ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
"احذروا الألوان"... قريبًا سوف تشهد الأسواق الغزو الشرائي لاحتياجات المدارس وربما الأكثرية تنتظر آخر الشهر للقيام بالتسوق كالمعتاد، البعض ممن يملك البحبوحة المالية قدم مشترياته خشية عدم كفاية الوقت للتسوق نتيجة القرار المفاجئ الذي لم يكن على الحسبان في تقديم العام الدراسي.
ولمن لا يعلم هناك فرق بين ألوان قوس قزح والألوان التي ترمز لفئة الشواذ؛ فتبصروا يا أُولِي الْأَلْبَابِ.
"أسطوانات موقوتة"... الانفجار الذي وقع في منطقة المعبيلة بولاية السيب نتيجة انفجار أسطوانات غاز في أحد المطاعم، نحمد الله شكرًا أنه لم يسفر عن وقوع وفيات، ونتج عنه إصابة عدد من الأشخاص بين الخفيفة والمتوسطة، نسأل الله لهم السلامة، فضلًا عن تأثر عدد من المباني والمركبات. هذه الحادثة لا يجب أن تمر مرور الكرام على هيئة الدفاع المدني والإسعاف بصفتها الجهة المرخصة لاشتراطات الأمن والسلامة والمراقبة عليها في نفس الوقت، ولا يجب اعتبرها قضاءً وقدرًا فقط؛ بل يجب التعامل معها على أنها من الدروس التي ينبغي الاستفادة منها وذلك فيما يتعلق بمعرفة أسباب ومسببات الانفجار والسعي لعدم تكرار ذلك خصوصًا في المنشآت التجارية التي تستخدم أسطوانات الغاز مثل المقاهي والمطاعم وغيرها من خلال التوعية بمخاطر عدم التقيد بلائحة الأمن والسلامة التي تعدها هيئة الدفاع المدني والتوعوية للمنشآت التجارية؛ بل وحتى السكنية منها بمخاطر القنابل الموقوتة كأسطوانات الغاز وكيفية صيانتها والوقاية منها إذا حدث مكروه، كما على الشركات الموردة لأسطوانات الغاز هنا دور لا يقل أهمية في بيع ما هو صالح وآمن للمستهلكين والتخلص من المخزون القديم الذي انتهت صلاحيته وعدم تداول بيعه وهنا يأتي دور الجهات الحكومية المراقبة والمرخصة لهذه الشركات، والسؤال يوجه للبلديات نحو إعادة النظر في كثرة التراخيص الممنوحة للمطاعم والمقاهي لا سيما تلك القريبة من الأحياء السكينة.. حفظ الله الجميع من كل شر ومكروه.
"مهرجانات الولايات"... من الجميل تنشيط السياحة الداخلية في محافظات السلطنة المختلفة، وذلك من خلال إقامة فعاليات المهرجانات في عدد من الولاية، لكن الأجمل أن يصاحب ذلك استعداد كافٍ مقرونًا بالتنظيم المدروس والمخطط له، لا أن يكون عشوائيًا بمعنى "تعال نظم وعلى الله البركة"... هذا ما لوحظ في أكثر من مهرجان، فهناك من استضاف فعالية تجاوز فيها الحضور في إحدى فعالياته أكبر من المتوقع ومن سعة المكان نفسه، مما أدى لحدوث ازدحام شديد خرج عن السيطرة وتسبب في التدافع وحدوث إصابات. ومهرجان آخر أقيمت فعالياته في أكثر من مكان؛ بل كان منها ما هو خارج الولاية نفسها، مما أدى لعدم انتباه مرتادي المهرجان للمواقع الأخرى، والتي كانت للأسف تضم سوقًا خيريًا لربات البيوت ورواد الأعمال، أدى فيما بعد نتيجة لقلة الحضور لبيع منتجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي خشية أن تفسد.
لسنا ضد تنظيم مثل هذه المهرجانات، فهي بالعكس تنشط السياحة الداخلية ممن لم تسمح لهم الظروف بالسياحة الخارجية وتحرك الحركة التجارية في الولايات وتدعم أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال فعاليات المهرجانات والتي تجذب الكثير من المواطنين والمقيمين؛ بل والسياح ممن يرغبون في التعرف على العادات والتقاليد وموروث كل ولاية من خلال المناشط المختلفة التي تبرزها هذه المهرجانات، لكن ينبغي الحرص أن تظهر بالمظهر اللائق والذي يعكس صورة الولاية على أكمل وجه، ويا حبذا لو تكون هناك جهة مشرفة على تنظيم مثل هذه الفعالية تصدر منه التراخيص واللوائح المنظمة؛ فمثل هذه المهرجانات قد تحضرها فئات مختلفة وشرائح متنوعة، وبما ينعكس على سمعة السلطنة.
فقط يجب أن نعترف أن العالم- بفضل مواقع التواصل الاجتماعي- أصبح صغيرًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن علاقة الأوطان بالمقاصد الشرعية في الوقت الراهن، يعد من القضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها خاصة مع تنامي الاتجاهات المتطرفة والنظريات الغريبة التي تبتعد عن مراد الشارع وتسيء فهم المقاصد الشرعية.
وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمع، أن الشريعة الإسلامية قامت على حفظ الكليات الضرورية مثل الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وهذه الكليات تحتاج إلى مظلة تحميها، وهو ما تمثله الأوطان.
وقال: "إذا لم يكن هناك وطن يحفظ هذه الكليات، فلا يمكن الحفاظ عليها، لذلك يجب أن نعتبر المحافظة على الأوطان جزءًا من المقاصد الضرورية التي تتطلب اهتمامنا".
وأشار إلى أن العلماء الكبار الذين تناولوا قضية الدولة قد أكدوا على أهمية الحفاظ على الأوطان باعتبارها عنصرًا أساسيًا لتحقيق المقاصد الشرعية، من أبرزهم الإمام الطاهر ابن عاشور الذي تحدث عن الدولة كمقصد شرعي، مؤكدًا أن الدولة تمثل الأداة التي من خلالها يتم الحفاظ على هذه المقاصد الضرورية.
وأضاف مفتي الديار المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مثالاً رائعًا على حب الوطن، حيث قال: "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، لافتا إلى أن هذه الكلمات تعكس ارتباط الإنسان بوطنه، وهو ارتباط فطري وطبيعي، بعيدًا عن أي اعتبار ديني أو عرقي، خاصة إذا كان هذا الوطن يوفر الأمن والاستقرار.
كما ذكر أن الدعوات التي دعا بها الأنبياء، مثل دعاء الخليل عليه السلام "رب اجعل هذا البلد آمناً"، هي دليل على أهمية الأمن في الوطن، والذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في الدنيا والقيام بفرائض الدين.
و شدد الدكتور نظير عياد، على أن الحفاظ على الأوطان ليس فقط من أجل حماية الحدود أو الموارد، بل هو جزء أساسي من تحقيق نظام يضمن الحكم بالشريعة الإسلامية ويحقق المصالح العامة للمجتمع.