مجموعة "بريكس".. وزن وثقل عالمي جديد
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
تشو شيوان **
لفتت القمة الـ16 لمجموعة بريكس والتي استضافتها مدينة قازان الروسية، الاهتمام الدولي، خصوصًا مع حضور عدد من رؤساء الدول الأعضاء، وخلال حوار قادة "بريكس بلس"، ألقى الرئيس الصيني كلمة مهمة عنوانها "حشد القوة الضخمة لـ"الجنوب العالمي" والعمل سويًا على دفع إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"، مع الدعوة إلى تعزيز التضامن والتعاون لدول "الجنوب العالمي" لما لهذه الدول من ثقل ووزن عالمي وبالتعاون ستزيد من الفرص التنموية ليس لشعوب دول الجنوب إنما للعالم بأكمله.
ولأول مرة، تُعقد قمة "بريكس" بعد انضمام مصر، وإيران، والإمارات، وإثيوبيا إلى المجموعة؛ مما يضيف زخمًا قويًا لصعود دول "الجنوب العالمي". ويُعزز هذا التوسع من قوة "بريكس بلس"، ويقدم فرصة تاريخية لتحقيق تعاون متعدد الأطراف بشكل أكثر فعالية، حيث يسهم في تحسين آليات الحوار ويعمق التعاون بين الدول الأعضاء، فخلال السنوات العشر الماضية، قدمت آلية "بريكس" للعالم نموذجًا جديدًا للتعاون الدولي، يقوم على الحوار واحترام التنوع والمساواة التجارية. ويمثل هذا الإطار أملًا مشتركًا لجميع الدول التي تتبنى التعددية وتسعى إلى شراكات عادلة ومنصفة في الاقتصاد العالمي.
وبالعودة لخطاب الرئيس شي، فإنني أجده قد أظهر الدور القيادي الثابت للصين عالميًا، وأثبت أن خطط الصين ومبادراتها العالمية ساعية للاستقرار العالمي وسط تخط دولي نتج عنه أزمات إنسانية وسياسية شرقًا وغربًا، وأيضًا فإن اقتراح الصين لبناء "بريكس من أجل السلام" يعني أن دول بريكس يجب أن تكون مثالًا يُحتذى به في تنفيذ مفهوم الأمن العالمي، وأن تقوم دول المجموعة بأدوار كبرى من أجل حماية السلام والأمن العالميين، وهذا يتوافق أيضا مع التطلعات العامة للمجتمع الدولي الذي بات يبحث عن حلول واقعية وأصوات عالمية قوية قادرة على حفظ الأمن العالمي.
لقد شارك الرئيس الصيني شي في اجتماعات قادة "البريكس" على مدار 12 عامًا متتالية؛ حيث قدّم نموذج التعاون "بريكس بلس" وعددًا من المقترحات الهامة التي تعزز التعاون بين دول المجموعة. وخلال حوار "بريكس بلس" هذا العام، دعا الرئيس شي إلى ثلاث مبادرات رئيسية: تعزيز السلام لتحقيق الأمن المشترك، تنشيط التنمية لتحقيق الازدهار للجميع، والنهوض بالحضارات لتعزيز التنوع الثقافي والتناغم.
وباعتبارها الدولة النامية الأكبر، تواصل الصين دعم التضامن بين دول "الجنوب العالمي"، ملتزمة بتعزيز التعددية وتحقيق النمو المشترك. وتظهر المقترحات الصينية جوهرًا منفتحًا على التعاون والتبادل بين مختلف الدول، متجاوزةً الفروقات السياسية والاقتصادية والثقافية بينها. ونتيجة لذلك، تتطلع العديد من دول "الجنوب العالمي" للانضمام إلى آلية التعاون "بريكس"، التي أُسِّست بفضل قيادة الصين ودول أخرى، بهدف مواجهة التحديات التنموية وتحقيق الانتعاش الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وفي ظل التغيرات العميقة التي يمر بها العالم لأول مرة منذ قرن، أطلق الرئيس شي جين بينغ ثلاث مبادرات رئيسية هي: مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، التي حظيت بترحيب واسع. وذكر الرئيس شي في خطابه خلال حوار القادة أنه منذ إطلاق مبادرة التنمية العالمية قبل ثلاث سنوات، تم جمع حوالي 20 مليار دولار أمريكي من صناديق التنمية وتم تنفيذ أكثر من 1100 مشروع في مختلف أنحاء العالم.
أما مبادرة الأمن العالمي، فقد أسهمت بفاعلية في تحقيق استقرار إقليمي ملحوظ وتعزيز السلام في عدة مناطق. وعلى صعيد مبادرة الحضارة العالمية، شجعت على بناء "حديقة حضارية عالمية" حيث يتم تبادل الجمال والثقافات المتنوعة. وتهدف هذه المبادرات إلى تقديم الحكمة الصينية والحلول المبتكرة لدعم مسيرة التحديث العالمية، مما يعود بالفائدة على العديد من الدول حول العالم.
وانطلاقًا من بيانات مختلفة مثل الناتج المحلي الإجمالي، ومساحة الأرض، وعدد السكان، والتجارة الدولية، فإنَّ دول البريكس قد أصبحت قوة مهمة بين دول "الجنوب العالمي"، وتؤدي دورًا أكبر في المجتمع الدولي بالمقارنة مع مجموعة السبع، ومن المؤكد أن آلية التعاون لدول البريكس ستقود اتجاهًا جديدًا للتنمية العالمية في المستقبل، وبالنظر إلى المستقبل، وفي مواجهة الوضع الجديد للتعددية القطبية العالمية وأزمة "الحرب الباردة الجديدة"، يتعين على دول بريكس البحث عن أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالخلافات، والتوحد وتعزيز مكانتها، وخلق وضع جديد للتنمية عالية الجودة لـ"تعاون بريكس الكبرى" من أجل قيادة تطوير وتنشيط "الجنوب العالمي"، حتى تصبح العمود الفقري لبناء عالم أفضل.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
33% نموا في المبيعات العالمية لـ"أمواج" بالربع الثالث
مسطق- الرؤية
واصلت أمواج- دار العطور العُمانية عالمية المنشأ- مسيرتها الناجحة بزيادة مبيعاتها بنسبة تتجاوز 33% خلال الربع الثالث من عام 2024؛ مما عزز من إجمالي نمو المبيعات خلال الشهور التسعة الأولى من العام إلى أكثر من 27%.
ويعكس هذا الأداء الاستثنائي النمو المضاعف الذي سجلته أمواج عبر جميع قنواتها ومواقعها حول العالم ليؤكد الإقبال المتزايد على إبداعاتها العطرية، مدعومًا برؤيتها وشغفها المتواصل للابتكار التي تعد عوامل أساسية في استمرار تميز الدار في سوق المنتجات الفاخرة رغم التحديات الراهنة في القطاع.
وأظهرت نتائج الربع الثالث من العام الطلب المتزايد على عطور أمواج التي تشمل "جايدنس" و"إنترلود" و"رفلكشن" و"بوربس" و"أونر"، التي حققت جميعها نموًا تجاوز 20%، في حين سجل عطر "جايدنس"، أحد أبرز إبداعات الدار التي نالت شعبية واسعة حول العالم، ارتفاعًا في المبيعات بنسبة تزيد عن 245% بعد طرحه في أرقى المتاجر العالمية إلى جانب إطلاق إكسير "جايدنس 46" الاستثنائي.
وحققت مبيعات مجموعة سيكرت جاردن نموًا بأربعة أضعاف، بنسبة تجاوزت 335%، وذلك بعد إعادة إطلاقها بحلة جديدة، أما مجموعة الإكسير الاستثنائية، فقد تضاعفت مبيعاتها ثلاث مرات بنسبة تفوق 204%، مما يشير إلى تزايد الإقبال على العطور عالية التركيز والإبداع.
وشهدت أمواج نموًا ملحوظًا في إيراداتها عبر مختلف الأسواق وقنوات البيع، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تمر بها العالم، فقد سجلت بوتيكات أمواج ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 30%، فيما حققت التجارة الإلكترونية نموًا بنسبة تزيد عن 57%، وارتفعت مبيعات التجزئة في سوق السفر بنسبة تتخطى 51%، بينما زادت مبيعات السوق الأمريكي بنسبة تتعدى 50%، وسجل السوق الآسيوي نموًا بنسبة تفوق 39%.
وتعزيزًا لدورها الريادي في استخدام مكونات طبيعية ومستدامة، أعلنت دار أمواج عن إطلاق برنامج لرعاية أشجار اللبان في محمية وادي دوكة، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، بينما تستعد لبدء الموسم الثاني لحصاد اللبان.
ومن خلال تعاونها مع منظمة اليونسكو ووزارة التراث والسياحة في سلطنة عُمان، تهدف أمواج إلى إعادة إحياء صناعة اللبان ورعاية وحماية هذا الإرث الطبيعي العريق في وادي دوكة.
وتتطلع أمواج إلى تعزيز نجاحاتها المستمرة خلال الربع الأخير من عام 2024 خاصة مع إطلاق مجموعة اسينسيس الجديدة، والتي تتميز بكونها ابتكارًا فريدًا من نوعه وتضم ثلاثة عطور خضعت لعملية نقع مزدوجة لمدة 6 شهور وقد نفذت كميتها بالكامل خلال 24 ساعة فقط، كما تواصل الدار استثمار جهودها في تطوير منتجات تجسد أعلى معايير الجودة وتوسيع نطاق مشاريعها الدولية، محافظة على روحها العُمانية وقيمها الأصيلة التي تشكل هويتها.