جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-05@14:13:26 GMT

استثمارات عُمان في أيدٍ أمينة

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

استثمارات عُمان في أيدٍ أمينة

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

حقق جهاز الاستثمار العُماني عائدات جيدة خلال 2022 وتقدم على صناديق سيادية كبيرة عالمية في متوسط مُعدل العائد، بفضل نجاح استراتيجية مواجهة تقلبات السوق والأداء المتوازن للاستثمارات، فقد تصدر جهاز الاستثمار العُماني قائمة أعلى معدل في العائد من الاستثمارات في مختلف بلدان العالم؛ لتبرز محافظ جهاز الاستثمار كأحد أبرز الصناديق السيادية في المنطقة والعالم.

وحققت المحافظ الاستثمارية "التنمية الوطنية والأجيال" المركز الأول من حيث الأداء المالي مُقارنة بمجموعة من الصناديق السيادية العالمية وذلك بفضل الإستراتيجية الناجعة التي اتبعها الجهاز لمواجهة تقلبات السوق، ليُسجّل معدل عائد على استثماراته الداخلية والخارجية بلغ 8.8%، وفق تقرير نشرته منصة بيانات صناديق الثروة السيادية "SWF" العالمية.

ومع الإعلان عن تحقيق الميزانية العامة للدولة فائضًا ماليًّا بلغ 656 مليون ريال عُماني، مقارنةً بتسجيل فائض بلغ 784 مليون ريال عُماني في الفترة ذاتها من عام 2022م. والذي سُجل  بنهاية النصف الأول من عام 2023، ومع تمكن وزارة المالية بنهاية النصف الأول من العام الجاري من سداد أكثر من 1.5 مليار ريال عُماني من القروض الحكومية؛ لينخفض بذلك الدين العام إلى نحو 16.3 مليار ريال عُماني، فإننا نقول إن الاستثمارات والعوائد المالية للسلطنة في أيدٍ أمينة.

تلك الأخبار تثلج صدر كل عماني، وخاصة تحقيق تلك الوفُورات المالية التي نأمل أن تنعكس إيجابًا على راحة المواطن ومعيشته وفق رؤية واضحة المعالم لمستقبل أفضل.

وتحقيق الوطن لهذا التقدم المالي في توفير أرصدة مالية تخفف من الدين العام وتدعم المشاريع والتنمية الشاملة وتحقق مزيد من النمو في الإيرادات، هو فخر لأبناء الوطن ومحبيه وبشائر طيبة مفرحة.

والتخطيط المالي السليم ووجود إستراتيجية بعيدة المدى ووجود الأجهزة الرقابية وتسخير موارد الوطن لأبنائه ووجود الشفافية التامة والوضوح في جميع المجالات والمؤسسات، كل ذلك سوف يُسهم في تحقيق ما يصبو له الوطن والمواطن.

ومع هذه البشائر السعيدة يتطلع المواطنون إلى معالجة ملف التوظيف والتعمين ووجود قوانين صارمة تنظم الاستثمارات الأجنبية وتحارب الفساد والتجارة المستترة وتلغي الاحتكار والمحسوبية بكل أشكالها وتدعم وتتبنى أبناء الوطن في مختلف المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لنرى عُمان رائدة ومتقدمة في شتى مناحي ومجالات الحياة نحو بناء اقتصاد يشار إليه بالبنان.

‏اليوم تظهر السياسات المالية الحكيمة التي ينتهجها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- منذ توليه الحكم في عمان، جليةً للعيان، في ما تحقق من منجزات، والتي نأمل أن يتحسن من خلالها دخل الفرد وتخفيف الضرائب والرسوم ودعم الخدمات التي تمُس المواطن مباشرة وتشكل هاجسًا يؤرقهُ وخاصة متوسطي ومحدودي الدخل.

منجزات تضاف لمنجزات كثيرة تحققت في ظل نهضة متجددة الأركان.. فشكرًا لجلالة السلطان وشكرًا لجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن من مسؤولين وموظفين في تحقيق هذه العوائد المالية الكبيرة وإلى مزيد من الإنجازات والمنجزات لوطن معطاء ومواطنين أجلاء ضربوا أروع المُثل الخيرة للعالم أجمع في صدقهم مع الله ووطنهم وسلطانهم.

‏حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها وجعلها واحة للخير والنماء فعُمان بحمد الله في أيدٍ أمينة.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من موقع مسؤوليتنا.. على العهد يا صماد

 

من بني معاذ إلى الأقصى ظهر رجل المسؤولية وقضت مسيرته الجهادية إباءً وجهاداً، عطاءٌ قابله الله بعطاء، وتضحية أثمرت عزاً وانتصاراً وثبات، رجل كان جل اهتماماته القضية الفلسطينية والقدس، وقضايا الأمة الإسلامية بجانب قضيته الوطنية،

في الذكرى السابعة من استشهاد الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه، نستذكر تفاني وعطاء هذا الرجل العظيم الذي قدم حياته قرباناً لهذا الوطن، في ظل امتداد العدوان إلى هذه الفترة، وفي ظل الحروب الست كذلك، فقد قدم نموذجاً رائعاً عن التضحية والجهاد في سبيل الدفاع عن الوطن، وعن مشروع المسيرة القرآنية وكذلك عن أهداف ثورة الـ21من سبتمبر المجيدة.

تبوأ ووصل الشهيد الرئيس إلى هذه المكانة السياسية لرئيس مجلس السياسي الأعلى ونال ثقة القيادة، فيما كان يمتاز به من كفاءة وقدرة وخبرات وأيضاً أخلاق وقيم، ومن تمسكه بمرجعية القرآن الكريم والأحاديث الذي كان يجسدها واقعياً بأعمال منهجية صحيحة واثقة مستمدة من منهجية المسيرة القرآنية الذي تربى وتترعرع على يد الشهيد القائد السيد حسين البدر رضوان الله عليه، فقد كان شغوفاً في حب الوطن والتضحية في سبيل الدفاع ومواجهة أعداء الله ورسوله المتربصين بهذا الوطن الذين سعوا في الأرض الفساد، والتصدي لكل تلك المؤامرات والدسائس التي كان يحيكها التحالف، وكنا نشاهده سلام الله عليه، يصول ويجول كل المناطق والجبهات العسكرية براً وبحراً، ويلتمس هموم ومشاكل المواطنين في آن واحد، فقد كان قريباً من كل أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه، حيث كان يقوم بعمل دؤوب في النزول الميداني لمؤسسات الدولة وقطاعاتها ومتابعة خطوط التنمية وعملية التصنيع والإنتاج الحربي والعسكري، والتحديث للقوات المسلحة اليمنية، الذي دشنها في العام 2016م- 2017م من جانب القوة الصاروخية والطائرات المسيرة وصولاً إلى التأهيل والتدريب، ثم إلى كل الجوانب الهامة التي تعيد للوطن قيمته وصدارته لأن يكون خير أمة أخرجت للناس كما قال الله عنها في كتابه.

كانت لدية خبرة سياسية جاذبة فريدة من نوعها ميزته عن غيره من السياسيين التي جعلت جميع أبناء الشعب اليمني يلتفون حوله بمختلف أطيافه وأحزابه، خبرة مستوحاة من المنهج الرباني والرسالي الفريد ، مما جعل حكام الرياض والدول الخليجية الأخرى تسعى جاهدة إلى إيقاف هذا الرجل واستهدافه بأبشع الطرق الغادرة والعدائية، فلم يكن استهداف الشهيد الصماد استهدافاً لشخصه، وإنما استهداف للمسيرة القرآنية التي كان يحملها في قلبه وتحركه ومسؤوليته وتنقله، فهو كان الشخص السياسي المحنك، والثقافي الجدير، والخطيب الفذ، والمعلم القدوة، والأب الحنون، والابن البار لوطنه ولشعبه، والرجل الغيور المجاهد على أرضه وعرضه ووطنه، قدم نموذجا راقياً لكل تلك الخصائص، وعاش عزيزاً شامخاً ومضى حاملاً روحه على كفه، وكفنه على كتفه، لم يكن يأبه بملذات السلطة ومغرياتها، ولم يكن يغتر بموقعه ومكانته، فهذه الأمور كما قال عنها لا تساوي مسح التراب على نعال المجاهدين الثابتين في الخنادق والمتارس.

رسم طريقة منهجية كريمة حقة بمشروعه العظيم «يد تبني ويد تحمي» فلم تكن اليمن مزدهرة بالبناء والتصنيع والمشاريع الإنشائية كما كانت في فترة توليه زمام الحكومة والشعب، منهجية مازالت يعتمدها الشعب اليمني وحكومته وجميع مؤسساته في وضعٍ يُخلّد به مسيرته الجهادية المعطاءة، ومشروعه التنموي البنائي والتأهيلي وأصبحت منهجية أساسية تقوم عليها الدولة بكل مؤسساتها وقطاعاتها ودوائرها .

كانت نظرة جهاده تمتد إلى ما بعد الدفاع عن الوطن لتصل إلى الأقصى الشريف وللقدس وللأراضي الفلسطينية المحتلة واسترجاع كل شبر فيها، لذلك حمل روحية الجهاد المقدس وبدأه من خلال اهتمامه بالتصنيع العسكري والحربي تطلعاً منه لنقلة عسكرية نوعية تشهدها القوات المسلحة اليمنية ويشهد لها كل دول العالم، لدك معاقر اليهود والمحتلين الإسرائيليين، وما قد وصلنا له اليوم من انطلاقة طائرات صماد وصواريخ صماد1 و2 و3 إلا نتيجة جني ثمار بذوره التي غرسها واهتم بها ثم سقاها من دمائه الطاهرة والزكية لتثمر عزاً ونصراً مرتسمة بمساندة طوفان الأقصى في «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس» في البر والبحر، وما قدمته القوات المسلحة نصرة وإسناداً للشعب الفلسطيني إلا إكمال لمشروعه التعبوي والجهادي الذي بدأه.

ونحن اليوم وفاءً لدمائه الطاهرة الزكية ومن موقع مسؤوليتنا نحن على عهده صامدون، وعلى مشروعه ثابتون ومستمرون، فلنا أيدي تبني وتنمي وتنشئ وكذلك لنا أيدي تحمي وتعد وتدافع وتنصر، فلك العهد منا يا أبا الفضل بأننا على دربك ثابتون، فلن تكون دماؤنا أغلى من دمائك، ولا أرواحنا أغلى من روحك الطاهرة.

فلله درك يا صماد عشت صامداً شامخاً واستشهدت مقداماً ثابتاً شامخاً، سلامٌ لك يا صماد يا خير من صمد.

 

 

مقالات مشابهة

  • ميناء متعدد الأغراض بمصيرة و20 مبنى مدرسيا بمختلف المحافظات.. إسناد مناقصات بأكثر من 145 مليون ريال عُماني
  • من موقع مسؤوليتنا.. على العهد يا صماد
  • كرم لا بعده
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. السيسي يدعو لموقف عربي موحد لدعم تحقيق السلام الدائم والاستقرار في الشرق الأوسط
  • السيسي يؤكد أهمية إعادة إعمار غزة ووجود موقف عربي موحد لدعم تحقيق السلام الدائم
  • حرضت ضد خصوم زوجها.. فتح تحقيق جنائي ضد سارة نتنياهو
  • الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها
  • تمصلوحت :جمعويون يطالبون بفتح تحقيق حول المعايير التي اعتمدها رئيس الجماعة لاقتناء العقار الخاص بالسوق
  • دفعة جديدة من المواطنين تلتحق بالحرس السلطاني العُماني