بي بي سي عن مجزرة رابعة: الإنسانية قتلت في مصر بذلك اليوم
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
شهدت مصر قبل عشر سنوات، يوما لم تعرف مثله في تاريخها القريب، وسقط مئات القتلى المدنيين في ساعات قليلة وباتت القاهرة أقرب إلى ساحة الحرب، لا يسمع فيها سوى صوت طلقات الرصاص وصافرات سيارات الأمن.
ففي 14 أغسطس/ آب عام 2013، فضت قوات الأمن المصرية بالقوة اعتصاما لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي الذي انقلب عليه الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي.
ونقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، عن الشاب عمرو حشاد الذي شارك في الاعتصام الذي استمر نحو خمسين يوما بميدان رابعة العدوية، قوله إن "الجثث كانت في كل مكان، اختنقنا من الغاز المسيل للدموع. رأيت العديد من الأطفال القتلى في الميدان".
كان عمرو في العشرين من عمره حينذاك. لم يخطر بباله قط أن تواجه قوات الأمن خلافا سياسيا بالذخيرة الحية، على حد وصفه.
يقول عمرو: "أتمنى لو لم أكن حيا اليوم حتى لا أعيش معذبا وملاحقا بذكريات يوم الفض. فقد قتلت الإنسانية في مصر في ذلك اليوم".
وتشير التقديرات الرسمية إلى مقتل أكثر من 600 من المعتصمين في رابعة العدوية مقابل مقتل ثمانية من رجال الأمن. لكن تقديرات جماعة الإخوان المسلمين التي نظّمت الاعتصام تحدّثت عن ما يزيد على الألف قتيل بين صفوف المعتصمين. وقدّرت منظمة هيومان رايتس ووتش أعداد الضحايا من المدنيين بين الـ800 والـ1000 .
واتهمت المنظمة الحقوقية السلطات المصرية بتنفيذ واحدة من أكبر وقائع قتل المتظاهرين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث.
"أشعر بالاختناق"
يقيم عمرو حاليا في بريطانيا بعد أن رحل عن مصر أواخر عام 2018، بعد أن قضى في السجن نحو خمس سنوات. قبض عليه بعد أشهر من فض الاعتصام واتهم بإتلاف الممتلكات العامة وتكدير السلم والأمن العام.
ويقول إن الأمن نكّل بالعديد من أفراد أسرته جراء مشاركتهم في الاعتصام. ولا يزال أخوه ذو الساق المبتورة سجينا على خلفية اتهامات بالانضمام لجماعة "إرهابية".
ولا يزال الكثيرون من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس السابق محمد مرسي، إما محتجزين أو ملاحقين أو منفيين.
ويضيف عمرو: "كلما سمعت صوت صافرات سيارات الأمن أو مروحيات تحلق في السماء أسترجع يوم الفض. أشعر حينها بأنني أختنق وكأن روحي تفارق جسدي".
وقالت السلطات المصرية إنها فتحت ممرات آمنة كي تسمح للمعتصمين بمغادرة ميدان رابعة العدوية قبل أن تدخل إليه قوات الأمن. لكن عمرو يكذّب الرواية الرسمية.
ويوضح: "شاهدت صفا من الناس، من بينهم نساء وأطفال، يرفعون أيديهم في استسلام ويغادرون الاعتصام لكن سرعان ما أطلق عليهم القناصة النيران".
وفي تقرير صدر بعد مرور عام على الفض، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش، إن "أعمال القتل هذه ترقى على الأرجح إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية".
وأوضحت المنظمة أنها خلصت إلى هذه النتيجة بناء على "الطبيعة الممنهجة واسعة النطاق لوقائع القتل هذه، والأدلة التي توحي بأنها شكلت جزءا من سياسة تقضي باستخدام القوة المميتة ضد متظاهرين عزل في معظمهم لأسباب سياسية".
حلم العودةيقول عمرو: "حتى إن سنحت لي الفرصة كي أعود إلى مصر. لقد تحطمت نفسيتي. فشكل الحياة الذي كنت أعرفه ذهب بلا عودة".
غياب المحاسبة
وبعد مرور عشر سنوات كاملة على الفض، لم يقدّم أي من رجال الشرطة أو الجيش للمحاسبة، فكل الملاحقات القضائية والمحاكمات كانت من نصيب أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين فحسب.
ويسهم غياب المحاسبة في تعميق الشرخ الكبير الذي يعانيه المجتمع المصري حاليا، إذ باعدت الدماء بين العديد من أبناء هذا البلد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة مصر السيسي رابعة مصر رابعة السيسي مجزرة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مجزرة الصالحة.. متى يستيقظ ضمير الكفيل والعميل؟!!
مجزرة تدمي القلوب نفذتها المليشيا فى يوم دام بصالحة امس وهي تقدم على تصفية 31 مواطنا اعزلا بدم بارد.
جرائم المليشيا ليست جديدة فقد فعلوها كثيرا ” ود النورة والتكينة ، وعدد من المناطق،” بولاية الجزيرة ، ومازالوا يرتكبونها فى الفاشر وما حولها وبشكل يومي وقد نفذوها فى الجنينة بحق الوالي الشهيد خميس ابكر وباهلنا المساليت، الغريب فى الامر ان العالم مازال يلتزم الصمت المخزي تجاه ما يحدث من جرائم بحق السودانيين ..
والغريب كذلك ان بعض القوى السياسية الخائبة المتحالفة مع الجنجويد تنظر اليهم ك”طرف” يساوونه مع الجيش رغم ما اقترفوه من جرائم وما ارتكبوه من موبقات بحق المواطن السوداني الأعزل…
تمنيت ان تيقظ هذه الجريمة البشعة ضمير العالم ، وتحرج المتواطئين مع المليشيا من شذاذ الافاق الذين اختاروا العيش عبدة للعمالة الجالبة للدولار والدرهم، ولكن ما اظن ان لهؤلاء نخوة او انسانية اواخلاق تسعفهم ليكونوا حتى بشرا عاديين يالمون لالم الشعب السوداني ، ويغضبون لغضبه، فقد باعوا الوطن واهله فى مزادات شراء الضمائر منذ ان اختاروا موالاة “عصابة ال دقلو المجرمة”..
ومثلما فعلوا حينما قتلوا خميس ابكر والي غرب دارفور ومثلوا بجثته هاهم الجنجويد يوثقون لفعلتهم، ويخرج مستشاروهم العملاء ليعلنوا فى القنوات الفضائية انهم اعدموا المواطنين لانهم يتبعون للجيش، ومن قال ان الاسير يفتل حتى ولو قبلنا ما يقولون..
ماحدث فى صالحة امس يلخص بوضوح دموية المليشيا وبؤس توجهها القائم على قتل الشعب وسحل المدنيين، ويؤكد ان هؤلاء القتلة لايمكن ان يكونوا امينين على دولة وشعب يصفونه كل يوم بدم بارد..، ما حدث بلاغ فى بريد العملاء الذين يسعون صباح مساء لفتح مسارات التفاوض مع الجنجويد والتسامح مع ما اقترفوه من جرائم لن تسقط قطعا بالتقادم… ماحدث رسالة الى العالم الذى مازال يخذلنا، للقوى الكبرى التى تدعي انحيازها للانسانية والعدالة والسلام وهي تفشل فى ردع دويلة الشر الامارات كفيل المليشيا الذى وفر السلاح لقتل السودانيين فى كل يوم…
ماحدث فى صالحة بالامس يملؤنا يقينا بانه “ماحك جلدك مثل ظفرك فتول انت جميع امرك”، ويبدو ان المليشيا لاتابه بالعالم لانها تعلم قوة صوت الكفيل الاماراتي الذى يشتري صمت المؤسسات الدولية بالمال والنفوذ والمصالح.. الصمت فضيحة للعالم ولمؤسساته الدولية ولكل القوى التى اصطفت الى جانب التمرد..
ليس لدينا ملجأ الا الله نبتهل اليه صباح مساء ان يكلل بلادنا بنصر تتعجب منه الخلائق، وان يقصم ظهر المليشيا وداعميها فى الامارات وحاضنتهم السياسية فى “صمود وتقدم” ، وليس امامنا سوى جيشنا وقواته المساندة هم من نعول عليهم لتاديب هؤلاء القتلة الغجرة الذين يعيثون فسادا فى الارض ويستحلون دماء واعراض اهل السودان فى كل يوم…
محمد عبدالقادر
إنضم لقناة النيلين على واتساب