جرائم الإبادة في غزة.. جيش العدو الصهيوني يغتالُ الصّورةَ ويُسْكتُ الصَّوت
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
صنعاء – عبدالله المراني
يواصل جيش العدو الصهيوني، مدعوماً من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ388 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 في المائة من السكان في القطاع.
ففي هذا الإطار، وثق مرصد حقوقي، استهداف جيش العدو مراكز إيواء 39 مرة في قطاع غزة منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، استشهد خلالها 188 فلسطينيًّا، وأصيب المئات، في تصعيد خطير لجرائم استهداف أماكن تجمعات المدنيين، خاصة في شمال قطاع غزة؛ بهدف إفراغه من سكانه الفلسطينيين بالقوة.
وقال “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” في تقرير له، اليوم الاثنين: إن فريقه الميداني وثق استهداف جيش العدو مدارس ومستشفيات وعيادات وصالات تستخدم للإيواء 65 مرةً منذ بداية شهر أغسطس الماضي، 39 منها خلال شهر أكتوبر الجاري، واُستشهد خلالها 672 فلسطينيًّا، وأصيب أكثر من ألف آخرين.
وأشار المرصد إلى أن 57 استهدافا كانت لمواقع في شمال القطاع ومدينة غزة، بينما ثمان منها وقع في وسط القطاع.
وتشمل الاستهدافات القصف وإطلاق النار المباشر وقتل النازحين قسرًا وعائلاتهم، أو إجبارهم على إخلاء المدارس قسرًا تحت النار أو بأوامر التهجير القسري، ومن ثم حرق هذه المدارس أو تدميرها لجعلها غير قابلة للسكن أو الإيواء ومنع عودة النازحين إليها.
سياسة العدو الممنهجة في تدمير مراكز الإيواء
ولفت إلى أن سياسة العدو الممنهجة في تدمير مراكز الإيواء تؤدي إلى تشديد الخناق أكثر على الخيارات المتاحة للسكان فيما يخص الأماكن التي يمكن اللجوء إليها، مما يسهل تحقيق أهداف جيش العدو الصهيوني المتمثلة في تدمير الفلسطينيين وتهجيرهم بالقوة وتغيير التركيبة السكانية في القطاع، وخاصة في شمال غزة، في الوقت الذي أعربت فيه مستويات رسمية صهيونية مختلفة عن نيتها صراحة بضمه والاستيطان فيه.
ووثق فريق المرصد، تشتيت عشرات العائلات الفلسطينية وانفصال أفرادها عن بعضهم البعض نتيجة استهداف أماكن الإيواء وما يتبعه من موجات متكررة من التهجير القسري، الأمر الذي ضاعف معاناتهم النفسية، وبخاصة لدى الأطفال.
وأكد المرصد أن “استهداف أماكن الإيواء يعد جزءًا أساسيًّا من الاستراتيجية التي تتبعها قوات العدو لتقويض الهياكل الاجتماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، واستمرار إضعاف السكان نفسيًّا وجسديًّا، والقضاء على مساحاتهم المشتركة التي قد تساهم، ولو نسبيَّا في توفير الدعم النفسي والاجتماعي”.
وأشار إلى أن فريقه الميداني وثق، بعد ظهر أمس الأحد، قصف طيران العدو الصهيوني مدرسة “أسماء” التي تؤوي آلاف النازحين، في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيًّا بينهم أربعة صحفيين، منهم صحفيتان، وإصابة عشرات آخرين.
وجاء هذا القصف بعد ثمانية أيام من قصف طيران العدو للمدرسة نفسها واستشهد ثمانية فلسطينيين وإصابة آخرين.
وجدد المرصد الحقوقي، مطالبته للدول جميعها “بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الخطيرة التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال سلطات العدو لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية”.
كما طالب بـ فرض عقوبات فعالة على كيان العدو الصهيوني، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية.
استشهاد 182 صحفيًا وصحفية منذ بداية العدوان على غزة
من جانب اخر، اعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عن ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان على القطاع إلى 182 صحفيًا وصحفية، وذلك إثر اغتيال أربعة صحفيين جدد والتعرف على هوية شهيد خامس.
وأوضح المكتب، أن الصحفيين الأربعة الذين استشهدوا الأحد، هم: الشهيد الصحفي سائد رضوان، رئيس قسم الإعلام الرقمي في قناة الأقصى الفضائية، والشهيد الصحفي حمزة أبو سلمية، الذي عمل صحفيًا لدى وكالة “سند” للأنباء.
والشهيدتان، الصحفية حنين محمود بارود، التي عملت إعلامية وصحفية في مؤسسة “القدس”، والشهيدة الصحفية نادية عماد السيد، التي كانت تعمل إعلامية ومعدة ومقدمة برامج لعدة إذاعات ووسائل إعلام.
كما أضاف المكتب، اسم الصحفي عبد الرحمن سمير الطناني، الذي استشهد في وقت سابق بتاريخ 18 أكتوبر 2023 في مخيم جباليا، وتم التعرف عليه اليوم كصحفي يعمل مع إذاعتي “زمن” و”صوت الشعب” بالإضافة إلى عدة مؤسسات إعلامية أخرى.
ويؤكد مراقبون أن جيش العدو الصهيوني لا يتوقف عن استهداف الصحفيين الفلسطينيين، خاصة أثناء ارتكاب الجرائم واجتياح مناطق مختلفة في قطاع غزة، محاولاً اغتيال الحقيقة والصورة واسكات الصوت وإيقاف الكلمة بهدف طمس معالم جرائمه ومجازره البشعة.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، يواجه الصحفيون في غزة مخاطر كبيرة ومحاربة مستمرة من قبل جيش العدو، مما يشير لتأثيرهم الكبير في تعرية جيش العدو أمام الرأي العام الدولي، بتوثيق المجازر البشعة للأطفال والنساء وإبادة العائلات، فكانوا صوت وصورة شعبهم وحلقة الوصل مع العالم، هذه الحلقة التي يحاول الاحتلال استهدافها وقتلها.
وبدأت حرب العدو الصهيوني على الصحفيين منذ اليوم الأول للعدوان نفسه، فاستشهد المصور محمد الصالحي أثناء تغطيته شرق غزة في السابع من أكتوبر، وبعدها بيومين استشهد الصحفيان سعيد الطويل وهشام النواجحة أثناء تغطيتهم لاستهداف العدو برج “حجي” الواقع على شاطئ بحر مدينة غزة، ومحمد صبح.
وتصاعد الاستهداف ليدخل العدو في مرحلة الاستهداف الجماعي للصحفيين كان آخرها استهداف مجموعة صحفيين أثناء تأدية واجبهم المهني في مدرسة أسماء “ب” في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ليرتفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 182 صحفياً.
ويعتقل جيش العدو في سجونه 12 صحفياً من قطاع غزة في ظروف اعتقالية صعبة ومهينة، وفقاً لما نشره نادي الأسير الفلسطيني.
ويهدف العدو الصهيوني باستهدافه الصحفيين، إلى إسكات الأصوات التي تنقل الحقائق إلى العالم، حيث تعتبر وسائل الإعلام في غزة عنصراً أساسياً في توثيق الأحداث، وفضح إجرام الاحتلال، عبر الصور والفيديوهات والتقارير الموثوقة.
سبأ
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: جیش العدو الصهیونی فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
28 يناير خلال 9 أعوام.. 42 شهيداً وجريحاً وتدمير للمنازل والمنشآت الخدمية والبنى التحتية في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الثامن والعشرين من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م و2029م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشية.
على منازل وممتلكات المواطنين والمستشفيات والأحياء السكنية والأسواق، والجامعات، والجسور، والمباني التاريخية والأثرية، في صعدة، وعمران، وصنعاء، وحجة.
ما أسفر عن 25 شهيداً، جلهم أطفال ونساء، 17 جريحاً، وترويع النساء والأطفال، وتشريد عشرات الأسر من منازلها، وحرمان طلاب العلم، وخسائر في الأموال والممتلكات الخاصة والعامة، ومضاعفة المعاناة، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية الإنسانية، ومشاهد صادمة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
28 يناير 2016..32 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب لغارات العدوان على صعدة:
في اليوم الثامن والعشرين من يناير عام 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، 3 جرائم حرب ومجزرتين وحشيتين، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته منازل المواطنين وسوق الجعملة، في مديريتي حيدان ومجز، أسفرت عن 20 شهيداً، و12 جريحاً، ودمار واسع في الممتلكات، وحرمان عشرات الأسر من مآويها، وموجة نزوح ورعب.
حيدان: 23 شهيداً وجريحاً في مجزرة أسرة عوشان
ففي مديرية حيدان، استهدفت غارات العدوان منزل المواطن محمد حسن عوشان بمنطقة ذويب، أسفرت عن جريمة إبادة جماعية، بحق 18 شهيداً بينهم أطفال ونساء، و5 جرحى، من أسرة واحدة، وتدمير المنزل والمنازل والممتلكات المجاورة، وحالة من الخوف والرعب، وموجة من النزوح، والتشرد والحرمان.
مشاهد الدماء والأشلاء والجثث، وصراخ الجرحى، وعمليات الانتشال من تحت الأنقاض، واستمرار تصاعد النيران وأعمدة الدخان، والغبار، ونزوح الأهالي، وبكاء الأطفال والنساء الناجين، كلها تعكس وحشية العدوان، وتدمي القلب.
من حضر إلى مكان الجريمة يجد أرضاً مختلفة لا وجود لمنزل عليها، وما فوق أرضها دماء وأشلاء، وجثث، أحجار مبعثرة ناخت وتبعثرت من على قمة الجبل إلى هرمه وفي منحدراته، مجرد بقايا أثر لأسرة ، من أم وعيالها، وجاراتها وأطفالها، كبار وصغار، توزعت أشلائهم ودمائهم على قرية المليح الواقعة بمنطقة ذويب.
يقول أحد المسعفين: “في منتصف النهار الساعة الثانية ظهراً، كانت أسرة عوشان تتناول وجبة الغداء في منزل من طابقين، وكنا في البيت وشاهدنا الطيران وهو يقصف منزل حسن عوشان، خرجت من البيت أنا وعائلتي ووصلنا إلى هنا وجدناهم قطع لحم، ممزقة، أشلاء، أكثر من سبعة أو ثمانية، وفي جثث مفقودة، ولا يزال الحفر مستمرًّا، ورفع الأنقاض، لم نستطع تأخيرهم، وبادرنا بدفنهم، لأنه ما بقي جثث مكتملة لهم”.
ويتابع ” لم نستطع البحث عن باقي الجثث، لليوم التالي، بسبب استمرار تحليق طيران العدوان فوق رؤوسنا، وعندما نريد إنقاذهم يعود التحليق مجدداً، وهذه رجل طفل صغير، وباقي جسده لحم، وجدنا لحومهم في أسفل الوادي وفي المزارع، 3 أسر بكاملها، أين العالم؟ أين الأمم المتحدة؟ أين هي حقوق الإنسان؟”.
كانوا يتناولون وجبة الغداء الاعتيادية، وجبة تقيهم الجوع، فيما هم أصبحوا وجبة دسمة لغارات العدوان، وقياداته المتلذذة بالدم اليمني، وإبادة الأطفال والنساء.
استهداف المدنيين جريمة حرب، وإبادة جماعية، ضد الإنسانية، تدعو العالم للتحرك الفوري، لوقف العدوان على اليمن ومحاسبة مرتكبيها.
مجز: 9 شهداء وجرحى في استهداف سوق الجعملة ومنازل المدنيين
وفي مديرية مجز، لم يسلم المدنيون من بطش العدوان، حيث استهدف سوق الجعملة ومنزل أحد المواطنين في مدينة ضحيان، مما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 7 آخرين، وتدمير كبير في الممتلكات والمحلات التجارية.
يقول أحد المتضررين: “لقد فقدنا كل ما نملك، دمرت الغارة متجري ومنزلي، ولا أعرف كيف سأعيش الآن”.
بدوره يقول أحد الأهالي: “في تمام الساعة العاشرة استهدفوا منزلي، وسقط ضحايا من أسرتي، عدت من عملي وما عاد لقيت أحداً، الجرحى في المستشفى، والشهداء تحت الأنقاض، والمنزل مدمر بالكامل، ومحلات ومنازل مجاورة له، في السوق، تدمرت”.
استهداف المنازل والأسواق وإبادة الأطفال والنساء، تحت أسقفها جريمة حرب وإبادة جماعية، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وورقة مقدمة تضع نفسها على طاولة محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية، والمنضمات الإنسانية والحقوقية لتقوم بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية.
صور الدمار والخراب، وصراخ الجرحى، وبكاء الأطفال والنساء، كلها مشاهد مؤلمة تعكس حجم الكارثة التي حلت بالمدنيين الأبرياء في صعدة، عشرات الأسر نزحت من منازلها، وحرمت من أبسط مقومات الحياة، وباتت تعيش في خوف ورعب مستمر.
تعتبر هذه الجريمة، جريمة حرب بكل المقاييس، وتكشف عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب مساءلة مرتكبيها، كما أنها تؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
28 يناير 2016.. 8 شهداء وجرحى في جريمة حرب لغارات العدوان على عمران:
في اليوم والعام ذاته، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة بحق الشعب اليمني، حيث استهدف بغاراته الهمجية المجمع الحكومي وبيت الشباب وقلعة أثرية ومنازل المواطنين في مديرية مسور بمحافظة عمران، أسفرت هذه الجرائم عن استشهاد 5 مدنيين وإصابة 3 آخرين، وتدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية، وتشريد العشرات من الأسر، في مشهد مروع يعكس وحشية العدوان وتصعيده المستمر.
استهداف ممنهج للبنية التحتية والمعالم التاريخية
لم يكتف العدوان باستهداف المدنيين، بل استهدف بشكل مباشر البنية التحتية الخدمية والمعالم التاريخية، حيث دمر المجمع الحكومي وبيت الشباب وقلعة أثرية، مما يعكس رغبته في شل الحياة العامة وتدمير التراث الحضاري للشعب اليمني.
تداعيات إنسانية وسياسية وقانونية، تمثلت في استشهاد 5 مدنيين وجرح 3 آخرين وتشريد عشرات الأسر وفقدانهم لمآويهم وممتلكاتهم، وانتشار الرعب والخوف بين الأطفال والنساء، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، ما زاد من حدة الكراهية والاستياء الشعبي ضد العدوان، ومرتزقته، وتقويض جهود السلام والاستقرار، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وجرائم حرب تستوجب مساءلة مرتكبيها.
كما لهذه الجرائم تأثير نفسي واجتماعي، أدت إلى اضطرابات نفسية حادة لدى الناجين، خاصة الأطفال، وصدمة نفسية عميقة لدى المجتمع المحلي، ومخاوف مستمرة من تكرار الهجمات، وتشتت الأسر وتفكك النسيج الاجتماعي، وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وتدهور الخدمات الأساسية.
يقول أحد الأهالي: “هذه منازلنا مخربة ومدمرة بملايين، هذا بيتي دمروه كامل وهذا منزل ابن أخي، وهذه بقايا الصواريخ، وجارنا الصباحي منازله الاثنين، ما ذنب المدنيين، نساء وأطفال، شردونا من القرية”.
إن هذه الجرائم البشعة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي، والضغط على دول التحالف لوقف عدوانها على اليمن، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما أنها تفرض على الشعب اليمني المزيد من الصمود والمقاومة حتى تحقيق النصر وتحرير الوطن.
28 يناير 2016.. جرائم حرب جديدة بغارات العدوان تستهدف المدنيين والبنية التحتية في صنعاء:
وفي اليوم والعام ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي جريمة حرب جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الهمجية الأحياء السكنية في مديرية معين، ومعامل كلية المجتمع بمنطقة صرف مديرية شعوب بمحافظة صنعاء، أسفرت عن دمار واسع في المستشفيات والمنازل والممتلكات الخاصة، وتشريد العشرات من الأسر، في مشهد مروع يعكس وحشية العدوان وتصعيده المستمر ضد المدنيين والبنية التحتية.
معين: استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات
شهدت مديرية معين غارات جوية عنيفة استهدفت الأحياء السكنية، مما أسفر عن دمار كبير في مستشفى المدينة والمغربي، وتدمير العديد من المنازل والممتلكات الخاصة، تحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض، وانتشرت الدماء وتوسعت دائرة الأضرار، في مشهد صادم مدمر.
يصف أحد الناجين من الغارات تلك اللحظات الرهيبة، قائلاً: “ندين ونستنكر هذه الأعمال الإجرامية الداعشية من قبل طيران سلمان المجرم، وعصابته، الذين يستهدفون اليمن ليل نهار، الساعة 12 وأنا في البقالة اشتغل ومعي أخي وابني، وما سمعت إلا الصاروخ ضرب في الشارع العام، وتدمر المحل بالكامل، لو سلمان رجال أنه حارب إسرائيل، بقالتي في ذمة سلمان، والعمارة والسيارات، المستشفيات كلها راحت، هذه مواد غذائية، أو سلاح يا عالم؟”.
مواطن آخر كان مريضاً في مستشفى المدينة يقول: “حصلت غارة لوما انشق المستشفى نصفين، وأصبحنا في رعب وخوف وخرج الأطفال والنساء، والممرضات، وأنا ما قدرت أخرج، أنا مشطط عمليات جلست أشهد أهلل، ما معي جهد أخرج من غرفة العمليات”.
بدوره يقول أحد الأطباء: “الغارات دمرت الأجهزة بالكامل، وضربت المكاتب، وخوفت المرضى، وزرعت الرعب في الناس بالكامل، ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل”.
شعوب: استهداف معامل كلية المجتمع
وفي مديرية شعوب، استهدفت غارة جوية معامل كلية المجتمع، ما أسفر عن تدمير كامل للمعامل، وتعطيل العملية التعليمية، وحرم الطلاب من حقهم في التعليم.
يقول أحد أساتذة الكلية: “لقد دمرت الغارة كل ما بنيناه على مدار سنوات، فقدنا معاملنا وأجهزتنا، ولا نعرف كيف سنعيد بناءها، يا سلمان، يا من تتحدث باسم العروبة، أين هي العروبة من هذه الجرائم”.
في منتصف الليل باتت معامل كلية المجتمع وقاعات محاضراتها، هدفاً لغارات العدوان السعودي الأمريكي، كما هو حال المستشفيات والمنازل ومحلات المواطنين في مديرية معين، هنا كشوفات ودرجات الطلاب، وطاولات ومقاعد تملأ القاعات، وأجهزة ومعدات في المعامل يتدرب عليها الدارسون، ليتقنوا حرف ومهارات يدوية وعقلية، تمكنهم من خدمة المجتمع البشري، والعمل لتوفير معيشتهم، لكن غارات العدوان، كان لها رأي مختلف باستهدافها”.
إن هذه الجرائم البشعة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي، والضغط على دول التحالف لوقف عدوانها على اليمن، وتوفير الحماية للمدنيين، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، كما أنها تفرض على الشعب اليمني المزيد من الصمود والمقاومة حتى تحقيق النصر وتحرير الوطن.
28 يناير 2017.. جريحان وتدمير جسر الأمان للمرة الثانية بغارات العدوان على حجة:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً للمرة الثانية خلال يومين، جسر الأمان الحيوي الذي يربط بين محافظتي حجة والحديدة، بغاراته الوحشية المدمرة، أسفرت عن تدمير الجسر بشكل كامل وتوقف حركة المرور، مما فاقم من معاناة المدنيين في المنطقة.
يعد جسر الأمان شريان حياة لمئات الآلاف من المدنيين، حيث يوفر لهم الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والغذاء والمياه، ونتيجة لهذا الهجوم، بات هؤلاء المدنيون محاصرين في مناطقهم، ويعانون من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، مما يهدد حياتهم ويزيد من معاناتهم الإنسانية.
استهداف الجسر، أسفر عن آثار كارثية على المدنيين تتمثل في قطع خطوط الإمداد، مما يهدد بحدوث أزمة إنسانية حادة في المنطقة، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، حيث يعاني المرضى والجرحى من صعوبة كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية، مما يعرض حياتهم للخطر، وتدهور أوضاعهم المعيشية، وارتفاع أسعار المواد والسلع الغذائية، وتشريد عدد من العائلات بالنزوح من منازلهم بحثاً عن مكان آمن، مما يزيد من معاناتهم.
يقول أحد السائقين: “طيران العدوان استهدف الكبري، ونحن هنا معرقلين، ما قدرنا نفك طريقاً فرعياً، وها هي السيارات والشاحنات مكدسة من أمس الليل الساعة الواحدة بعد نصف الليل، ضربونا قطعوا الرزق على أطفالنا، وجرح اثنان من المواطنين”.
استهداف الطرقات والبنى التحتية والجسور، جريمة حرابة، وقطع للطرقات وتعد على عابري السبيل، وجريمة حرب مكتملة الأركان، تستدعي تحركات أممية ودولية فاعلة، لوقف العدوان ورفع الحصار، وإعادة إعمار اليمن، وتحقيق العدالة لأسر وذوي الضحايا.