بوابة الوفد:
2025-03-24@17:51:08 GMT

روميو وجوليت.. المصري

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

ما زالت مصر بخير وما زال هناك فنانون يؤمنون بقيمة ورسالة الفن ودوره في تشكيل الوعي وبناء الإنسان وتغير الظروف وإزالة ستائر الظلام لإشعال مصابيح النور التي تحارب الجهل والتعصب والتطرف وتشحن المجتمع بالفتن والصراعات.. على المسرح القومي المصري العتيق والعريق في وسط مدينة القاهرة الزاخرة العامرة بعد ميدان الأوبرا المصرية سابقاً ما بين بضائع الباعة الجائلين وزحام العتبة المستمر الذي حتى الآن لم تفلح معه كل السبل القانونية والتوعوية لإزالة هذا التشوه اغير الحضاري من عاصمة أم الدنيا وقلبها الفائض بالتاريخ والحضارة والثقافة، يعرض الآن على خشبة هذا المسرح مسرحية غنائية استعراضية من إخراج المخرج الكبير عصام السيد وبطولة المطرب الرائع دوماً علي الحجار والفنانة الجميلة الرقيقة رانيا فريد شوقي والنجم الصاعد الواعد المتميز محمد عادل وطه خليفة المتمكن الذي يثبت أقدامه في سجل المسرح والفنان القدير عزت زين الذي له حضور وطلة مسرحية جاذبة؛ مسرحية «مش روميو وجوليت» ومعالجة شعرية لأيمن الحداد وموسيقى بديعة معبرة لأحمد شحتوت وتصميم رقصات واستعراضات لشيرين حجازي استطاعت من خلاله كتابة حوارات جسدية لمجموعة من الشباب والشابات الذين أدوا الحركات الاستعراضية وكأنهم في ملحمة درامية راقصة متناغمة المشاعر والإرهاصات.


مسرحية «مش روميو وجوليت» وإن كانت محاكاة رمزية لكلاسكيات وليام شكسبير إلا أن المخرج عصام السيد استطاع توظيف تيمة الحب والرومانسية في إطار دراما كوميدية فلسفية تناقش قضية الفتنة الطائفية وعلاقة قطبي الأمة المصرية في محيط صراع داخل مدرسة الوحدة، حيث تندلع شرارة الخلاف والتناحر والعراك بين الشباب الذين على أعتاب الحياة وهم يتلازمون  وينشرون إشاعة عن حب خفي بين الأستاذ يوسف والأستاذة زهرة، وينكشف لنا أنهما على غير ذات الدين والعقيدة، ولا تنكر الأستاذة هذا الحب بل تؤكده وتسترجع معنا ذكريات الماضي حين كانت شبرا تجمع بين راحتيها الأحبة من مسلمين ومسيحيين في صورة واحدة، وشارع واحد تصدح فيه أجراس الكنائس مع صوت الأذان بلا فرقة ولا عركة ولا خصام، حتى جاءت طيور الظلام ومعها التكنولوجيا الحديثة من الموبايل والإنترنت لتكسر حواجز الخصوصية وتتبع الإنسان وتهتك ستر المشاعر والأحاسيس وتمنعه من الحب البرىء الطاهر بين الإخوة حتى وإن كان بلا نهاية تقليدية.. فيقرر ناظر المدرسة بحكمة وحنكة وعمق الرؤية أن يحارب التناحر والجهل من خلال مسرحية يشترك فيها جميع الطلاب، ولها درجات أعمال سنة ليجبرهم على اتخاذ سبيل الفن والثقافة بديلاً للعنف والضرب والسباب، وينجح يوسف وزهرة في تدريب الطلاب وتعليمهم من خلال التمثيل والغناء والرقص الإيقاعي الحركي مفهوم الحب بمعناه الشامل العام للمعنى والقيمة، وتحدث المفارقة الدرامية حين تقع ميرنا في حب علي زميلها في الفصل، وتناجي العذراء مريم أن ترشدها للنور، ويصدع الحجار أو الأستاذ يوسف بأغنية بارعة عن مفهوم الحب الذي لا يؤذي الآخرين من الأهل والعادات والتقاليد والمجتمع .. وتنتهي المسرحية برسالة إيجابية عن أهمية الفن في المدارس والجامعات ومدى خطورة دور المدرس في التعليم والتربية والثقافة .. شكراً لكل فنان ما زال يعمل ليسعدنا حاملاً رسالة مؤمناً بدور رغم كل الصعاب . شكرًا للدكتور أيمن الشيوى مدير المسرح القومى المصرى رمز الفن والثقافة والإبداع والتاريخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسرح القومى المصرى روميو وجوليت المصري وسط مدينة القاهرة

إقرأ أيضاً:

أول مسرحية موسيقية ترصد حياة كوكب الشرق.. مدحت العدل يكشف التفاصيل

كشف المؤلف مدحت العدل عن مشروعه الجديد الذي يهدف لتقديم أول مسرحية موسيقية ترصد حياة المطربة الراحلة أم كلثوم، كوكب الشرق. 

المسرحية ستستعرض أهم المحطات في حياة أم كلثوم، من بداياتها الفنية إلى تضحياتها الكبيرة لمصر.

في ذكراه.. قصة قبلة يحيى شاهين وماجدة وأزمته مع أم كلثوممن الريف لقمة المجد الفني.. مؤرخ موسيقي: «أم كلثوم» أيقونة خالدة تُنير دروب الأجيال الجديدة|فيديوالهدف من المسرحية

وفي لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان ببرنامج "سبوت لايت" على قناة صدى البلد، أكد العدل أن المسرحية ستتناول جوانب جديدة من حياة أم كلثوم، مثل تضحياتها من أجل جمع التبرعات لمصر أثناء العدوان، مع التركيز على تقديم هذه الأحداث بشكل مبتكر.
 

التحدي الكبير في تقديم القصة

أوضح مدحت العدل أن تقديم حياة أم كلثوم في شكل مسرحي غنائي مدته ساعتين هو تحدٍ كبير، ولكنه واثق من القدرة على تنفيذ المشروع بالشكل الذي يليق بجمهور أم كلثوم ومحبيها.

محطات مؤثرة في حياة كوكب الشرق

أشار العدل إلى أنه سيعرض بعض المحطات المهمة في حياة أم كلثوم مثل فترة النكسة وموت جمال عبد الناصر، وتأثيرها في حياتها الفنية والشخصية، مؤكدًا أنه سيتناول هذه الأحداث من خلال رؤيته الشخصية والمختلفة عن باقي الأعمال التي تناولت حياة أم كلثوم.

مقالات مشابهة

  • «قاتل الظلام وحارس الرمال».. ماذا تعرف عن «الوشق المصري» الذي هاجم جنودًا إسرائيليين؟
  • الوشق المصري أعجوبة الخلق الذي يخشى البشر فلِم عقر جنود إسرائيل؟
  • أخبار التوك شو.. الرئيس السيسي: الدولة لن تمنع الفن والإعلام ونعيد صياغتهما حفاظ على الذوق.. أحمد موسى: التاريخ المصري في السينما والدراما يجعلها الأولى بالمنطقة بلا منازع
  • عناصر الحياة الكبرى
  • حيوان شديد الشراسة.. معلومات عن الوشق المصري الذي هاجم الجنود الإسرائيليين
  • مدحت صالح يغرد على المسرح الكبير وعمرو سليم يعزف ألحان زمن الفن الجميل
  • الرئيس السيسي: الأم هي القلب النابض الذي يزرع قيم الحب والانتماء في الأجيال
  • أول مسرحية موسيقية ترصد حياة كوكب الشرق.. مدحت العدل يكشف التفاصيل
  • خالد يوسف يعلق على اعتزال المخرج محمد سامي برسالة "دفاعا عن الفن"
  • صور الوشق المصري.. معلومات عن الحيوان المفترس الذي هاجم الجنود الإسرائيليين على الحدود