من داخل المنطقة وخارجها للتقليل من القمة ونتائجها، بعد أن ساءه  تصميمها على توسيع مهام بنك التنمية الجديد كبديل لصندوق النقد والبنك الدوليين،  ومواصلة استخدام العملات المحلية فى التبادلات التجارية بين دوله، والعمل الجدى لتأسيس نظام دولى متعدد الأطراف يحظى فيه القرار الدولى بالعدالة والمساواة واحترام الحقوق والحريات. وهى خطوة فى طريق الألف ميل للحد من الغطرسة الأمبريالية الأمريكية،  ونحن نرنو لبناء عالم  عادل جديد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فصائل المقاومة إيران

إقرأ أيضاً:

أبو العينين: مصر نموذج عالمي للتنمية الاقتصادية ورسالتها تجاه فلسطين تاريخية ومشرفة

أكد النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، أن مصر تثبت يومًا بعد يوم قدرتها على تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، مستفيدة من موقعها الجغرافي الفريد الذي يجعلها مركزًا محوريًا للتجارة الدولية، مشيرًا إلى أن القوانين الاقتصادية الجديدة تمثل نقلة نوعية نحو عصر حديث من الاستثمار والإنتاج.

وأشاد أبو العينين بالدور البارز الذي يقوم به رجال المنطقة الاقتصادية، وعلى رأسهم المهندس وليد جمال الدين، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، باعتباره نموذجًا يحتذى به في الإدارة والتنمية، مؤكدًا أن المنطقة الاقتصادية أصبحت نموذجًا مشرفًا يعكس قوة القانون المصري الحديث في دعم الاستثمار وجذب المستثمرين من مختلف دول العالم.

"إيد واحدة".. قافلة لدعم 90 ألف مستفيد بشمال سيناء من التحالف الوطني ومؤسسة أبو العينينمحمد أبو العينين: الفريق كامل الوزير يمتلك رؤية لرسم خريطة صناعية شاملة لمصر

كما أشار إلى أن محافظة السويس، بقيادة المحافظ اللواء طارق عبد العظيم، ورجال القوات المسلحة، تلعب دورًا محوريًا في دعم التنمية الصناعية والاقتصادية، مما يعزز مكانة مصر كوجهة جاذبة للاستثمارات الكبرى.

وخلال حديثه، وجه أبو العينين تحية خاصة إلى زوجته السيدة دانييلا، رئيسة أحد المصانع في المنطقة، معتبرًا أنها نموذج مشرف للمرأة في مجال الصناعة والاستثمار، إلى جانب العديد من النماذج النسائية الأخرى التي ترفع اسم مصر عاليًا في مختلف القطاعات.

وفي سياق حديثه عن التطورات الإقليمية، شدد أبو العينين على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية موقف تاريخي مشرف، يعكس التزام الشعب المصري بالدفاع عن كرامته وعروبته، مؤكدًا أن مصر كانت وستظل دائمًا في ظهر الشعب الفلسطيني، تدافع عن حقوقه المشروعة وتعمل على تحقيق السلام العادل.

واختتم أبو العينين كلمته بالتأكيد على أهمية استمرار العمل على رفع مستوى الجودة في الصناعة المصرية، وتعزيز قدرتها التنافسية عالميًا، بما يحقق نهضة اقتصادية حقيقية تعود بالنفع على جميع أبناء الوطن.

مقالات مشابهة

  • موريس بيرل مؤلف كتاب «ادفعوا للناس»: أحب كوني مليونيرا ثريا لكني أطمع في بلاد فيها إحساس بالإنصاف.. تزدهر فيها الأعمال الجيدة
  • وزير الداخلية لنظرائه العرب: مصر تحذر من فكرة تهجير الشعب الفلسطينى
  • تحالف منظمات حقوقية عربية وإفريقية يرفض التهجير القسري لشعب فلسطين
  • من يدق الباب يسمع الجواب: ثلث الكنديين يريدون ضم 3 ولايات أمريكية إلى بلادهم فما رأي ترامب يا ترى؟
  • أبو العينين: مصر نموذج عالمي للتنمية الاقتصادية ورسالتها تجاه فلسطين تاريخية ومشرفة
  • مكي «الجريء» (بروفايل)
  • «الغاوي».. أكشن ودراما شعبية في حواري الجمالية (ملف خاص)
  • أستاذ علوم سياسية: الدول الأوروبية ترفض مخططات إسرائيل للقضية الفلسطينية
  • محمد عبدالجواد يكتب: سفينة نوح.. وبرميل البارود!
  • الحديث عن على قاقارين لاينتهى