ودعوا أحرار العالم، خاصة الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية إلى أن يكون لهم الدور الفاعل والمؤثر خلال المرحلة الراهنة والمهمة من تاريخ الصراع العربي - الصهيوني وأعوانه.

وأكدت توصيات الندوة، ضرورة مواكبة موجهات القيادة الثورية وتفويضها في كل الخطوات التي تتخذها لمناصرة الشعبين الفلسطيني، واللبناني، وإنشاء تكتل إعلامي وطني، يمكن توسعته عربياً وإسلامياً يضم فيه وسائل الإعلام الحرة ويعمل على التكامل والتنسيق لمناصرة القضية الفلسطينية من مبدأ الحق الكامل للشعب الفلسطيني.

وشددت على ضرورة استخدام أساليب إعلامية فعالة في مواجهة الكيان الصهيوني تسهم في تكوين رأي عام عربي وإسلامي موحد، وتنظيم حملات إعلامية مشتركة على المستويات المحلية والعربية والدولية تركز على إبراز النتائج الإيجابية لخيار المقاومة في تحقيق الاستقلال وطرد الاحتلال، وكشف جرائم العدو الصهيوني وتوحشه في غزة وفضح داعميه.

وأشارت التوصيات إلى أهمية التوعية بأساليب التضليل والتزييف التي يستخدمها العدو الصهيوني وأدواته في المنطقة ومواجهتها، والعمل على إنشاء منصات وقنوات وإذاعات بلغات أجنبية لإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني ومناصرة القضايا المركزية للأمة.

وطالب المشاركون بإنشاء مركز متخصص في مواجهة الحرب النفسية والإدراكية، وتفعيله لمواجهة أساليب التضليل والتزييف، وإعلان المؤسسات الإعلامية العربية والإسلامية المطبعة مع الكيان الصهيوني ضمن قائمة العار، والتوجيه باعتماد التسميات العربية للمناطق والمدن المحتلة وكذا اعتماد تسمية العدو الصهيوني بدلاً من الاحتلال الإسرائيلي وكذا تسمية المحور "بمحور الجهاد والمقاومة فقط".

كما أكدت التوصيات أهمية تقديم حقائق الحرب على أنها انعكاس لعدائية اليهود للعرب وكل الأمة، والدعوة لاستمرار المسيرات والمظاهرات المؤيدة لغزة ولبنان في تصديهما للعدوان الصهيوني، ودعم القنوات والإذاعات والوسائل الإعلامية المستقلة التي تعني بنشر الحقائق ومناصرة قضايا الأمة العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحشد الجهود لتكوين جيش إلكتروني موحد للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية.

وتطرقت التوصيات إلى أهمية إبراز الأدوار اليمنية التاريخية في مناصرة القضية الفلسطينية بإقامة ندوات ومؤتمرات تسلط الضوء على المشاركات اليمنية في الدفاع عن المقدسات، وتشجيع طلاب الجامعات للبحث في هذا الموضوع، والحث على توسيع وتفعيل حملات المقاطعة للبضائع والمنتجات الأمريكية والداعمة للكيان الصهيوني وإبراز أثرها إعلامياً.

وطالب المشاركون، الجهات المعنية بإدراج عملية "طوفان الأقصى" ومشاركة محور الجهاد والمقاومة في نصرة غزة ضمن مقرر الصراع العربي - الإسرائيلي، مع التركيز على الموقف اليمني في نصرة القضية الفلسطينية حتى المشاركة في عملية "طوفان الأقصى".

وفي الندوة التي حضرها كوكبة من الأكاديميين والإعلاميين وفرسان الجبهة الإعلامية والحقوقية وطلبة، أشاد نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، بدور ساحات الصمود والمقاومة التي انطلق منها الإعلام المقاوم سواء" بكلية الإعلام أو مؤسسات ووزارة الإعلام وقطاعاته المختلفة لمناصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب محور المقاومة.

واستغرب من تناقض الإعلام العالمي للتغطية الإعلامية للعدوان الصهيوني على غزة وحجم التضليل الإعلامي وحرب المصطلحات التي تستخدمها وسائل الإعلام العالمية والعربية في مساعي لتزييف الوعي الجمعي وتغيير الحقائق، وكذا الكيل بمكيال واحد للكيان الصهيوني من قبل الأمم المتحدة والأنظمة العالمية.

وأكد الدكتور البخيتي أهمية دور وسائل الإعلام الحكومية والخاصة وشبكات التواصل الاجتماعي في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية ومساندة المقاومة في غزة ولبنان وإظهار عملياتها البطولية وتحليلها للدارسين والباحثين، وكشف جرائم العدو الصهيوني بحق أطفال ونساء غزة ولبنان في انتهاك وتحدي صريح للقانون الدولي والمواثيق والأعراف الدولية.

من جانبه أشار مدير مؤسسة سام للبث ا لإذاعي والتلفزيوني حمود شرف إلى أهمية الندوة التوعوية المتزامنة مع اكتمال عام من معركة طوفان الأقصى.

وأشار إلى أن الندوة تأتي استجابة للتوجيه الذي خص به قائد الثورة "مؤسسات وفرسان الجبهة الإعلامية المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، المتواصلة منذ السابع من أكتوبر، والدعوة لتكثيف الأنشطة الإعلامية للتصدي لكل الحملات الشيطانية الرامية إلى كسر الروح المعنوية من قبل العدو وعملائه .

وأكد شرف الحرص على اضطلاع المعنيين في هذه الجبهة بدورهم، كون المعركة ما تزال قائمة مع عدو الإسلام والمسلمين "الكيان الصهيوني" والتأكيد على دور وسائل الإعلام اليمنية والعربية والإسلامية في مناصرة القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن الندوة تسلط الضوء على مكامن الضعف لوسائل الإعلام اليمنية والعربية والإسلامية، وطرق معالجتها، وسبل تعزيز أداء وارتباط الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة الكيان الصهيوني وحربه العدوانية، والتعرف على وسائل العدو وأساليبه الإعلامية في التزييف والتضليل ومحاولته كسر الروح المعنوية للمقاومة وجمهورها ومواجهتها.

وتناولت الندوة خمس أوراق عمل، ركزت الأولى المقدمة من القائم بأعمال مدير المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الإعلامي عبدالرحمن الأهنومي على دور الإعلام العربي والإسلامي المساند لطوفان الأقصى.

وتطرق الإعلامي والمحلل السياسي محمد منصور في ورقة العمل الثانية إلى دور الأداء السلبي ومكامن الضعف للإعلام العربي والإسلامي وإمكانية وضع ميثاق شرف إعلامي. وعرض الإعلامي أحمد الكبسي في الورقة الثالثة، سبل تعزيز أداء وارتباط الإعلام العربي والإسلامي في مواجهة الكيان الصهيوني وحربه العدوائية، فيما استعرض الخبير العسكري العميد مجيب شمسان بالورقة الرابعة وسائل العدو وأساليبه الإعلامية في التزييف والتضليل ومحاولة كسر الروح المعنوية للمقاومة وجمهورها وطرق مواجهتها.

وقدّم الورقة الخامسة المؤرخ الدكتور عرفات الرميمة بعنوان "طوفان الأقصى ما بين الواجب الشرعي والحق القانوني".

وفي ختام الندوة نظم المشاركون وقفة تضامنية بساحة كلية الإعلام مع قناتي المنار والميادين وشهداء وجرحى الإعلام والصحافة ضد جرائم استهدافهم من قبل العدو الصهيوني.

وأدان المشاركون جريمة الكيان الصهيوني بحق استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الحرة والمقاومة في فلسطين ولبنان، معتبرين ذلك محاولة بائسة من الكيان لحجب الحقيقة وكشف جرائمه البشعة بحق الاطفال والنساء بقطاع غزة والضاحية الجنوبية في لبنان.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة العربی والإسلامی الکیان الصهیونی العدو الصهیونی وسائل الإعلام طوفان الأقصى فی مواجهة

إقرأ أيضاً:

الكيانُ الصهيوني ومخطّطاتُه للسيطرة على الأُمَّــة

فضل فارس

الأُمَّــة الإسلامية اليوم بحاجة ماسَّة للرؤية القرآنية وتعاليم الدين الحنيف وأسس ومنطلقات الإسلام المحمدي الأصيل، الذي يدعو من منطلق القوة والعزة المستمدة من نور الله وقوته وعزته إلى المنعة والرفعة وَالعزة والإباء، إلى القوة والصلابة والشرف والكرامة في الموقف وفي التحَرّك والتدبير والتفكير السليم وَالصائب في مواجهة أعداء الله والبشرية.

بالإضافة إلى القوة وَالغلظة في القول والفعل في السلم وفي الحرب أمام أعدائه المستذلين من اليهود والصهاينة المجرمين، ذلك الجنس البشري اللئيم العدواني والمجرم الذي ليس لديه أدنى ذرة من الإنسانية التي يروج لها عبر وسائله الإعلامية، وما في فلسطين ولبنان اليوم شاهد على بشاعة أحقاده وَعدوانيته على بني الإنسان وخُصُوصًا المسلمين منهم، حَيثُ لا يرى فيهم سوى مخلوقات ناقصة ضعيفة خلقت مسخرة لخدمتهم.

يظل اليهود الصهاينة الطامعون جنساً بشرياً بشعاً يتعاملون مع غيرهم حسب أوهامهم التاريخية التي يسعون ومن خلال مشاريع وَمخطّطات هدامة خبيثة وخطيرة جِـدًّا لجعل الأُمَّــة خانعة مستذلة منساقة تحت أمرهم وما يخططون له، بمساعدة الأمريكي والعالم الغربي من مشاريع، والتي من أهمها مشروع الصهيونية العالمية في بناء دولة “إسرائيل” الكبرى، التي تمتد كما يخططون لها من فلسطين إلى لبنان وَسوريا والعراق كذلك أجزاء كبيرة من مصر والأردن والسعوديّة بالأخص أرض نجد والحجاز وذلك ليتم طمس وَاستهداف بقية معالم ومقدسات الإسلام مكة والمدينة المنورة بعد الانتهاء من الأقصى وَفلسطين أرض الإسراء المقدسة.

أَيْـضًا يجري مخطّطهم العدائي نحو إزاحة أبناء هذه الأُمَّــة وهذا الدين على وجه الخصوص من الوجود كما فعلوا آنذاك بالهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا.

ذلك أَيْـضًا ما أظهرته وَبينته كُـلّ الأحداث المرحلية لليهود وتحَرّكاتهم في هذا العصر والتي توحي جميعها إلى أن الولادة غير الشرعية للكيان الصهيوني في جسم الأُمَّــة هي وبكل المقاييس خطر وتهديد كبير عليها.

بينما يصبح التخاذل العربي المشين وَالمخزي في هذه المرحلة أحد أهم الأسباب التي شجّعت اليهود على مواصلة تنفيذ تلك المخطّطات الإجرامية.

كما أن التخاذل العربي وللأسف رغم اتضاح تلك المخطّطات الإجرامية العدوانية المتربصة بأبناء هذه الأُمَّــة ما زال مُستمرًّا وبعمى وَانحراف شديد، لا زالت الكثير من أنظمة وَشعوب هذه الأُمَّــة تغفو في غفلة ونوم عميق عن تلك المخطّطات والمشاريع التي من أهم أهدافها احتلالهم وَالنيل منهم قبل الجميع.

تخاذل العربي المسلم في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية أثَّرَ حقيقةً تأثيرًا سلبياً على نهضة وتفاعل كثير من الشعوب الأُخرى غير الإسلامية مع مظلومية الأُمَّــة.

إنَّ من يلجؤون من الأنظمة إلى حالة النأي بالنفس أَو التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي كحل يتوهمونه لتجنب الضرر عليهم وعلى مصالحهم في هذه المرحلة، أنهم هم الخاسرون ومن سيجنون الخيبة والوبال..

ذلك؛ لأَنَّه لا شيء سينجي ويكون أملاً للجميع في هذه الأيّام سوى التحَرّك الجهادي المبكر حتى وإن كان مكلفاً، لكنه هو الرؤية الصائبة وَالناجحة، حَيثُ سيحقّق لنا جميعًا أبناء هذه الأُمَّــة العزة والكرامة والغلبة على أعدائه من أهل الكتاب.

مقالات مشابهة

  • عبدالله آل حامد: تبادل الخبرات الإعلامية بين الإمارات والسعودية ضرورة حتمية
  • أيام سوداء يعيشها الكيان.. دلالات تصاعد العمليات الفدائية ضد العدو الصهيوني
  • "مخاطر الزواج المبكر" ندوة في البحيرة.. صور
  • ماليزيا تدين بشدة قرار العدو الصهيوني حظر عمليات “الأونروا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • هل تتغير الخريطة الإعلامية بخروج رئيس تحرير إعلام مصر من المشهد؟
  • صنعاء تُثمّن الدور المحوري لحزب الله في الدفاع عن قضايا الأمة العادلة ومواجهة العدو الصهيوني
  • حزب الله في مواجهة مفتوحة: 33 عملية صاروخية في عمق الكيان الصهيوني اليوم
  • الكيانُ الصهيوني ومخطّطاتُه للسيطرة على الأُمَّــة
  • "حرب أكتوبر انتصارنا عزتنا" ندوة بكلية الألسن في الفيوم
  • المقاومة الفلسطينية تشتبك مع قوات العدو الصهيوني في نابلس وتجبرها على الانسحاب