لأول مرة… الكشف عن خفايا عدوان واشنطن على اليمن بـ”قاذفات الشبح”
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
عبده حسين:
شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا “سلسلة غارات ” على العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، بأسلحة متطورة، لأول مرة، عبر طائرات (B-2)، أو بما تعرف بـ”قاذفات الشبح”، التي تمتلكها واشنطن وحدَها في العالم، وسط تصاعد التوترات جراء استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ودخوله العام الثاني.وأعلنت القوات المسلحة، أن طيران العدوان الأمريكي والبريطاني شن 9 غارات استهدفت مناطق عدة في شمال العاصمة صنعاء وجنوبها، إضافة إلى منطقتي كهلان والعيلا شرقي مدينة صعدة.
جاء ذلك تزامناً مع قصف شنه طيران العدوان الأميركي والبريطاني على مديرية الصليف بمحافظة الحديدة، غربي البلاد، في ظل تحذيرات من الأمم المتحدة حول مخاطر تصاعد النزاع في اليمن، وسط اضطرابات إقليمية متزايدة.
ذريعة لتبرير الضربة
من جهته، أكد العميد عابد الثور، مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية، أن عمليات القصف الأمريكي الأخير بأسلحة متطورة من خلال قاذفات بي-2 الاستراتيجية، استهدفت مواقع مفتوحة سبق ضربها من قبل تحالف العدوان؛ ولا يتوفر فيها أي تحصينات للأسلحة، وما استهدافها بأسلحة استراتيجية إلا رسالة تخويف ورسالة أخرى بأن لدى أمريكا بنك أهداف في اليمن.
وأضاف: “لقد استهدفت الغارات تبة (تل) التلفزيون بصنعاء، وهي منطقة مفتوحة تحيط بها أحياء سكنية، وهي محمية بموجب القانون الدولي والإنساني، وسبق استهدافها، كذلك تبة الحفاء شمال شرق صنعاء، والتي كانت تستخدم لتخزين الأسلحة لقوات الحرس الجمهوري، وقد سبق استهدافها من قبل التحالف بمئات الغارات”.
وأشار إلى أنه لو كان ادعاء واشنطن سليمًا، فإن التفجيرات في صنعاء مستمرة والنيران ما تزال مشتعلة جراء استهداف تحصينات مخازن أسلحة، كما يقول الأمريكان، مؤكدا أن ما يقولونه يأتي كـ“ذريعة يبررون بها الضربة”.
وذكر أن استهداف هذه المواقع يأتي كرسالة أن لدى واشنطن بنك أهداف في اليمن، “بينما هي تعاني من أزمة معلومات في اليمن لعدم توفر مخابرات لها في الداخل، كما أن استخدامها لهذه القاذفات الاستراتيجية يأتي كرسالة أخرى تبث من خلالها الخوف والإرهاب بأنها قادرة على استخدام أسلحة أكثر تطورًا”.
ولفت إلى أن استخدامها يأتي، لأن هذه الطائرات قادرة على التحليق لمسافات طويلة بدون الحاجة إلى التزود بالوقود، وبالتالي يمكن تحريكها من مناطق بعيدة، كما أن استخدامها ينطلق من قدرتها على تنفيذ مهامها وهي في ارتفاع عال، تفاديًا لأي قدرات مفاجئة في أسلحة الدفاع الجوي.
وقال: تم استخدام هذه القاذفات، لأنها ترتفع ارتفاعات كبيرة انطلاقًا من تقديرات تعاملوا معها تعتمد على الشك؛ وهي أن هناك أسلحة ودفاعات جوية قادرة على التعامل مع هذه الطائرات، كما هي رسالة أرادوا إيصالها أنهم يستخدمون أسلحة استراتيجية تستخدم في الحروب وحمل الصواريخ النووية.
وجدد الثور، تأكيده على أن واشنطن لن ترعب اليمنيين، بالرغم من استخدمها قاذفات بي-2 الاستراتيجية، كـ “نوع من التهديد والتخويف والتحذير، ولإيقاف اليمن عن موقفه تجاه غزة ولبنان، وعن موقفنا في البحر الأحمر”.
عدوان لن يمر
في المقابل، قال المكتب السياسي لأنصار الله، إن العدوان الأميركي على العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة لن يمر دون رد، وإن الغارات لن تثني اليمن عن مواصلة دعمه ومساندته لغزة ولبنان.
وأكد أن الشعب اليمني لن يتخلى عن فلسطين وقضيتها فهذا مبدأ إيماني وأخلاقي وإنساني.
واشنطن ستدفع ثمن عدوانها
بدوره قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله، نصر الدين عامر، إن الولايات المتحدة ستدفع ثمن عدوانها، مؤكدا أن موقف اليمن المتضامن مع غزة ولبنان لن يتزحزح.
وتضامنا مع غزة في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، باشرت القوات المسلحة اليمنية منذ نوفمبر الماضي استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
وردا على هذه الهجمات، بدأت واشنطن ولندن منذ مطلع العام الجاري شن غارات جوية وهجمات صاروخية على مواقع للقوات المسلحة اليمنية، وهو ما قابلته بإعلان أنها باتت تعدّ السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية، وبتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصل إليه أسلحتها.
ومطلع الشهر الجاري، كشف قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، عن استهداف 188 سفينة في البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي دعما لقطاع غزة منذ نوفمبر 2023، بالتزامن مع دخول العدوان الإسرائيلي عامه الثاني.
ونصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تواصل القوات المسلحة اليمنية استهداف مصالح الاحتلال في المنطقة، غير أن الولايات المتحدة شنت العديد من الهجمات على مواقع في اليمن، منذ الضربة الأولى التي وجهتها واشنطن بالتعاون مع لندن في 12 يناير 2023؛ رداً على إعلان القوات المسلحة اليمنية، بأن المصالح الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة لها عقب الاستهداف.
أنظمة متقدمة
وتمتلك الطائرة “الشبح” أو “B-2″، العديد من الخصائص الإستراتيجية والمميزات التي تجعلها تتفوق على نظيراتها من الطائرات المسيرة الأخرى، بمراحل وبعيدًا عن مظهرها وشكلها الخارجي الرشيق والخلاب، والذي منحها رونقًا وهيبة خاصة بها، فهي تحظى بتقنية تخفي متطورة ومتقدمة بمستويات عالية، إذ يستحيل معها نجاح أي منظومة دفاعية، في اكتشافها، ما يُمكنها من دخول أجواء أي دولة، وتنفيذ أي هجوم عسكري، والخروج منها دون أي اعتراض.
كما تتمتع بخاصية “النفس الطويل”، من خلال تنفيذ ضربات عسكرية لأهداف تبعد عنها آلاف الأميال، دون حاجتها للتوقف من أجل التزود بالوقود، ولها سعة حمولة داخلية كبيرة للغاية، تُتيح لها حمل نحو 40 ألف رطل (18 ألف كيلو غرام) من الذخائر المتنوعة سواء التقليدية أو النووية.
وعن مدى فاعلية الضربات التي تنفذها، فقد تم تجهيزها وتزويدها بإلكترونيات طيران وأنظمة استهداف متقدمة؛ ما يجعلها قادرة على تنفيذ ضربات عالية الدقة، ومباشرة تصل إلى قلب الهدف العسكري المراد استهدافه، دون الحاجة إلى تسجيل أضرار جانبية.
كما أنها تستطيع اختراق أعماق الأراضي والصخور الجبلية، فضلًا عن المتاريس الحديدية المُصنعة، ولا تمتلكها أي دولة في العالم سوى الولايات المُتحدة الأمريكية.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي المسلحة الیمنیة القوات المسلحة قادرة على فی الیمن
إقرأ أيضاً:
الانسحاب المؤجل: هل ستبقى القوات الأمريكية بعد 2026؟
27 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تعود التوترات بين الفصائل العراقية والولايات المتحدة إلى الواجهة مع تصاعد الشكوك بشأن نية واشنطن الالتزام بخطة الانسحاب المقررة بحلول نهاية 2026.
وبينما تشدد الحكومة العراقية على إنهاء وجود تنظيم “داعش”، تشير تصريحات مسؤولين وخبراء إلى تحديات معقدة قد تعيق تنفيذ الاتفاق.
تشير الأحداث الأخيرة في سوريا إلى أن تنظيم “داعش” ما زال يحتفظ بقدرة على المناورة، مستغلاً الفوضى الإقليمية وضعف السيطرة الحدودية. هذا ما أكده رئيس الوزراء محمد السوداني خلال لقائه الجنرال كيفن ليهي، حيث شدد على أن التنظيم “لم يعد يمتلك موطئ قدم أو تماسًّا مع السكان”، ولكن الواقع على الأرض يكشف عن نشاط متزايد للجماعات المتخفية، خاصة في مناطق مثل “وادي حوران” قرب الحدود السورية.
و رغم إعلان واشنطن وبغداد عن اتفاق يقضي بانسحاب القوات الأمريكية بحلول 2026، إلا أن تقارير تشير إلى توجهات داخل إدارة ترامب لإبقاء القوات في المنطقة لفترة أطول.
و حذّر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال مشاركته في منتدى دافوس، من التهديدات المتزايدة لداعش ونفوذه المتجدد في سوريا. وأشار إلى أن العلاقات مع واشنطن تسير ضمن اتفاقية أمنية ستراتيجية، لكن قلق بغداد يتزايد بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي، خاصة مع توتر العلاقات الأمريكية-الإيرانية.
و تعكس عودة تهديدات الفصائل المسلحة، مثل حركة “النجباء”، تصعيداً مباشراً ضد الولايات المتحدة، إذ صرح أكرم الكعبي بأن “تنصل واشنطن عن انسحابها سيعيد العمليات العسكرية بوتيرة أعلى”. هذا التصعيد يأتي بعد فترة هدوء نسبي شهدت خلالها الفصائل توقفاً مشروطاً عن العمليات المسلحة.
و تسعى الحكومة العراقية إلى دمج الفصائل المسلحة ضمن منظومة الدولة، كما أكد السوداني أن عدد الجماعات المسلحة انخفض إلى ثلاث أو أربع مجموعات فقط. مع ذلك، ما زالت فصائل مثل “النجباء” و”كتائب حزب الله” ترفض التفاوض أو إلقاء السلاح، مما يضيف تعقيدات جديدة أمام جهود الحكومة لتحقيق الاستقرار.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts