بوابة الوفد:
2025-03-15@14:03:49 GMT

روميو وجوليت.. المصري

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

ما زالت مصر بخير وما زال هناك فنانون يؤمنون بقيمة ورسالة الفن ودوره في تشكيل الوعي وبناء الإنسان وتغير الظروف وإزالة ستائر الظلام لإشعال مصابيح النور التي تحارب الجهل والتعصب والتطرف وتشحن المجتمع بالفتن والصراعات.. على المسرح القومي المصري العتيق والعريق في وسط مدينة القاهرة الزاخرة العامرة بعد ميدان الأوبرا المصرية سابقاً ما بين بضائع الباعة الجائلين وزحام العتبة المستمر الذي حتى الآن لم تفلح معه كل السبل القانونية والتوعوية لإزالة هذا التشوه اغير الحضاري من عاصمة أم الدنيا وقلبها الفائض بالتاريخ والحضارة والثقافة، يعرض الآن على خشبة هذا المسرح مسرحية غنائية استعراضية من إخراج المخرج الكبير عصام السيد وبطولة المطرب الرائع دوماً علي الحجار والفنانة الجميلة الرقيقة رانيا فريد شوقي والنجم الصاعد الواعد المتميز محمد عادل وطه خليفة المتمكن الذي يثبت أقدامه في سجل المسرح والفنان القدير عزت زين الذي له حضور وطلة مسرحية جاذبة؛ مسرحية «مش روميو وجوليت» ومعالجة شعرية لأيمن الحداد وموسيقى بديعة معبرة لأحمد شحتوت وتصميم رقصات واستعراضات لشيرين حجازي استطاعت من خلاله كتابة حوارات جسدية لمجموعة من الشباب والشابات الذين أدوا الحركات الاستعراضية وكأنهم في ملحمة درامية راقصة متناغمة المشاعر والإرهاصات.


مسرحية «مش روميو وجوليت» وإن كانت محاكاة رمزية لكلاسكيات وليام شكسبير إلا أن المخرج عصام السيد استطاع توظيف تيمة الحب والرومانسية في إطار دراما كوميدية فلسفية تناقش قضية الفتنة الطائفية وعلاقة قطبي الأمة المصرية في محيط صراع داخل مدرسة الوحدة، حيث تندلع شرارة الخلاف والتناحر والعراك بين الشباب الذين على أعتاب الحياة وهم يتلازمون  وينشرون إشاعة عن حب خفي بين الأستاذ يوسف والأستاذة زهرة، وينكشف لنا أنهما على غير ذات الدين والعقيدة، ولا تنكر الأستاذة هذا الحب بل تؤكده وتسترجع معنا ذكريات الماضي حين كانت شبرا تجمع بين راحتيها الأحبة من مسلمين ومسيحيين في صورة واحدة، وشارع واحد تصدح فيه أجراس الكنائس مع صوت الأذان بلا فرقة ولا عركة ولا خصام، حتى جاءت طيور الظلام ومعها التكنولوجيا الحديثة من الموبايل والإنترنت لتكسر حواجز الخصوصية وتتبع الإنسان وتهتك ستر المشاعر والأحاسيس وتمنعه من الحب البرىء الطاهر بين الإخوة حتى وإن كان بلا نهاية تقليدية.. فيقرر ناظر المدرسة بحكمة وحنكة وعمق الرؤية أن يحارب التناحر والجهل من خلال مسرحية يشترك فيها جميع الطلاب، ولها درجات أعمال سنة ليجبرهم على اتخاذ سبيل الفن والثقافة بديلاً للعنف والضرب والسباب، وينجح يوسف وزهرة في تدريب الطلاب وتعليمهم من خلال التمثيل والغناء والرقص الإيقاعي الحركي مفهوم الحب بمعناه الشامل العام للمعنى والقيمة، وتحدث المفارقة الدرامية حين تقع ميرنا في حب علي زميلها في الفصل، وتناجي العذراء مريم أن ترشدها للنور، ويصدع الحجار أو الأستاذ يوسف بأغنية بارعة عن مفهوم الحب الذي لا يؤذي الآخرين من الأهل والعادات والتقاليد والمجتمع .. وتنتهي المسرحية برسالة إيجابية عن أهمية الفن في المدارس والجامعات ومدى خطورة دور المدرس في التعليم والتربية والثقافة .. شكراً لكل فنان ما زال يعمل ليسعدنا حاملاً رسالة مؤمناً بدور رغم كل الصعاب . شكرًا للدكتور أيمن الشيوى مدير المسرح القومى المصرى رمز الفن والثقافة والإبداع والتاريخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسرح القومى المصرى روميو وجوليت المصري وسط مدينة القاهرة

إقرأ أيضاً:

تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى.

وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.

وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.

الفنانة والملحنة ملك محمد

برز اسم الفنانة والملحنة ملك محمد خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، حيث تألقت كمطربة وملحنة موهوبة، بالإضافة إلى إتقانها العزف على العود، اسمها الحقيقى زينب محمد أحمد الجندى، وسرعان ما لفتت أنظار كبار الملحنين، وعلى رأسهم زكريا أحمد، الذى أشاد بجودة صوتها وتميز أدائها، وبعد وفاة سيد درويش عام 1923، حملت ملك محمد راية المسرح الغنائى، لتصبح واحدة من أبرز رموزه فى ذلك العصر.

البداية الفنية والتأثر بمنيرة المهدية

بدأت محمد مشوارها الفنى وهى طفلة عام 1912، حيث كانت تغنى فى الأفراح، مقلدة أصوات المطربات المشهورات آنذاك، وخاصة منيرة المهدية، التي كانت شديدة الإعجاب بها، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، فدفعها شغفها بالموسيقى إلى دراسة أصول الغناء على يد كبار الملحنين، مثل إبراهيم القبانى، عبده قطر، زكريا أحمد، كما تعلمت العزف على العود على يد الموسيقار محمد القصبجى.

الانطلاق فى المسرح الغنائى

بفضل موهبتها، انضمت إلى فرقة «أولاد عكاشة» عام 1925، حيث قدمت الطقاطيق والأدوار الغنائية بين فصول المسرحيات، وسرعان ما انتقلت بين عدة فرق مسرحية، منها: فرقة «الجزايرلى»، فرقة «فوزى منيب» فى 1926.

ثم انضمت إلى فرقة أمين صدقي كمطربة وممثلة، وشاركت في أعمال مثل «الكونت زقزوق» و«عصافير الجنة»، ثم عادت إلى تختها لتغنى الطقاطيق بكازينو «البسفور» بالقاهرة، وأحيت حفلات خيرية.

نجاح وتألق وسط كبار الأدباء

حظيت محمد بإعجاب نخبة من الشخصيات البارزة، مثل شاعر النيل حافظ إبراهيم، الدكتور محجوب ثابت، محمود شاكر باشا، الشيخ عبدالعزيز البشرى، وأمير الشعراء أحمد شوقى، الذى منحها فرصة غناء أشعاره، حتى استطاعت أن تحمل بمفردها راية المسرح الغنائى خلال فترة الأربعينيات.

تأسيس فرقة «أوبرا ملك» والمسرح الغنائى

استطاعت محمد أن تؤسس فرقتها الخاصة «أوبرا ملك»، التى قدمت أكثر من 30 عملا مسرحيا غنائيا خلال الأربعينيات والخمسينيات، ومن أبرز أعمالها: «الطابور الأول»، «ماسية»، فى 1940، «بترفلاي»، «عروس النيل» فى 1941، «بنت بغداد» فى 1942، «سفينة الغجر» فى 1943، «بنت السلطان» 1944، «الطابور الخامس» فى 1945، «فاوست»، «كيد النسا» فى 1946، «نصرة» فى 1948، «بنت الحطاب» فى 1949، «فتاة من بورسعيد» 1957، «نور العيون» 1958، وغيرها من الأعمال.

التعاون مع كبار الممثلين والمخرجين

عملت ملك محمد مع مجموعة من أهم الممثلين، مثل إحسان الجزايرلي، محمد توفيق، عبدالبديع العربي، حسين صدقي، يحيى شاهين، صلاح نظمي، صلاح منصور، عايدة كامل، حسن يوسف، وغيرهم. كما تعاونت مع كبار المخرجين، ومنهم زكي طليمات، السيد بدير، نور الدمرداش، عبدالعليم خطاب، وغيرهم.

إرث فنى خالد

على مدار مسيرتها الفنية، أثبتت ملك محمد أنها ليست مجرد مطربة، بل كانت ملحنة بارعة، وعازفة عود متمكنة، ورائدة فى المسرح الغنائى، حيث واصلت حمل شعلة هذا الفن بعد رحيل سيد درويش، ورغم مرور الزمن، لا تزال أعمالها علامة بارزة فى تاريخ المسرح الغنائى المصرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • الأربعاء.. حدوتة ومسرحية مع سيد رجب
  • مؤسس «الحضرة»: تأثرت بالشيخ النقشبندي ونقلت الإنشاد من المسجد إلى المسرح (فيديو)
  • تألق محمود الليثي بحفل كامل العدد
  • تياترو الحكايات| ملك محمد.. صوت ذهبي حمل راية المسرح الغنائي بعد سيد درويش
  • الحب والثورة في شعر محمود درويش .. بين الرومانسية والنضال
  • شاهد: مسرحية عن ليلة القدر مكتوبة 2025 مشاهد حية
  • المرأة والثقافة الدينية
  • مسرحية الزمالك والأهلي.. قمة العبث
  • ارو..قل..أكتب
  • الجولاني.. “الرئيس المجرم” مسرحية غربية بدماء سورية