البوابة نيوز:
2025-05-03@03:55:59 GMT

 فلسطين هى السؤال وهى الجواب

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حين يكون السؤال ما تقييمك لأحداث العالم فى العام الذى أوشك على الرحيل، وتوقعاتك للعام الجديد الذى شارف على المجئ، لا تكون هناك أى مبالغة فى القول أن فلسطين وقضيتها ستظل هى أسئلة العام الماضى والآخر الذى يمضى وكل الأعوام. وأن الجواب عليها هو أن فلسطين عربية حتى يوم الدين، وأنه من بين شهدائها وتضحيات مواطنيها وصمودهم الأسطورى فوق أرضهم  رفضاً للتهجير، ستبزغ الدولة الفلسطينية المستقلة، برغم فاشية إسرائيل وتوحش قادتها، والدعم الغربى الأمريكى والأوروبى غير المسبوق لبربريتها الجامحة، ومساندته العسكرية والسياسية لعدوانها على كل الأعراف والقوانين الدولية، بأكاذيب وادعاءات فضحت سرديتها المزعومة عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأسقطتها من كل حساب.

حرب التطهير العرقى ضد الشعبين الفلسطينى واللبنانى التى دخلت عامها الثانى، تؤكد لمن تنقصه الأدلة أنه لا استقرار فى العالم وليس فى الإقليم فحسب،  ما لم يتم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية. وآن الأوان  أن تبدأ بسرعة وبحسم، حركات المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها،  ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية، فى قراءة مستقبلية للنتائج الحقيقية لمضى عام من حرب غير متكافئة فى ميزان القوى، منذ طوفان الأقصى، ومن قبله الانقسام الفلسطينى . 

وإذا كان من الصحيح أن الطوفان فى السابع من أكتوبر قد جرى، بعد أن فاض كيل  فصائل المقاومة، من حصار إسرائيلى لغزة براً وجواً وبحراً،  دام 17 عاماً وعزلها عن العالم، فمن الصحيح أيضاً أنه قد أعاد القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى إلى صدارة المشهد الدولى، بعد سنوات من مواتها. وقد عزز غيابها الانقسام الفلسطينى الذى قادته حركة حماس، وأضفت بموجبه  صبغة دينية على الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، بما أدى لعزلتها، وفقدان القضية للتعاطف الدولى،  ووضعها أمريكياً فى قائمة الإرهاب .

 أهم ما كشفت عنه الحرب، أن الأذرع الإيرانية لم تكن يوماً سنداً للقضية الفلسطينية سوى بالشعارات الرنانة، فلا هى قادرة الآن عن حماية نفسها من السعى الإسرائيلى  المحموم لإخراجها من معادلة الصراع فى المنطقة،  ولا هى تمتلك القوة بما يمكنها من الدفاع عن الجمهورية الإسلامية،  فى مواجهة  حصار اقتصادى شديد الوطأة، متعدد الاتجاهات مفروض عليها، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، حماية لأمن إسرائيل وبتحريض منها. لكن المدهش هنا، أن الحصار الأمريكى ظل مشروطاً بحدود لا يتم تجاوزها،  بحيث  لا يقضى نهائيًا عن دور إيران  الطائفى فى المنطقة العربية. فقد بات لدى الطبقة السياسية الحاكمة فى الولايات المتحدة بجناحيها الجمهورى والديمقراطى،  عقيدة ثابتة أن تديين المنطقة يخدم الدولة اليهودية التى تستند إلى مزاعم توراتية تبرر لها احتلال فلسطين،  وأن إغراقها بالتدين يسهل عليها الحفاظ على مصالها وخدمة خطط هيمنتها. وهى فكرة سبق أن  زرعها كيسنجر فى أجهزتها، وربما استوحاها من ضابط المخابرات البريطانى "توماس لورانس"، الملقب بلورانس العرب الذى اعتبر الدين هو مدخل التأثير فى منطقتنا.  وقد مهدت خديعة لورانس لقادة الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثمانى، أثناء الحرب العالمية الأولى، إلى تقسيم الدول العربية  كمراكز نفوذ للاستعمارين الفرنسى والبريطانى، بتوقيع اتفاقيات سايكس -بيكو،  وانتهت بإصدار وعد بلفور.. والافتراض الجدير بالتأمل،  أنه لولا سقوط العرب فى شباك تلك الخديعة، ما كانت إسرائيل وجدت على خريطة الأرض!.

ولأجل التعلم من دروس التاريخ،  فإن معظم القادة الأمريكيين، لا يكفون عن التفاخر بالدعم الذى قدمته إيران للولايات المتحدة وحلفائها لغزو العراق واحتلاله، والدور الذى لعبته فى مساندة إدارة أوباما فى تفشى جائحة الربيع العربى وما تلاه من كوارث انتهت بتسليم أنظمة دول المنطقة لجماعة الإخوان وأنصارها فى تيار الإسلام السياسى.. الآن ينقلب السحر على الساحر لأن عدو عدوى غداً عدوى أيضاً، حتى  تكف الجمهورية الإسلامية عن أفكار عقيمة ثبت فشلها عن التمدد الأمبراطورى، وتصدير الثورة،  والعمل على حماية مصالحها، بخراب دول المنطقة وتضحية بحياة شعوبها  وبمصالحهم!.

لن تأتى نتائج الانتخابات الأمريكية التى ستجرى بعد أيام،  بتغيرات تهدئة مأمولة فى المنطقة العربية،  والمراهنة على انتظار نتائجها بمثابة حرث فى البحر، فكلا المرشحين الجمهورى والديمقراطى يتنافسان على دعم فاشية إسرائيل والتغنى بحقها المزعوم فى الدفاع عن النفس، مع حرمان شعوب المنطقة من هذا الحق.

فلسطين كانت حاضرة قبل أيام فى قمة مجموعة دول بريكس فى قازان الروسية، بوفد برئاسة أبو مازن الذى دعا القمة لمنح عضويتها لدولة فلسطين. وفى أعمال القمة، طالب قادة وممثلو 45% من شعوب الأرض، بتفعيل قرارات محكمتى العدل والجنائية الدوليتين ضد إسرائيل وقادتها، ووقف نهائى للحرب ومنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير المصير. وبدا التعتيم الإعلامى الغربى على قمة بريكس التى شارك بها الأمين العام للأمم المتحدة،  واضحاً بحشده فيلق دعايته  من داخل المنطقة وخارجها للتقليل من القمة ونتائجها، بعد أن ساءه  تصميمها على توسيع مهام بنك التنمية الجديد كبديل لصندوق النقد والبنك الدوليين،  ومواصلة استخدام العملات المحلية فى التبادلات التجارية بين دوله، والعمل الجدى لتأسيس نظام دولى متعدد الأطراف يحظى فيه القرار الدولى بالعدالة والمساواة واحترام الحقوق والحريات. وهى خطوة فى طريق الألف ميل للحد من الغطرسة الأمبريالية الأمريكية،  ونحن نرنو لبناء عالم  عادل جديد.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فصائل المقاومة إيران

إقرأ أيضاً:

“العدل الدولية” تعقد جلساتها لليوم الرابع لمساءلة دولة الاحتلال عن التزاماتها في فلسطين

#سواليف

تواصل محكمة ” #العدل_الدولية ” في لاهاي، لليوم الرابع على التوالي، جلسات استماع علنية لرأي استشاري بخصوص التزامات #دولة_الاحتلال الإسرائيلي، تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وهذا الأسبوع، تقدم 38 دولة مرافعاتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي.

وبدأت محكمة العدل الدولية، الإثنين الماضي، أسبوعاً من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات #إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يوما على فرضها حصارا شاملا على دخول المساعدات إلى قطاع #غزة الذي مزقته #الحرب.

مقالات ذات صلة غزة بلا طعام أو مكملات غذائية…والمجاعة تفتك بالأطفال 2025/05/01

ومن المقرر، أن تعقد المحكمة جلسات الاستماع (مرافعات شفوية) خلال الفترة من 28 نيسان وحتى 2 أيار 2025، حيث إنّ 44 دولة و4 منظمات دولية أعربت عن نيتها المشاركة في المرافعات أمام المحكمة.

ويأتي هذا التحرك بناء على قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، بناء على اقتراح من النرويج، يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار رأي استشاري يحدد التزامات “دإسرائيل حيال تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين وضمان عدم عرقلتها.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب دولة #الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز لصاحب العمل احتساب أجر الإجازة الرسمية من الزكاة؟.. أزهري يجيب
  • اكثر من قرن والقضية الفلسطينية لم جد طريقا للحل 
  • ممثلة مصر أمام محكمة العدل الدولية: القاهرة ثابتة بدعم القضية الفلسطينية
  • ترامب يعد بتحرير الأسرى في القريب العاجل ويتهم حركة الفصائل الفلسطينية باستخدامهم دروعا بشرية
  • وفدا المكسيك وناميبيا: “إسرائيل” مُلزمة بإدخال المساعدات ولا يحق لها منع الجهات الدولية من أداء مهامها داخل الأراضي الفلسطينية
  • عُمان لمجلس الأمن: أوقفوا العدوان فورا وامنحوا فلسطين حقها في العضوية الكاملة
  • “العدل الدولية” تعقد جلساتها لليوم الرابع لمساءلة دولة الاحتلال عن التزاماتها في فلسطين
  • عُمان لمجلس الأمن: أوقفوا العدوان فورا ومنحوا فلسطين حقها في العضوية الكاملة
  • “يديعوت أحرنوت”: إسرائيل لم ترد بعد على طلب السلطة الفلسطينية المساعدة في إخماد حرائق القدس
  • "يديعوت أحرنوت": إسرائيل لم ترد بعد على طلب السلطة الفلسطينية المساعدة في إخماد حرائق القدس