من سيحدد اتجاهه؟ ترامب أم هاريس.. الذكاء الاصطناعي على مفترق طرق في أمريكا
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي من المقرر أن تشهد منافضة محتدمة بين الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب ونظيرته الديمقراطية كامالا هاريس، يبقى مستقبل الذكاء الاصطناعي في البلاد غير واضح، خاصة في ظل استطلاعات الرأي التي تشير إلى نتائج متقاربة.
يتباين المرشحان بشكل كبير في مقارباتهما لتنظيم التكنولوجيا والتعامل معها.
ومع ذلك، خلال ولاية الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته جو بايدن، أصدرت الحكومة الأمريكية أمرًا تنفيذيًا يسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع مع تعزيز الرقابة على الاستخدام التجاري لهذه التكنولوجيا.
وفي بيان له خلال إحدى حملاته الانتخابية، صرح ترامب: "سنلغي الأمر التنفيذي الخطير لجو بايدن الذي يعيق ابتكار الذكاء الاصطناعي ويفرض أفكارًا يسارية متطرفة على تطوير هذه التكنولوجيا. بدلاً من ذلك، يدعم الجمهوريون تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يتجذر في حرية التعبير والازدهار البشري".
من المحتمل أن تجد شركات التكنولوجيا الكبرى في تقليل التنظيم فرصةً لتوسيع أعمالها. ففي يوليو/تموز الماضي، أعربت شركة ميتا عن استيائها من القيود التنظيمية الصارمة في أوروبا، ما دفعها لعدم إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها هناك بسبب المخاوف المتعلقة بالمتطلبات التنظيمية.
بين الابتكار والتنظيم: كيف تؤثر القوانين الأوروبية على الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي؟وقالرئيس الشؤون العالمية لشركة ميتا نيك كليغ في تشرين الأول/ أكتوبر: "آمل أن تنظر المفوضية الجديدة في هذه القضايا مرة أخرى، بما يتوافق مع هدف الرئيسة فون دير لاين المتمثل في استكمال السوق الرقمية الموحدة للاتحاد الأوروبي، حتى يتمكن الأوروبيون من الاستفادة من هذه الموجة الجديدة من التقنيات".
Relatedشركة ميتا: بدأنا بالتخلي عن خدمات موظفينا في بعض الفرق داخل الشركة بهدف إعادة تخصيص المواردميتا تحظر وسائل إعلام روسية على واتساب وفيسبوك وإنستغرام وموسكو تستنكر فضيحة كلمات المرور المكشوفة تكلف ميتا 91 مليون يورو في أيرلنداويزعمترامب أنه تحدث إلى تيم كوك رئيس شركة آبل (Apple) في وقت سابق من هذا الشهر للحديث عن مخاوفه المتعلقة بالاتحاد الأوروبي، الذي فرض غرامة على آبل بقيمة 13 مليار يورو لعدم دفع الضرائب في إيرلندا.
استثمارات في مجال الذكاء الاصطناعيتريد كامالا هاريس أن تبقى الولايات المتحدة رائدة في تطوير التقنيات الجديدة. وقالت في بيانهاإن ذلك من شأنه "أن يعزز الابتكار والقدرة التنافسية، وحماية العاملين والمستهلكين مع تقدم التكنولوجيا، وتطوير قوة عاملة ماهرة في مجال الذكاء الاصطناعي". وتتخذ هاريس نهجًا مختلفًا، ولكنها تستند إلى التعهدات الواردة في الأمر التنفيذي الذي فرضه بايدن.
تقترح هاريس وزميلها المرشح تيم والز "استثمارًا تاريخيًا لدعم أمننا الوطني والاقتصادي من خلال التأكد من أن الولايات المتحدة -لا الصين- تتصدر في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال توسيع نطاق الموارد الوطنية لأبحاث الذكاء الاصطناعي وجعلها موجودة بصفة دائمة، أي أن تكون هناك بنية تحتية بحثية مشتركة تهدف لمنح الشركات الناشئة والباحثين إمكانية الوصول إلى الحوسبة والبيانات والأدوات التحليلية على أعلى مستوى، لزيادة الاكتشافات والابتكارات ذات الأهمية والمسؤولية في مجال الذكاء الاصطناعي".
قال دانيال شنور أستاذ التعلم الآلي في جامعة ريغنسبورغ بألمانيا لـيورونيوز إن هاريس "من المرجح أن تبقى على المسار الحالي". وأضاف: "أتوقع أن تكون إدارة هاريس أكثر نشاطًا فيما يتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي مقارنة بترامب، على الرغم من أن النهج سيكون على الأرجح أقل وطأة مما يتبعه الاتحاد الأوروبي على أي حال". وعلى النقيض من ذلك، سيؤدي فوز ترامب إلى المزيد من عدم اليقين بالنسبة لمقدمي خدمات الذكاء الاصطناعي.
يضع الاتحاد الأوروبي الكثير من الأموال للاستثمار في الذكاء الصناعي، ولكن بالرغم من أنه تم ضخ أموال تصل إلى 35 مليار دولار للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم في النصف الأول من عام 2024، إلا أن الاتحاد الأوروبي لم ينل إلا 6% من ذلك، حسبما وجدت دراسةمن مركز الأبحاث بريخل (Bruegel) الموجود في بروكسل.
فعلى الرغم من مبادرات المفوضية الأوروبية التي تسعى لتسريع استيعاب الذكاء الاصطناعي وتطويره من خلال إتاحة أجهزة الحواسيب العملاقة للذكاء الاصطناعي للشركات الناشئة، فإن الولايات المتحدة مستمرة في الاستثمار أكثر في الذكاء الاصطناعي.
وأضاف شنور أن نتيجة التصويت لن تغير على الأرجح وضع الولايات المتحدة بشكل كبير فيما يتعلق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التجارية والخدمات الرقمية. وقال: "إن الفجوة التنافسية أكبر من أن تتغير بسرعة في فترة زمنية قصيرة، من حيث أكبر مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي".
الذكاء الاصطناعي في الحملة الانتخابيةتم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، ما يشير إلى وجود مشاكل مع الأدوات غير المنظمة في الولايات المتحدة ومساهمة الذكاء الاصطناعي المحتملة في الأخبار المزيفة.
ونشرترامب الذي يقول إنه "سيعمل على "استعادة حرية التعبير" عند انتخابه، صورًا تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي للمغنية الأمريكية تايلور سويفت تظهر أنها تؤيده، أقرّ لاحقًا بأنها مزيفة. وفي نهاية المطاف، أيدت سويفت هاريس في أيلول/سبتمبر.
وشارك قطب التكنولوجيا المؤيد لترامب ومالك شركة X إيلون ماسك، وهو من مؤيدي ترامب، مقطع فيديو لهاريس على منصته، تم تجميعه بواسطة أداة استنساخ صوتي تعمل بالذكاء الاصطناعي، دون الإشارة في الأصل إلى أن المقصود منه كان محاكاة ساخرة. وجاء في الفيديو المزيف: "أنا، كامالا هاريس، مرشحتكم الديمقراطية للرئاسة لأن جو بايدن كشف أخيرًا عن خرفه في المناظرة".
واقترحتلجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) أن تتحق جميع محطات البث الإذاعي والتلفزيوني التي تبث إعلانات سياسية مما إذا كانت تحتوي على محتوى تم إنتاجه باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأن يتم وضع إعلان على الهواء إذا كان الأمر كذلك،. ومع ذلك، فإن هذه القواعد لم يتم وضعها قبل مرحلة التصويت في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
المصادر الإضافية • Cynthia Kroet
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظار في لندن فنلندا.. شركة ناشئة تعتمد على السجناء لتدريب الذكاء الاصطناعي هكذا تُستخدم صور الأقمار الصناعية للتحقيق في جرائم الحرب بأوكرانيا السياسة الأوروبية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب جو بايدن كامالا هاريسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل أوكرانيا أوروبا لبنان غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل أوكرانيا أوروبا لبنان غزة السياسة الأوروبية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الذكاء الاصطناعي دونالد ترامب جو بايدن كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل أوكرانيا أوروبا لبنان غزة انتخابات إسبانيا إيران روسيا كوريا الشمالية الاتحاد الأوروبي السياسة الأوروبية فی مجال الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الرئاسیة الأمریکیة الاتحاد الأوروبی الولایات المتحدة کامالا هاریس یعرض الآن Next جو بایدن من خلال
إقرأ أيضاً:
ذبح الخنازير.. كيف يحوّل الذكاء الاصطناعي الاحتيال المالي إلى كارثة عالمية؟
رغم أن العالم يشهد تقدما تقنيا مذهلا في ظل الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الثورة تأتي بجانبها المظلم الذي يهدد سلامة الأنظمة المالية والشخصية. فما بين الفوائد الكبيرة التي يقدمها هذا الذكاء، وبين مخاطر الاحتيال المتزايدة، تزداد الحاجة إلى التأهب لمستقبل أكثر تعقيدا.
لقد شهدنا عام 2024 لمحات عن قدرات الذكاء الاصطناعي في التزييف العميق، واستنساخ الصوت، وعمليات الاحتيال، لكنها كانت مجرد عجلات تدريب للمحتالين أثناء اختبارهم للأوضاع.
ومع دخولنا عام 2025، المليء بالتطورات التقنية المثيرة، يظهر الذكاء الاصطناعي كسلاح ذي حدّين. ففي حين يعزز من قدراتنا، يضعنا أمام خطر داهم قد يجعل من هذا العام نقطة تحول، حيث تصبح العمليات الاحتيالية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قوة مهيمنة تهدد الأنظمة المالية والبنوك العالمية، إضافة إلى سمعة البشر ومصداقية الأحداث ومن أبرز هذه العمليات الجديدة عمليات "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).
تهديدات مالية غير مسبوقة.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاحتيالوفقا لتقرير مركز "ديلويت للخدمات المالية" (Deloitte Center for Financial Services)، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق خسائر قد تصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2027، بزيادة ملحوظة عن 12.3 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يمثل معدل نمو سنوي مركب يبلغ 32%.
إعلانوقد جذب هذا الارتفاع الملحوظ في الخسائر انتباه مكتب التحقيقات الفدرالي، الذي حذر في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي من أن المجرمين يستغلون الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عمليات احتيال على نطاق أوسع، بهدف تعزيز مصداقية مخططاتهم.
الاحتيال كخدمة.. كيف انتقلت الجرائم الإلكترونية إلى مستوى جديد؟في عالم الاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة "هاوتيان إيه آي" (Haotian AI) التي تقدم برامج تغيير الوجه عبر "تليغرام"، في إعلان يظهر أن فريقهم جادّ في عمله، حيث صرحوا علنا: "لدينا فريق بحث وتطوير مكون من مئات المبرمجين وعشرات الخوادم لخدمتكم".
حيث يروج الإعلان لبرامج تغيير الوجه العميقة التي يصعب تمييزها بالعين المجردة، والمصممة خصيصا للمكالمات الخارجية، وهو ما يتناسب تماما مع المحتالين الذين يرغبون في جعل عمليات الاحتيال الرومانسية أكثر مصداقية.
ومع ازدهار هذه التكنولوجيا، شهدت القنوات المخصصة للجريمة الإلكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق على "تليغرام" نموا ملحوظا في المحادثات، وهو ما يعكس انتشار هذه الظاهرة.
ووفقا لتحليل أجرته شركة "بوينت برودكتيف" (Point Predictive) في عام 2023، كان هناك حوالي 47 ألف رسالة في تلك القنوات، بينما تجاوز عدد الرسائل عام 2024 أكثر من 350 ألف رسالة، مسجلا زيادة بنسبة 644%.
تخيل جدارا من الهواتف المحمولة، يدير آلاف المحادثات الوهمية لخداع ضحايا من جميع أنحاء العالم في كل دقيقة.
إنه ليس مشهدا من فيلم خيال علمي، بل واقع تكشفه مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات مثل "تليغرام". بل إنها تقنية جديدة تستخدم لتوسيع نطاق عمليات الاحتيال بشكل غير مسبوق.
أحد الأمثلة البارزة هو برنامج ذكي يعرف باسم "معجبو إنستغرام التلقائيون" (Instagram Automatic Fans)، الذي يرسل آلاف الرسائل في الدقيقة لإيقاع المستخدمين في مصيدة عمليات احتيال "ذبح الخنازير" (pig butchering scams).
إعلانحيث تبدأ الرسائل عادة بجمل بسيطة مثل "صديقي أوصاني بك. كيف حالك؟"، ويتم إرسالها بشكل متكرر لإغراء الضحية.
ومع دخول عام 2025، يتوقع الخبراء أن تستفيد العصابات الإجرامية المتورطة في عمليات "ذبح الخنازير" من تقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مكالمات الفيديو، واستنساخ الصوت، والدردشة الآلية لتوسيع نطاق عملياتها.
لكن ما عمليات احتيال "ذبح الخنازير"؟وفقا لـ"مكتب المفتش العام" (Office Of Inspector General – OIG) -وهو هيئة مستقلة تشكل داخل الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة، مسؤولة عن مراقبة نزاهة وكفاءة العمليات داخل هذه الوكالات- فإن عمليات "ذبح الخنازير" هي نوع من الاحتيال يتعلق بالثقة والاستثمار.
حيث يتم استدراج الضحية تدريجيا لتقديم مساهمات مالية متزايدة، عادة في شكل عملات مشفرة، لصالح استثمار يبدو موثوقا، قبل أن يختفي المحتال بالأموال التي تم تقديمها.