بوابة الوفد:
2024-12-22@23:09:47 GMT

الخطة الوجودية

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

استمرار جرائم الإبادة الوحشية فى غزة وعموم فلسطين المحتلة، ولبنان، من دون توقف، أو تدخل دولى حقيقي، يُنذر بتغييرات كارثية فى المستقبل القريب، بعد أن صار الحديث جهرًا عن إمكانية إعادة رسم الخريطة السياسية العربية، بشكل مفضوح.
الشواهد كلها تؤكد أن الوضع العربى عمومًا، بات أكثر تأزمًا وتعقيدًا، فى ظل وجود مخططات «شيطانية»، لم تتوقف يومًا، على مدار عقود، لتقسيم المنطقة فى الألفية الثالثة، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، قد تؤثر على وجودنا جميعًا من الأساس!
الآن، يبدو فى الأفق حراك وهمى سياسى تديره الولايات المتحدة، وفق خطة «الشرق الأوسط الجديد»، التى يُعاد تدويرها، وتتمثل فى عزل الساحات، وتفكيك المنظومة المقاوِمة، وإنعاش مشاريع «مركونة» على رفوف «الماسونية العالمية» لعقود طويلة، بانتظار «إعادة هيكلة» لـ«إسرائيل» سياسيًّا وجغرافيًّا.


خطة شيطانية، بدأت فعليًّا منذ سنوات، ولم تعد سرًا، إذ تحدث عنها قادة «الكيان المحتل» وأمريكا، باعتمادها على التطبيع الكامل، الذى سيكون غلافًا للخطة الأساسية، بتغيير معالم فلسطين المحتلة مرة أخرى، بالإضافة إلى بعض البلدان العربية مثل لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر!
تلك الخطة «الوجودية» وضعها ـ الصهاينة والأمريكان ـ للجمع بين السياسة والجغرافيا والأمن، إذ يرونها ضرورة ملحة للسيطرة وإعادة التشكيل، وربطها بـ«التحالف الإبراهيمي» وقيادة المنطقة، وفقًا لقاعدة الولايات المتحدة الشهيرة «لو لم توجد إسرائيل كنا سنخلقها فى المنطقة»!
ربما تعززت تلك النظرية قبيل «طوفان الأقصى»، منذ إنهاء أمريكا و«إسرائيل» مناورات «اللكمة القاضية»، التى تحاكى حربًا متعددة الجبهات، مدعومة بإطلاق قطار التطبيع نحو السعودية، وما تبقى من دولٍ عربية، تزامنًا مع «شراء الوقت» الكافى لصالح «الكيان الصهيوني»، لتنفيذ المهمة بنجاح.
لعل ما يجب الانتباه إليه هو السعى الحثيث لتأسيس «ناتو عربي» أو «شرق أوسط جديد»، فى إطار «التحالف الإبراهيمي»، يحل مكان جامعة الدول العربية، التى ستصبح «جامعة دول الشرق الأوسط»، تكون «إسرائيل» درة تاجها، لتتربع منفردة على عرش المنطقة.
بكل أسف، مَن يراقب بدقة ما يجرى فى منطقتنا البائسة، يُدرك أنه لم يُترك للشعوب العربية والإسلامية أى خِيار سوى الاستسلام والإذعان والخضوع والخنوع، ثم التطبيع المجاني، وليس السلام العادل، وبالتالى فقدنا الماضى وخسرنا الحاضر، وبالتالى لم يعد هناك أى مستقبل ينتظرنا!
يقينًا، كل تلك المخططات، أصبح بعض الساسة و«علماء الدين» والإعلاميين ـ بقصد أو من دون قصد ـ يشاركون فيها، من خلال إشغالنا ودفعنا وجرِّنا لفخ «الفتنة المذهبية»، التى أصبحت ورقة رابحة يلعب بها «الصهاينة» ومَن ولاهم من «المتأسلمين»، لتعزيز التعصب والكراهية وبث الفرقة ورفض الآخر.
أخيرًا.. «العدو الصهيوني» يعقد رهانه للانتصار علينا وعلى المقاومة، من خلال خذلاننا لها، وتنصّلنا منها، وتواطؤنا ضدها، وتوجيه سهام نقدنا وتشكيكنا وسخريتنا وطائفيتنا وكرهنا وحقدنا عليها، وإسقاط مركبات نقصنا وخوفنا وجُبننا وخضوعنا وخنوعنا وعبوديتنا لأراذلنا، كنمط عَيْشٍ أَلِفَه الكثيرون!
فصل الخطاب:
يقول الشاعر والأديب السورى «محمد الماغوط»: «كنا أصحاب حق، فصرنا أصحاب سوابق».

‏[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاستيطان المقاومة محمود زاهر الناتو العربي الشرق الاوسط الجديد طوفان الأقصى الماسونية العالمية حدود إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي التطبيع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تمهل سكانًا في القنيطرة بسوريا ساعتين لتسليم أسلحتهم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت مصادر إعلامية، اليوم الأحد، أن القوات الإسرائيلية قد أمهلت سكان مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوب سوريا ساعتين لتسليم الأسلحة التي بحوزتهم، مهددة باقتحام المدينة في حال عدم الاستجابة.

هذا التطور يأتي في وقت يشهد فيه جنوب سوريا توغلًا إسرائيليًا في عدد من القرى والبلدات الواقعة في المنطقة العازلة، مستفيدة من التغيرات السياسية والميدانية في دمشق لتنفيذ عمليات توغل جديدة. في قرية جباتا الخشب، الواقعة في الجزء الشرقي من هضبة الجولان المحتلة، تجول الجنود الإسرائيليون في الشوارع الرئيسية، بينما تتمركز الدبابات على أطراف القرية. هذا المشهد غير المعتاد فاقم المخاوف في صفوف السكان المحليين، الذين اكتفوا بمراقبة الوضع عن بُعد.

مدينة البعث، التي تقع وسط القنيطرة، شهدت هي الأخرى توغلًا للقوات الإسرائيلية، حيث قامت الجرافات الإسرائيلية بتدمير العديد من الشوارع ورفع العلم الإسرائيلي على تلال مشرفة على المدينة. وقال سكان المدينة إن القوات الإسرائيلية انتشرت في الأماكن الاستراتيجية داخل المنطقة العازلة، وسط مشاعر من القلق المتزايد بشأن مصير المنطقة بالكامل.

من جهته، عبّر الدكتور عرسان عرسان المقيم في مدينة البعث عن استياء السكان من التوغل الإسرائيلي، مؤكدًا أنهم مع السلام بشرط أن يتم انسحاب إسرائيل إلى خط وقف إطلاق النار الذي تم تحديده بموجب اتفاق فض الاشتباك عام 1974. وأشار إلى أن التدمير الذي لحق بالشوارع واللافتات في المدينة كان "عملًا غير إنساني"، في ظل وجود قوات إسرائيلية في المناطق المجاورة.

في نفس السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ بشأن التوغل الإسرائيلي في المناطق التي كانت تحت إشراف الأمم المتحدة، معتبرًا إياه "انتهاكًا لسيادة سوريا". وشدد على أن ما يحدث في المنطقة يشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي وقد يؤدي إلى تصعيد غير مبرر.

وكانت إسرائيل قد شنت سلسلة من الغارات الجوية على مواقع عسكرية سورية ومخازن أسلحة في الأيام الماضية، بالتزامن مع تقدم فصائل المعارضة السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" في بعض المناطق الجنوبية. وقد وصف القائد العسكري لهيئة تحرير الشام هذه العمليات بأنها تشكل "تهديدًا للسلام الإقليمي"، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذا التوغل.

في مدينة البعث وبلدات أخرى في القنيطرة، أبدى السكان قلقهم من التصعيد الإسرائيلي المتواصل، مشيرين إلى أن التوغل قد يؤدي إلى مزيد من التقسيم للمنطقة. وأكدوا على ضرورة أن تتحمل حكومة الإنقاذ والمجتمع الدولي مسؤولياتهم لوقف هذا التوغل وحماية المدنيين.

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث شهدت المنطقة تغييرات كبيرة على الصعيدين العسكري والسياسي، مما يزيد من تعقيد الوضع ويثير تساؤلات حول المستقبل القريب لمناطق جنوب سوريا.

 

 

مقالات مشابهة

  • أول حوار لمدعي عام «الجنائية الدولية» السابق: تعرضت للتهديدات وكنت على حق بمساءلة إسرائيل وفقا للقانون
  • جبهة مناهضة التطبيع تحتج أمام البرلمان للمطالبة بوقفه الفوري مع إسرائيل
  • إسرائيل تمهل سكانًا في القنيطرة بسوريا ساعتين لتسليم أسلحتهم
  • إسرائيل تكشف عن خطة لهجوم جديد على اليمن بمشاركة دول أخرى
  • بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر
  • سقوط صاروخ يمني وسط إسرائيل
  • كاتب إسرائيلي: إسرائيل والسعودية مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
  • كاتب صحفي: من المطلوب أن توفر الدول العربية الدعم وتطالب بانسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة
  • خالد داوود: يجب على الدول العربية المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي السورية
  • بلينكن: اتفاقية التطبيع بين السعودية واسرائيل جاهزة