السفير محمد العرابى لـ«الوفد»:هناك «سقف» للأحداث بالمنطقة لا يسمح لأى طرف تجاوزه
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
من يراهن على تغيير الموقف الأمريكى تجاه إسرائيل فهو واهم
فى ظل الأوضاع المتوترة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تأتى تصريحات السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، لتعكس تحليلا عميقا للأحداث والمتغيرات الجارية.
وفى حديثه لجريدة الوفد، تناول العرابى مجموعة من القضايا الحيوية المتعلقة بدور الإعلام فى توثيق الأحداث والتصدى للتحديات الراهنة، بالإضافة إلى العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية.
أكد العرابى أن الإعلام يتحمل مسئولية كبيرة فى تغطية الأحداث المتسارعة، مشيراً إلى التحديات والمخاطر التى تواجه الإعلاميين فى المناطق الخطرة، حيث يتعرض الصحفيون لاستهداف مباشر، ما يستدعى ضرورة توفير الحماية والأمن لهم، وفى الوقت نفسه، أشار إلى أهمية تطوير مهارات الإعلاميين فى العالم العربى لمواكبة التقدم التكنولوجى المستمر.
وأوضح العرابى خلال تصريحاته لـ«الوفد» على هامش «قمة الإبداع الإعلامى « أن الإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح سلاحاً تستخدمه دول لتحقيق مصالح خاصة وتشويه دول أخرى، مشدداً على ضرورة الاستثمار فى الإعلام، وخاصة الإعلام غير المباشر، الذى يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتأثير على الجمهور وتشكيل الرأى العام الدولى بطرق دقيقة ومدروسة، دون إملاء أو إقحام، ما يتطلب ذكاءً كبيراً من الإعلاميين العرب.
وأعرب عن ثقته بقدرة الشباب والإعلاميين المصريين على مواكبة هذا التطور، مشددًا على ضرورة الاهتمام بسلامة وأمن الإعلاميين، ولكنه حذر فى الوقت نفسه من استخدام الإعلام كسلاح لتحقيق مصالح خاصة أو لنشر الأكاذيب.
وعن التوترات الإقليمية والتصعيد بين إسرائيل وإيران، أوضح العرابى على وجود «سقف» للأحداث، لا يسمح لأى طرف بتجاوزه، وأوضح أن ردود الأفعال ستبقى ضمن هذا السقف المعروف للطرفين. وأشار إلى أن إسرائيل تعمل ضمن هذا السقف، ولن تتجاوزه، خاصة بعد الدرس القاسى الذى تلقته فى 7 أكتوبر، والذى وصفه بأنه من أشد الدروس التى عاصرتها فى تاريخها، ما دفعها إلى تغيير نهجها من غطرسة القوة إلى واقع جديد.
مع ذلك، أقر العرابى باستمرار إسرائيل فى انتهاك المواثيق والقوانين الدولية، بسبب الحماية الأمريكية الكاملة التى تحظى بها. وحذر من الأوهام بإمكانية تغيير الموقف الأمريكى تجاه إسرائيل، مؤكداً ضرورة التخطيط وفقاً لهذا الواقع.
أشاد العرابى بالجهود المصرية الكبيرة لإحلال السلام فى منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الدبلوماسية المصرية تتبنى نهجاً إقليمياً متوازناً، يهدف إلى تحقيق الاستقرار، خاصة فى ظل التصعيد الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية ولبنان. وأكد أن التحركات الدبلوماسية المصرية دفعت عدداً من الدول إلى مراجعة مواقفها بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، كخطوة ضرورية لاستئناف المفاوضات الجادة وإنهاء الجمود فى عملية السلام.
وفى سياق آخر، تناول العرابى القمة الثنائية التى جمعت ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى القاهرة، وأكد أن تشكيل المجلس الأعلى للتنسيق بين البلدين وتوقيع اتفاقية حماية الاستثمارات المشتركة يمثلان خطوات مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية فى مجالات متعددة، وخاصة الاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الخارجية الأسبق الموقف الأمريكي منطقة الشرق الأوسط العلاقات الاستراتيجية بين مصر والسعودية قمة الإبداع الإعلامي
إقرأ أيضاً:
الحكومة السودانية تنفي إرسال مبعوث إلى إسرائيل
نفت الحكومة السودانية -اليوم الخميس- إرسالها أي مبعوث إلى إسرائيل، في أعقاب تقارير عن إرسال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان مبعوثا للقاء مسؤولين في تل أبيب.
وجاء النفي السوداني في بيان رسمي باسم وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الأعيسر، أكد فيه أن "ما تداولته بعض وسائل الإعلام بهذا الشأن عارٍ تماما من الصحة".
بيان نفي
تؤكد الحكومة السودانية أنها لم ترسل أي مبعوث إلى إسرائيل، وأن ما تداولته بعض وسائل الإعلام بهذا الشأن عارٍ تماماً من الصحة.
وتهيب الحكومة بوسائل الإعلام تحري الدقة، والموضوعية، والمهنية، وتجنب نشر معلومات غير موثوقة.
هذا ما لزم توضيحه.
خالد الإعيسر
وزير الثقافة والإعلام pic.twitter.com/a0OWKOFj3p
— SUDAN News Agency (SUNA) ???????? (@SUNA_AGENCY) April 10, 2025
وأشار البيان إلى أن الحكومة "تهيب بوسائل الإعلام تحري الدقة والموضوعية والمهنية، وتجنب نشر معلومات غير موثوقة"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السودانية "سونا".
وكانت صحف إسرائيلية نقلت عن تقارير سودانية، منها ما نشره موقع "الراكوبة"، بأن البرهان أرسل الفريق الصادق إسماعيل إلى إسرائيل في مهمة سرية الأسبوع الماضي.
إعلانوزعم الموقع أن المبعوث التقى مسؤولين إسرائيليين لوضع خطة "لتسويق البرهان أمام الإدارة الأميركية، وإيصال رسائل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برغبة البرهان في إكمال خطوات التطبيع".
وتعليقا على بيان النفي السوداني اليوم، وصف الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية والعسكرية عامر عباس البيان بأنه "مسؤول يعبر بشكل مباشر عن موقف الحكومة وتصرفاتها".
وأضاف عباس في تصريح للجزيرة نت، أن من المعروف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي التي تبادر عادة بنشر أخبار لقاءات مسؤولي الدول لا سيما المسؤولين العرب والمسلمين مع الجانب الإسرائيلي بهدف استدراج الدول العربية نحو مسار التطبيع الذي تسعى إسرائيل لترسيخه في المنطقة".
ولفت الباحث السوداني إلى أنه قبل البيان الحكومي بنفي "اللقاء المزعوم" فإن التحليلات السياسية المتداولة في وسائل الإعلام تبقى مجرد اجتهادات وتحليلات إعلامية.
واستدرك الباحث السوداني أن هذا "لا ينفي وجود تواصل سابق بين الحكومة السودانية وسلطات الاحتلال بعد التغيير الذي حدث في السودان عام 2019، ولا ينفي اللقاء الذي جمع البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأعوام الماضية.
وأضاف أن الوقائع الجارية "تؤكد أن الحكومة السودانية جربت التواصل مع الاحتلال الإسرائيلي ولكن هذا "لم يجنب السودان حرائق الحرب التي تدخلت فيها أطراف خارجية كثيرة مستغلة الصراع الداخلي، فالجانب الخارجي في هذه الحرب لا يمكن إنكاره، إذ يأتي ضمن سياق إعادة ترتيب خريطة الشرق الأوسط"، وفق قوله.
ومطلع فبراير/شباط عام 2020، قالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو التقى البرهان في أوغندا، بدعوة من رئيسها يوري موسيفيني، في حين قالت وزيرة الخارجية السودانية يومها إنه لا علم لها بأي لقاء بين الرجلين.
كما قال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية في رسالة مقتضبة حينئذ إن نتنياهو والبرهان بحثا معا سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين.
إعلان