أربع سنوات وقلوبنا يعتصرها الألم على تراث مصر من الجبانات التاريخية التى تدمرها البلدوزرات والجرافات على مرأى ومسمع من جميع المسئولين.
أربع سنوات ولم تنتبه الحكومة إلى حالة الغضب الشعبى المتنامى بسبب هذا التدمير للجبانات التاريخية وكأنها تسابق الزمن بالبلدوزرات ومعاول الهدم لمحو تاريخ الأمة وذاكرتها وتراثها.
هذا المشهد الذى يدمى القلوب بات متكررا خلال الأعوام الأربعة الماضية بحجة انشاء محاور جديده وتوسيع شبكة المواصلات التى تصل أحياء القاهرة ببعضها البعض.
لكن الحدث الأكثر سخونة والذى أثار سخطا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، هو تلك الهجمة الشرسة من الهدم والتخريب التى طالت هدم مقابر تاريخية بمنطقة الإمام الشافعى منها مقبرة شاعر السيف والقلم محمود سامى البارودي، وقبة مستولدة محمد على باشا، بمدفن «حليم باشا»التى تضم رفات العديد من أفراد الأسرة العلوية، منهم الأمير محمد على حليم، النبيل عباس إبراهيم حليم وعدد من الأميرات من الأسرة المالكة.
ومن قبلها طالت مقابر عدة لشخصيات هامة فى التاريخ، منها ضريح الراوى ورش فى مقابر الإمام الشافعي، صاحب الرواية المشهورة فى قراءة القرآن (ورش عن نافع) والشيخ محمد رفعت بمنطقة السيدة نفيسة.
أصوات كثيرة تعالت مطالبة بوقف هذه الجرائم التى ترتكب فى حق التاريخ منهم الدكتورة جليلة القاضى أستاذة التخطيط العمرانى بجامعة باريس، ومديرة الأبحاث بالمعهد الفرنسى للأبحاث من أجل التنمية (IRD)، وصاحبة أول وأهم كتاب مطبوع عن تاريخ الجبانات.
الدكتورة جليلة القاضى خاضت العديد من المعارك لمنع هدم أيه جبانات داخل حيز القاهرة التاريخية، وهى كمواطنة مصرية تعبر عن مشاعر ملايين المصريين ترى أن الدفاع عن هذه الجبانات بمثابة «واجب مقدس» وامتداد لثقافة المصريين القدماء الذين أولوا اهتماما للحفاظ على مقابرهم، كما تراها تعبيرا عن هوية مصر التاريخية.
الدكتورة جليلة القاضى ومعها نخبة من صفوة المجتمع السياسية والدبلوماسية والثقافية وبعض الأحزاب والجمعيات الأهلية والشخصيات العامة، انتبهوا إلى هذه الكارثة وشكلوا منذ أربعة اعوام
مجموعة إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية"، وأصدروا بيانا حذروا فيه من مغبة التمادى فى هدم الجبانات، وأظهرنا آثاره التدميرية، ونجحوا فى تعطيل المخطط بعض الوقت لكنه كان ينفذ على مراحل، أولها إزالة جزء من جبانة السيدة نفيسة، وجبانة السيوطى وجبانة الأباجية الموجود فيها مدفن "طه حسين".
ولكن هذا المخطط وصل لذروته عند مقبرة «حليم باشا»التى تضم رفات العديد من أفراد الأسرة العلوية، والتى أثارت صور هدمها غضب شديد عند المصريين ما دفع الحكومة إلى وقف الهدم ولكنه إيقاف مؤقت لهدم التاريخ وللأسف ستعود معاول الهدم من جديد للقضاء على ما تبقى من الجبانات التاريخية،وهو ما كشفت عنه تصريحات
الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، بان عمليات الهدم فى منطقة مقابر الإمام الشافعى توقفت مؤقتا لحين التنسيق مع الجهات المعنية ودراسة موقف الأضرحة والمقابر المطلوب إزالتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تراث مصر
إقرأ أيضاً:
الملتقى السعودي المصري.. رئيس تجارية القاهرة: العلاقات التاريخية تنطلق نحو المستقبل
اختتم أيمن العشري، رئيس غرفة القاهرة التجارية وعضو اتحاد الصناعات المصرية، مشاركته الفاعلة ضمن فعاليات ملتقى الأعمال السعودي المصري الذي عُقد بالعاصمة الرياض خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل الجاري، مؤكدا تحقيق نتائج استراتيجية من شأنها تعزيز أواصر التعاون الصناعي والاستثماري بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية.
أُقيمت فعاليات الملتقى بحضور بندر بن إبراهيم بن عبد الله الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، والمهندس خليل بن سلمة نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، ورئيس اتحاد الغرف السعودية، ورئيس مجلس الأعمال المصري السعودي، والمهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، وبمشاركة 38 من رجال الصناعة اعضاء اتحاد الصناعات المصرية ، ما يعكس مستوى الاهتمام الرسمي الكبير من الجانبين بدعم الشراكة الاقتصادية وتطوير مجالات التعاون الصناعي.
أكد العشري أن المباحثات واللقاءات الثنائية التي عقدها الوفد المصري مع نظرائه السعوديين أسفرت عن توقيع اتفاقيات أولية وتفاهمات متقدمة في عدد من القطاعات الحيوية، أبرزها الصناعات الثقيلة، والصلب المخصوص، موضحا أن الجانب السعودي أبدى اهتمامًا بالغًا بتوسيع التعاون الصناعي مع الشركات المصرية، خاصة في مجالات التصنيع المشترك وتوطين سلاسل الإمداد، وتوسيع الصادرات المصرية المتخصصة للأسواق الخليجية والعالمية.
وأشار رئيس غرفة القاهرة التجارية إلى أن الاجتماعات مع كبار المستثمرين والمسؤولين السعوديين تناولت آليات تأسيس مراكز صناعية متكاملة، تهدف إلى توطين الصناعات المتقدمة وتعزيز القدرات التصديرية للمنطقة بأسرها .
وفى السياق ذاته، لفت العشرى إلى أن الوفد المصري، بقيادة نخبة من رجال الصناعة والتجارة، طرح خلال الملتقى نموذجًا متطورًا للتكامل الاقتصادي الإقليمي، يتجاوز الإطار التقليدي للتبادل التجاري، ليؤسس لمنظومة شاملة تشمل التصنيع المشترك، وتبادل التكنولوجيا.
وأكد العشري أن الفترة القادمة ستشهد بدء تفعيل الاتفاقيات عبر تشكيل لجان عمل ثنائية بين الجانبين، لمتابعة تنفيذ المشروعات الاستثمارية وفق خطط مدروسة تضمن سرعة الإنجاز وتحقيق الأثر الاقتصادي الملموس.
وتوجه العشري بخالص الشكر والتقدير لقيادات المملكة العربية السعودية وللجهات المنظمة للملتقى على حفاوة الاستقبال ودقة التنظيم، معربًا عن تطلعه لمزيد من الإنجازات المشتركة التي تعزز مسيرة التنمية والازدهار في البلدين الشقيقين.